التهاب فم المعدة
جدول المحتويات
التهاب فم المعدة حالة مرضيّة يحدث فيها تهيّج البطانة المُخاطيّة للمعدة، وتحتوي هذه البطانة على غدد تُفرز حمض الهيدروكلوريك الذي يعمل على تحطيم الطّعام، وعلى إنزيم البيبسين الذي يقوم بهضم البروتينات، وعند حدوث التهاب في فم المعدة فإن إفراز الأحماض والإنزيمات يقلّ من هذه البطانة،، كما يقلّ أيضاً إفراز المُخاط والمُركبّات الأُخرى المسؤولة عن حماية المعدة من أحماضها.
والتهاب فم المعدة نوعان: إمّا حاداً ويكون فيه هذا التهيّج مُفاجئاً وشديداً، أو مزمناً يحدث على فترة زمنيّة طويلة قد تمتدّ لسنوات إذا لم يتمّ علاجه بالطّريقة المُناسبة. ويمكن تقسيمه أيضاً وفق الضّرر الحاصل لبطانة المعدة إلى تآكليّ وغير تآكليّ.
أسباب التهاب فم المعدة
ينتج التهاب فم المعدة من أسباب عدّة تشترك جميعها في إضعاف دفاعات المعدة، وتقليل سماكة الغشاء المُخاطيّ المُبطِّن لها، وذلك ما يجعلها عرضةً أكبر للالتهاب بفعل الأحماض. أمّا هذه الأسباب فهي كالآتي:
- حدوث تهيّج للغشاء المُخاطيّ: ولذلك أسباب عديدة: كالإكثار من تناول المشروبات الكحوليّة، أو التقيّؤ المُستمرّ، أو التوتّر، أو الاستخدام المُفرِط لبعض أنواع مُسكّنات الألم ومُضادّات الالتهاب.
- الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونيّة: وهي نوع من البكتيريا تعيش بشكل طبيعيّ في البطانة المُخاطيّة للمعدة، وتعتبر الإصابة بهذه العدوى سبباً رئيساً للإصابة بقُرحة المعدة، وقد تؤدّي إلى سرطان المعدة إذا لم تُعالَج بالشّكل السّليم.
- الإصابة بمرض ارتجاع العصارة الصفراويّة من القنوات الصفراويّة المُرتبطة بالكبد والمرارة، إلى المعدة.
- الإصابة بفقر الدّم الخبيث: وهو نوع من أنواع مرض فقر الدّم، حيث تُعاني فيه المعدة من نقصٍ في مادّة مُعيّنة تَلزم امتصاص وهضم فيتامين B12 بشكل سليم.
- المُعاناة من عدوى بكتيريّة أو فيروسيّة.
- هنالك عوامل خطورة عدّة تزيد عند تواجدها من فرصة الإصابة بالتهاب فم المعدة؛ كالتقدّم في العمر لقلّة سماكة الغشاء المُخاطيّ عند كبار السنّ، أو الإصابة بأنواع مُعيّنة من أمراض المناعة الذاتيّة، أو المُعاناة من أمراض في الجهاز الهضميّ كمرض كرونز، أو الإصابة بحالة تُسمّى الكرب التي تتبع الإصابة بالحرق، أو الخضوع لعمليّة جراحيّة كبيرة، أو الإصابة بمرض شديد.
أعراض التهاب فم المعدة
لا تُسبّب الإصابة بالتهاب فم المعدة الشّعور بأيّة أعراض في العادة، وإنّما يتمّ تشخيصها بعد أخذ عيّنات من بطانة المعدة عند فحصها للوصول إلى تشخيص أمراض أخرى، ولكن عند حدوث الأعراض تكون كالآتي:
إقرأ أيضا:تشخيص الفتاق- الشّعور بالغثيان أو حدوث التقيّؤ.
- الإحساس بعسر في الهضم.
- الشّعور بامتلاء البطن خصوصاً في الجزء العلويّ منه وتحديداً بعد الأكل.
- إذا كان التهاب فم المعدة من النّوع التآكليّ فقد تتواجد أعراض أُخرى؛ كأن يكون لون بُراز المريض أسود داكن، أو أن يتقيّأ المريض الدّم، أو خروج مادّة لونها كلون القهوة المطحونة مع التقيّؤ.
علاج التهاب فم المعدة
من أهم خطوات علاج التهاب فم المعدة اكتشاف السّبب الرّئيس لحدوثه والعمل على التخلّص منه، ويشمل علاج التهاب فم المعدة على طرق مُتعدّد منها ما هو منزليّ ويتضمّن اتبّاع مُمارسات وسلوكيّات معيّنة، ومنها ما يتطلّب تناول أدوية مُعيّنة إمّا لمحاولة علاجه نهائياً أو للحدّ من أعراضه. وتكون هذه الطّرق كالآتي:
- تغيير أسلوب الحياة واتّباع العلاج المنزليّ: يُستخدم هذا الأسلوب غالباً لتخفيف أعراض وعلامات التهاب فم المعدة، ويشتمل هذا النّوع على خطوات عدّة منها:
- تجنّب أنواع الأغذية المُهيّجة لبطانة المعدة، وبالتّحديد تلك الحارّة، أو الحامضة، أو المقليّة المُحتوية على نسبٍ عالية من الدّهون.
- تجنّب تناول المشروبات الكحوليّة كونه يُعتبر مادة مُهيّجة للمعدة.
- تقسيم الطّعام على وجبات مُتعدّدة وصغيرة، وتعتبر هذه الطريقة مُفيدة إذا عانى المريض من عسر الهضم، عندها يُنصَح بالتوقّف عن تناول وجبات ثلاث كبيرة في اليوم قدر الإمكان.
- تجنّب التوتّر قدر المُستطاع، لما له من أثر سلبيّ كبير على صحّة المعدة ويفاقم كذلك الأعراض الأُخرى، ويُنصَح باتّباع خطوات مُعيّنة من شأنها مُساعدة المريض على الاسترخاء إذا كان تجنّب التوتّر غير مُمكن.
- استخدام أنواع أُخرى من مُسكّنات الألم؛ كالمتكوّنة من مركّب الأسيتامينوفين، والابتعاد عن تلك المُحتوية على الأسبرين والأيبوبروفين والنّابروكسين وغيرها، أو ما يُسمّى كذلك بمُضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة.
- تعالج الكثير من حالات التهاب فم المعدة باستخدام أنواع مُتعدّدة من الأدوية بغرض تخفيف حدّة الأعراض، أو تسهيل عمليّة الشّفاء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- استخدام المُضادّات الحيويّة للقضاء على البكتيريا الحلزونيّة: إذ يَنصح الكثير من الأطباء بتناول مُركّب من الأدوية يتكوّن من كلٍّ من؛ كلاريثرومايسين وأموكسيسيلين وميترونيدازول، ويجب الحرص على استخدام هذا العلاج مدّة تتراوح ما بين 10 و 14 يوماً.
- تناول أنواع من الأدوية المسؤولة عن تقليل كميّة الأحماض المُنتِجة من بطانة المعدة: وتسمّى هذه المركبّات بمثبّطات الهيستامين 2، وتشمل كلّ من: رانيتيدين، وفاموتيدين، وسيميتيدين، ونيزاتيدين. وبالإمكان صرف هذه الأدوية حتى دون وصفة طبيّة. وتعمل مُثبّطات الهيستامين2 على الحدّ من أعراض التهاب فم المعدة، وتحسين مُعدّل شفاء بطانة المعدة.
- استخدام الأدوية التي تعمل على إيقاف إفراز الأحماض وتسهيل التآم بطانة المعدة: وتشتمل هذه المُركبّات على عائلة من الأدوية تُسمّى مُثبّطات قنوات البروتون، ومنها: أوميبرازول، ولانسوبرازول، وإيسأوميبرازول، وديكسلانسوبرازول، ورابيبرازول وغيرها. وقد يلجأ بعض الأطبّاء إلى إعطاء تغذية مُساعِدة بالكالسيوم مع هذه الأدوية؛ لأنّها تعمل على زيادة فرص الإصابة بالكسور في الرّسغ، وعظم الحوض، والعمود الفقريّ.
- استخدام مُضادّات الحموضة: والهدف من ذلك مُعادلة أحماض المعدة، وبذلك تعمل على تخفيف الآلام النّاتجة عن التهاب فم المعدة وبشكل سريع، وقد يُصاحبها أعراض جانبيّة، كالإسهال أو الإمساك، التي تختلف باختلاف المادّة المكوّنة للدّواء.