النزيف
يمكن تعريف النزيف بأنّه فقدان الدم داخل أو خارج الجسم، وفي الحقيقة يحدث النزيف بسبب تعرّض أحد الأعضاء الداخليّة للإصابة، أو نتيجة التعرّض لجرح خارجيّ، عندها يشكّل الجسم الخثرة الدمويّة بشكلٍ طبيعيّ لإيقاف النزيف، وقد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل صحيّة تؤثر في عمليّة تخثّر الدم، ممّا قد يؤدي إلى اضطراب عمليّة التخثّر، كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض أنواع النزيف تحتاج إلى تدخّل طبيّ للمساعدة على إيقاف النزيف، وقد يؤدي النزيف إلى الإصابة ببعض المضاعفات الصحيّة، مثل ظهور الكدمات تحت الجلد في حال التعرّض للنزيف الداخليّ، أو الإصابة بالجلطة الدماغيّة في حال حدوث النزيف داخل الدماغ في بعض الحالات، كما يمكن أن يكون النزيف عرضاً لعدد من الأمراض المختلفة، مثل النزيف المصاحب للسعال، والنزيف المهبليّ، والنزيف في الجهاز الهضميّ.
كيفية إيقاف النزيف
يمكن إيقاف النزيف الناجم عن الإصابات الخفيفة في المنزل في معظم الحالات، وتجدر الإشارة إلى ضرورة معرفة الشخص لطرق إيقاف النزيف الآمنة، والحرص على غسل اليدين جيداً قبل محاولة إيقاف النزيف، ومن الطرق المنزليّة التي يمكن اتّباعها للمساعدة على إيقاف النزيف ما يأتي:
- تطبيق الضّغط: حيث يُعدّ تطبيق الضغط أفضل الطرق لإيقاف النزيف، ويمكن ذلك من خلال الضّغط بكلتا اليدين على مكان النزف باستخدام ضمادة أو قطعة ملابس جافّة ونظيفة مدّة تتراوح بين 5-10 دقائق، ويجب عدم إزالة الضمادة لرؤية الجرح خلال هذه المدة لتجنّب عودة النّزيف مرة أخرى، كما يجدر رفع المنطقة المصابة فوق مستوى القلب للمساعدة على خفض نسبة الدم المتدفّق إلى الجرح قدر الإمكان.
- الثلج: إذ يساعد الثلج على قبض الأوعية الدمويّة، والذي بدوره يؤدي إلى تسهيل تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ أسرع وإيقاف النزيف، ويمكن ذلك من خلال وضع قطعة من الثلج داخل قطعة قماش نظيفة ووضعها على الجرح.
- الفازلين: حيث يمكن استخدام الفازلين للمساعدة على إيقاف النزيف من الجروح البسيطة، وذلك عن طريق دهنه على المنطقة المصابة.
- مضادّات التعرّق: فقد يساعد كلوريد الألومنيوم الموجود في مضادّات التعرّق على قبض الأوعية الدمويّة، مما يساهم في تكوّن الخثرة الدمويّة وإيقاف النزيف.
- غسول الفم: إذ يعمل الكحول الموجود في غسول الفم كمادة قابضة (بالإنجليزية: Astringent) عند استخدامه للجروح الخارجية، وهذا من شأنه تسريع تكوّن الخثرة، كما يُفيد حمض الأمينوكابرويك (بالإنجليزية: Aminocaproic acid) أيضاً في إيقاف النزيف الناجم عن عمليّات تصحيح الأسنان، ومن المهم عدم تحريك الغسول داخل الفم لتجنّب إزالة الخثرة الدمويّة من مكانها.
- الشّاي: حيث يُعدّ استخدام الشاي للمساعدة على إيقاف النزيف من الطرق المنزليّة الشائعة خصوصاً نزيف الأسنان، وذلك لاحتواء الشّاي على مادة التانين (بالإنجليزية: Tannin) التي تحفز تخثر الدّم بسبب خواصها القابضة للأوعية الدمويّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشاي الأخضر هو أفضل أنواع الشاي التي يمكن استخدامها للمساعدة على إيقاف النزيف، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه لا يمكن استخدام الشاي منزوع الكافيين في هذه الحالة بسبب عدم احتوائه على مادّة التانين أيضاً، أمّا بالنسبة لطريقة الاستخدام فيتمّ وضع كيس الشاي داخل قطعة شاش، ثم وضعها على مكان النزيف، مع العضّ فوق السّن، أو وضعها في المنطقة المصابة داخل الفم مدّة 30 دقيقة، وفي حال الرغبة باستخدام الشاي للجروح الخارجية يتمّ وضع كيس الشاي داخل قطعة شاش، ثم وضعها على الجرح والضغط عليها.
- نبتة الحَزَنْبَل: إذ يمكن استخدام نبتة الحَزَنْبَل (بالإنجليزية: Yarrow) عن طريق طحنها بعد تجفيفها ورشها على الجرح، كما يمكن استخدام أوراق أو أزهار الحزنبل بوضعها على الجرح، مع تطبيق الضغط للمساعدة على إيقاف النزيف.
كيفية إيقاف نزيف الأنف
يُعدّ نزيف الأنف أو الرّعاف من المشاكل الصحيّة الشائعة لدى الأطفال والبالغين، وفي معظم الأحيان لا يدلّ نزيف الأنف على وجود مشكلة صحيّة خطيرة خصوصاً لدى الأطفال، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال استمرار نزيف الأنف مدّة تزيد عن 20 دقيقة، أو في حال كان النزيف ناجماً عن السقوط أو التعرّض لحادث، فتجدر مراجعة الطبيب لما قد يدلّ على حدوث كسر في الأنف، وفيما يأتي بيان لبعض طرق الإسعافات الأولية التي يمكن اتّباعها للمساعدة على إيقاف نزيف الأنف:
إقرأ أيضا:ما أسباب عدم التركيز- جلوس المصاب والحفاظ على رأسه مائلاً إلى الأمام قليلاً، وهذا من شأنه تقليل ضغط الدّم داخل الأوردة الدمويّة في الأنف، ومنع نزول الدّم باتجاه المعدة لتجنّب الغثيان.
- الضغط على فتحة الأنف النازفة باتجاه الحاجز الفاصل بين فتحتي الأنف، وفي حال عدم قدرة المصاب على فعل ذلك يمكن لشخص آخر أن يطبق الضغط على الأنف مدّة 5-10 دقائق.
- عدم النفخ عن طريق الأنف عدّة أيام لاحقة، وذلك في حال توقّف النزيف، لمنع إزالة الخثرة الدمويّة وبدء النزيف من جديد.
حالات النزيف الطارئة
يجب الانتباه في حال النزيف الشديد إلى ظهور أعراض معينة على المصاب، مثل البرودة، أو ضعف النبض، أو فقدان الوعي، والتي قد تدلّ على وصول المريض إلى حالة الصّدمة، ومن المهم التأكيد على أنّه حتى في الحالات الطارئة يجب المحافظة على الضغط على الجرح حتى وصول المساعدة، بالإضافة إلى الطلب من المصاب الاستلقاء، ورفع القدمين لمستوى أعلى من مستوى القلب إن أمكن له ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال الشك بوجود نزيف داخليّ، أو في حال وجود جسم ما مغروز في المنطقة حول الجرح، يجب الذهاب إلى الطوارئ مباشرةً، ومن الحالات الأخرى التي تتطلب تدخّل الطوارئ ما يأتي:
إقرأ أيضا:كيفية علاج الجروح- الجروح العميقة، أو المسنّنة، أو التي تكون على شكل ثقب.
- جروح الوجه.
- الجروح الناجمة عن عضة أحد الحيوانات.
- وجود أوساخ داخل الجرح، لم تخرج بعد تنظيف الجرح.
- النزيف المستمر مدة 15-20 دقيقة بعد إجراء الإسعافات الأولية.