تصنيف الفيل
يُعدّ الفيل أكبر الحيوانات البرّية، ويمتاز الفيل بخرطومه الطويل الذي يتكوّن من شفته العليا وأنفه، كما يمتاز أيضاً بسيقانه العمودية، ورأسه الضخم الذي يحتوي على الغدد الصُدغية، والآذان العريضة والمُسطّحة، ويُغطّي جسده شعر متناثر وخشن بلون ما بين الرمادي إلى البني،[١] وتجدر الإشارة إلى أنَّ الفيل هو الكائن الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من العائلة الفيلية،[٢] ويُوضّح الجدول الآتي التصنيف العلمي لحيوان الفيل:[٣]
التصنيف
|
المسمّى
|
المملكة
|
الحيوانات
|
المملكة الفرعية
|
ثنائية التناظر
|
الشعبة
|
الحبليات
|
الشعيبة
|
الفقاريات
|
الصف
|
الثدييات
|
الرتبة
|
الخرطوميات
|
العائلة
|
الفيلية
|
إقرأ أيضا:أين يعيش الببغاء
أنواع الفيلة
يتواجد حالياً نوعان من الفيلة، لكن يُشار إلى أنّه كان يتواجد سابقاً 17 نوع منها بحسب تقديرات العلماء،[٢] وفيما يأتي توضيح لأنواع الفيلة الموجودة الآن وأماكن تواجدها وموطنها:
الفيل الأفريقي
يعيش الفيل الأفريقي في جميع مناطق السافانا جنوب الصحراء الكبرى في القارة الأفريقية، إضافةً إلى الغابات المطيرة في وسط وغرب القارة الأفريقية، ومنطقة الساحل الصحراوي في مالي، كما يبلغ عدد الأفيال الأفريقية التي تعيش في البرّية وِفقاً لمؤسسة الحياة البرّية الأفريقية 415,000 فيل، ويُشار إلى أنّ الفيل الأفريقي يُقسَم إلى نوعين فرعيين، وفيما يأتي توضيح لهما:[٢]
فيل الغاب الأفريقي
يُعدّ أصغر أنواع الفيلة الحية، ويُقدّر أعداد فيلة الغاب الأفريقي بنحو 10,000 فيل، ويعيش مُعظمها في غابات الغابون، كما يتواجد بشكل أساسي في الغابات الاستوائية في وسط وغرب أفريقيا، إضافةً إلى تواجده في مناطق حوض الكونغو، وليبيريا، والكاميرون، وبنين، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، ونيجريا، وغيرها.[٢]
فيل الأدغال الأفريقي
تُعدّ فيلة الأدغال الأفريقي أثقل وأكبر أنواع الفيلة الحية في العالم، ويُقدّر عددها بحوالي 405,000 فيل، فيما يمتدّ موطنها على نطاق واسع في جميع أنحاء القارة الأفريقية، حيث تُفضّل العيش في الأراضي العشبية وشبه الصحرواية منها، كما تتواجد بشكل أساسي في شرق وجنوب القارة، ومن ذلك؛ دول بوتسوانا، وزيمبابوي، وكينيا، وتنزانيا، وأنجولا، وموزمبيق، وإثيوبيا، وغيرها.[٢]
إقرأ أيضا:أقوى حيوان على وجه الأرض
الفيل الآسيوي
يعيش الفيل الآسيوي بشكل رئيسي في الغابات المطيرة وغابات الأشجار في الجنوب والجنوب الشرقي من قارة آسيا، إذ يقتصر موطنه حالياً في دول الهند، ونيبال، وبنغلاديش، وبوتان، وميانمار، وشبه جزيرة الملايو، والصين، وكمبوديا، وفيتنام، وغيرها، إلّا أنّ موطنه كان يمتدّ قديماً في مساحات شاسعة تصل من حوض نهري دجلة والفرات في غرب القارة الآسيوية حتّى نهر يانغستي في الصين شرق القارة، كما يُشار إلى أنّ هناك 3 أنواع فرعية من الفيلة الآسيوية، وهي كالآتي:[٢]
الفيل الهندي
يبلغ أعداد الفيلة التي تعيش في الهند 27,312 فيل، إذ تُمثّل حوالي 55% من أعداد الفيلة الآسيوية في العالم، ويُشار إلى أنّ الفيل في الهند يُمثّل رمزاً تراثياً وطنياً، حيث مُنح أعلى حماية بموجب قانون حماية الحياة البرّية في الهند، وتعيش الأفيال في 29 محمية موزّعة في شتّى الأراضي الهندية.[٢]
الفيل السريلانكي
يُعدّ الفيل السريلانكي الأكبر حجماً من بين جميع سلالات الفيلة الآسيوية، فيما يعيش في المناطق الأكثر جفافاً في الدولة، ويصل عدد ذلك النوع من الفيلة إلى 2,100 فيل.[٢]
إقرأ أيضا:كم يبلغ طول عنق الزرافة
الفيل السومطري
يُعدّ الفيل السومطري من أكثر سلالات الفيلة الآسيوية المُهدّدة بالانقراض؛ وذلك لانخفاض أعدادها بشكل كبير.[٢]
خصائص الفيل ومواصفاته الجسدية
تختلف الخصائص والمواصفات الجسدية للفيل بحسب نوعه، وفيما يأتي جدول يُوضّح أوجه تلك الخصائص والاختلاف فيما بينها:[٤]
الخاصية
|
الفيل الأفريقي
|
الفيل الآسيوي
|
الوزن
|
2,268 – 6,350 كغ
|
2,041 – 4,990 كغ
|
الطول (الارتفاع حد الكتف)
|
2.5 – 4 متر
|
2 – 3 متر
|
العمر في الحياة البرّية
|
70 عام
|
60 عام
|
شكل الأذن وحجمها
|
يمتاز بآذان كبيرة وشكلهما يُشبه شكل القارّة الأفريقية
|
له أذنان أصغر من الفيل الأفريقي، وشكلهما أكثر استدارة
|
الأنياب
|
تمتلك جميع الذكور والإناث من الفيلة الأفريقية أنياباً كبيرة، وإصبعان في نهاية خرطومها تساعدها على حمل الأشياء
|
تمتلك الفيلة الآسيوية إصبعاً واحداً في نهاية خرطومها، وعادةً ما يكون لبعض الذكور منها أنياباً كبيرةً، في حين تمتلك الإناث وبعض الذكور أنياباً صغيرةً لا تنمو خارج الفم
|
يجدر بالذكر أنّ وظيفة الأنياب تتمثّل في الحفر، ورفع الأشياء، وجمع الطعام، وحماية الخرطوم، ويُشار أيضاً إلى أنَّ الأفيال يُمكن أن تستخدم نابها الأيمن أو الأيسر في العمل؛ حيث يُمكن تحديد الناب المُستخدم بكثرة من آثار التآكل عليه مقارنةً بالآخر.[٤]
ماذا تأكل الفيلة؟
فيما يأتي بعض الحقائق والمعلومات المُتعلّقة بتغذية الفيل ونظامه الغذائي:[٥]
- يتغذّى الفيل على الأعشاب، والنباتات الصغيرة، والأغصان، والشجيرات، والفواكه، ولحاء الأشجار وجذورها، ويُعدّ لحاء الأشجار الغذاء المُفضّل لديه؛ ذلك لأنّه يحتوي على الكالسيوم والألياف التي تساعد على عملية الهضم.
- يتراوح مُعدّل استهلاك الفيل من الغطاء النباتي ما بين 149-169 كغ يومياً، ويعني ذلك أنّ الفيل يقضي ما بين 16 إلى 18 ساعة في تناول الطعام، أي ما يُشكّل 80% من يومه تقريباً.
- يحتاج الفيل يومياً إلى شرب 68.4-98.8 لتراً من الماء، وقد يصل استهلاكه للماء في اليوم الواحد إلى 152 لتر، ويُشار إلى أنّ ذكر الفيل البالغ يستطيع شرب 212 لتر من الماء في أقلّ من 5 دقائق.
- يحفر الفيل الأرض مُستخدماً أنيابه، ثُمّ يضع بعض التراب في فمه من أجل الحصول على العناصر الغذائية بما في ذلك الأملاح والمعادن، وذلك لإكمال النظام الغذائي الخاصّ به، ويُشار إلى أنّه يُمكن أن يصل عُمق تلك الحُفر إلى عدّة أقدام، مثلاً: قامت الأفيال الأفريقية أثناء حفرها مع مرور الوقت بتكوين كهوف في سفح جبل بركاني على الحدود الأوغندية، كما قامت الأفيال الآسيوية في الهند وسومطرة بتكوين مناظر طبيعية تُوفّر الغذاء والمأوىء لمجموعة متنوّعة من كائنات الحياة البرّية.
تزاوج الفيلة
تبلغ مدّة التزاوج إناث الفيلة بهدف الإنجاب والتكاثر 3 أسابيع، إلّا أنّ الحمل يكون مُمكناً ضِمن 3-5 أيام في ذلك الوقت، حيث تُصدر إناث الفيلة أصواتاً تصل لمسافات طويلة بهدف مساعدة الأفيال الذكور على تحديد موقعها، كما يُشار إلى وجود منافسة بين الذكور من أجل التزواج؛ إذ يجري اختبار للقوة من خلال المصارعة والدفع، ويحدث التزواج المُتتابع لفترة وجيزة تمتدّ من بضع ساعات إلى 4 أيام، وعادةً ما يبقى الذكر مع أنثى الفيل لمنعها من التزاوج مع ذكور آخرين، ويجدر بالذكر أنّ مدّة حمل إناث الفيلة بنوعيها الأفريقية والآسيوية تصل إلى ما يُقارب العامَين؛ أي 20-22 شهراً، وبحلول الشهر الثالث من الحمل يظهر الذيل والخرطوم والآذان لدى الفيل الصغير.[٦]
الحمل لدى الفيلة
تتراوح مدة حمل الفيلة بين (18-22) شهرًا، وتعتبر الأطول بين أنواع الثدييات،[٧] ويُمكن تفسير ذلك إلى كبر حجم الفيل، ممّا يعني الحاجة إلى وجود فترة حمل طويلة تكفي لمراحل تطوّره ونموّه داخل رحم والدته،[٨] وبذلك تلِد أمّهات الفيلة أفرادًا يزن كل منهم 110 كغ تقريبًا.[٩]
مراحل حياة الفيل
يتمتّع الفيل بمراحل نموّ مُحدّدة، حيث تمتدّ كلّ مرحلة عمرية لفترة زمنية طويلة تصل إلى سنوات، كما تمتاز كلّ مرحلة بمعالم مميّزة من الناحية الجسدية، والأدوار والوظائف المختلفة، وفيما يأتي توضيح لتلك المراحل:[١٠]
مرحلة الطفولة
تمتدّ مرحلة الطفولة للفيل منذ الولادة حتّى فطام الفيل عن حليب أمه، حيث يُمكن أن تصل هذه الفترة إلى 5-10 سنوات، وتعتمد الأفيال الصغيرة خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة الأولى من عمرها اعتماداً كُلّياً على أمهاتها، إذ يُعلّم صغار الفيلة في تلك المرحلة جميع الأمور المتعلّقة بالقطيع حتّى يتمكّنوا من العيش بمفردهم؛ ومن ذلك تعلّيمهم استخدام الخرطوم للتغذية، والشرب، والاستحمام، وتجدر الإشارة إلى أنّ موعد ولادة الأفيال الصغيرة يكون قبل هطول الأمطار بشهرين ممّا يعني أنّ الغطاء النباتي يكون ناعماً وليّناً عندما تبدأ الأفيال الصغيرة بالتغذية.[١٠]
مرحلة المراهقة
تبدأ مرحلة المراهقة للفيل منذ مرحلة الفطام أي من عمر 5-10 سنوات وتستمر حتّى سن 17 عام تقريباً، حيث يصل الفيل إلى مرحلة النضوج جنسياً، وتبدأ ذكور الفيلة في تلك المرحلة بالانفصال عن القطيع الرئيسي، وتتجّه إلى تكوين مجموعات صغيرة من أقرانها، بينما تبقى الإناث ملتصقة بالقطيع الأمومي الرئيسي.[١٠]
مرحلة البلوغ
تبدأ مرحلة البلوغ للفيلة في سنّ 18 تقريباً وتستمرّ حتّى موتها، وبالرغم من نضوج الأفيال جنسياً في سِنّ المراهقة إلّا أنّها تبدأ في التزواج في سنّ 20 عام، فيما تتوقّف قدرتها عن الإنجاب عند سنّ 50 عام، ويجدر بالذكر أنّ الأفيال تُصيبها العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر المُشابهة إلى حدّ كبير الأمراض التي تُصيب الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب والتهاب المفاصل.[١٠]
سلوكيات الفيل
يقوم الفيل بمجموعة من السلوكيات المميّزة وفيما يأتي توضيح لبعضها:
العيش في جماعات
تعيش الأفيال في مجموعات كبيرة منفصلة بين الذكور والإناث، إذ يجتمع ذكور وإناث الفيلة فقط للتزواج والتفاعلات الاجتماعية القصيرة، حيث تقضي الإناث طول حياتها في مجموعة رئيسية تقودها أكبر الإناث سِنّاً، إذ تستخدم خبرتها الطويلة في حماية وإنقاذ المجموعة من الخطر، إلى جانب قيادة المجموعة لمناطق الغذاء، وتعلّيم الصغار، بينما لا تمتلك مجموعات الذكور قائداً مُحدّداً، إلّا أنّ أكبر الفيلة سِنّاً وأقواها بُنيةً جسدية تُمثّل الأعضاء المُتحكّمة والمُهيمنة في القطيع.[١١]
التواصل
تحرص الأفيال على التواصل مع بعضها البعض، حيث تُصدر أصواتاً يُمكن سماعها على بُعد 8 كم، كما أنّ لكلّ فيل صوت مُميّز خاصّ به، إذ يُمكن للأفيال الأخرى التعرُّف عليه وتمييزه،[١١] ويسمى صوت الفيل بالنهيم.[١٢]
الولاء لبعضها البعض
تشعر الفيلة ببعضها البعض، حيث تقوم بإبطاء حركتها في أثناء مسيرها مراعاةً للأفيال المُصابة أو الكبيرة في السنّ، إضافةً إلى ذلك فإنّ القطيع بأكمله يحزن على موت أحد أفراده، كما تحرص الفيلة أيضاً على مساعدة بعضها البعض عند إصابة أحد منها حتّى لو كان ذلك يُشكّل خطراً عليها.[١١]
الأنشطة اليومية
تنام الفيلة من 4 إلى 5 ساعات يومياً فقط، حيث تقضي مُعظم وقتها في تناول الطعام، كما تهتمّ الفيلة بالنظافة، حيث تحرص على الاستحمام يومياً، ويُشكّل وقت الاستحمام وقتاً للعب لديها.[١١]
هجرة الفيلة
تلجأ الفيلة للهجرة بصورة موسميّة بحثًا عن الأساسيات التي تسمح لها بالبقاء؛ كالماء والغذاء، ويُساعدها في اختيار الطرق التي تسلكها أثناء هجرتها كلّ من ذاكرتها القوية، وذكاؤها.[٧]
فيُمكن للفيل تذكّر الطرق الغنية بمصادر المياه، كما أنّه قد يتّبع أساليبًا متعدّدة للاحتفاظ بهذه المصادر ليستفيد منها في هجرته القادمة، كأن يغلق حفرة مائية حفرها بنفسه، ليعود إليها لاحقًا ويشرب منها.[٧]
تعيش الفيلة في مجموعات تقودها إناثها، وتنقسم عمومًا إلى نوعين: أفريقية وآسيوية، وتعتبر من الثدييات طويلة العمر نسبيًا، إذ تتراوح أعمارها بين (60-70) عام حسب النوع.
وبسبب حجمها الكبير ووزنها الزائد، فلا بدّ من احتياجها لكميّات كبيرة من الغذاء يوميًا، فتقضي بذلك معظم أوقاتها في تناول الطعام، ومن أهم ما يميّز الفيل وجود الأنياب والخرطوم الطويل.