ظواهر طبيعية

آثار الزلازل

آثار الزلازل

يحدث الزلزال عندما تحصل حركة مفاجئة للكتل الصخرية تحت سطح الأرض، ممّا ينتج عنه إطلاق كمّيات كبيرة من الطّاقة التي تنتقل على شكل موجات صادمة تتسبّب بالاهتزاز، وهذه الحركة هي إحدى القوى الداخلية للكوكب التي تساهم بشكل مستمرّ في تغيير شكل سطحه، فقد تعرّضت الأرض للزلازل لأكثر من أربعة مليارات سنة، وهناك آلاف الزلازل التي تحدث كلّ يوم، وعلى الرغم من أنّ معظمها يمثّل اهتزازات صغيرة، إلّا أنّ بعضها قوي بما يكفي لتدمير المدن، والتسبّب في موت آلاف الأرواح البشرية، إذ أدّت الزلازل التي حدثت في القرن العشرين الميلادي إلى فقدان حياة أكثر من مليون شخص، ويعتمد نوع الخطر المحتمل على حجم الزلزال، وبعد المنطقة عن بؤرته، وقوّة النشاط الزلزالي، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل: تضاريس المنطقة، والطبيعة الجيولوجية تحت سطح الأرض، وتصميم المباني، والمياه الجوفية، ويجدر بالذكر أنّه دائماً ما يتّبع الزلازل الكبيرة سلسلة من الهزّات الارتدادية (aftershocks)، ويبيّن ما يأتي أهمّ الآثار الناتجة عن الزلازل:

الاهتزازات الأرضية

تعدّ الاهتزازات الأرضية أكثر آثار الزلازل حدوثاً، وقد تختلف شدّتها بحسب قوّة الموجات الزلزالية، إذ تتراوح من هزّات بسيطة ترافق الزلازل الصغيرة، إلى هزّات قوية تحدث مع الزلازل الكبيرة، وقد تستمرّ الهزّة الأرضية القوية لعدّة دقائق، تتسبّب خلالها بإحداث أضرار من تدمير وتلف للمباني والمنشآت، وتساقط للأشياء، كما قد يواجه البشر والحيوانات خلالها صعوبة في الوقوف والحركة.

إقرأ أيضا:بحث عن طاقة الرياح

التشقّقات والانهيارات الأرضية

ينتج عن الزلازل أحياناً تشقّقات أرضية، إلّا أنّها أثر نادر الحدوث نسبياً، وتتشكّل نتيجة حركة الهزّة الأرضية على طول منطقة ضعيفة كالصدع، ممّا يسبّب تكسّر سطح الأرض، ولهذه التشقّقات الأرضية أضراراً على الإنسان، فهي تسبّب تشقّقات في خطوط الأنابيب، والأنفاق، والقنوات المائية، وخطوط السكك الحديدية، والطرق، ومدرّجات المطارات، فحدوث التشقّقات الأرضية في هذه المناطق كفيل بتدميرها أو إحداث تلف شديد فيها.

قد ينتج عن الزلازل حدوث انهيارات أرضية بسبب التشقّقات والاهتزازات المستمرّة، إذ تزعزع الهزّات الأرضية الناتجة عن الزلازل استقرار المنحدرات، ممّا يتسبّب في انهيارات أرضية وتساقط للصخور، وتُعدّ الأمطار الغزيرة والصخور المتصدّعة عوامل تزيد من احتمالية وشدّة حدوث الانهيارات، وقد تؤدّي هذه الانهيارات إلى تدمير المباني، وجرف المنازل، وسدّ الطرق وخطوط السكك الحديدية، كما يمكنها في بعض الحالات سدّ الأنهار.

الحرائق

تعدّ الحرائق من الآثار الخطيرة التي قد تتسبّب بها الزلزال، ويمكن أن يبدأ الحريق بسبب تسرّبغاز من أنابيب الغاز المكسورة، أو نتيجة حدوث تماس كهربائي في خطوط الكهرباء المتضرّرة، أو بفعل انقلاب مواقد الحطب أو الفحم المشتعلة، وقد يزداد الوضع خطورة في حال انقطاع المياه نتيجة تلف خطوط وأنابيب المياه، ممّا يصعّب عملية إطفاء الحريق الذي قد يستمرّ لفترة طويلة، وهذا بدوره يؤدّي إلى تدمير المنازل، وترك العديد من السكان بلا مأوى.

إقرأ أيضا:أين تقع شلالات الملاك

أمواج تسونامي

تنتج أمواج تسونامي أحياناً كأثر ثانوي لبعض أنواع الزلازل، وتسونامي (Tsunami) مصطلح ياباني يعني موجة الميناء، فموجة تسونامي هي موجة مائية ضخمة تنتج بسبب تغيّر مستوى ارتفاع مياه المحيط نتيجة الإزاحة الرأسية المفاجئة التي تحدث للقاع بفعل الزلازل، والانهيارات الأرضية، والتكوينات البركانية، وتبدأ موجة تسونامي من منطقة الاضطراب في قاع المحيط، وقد تنتقل حتى مسافات بعيدة، وتعتمد سرعتها على عمق المحيط، فقد تصل إلى نحو 0.2 كم/ثانية (712 كم/ساعة)، أمّا ارتفاع أمواج تسونامي فيبلغ حوالي عشرات الأمتار، إذ يتراوح بين 10-20م في معظمها، كما قد يصل ارتفاع القليل منها إلى 90 متراً.

تعدّ أمواج تسونامي أقلّ سرعة من الموجات الزلزالية، ولذلك فإنّ الاهتزازات الزلزالية تنبّه من خطر حدوث تسونامي قبل وصول الموجة، ولكنّ الوقت قد لا يكون كافياً لأخذ الاحتياطات في المناطق القريبة من الزلزال، ويجدر بالذكر أنّ موجات تسونامي لا تشكّل خطراً في أعماق المحيط، إلّا أنّها تصبح خطيرة عند اقترابها من الشاطئ وسطح المياه، ففي المياه الضحلة تتركّز وتتجمّع الطاقة التي توزّعت عبر جميع أنحاء المحيط، كما يزداد ارتفاع الموجة، وعادةً ما تكون أمواج تسونامي أكثر تدميراً للمناطق والمجتمعات الساحلية من الزلازل التي تتسبّب بها، فقد تؤدّي إلى أضرار، ودمار، ووفيّات.

إقرأ أيضا:خصائص زلزال بومرداس

تسيّل التربة

يحدث التسيّل (بالإنجليزية: Liquefaction) عندما تتعرّض التربة الرملية المشبعة بالمياه إلى اهتزازات أرضية بفعل الزلزال، ونتيجة لذلك تفقد التربة القوة والصلابة، وتصبح كسائل لزج، ولحدوث تسيّل التربة يجب توفّر شرطين، الأول أن تكون التربة رملية مفكّكة، ومشبعة بالمياه، وذلك حتى عمق 9م تحت سطح الأرض، والثاني أن يكون اهتزاز الأرض قوياً بما يكفي للتسبّب في التسيّل، وقد يؤدّي تسيّل التربة إلى أضرار كبيرة في الممتلكات حول العالم، منها غرق وميلان المباني، وانهيار المنحدرات، وهبوط وتشقّق سطح الأرض.

السابق
أين تقع شلالات آنجل
التالي
أهمية طبقة التروبوسفير