عنق الزرافة
جدول المحتويات
طول عنق الزرافة
يصل طول رقبة الزرافة إلى 1.8 متر، ويمكن لوزنها أن يصل إلى نحو 272 كيلوغراماً؛ حيث تعد الزرافات أطول الحيوانات البرية، ويمكنها مثلاً النظر إلى نافذة تقع على الطابق الثاني بكل سهولة، ويجدر بالذكر أن رقبة الزرافة تضم سبع فقرات فقط كالإنسان تماماً، إلا أن طول كل منها قد يفوق 25.4 سنتيمتر.[١]
تكيف عنق الزرافة
تحتوي الشرايين ذات الجدران السميكة الموجودة في رقبة الزرافة على صمامات إضافية تعمل على التقليل من تأثير الجاذبية عندما يكون رأس الزرافة مرفوعاً،[٢] كما تمتلك الزرافات قلباً كبيراً يصل طوله عند الذكر البالغ إلى 60سم، مما يولد ضغطاً دموياً كبيراً يساوي ضعف الضغط الذي يولده قلب الإنسان، أو الثدييات الأخرى الكبيرة، ولمواجهة هذا الضغط المرتفع قرب القلب فإن جدران الشرايين تتميز هناك بمرونة عالية.[٣]
تتميز الفقرات التي توجد في رقبة الزرافة باحتوائها على رباط يعرف بالرباط القفوي (بالإنجليزية: Nuchal Ligament) يمتد من الجزء الخلفي للجمجمة إلى قاعدة الذيل، ويزداد سمكه فوق الكتفين مباشرة؛ حيث يساعد هذا الرباط على التقليل من وزن رأس الزرافة وعنقها، ويعمل مثل شريط مطاطي ضخم لشد رقبة الزرافة للأعلى، مما يقلل من كمية الطاقة التي تحتاجها العضلات لحمل الرأس.[٣]
إقرأ أيضا:صغير الزرافةعندما تُخفض الزرافة رأسها لتناول الطعام فمن المحتمل أن يندفع الدم المرتفع الضغط إلى الأسفل، ويسبّب انفجار الأوعية الدموية الحسّاسة في المخ والعينين، إلا أن هناك العديد من التغييرات التي تحدث في الشرايين، والتي تسبب تقليل تدفق الدم إلى الدماغ وتحويله بدلاً من ذلك إلى شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة (بالإنجليزية: Rete Mirabile) الموجودة قرب الدماغ، والتي تتوسع بدورها لاستيعاب الزيادة في ضغط الدم، كما أن الصمامات الموجودة في الأوردة الوداجية تمنع عودة الدم للأسفل أثناء انخفاض الرأس.[٣]
تتميز عنق الزرافة بمرونة عالية، ويعود السبب في ذلك إلى أن الفقرات الموجودة في الرقبة ترتبط معاً بِمفصل من النوع الكروي الحُقِّيّ (بالإنجليزية: Ball and Socket Joint) الذي يساعد الزرافة على تحريك عنقها بزاوية ْ360، كما أن الفقرتان الأولى والثانية من الفقرات الصدرية للزرافة (بالإنجليزية: Thoracic Vertebrae) ترتبطان بمفصل كروي حُقِّيّ كما هو الحال في الفقرات العنقية، مما يزيد من مرونة العنق أيضاً بشكل كبير.[٤]
فوائد العنق الطويل للزرافة
هناك عدة فوائد لعنق الزرافة الطويل يمكن تلخيصها فيما يلي:[٥]
- الغذاء: تستطيع الزرافة بفضل رقبتها الطويلة الوصول إلى أوراق الأشجار، والفواكه، والزهور المرتفعة لأشجار الأكاسيا، وغيرها من أنواع الأشجار المرغوبة؛ حيث تتغذى الزرافات بشكل أساسي على أوراق الأشجار المتساقطة في مواسم الأمطار، وتتغذى على الأنواع دائمة الخضرة في المواسم الأخرى، وتتميز الزرافة بلسان طويل يصل طوله إلى 45سم يساعدها كذلك على الحصول على الغذاء الذي تعجز الكثير من الحيونات الأخرى عن الوصول إليه.
- القتال: تستخدم الزرافات عنقها الطويل للقتال في ما بينها، وتوجيه ضربات قاضية للخصم المنافس عن طريق أرجحة العنق.
- المراقبة: يساعد طول رقبة الزرافة على مراقبة الحيوانات المفترسة التي توجد على مسافات بعيدة من غابات السافانا في أفريقيا.
إقرأ أيضا:حيوان النيص
جسم الزرافة
الشكل الخارجي للزرافة
تتميز الزرافات بامتلاكها لسنام صغير على ظهورها، كما أن جسمها مغطى بالبقع مثل الفهد، لذا اعتقد الأفراد لمدة طويلة أن الزرافة عبارة مزيج من الجمل، والفهد، ومن هنا جاءت تسمية الاسم العلمي للزرافة بالمصطلح (camelopardalis)، وتتميز بعض الزرافات باللون البني الفاتح، وبعضها يتميز باللون الأسود تقريباً، وهو الأمر الذي يعتمد على نوع الطعام الذي تتناوله، بالإضافة إلى المكان الذي تعيش فيه؛ فمثلاً تتميز زرافات الماساي من كينيا بأن شكل البقع الموجودة على المعطف الذي يغطي جسمها يشبه أوراق البلوط، كما أن زرافات روتشيلد تتميز ببقع بنية على معطفها تفصل بينها خطوط سميكة بنية فاتحة اللون، أما الزرافات الشبكية فتوجد فقط في شمال كينيا، وتتميز بمعطف داكن اللون تغطيه شبكة من الخطوط البيضاء الرفيعة،[١] وتجدر الإشارة إلى أن الزرافات تتميز بعلامات مختلفة على المعطف عن بعضها كما هو الحال بالنسبة للبصمة عند الإنسان، والخطوط عند الحمار الوحشي.[٦]
تتميز الذكور والإناث من الزرافات باحتواء رؤوسها على نتوءات شبيهة بالقرون، وتستخدم الذكور هذه القرون عند مواجهتها مع بعضها، وعندما تصل الذكور إلى مرحلة البلوغ تبدأ الرواسب من الكالسيوم بالتجمع على الجمجة، وذلك لحمايتها عند المواجهة مع الزرافات الأخرى، ويمكن لهذه الترسبات أن تكون واضحة مما يكسب بعض الذكور قروناً تتراوح في عددها من ثلاثة إلى خمسة.[١]
إقرأ أيضا:صغير الجمل
طول الزرافة ووزنها
يبلغ طول أرجل الزرافة نحو 1.8 متر، وتبدو الأرجل الخلفية أقصر من الأرجل الأمامية إلا أن لها نفس الطول تقريباً، وبفضل أرجلها الطويلة فإنها سريعة جداً، وقد تصل سرعتها إلى 56 كم/ساعة عند العدو لمسافات قصيرة،[٦] وتكون عيون الزرافات بحجم كرات الغولف، ويبلغ طول صغير الزراف عند الولادة مترين تقريباً، بينما يصل وزنه إلى 100كغ، وينمو بمعدل 2.54سم يومياً خلال الأسبوع الأول، أما وزن قلب الزرافة فيصل إلى 11 كيلو جراماً، ويمكن لرئتيها أن تحمل نحو خمسة وخمسين لتراً من الهواء.[١][٢]
قد يفوق طول الذكور من الزرافات 5.5م، ولا يتجاوز طول الإناث عادة 4.5م، وتستطيع الزرافات باستخدام ألسنتها الطويلة والقادرة على الالتفاف الإمساك بأوراق الأشجار التي تبعد نحو ستة أمتار عن الأرض،[٢] وقد يكون لون لسانها أسود، أو أزرق اللون، أو أرجواني، أما قاعدته الخلفية فتكون زهرية اللون،[٧] وتصل الزرافات إلى أقصى طول لها عندما يصبح عمرها أربعة سنوات تقريباً، أما وزنها فيستمر بالازدياد حتى عمر السابعة، أو الثامنة تقريباً، ليصل وزن الذكور إلى 1,930كغ، أما وزن الإناث فيصل إلى 1,180كغ، ويصل طول ذيلها إلى متر، وهي تمتلك خصلة سوداء في آخره.[٢]
نظرة عامة حول الزرافة
تنتشر الزرافات في مناطق السافانا المفتوحة، وفي المراعي الحرجية لشرق وجنوب قارة أفريقيا؛ حيث تتميز هذه المراعي بوفرة أشجار الأكاسيا، والشجيرات الصغيرة، ويمكن التعرف على هذه الحيوانات من خلال سيقانها الطويلة، والنحيلة، والفرو المغطى بالبقع؛ حيث تتميز معظم الزرافات بجلد لونه أبيض، أو أسمر، أو أصفر تعلوه بقع بنية مربعة الشكل تقريباً، أما عن التصنيف العلمي للزرافة فهي تنتمي إلى فصيلة الزرافيات التي تتبع رتبة شفعيات الأصابع، التي تتبع بدورها لطائفة الثدييات، تحت شعبة الحبليات، والتي تنتمي في النهاية للمملكة الحيوانية.[٦][٨]
تجدر الإشارة إلى أن هناك دراسة نشرت في مجلة (current biology) عام 2016 بينت أن الزرافات لا تنتمي جميعها إلى نوع واحدة، وإنما تنتمي إلى أربعة أنواع فرعية، وهي: الزرافة الشمالية (Giraffa camelopardalis)، والزرافة الجنوبية (Giraffa giraffa)، والزرافة الشبكية (Giraffa reticulata)، وزرافة كليمنجارو أو ماساي (Giraffa tippelskirchi).[٩]