ألا لا أري الأحداث مدحاً ولا ذما
جدول المحتويات
أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها
-
-
-
-
-
- وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا
-
-
-
-
بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها
-
-
-
-
-
- وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا
-
-
-
-
أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرحَةٍ
-
-
-
-
-
- فماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا
-
-
-
-
حَرامٌ على قلبي السّرُورُ فإنّني
-
-
-
-
-
- أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعدَها سُمّا
-
-
-
-
إني لأعلم واللبيب خبير
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثرى
إقرأ أيضا:قصائد مدح الرسول لأحمد شوقي-
-
-
-
-
- أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
-
-
-
-
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
-
-
-
-
-
- رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
-
-
-
-
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
-
-
-
-
-
- صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
-
-
-
-
والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ
-
-
-
-
-
- والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
-
-
-
-
وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَولَهُ
إقرأ أيضا:رثاء الرسول-
-
-
-
-
- وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ
-
-
-
-
حتى أتَوا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
-
-
-
-
-
- في قَلبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحفُورُ
-
-
-
-
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ
-
-
-
-
-
- كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ
-
-
-
-
أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسمى مُؤَبَّنَةً
-
-
-
-
-
- وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ
-
-
-
-
لا يَملِكُ الطَرِبُ المحزونُ مَنطِقَهُ
إقرأ أيضا:قصائد مدح الرسول-
-
-
-
-
- وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ
-
-
-
-
غَدَرتَ يا مَوتُ كم أَفنَيتَ مِن عَدَدِ
-
-
-
-
-
- بِمَن أَصَبتَ وكم أَسكَتَّ من لجبِ
-
-
-
-
وكم صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ
-
-
-
-
-
- وكم سَأَلتَ فَلَم يَبخَلْ وَلَم تَخِبِ
-
-
-
-
طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ
-
-
-
-
-
- فَزِعتُ فيهِ بآمالي إِلى الكَذِبِ
-
-
-
-
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلًا
-
-
-
-
-
- شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي
-
-
-
-
تَعَثَّرَتْ بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها
-
-
-
-
-
- وَالبُرْدُ في الطُرْقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ
-
-
-
-
كَأَنَّ فَعلَةَ لَم تَملَء مَواكِبُها
-
-
-
-
-
- دِيارَ بَكرٍ وَلَم تَخلَع وَلَم تَهِبِ
-
-
-
-
ولم تَرُدَّ حَياةً بعد تَولِيَةٍ
-
-
-
-
-
- ولم تُغِث داعِيًا بالوَيلِ والحَرَبِ
-
-
-
-
أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَتْ
-
-
-
-
-
- فَكَيفَ ليلُ فَتى الفِتيانِ في حلبِ
-
-
-
-
يَظُنُّ أَنّ فُؤادي غيرَ مُلتَهِبٍ
-
-
-
-
-
- وأنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِ
-
-
-
-
بَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَةً
-
-
-
-
-
- لِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ
-
-
-
-
وَمَن مَضَت غَيرَ مَوروثٍ خَلائِقُها
-
-
-
-
-
- وَإِن مَضَت يَدُها مَوروثَةَ النَشَبِ
-
-
-
-
وَهَمُّها في العُلا وَالمَجدِ ناشِئَةً
-
-
-
-
-
- وَهَمُّ أَترابِها في اللَهوِ وَاللَعِبِ
-
-
-
-
يَعلَمنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها
-
-
-
-
-
- وَلَيسَ يَعلَمُ إِلّا اللَهُ بِالشَنَبِ
-
-
-
-
مَسَرَّةٌ في قُلوبِ الطيبِ مَفرِقُها
-
-
-
-
-
- وَحَسرَةٌ في قُلوبِ البَيضِ وَاليَلَبِ
-
-
-
-
إِذا رَأى وَرَآها رَأسَ لابِسِهِ
-
-
-
-
-
- رَأى المَقانِعَ أَعلى مِنهُ في الرُتَبِ
-
-
-
-
وَإِن تَكُن خُلِقَت أُنثى لَقَد خُلِقَت
-
-
-
-
-
- كَريمَةً غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسَبِ
-
-
-
-
وَإِن تَكُن تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرُها
-
-
-
-
-
- فَإِنَّ في الخَمرِ مَعنى لَيسَ في العِنَبِ
-
-
-
-
فَلَيتَ طالِعَةَ الشَمسَينِ غائِبَةٌ
-
-
-
-
-
- وَلَيتَ غائِبَةَ الشَمسَينِ لَم تَغِبِ
-
-
-
-
وَلَيتَ عَينَ الَّتي آبَ النَهارُ بِها
-
-
-
-
-
- فِداءُ عَينِ الَّتي زالَت وَلَم تَؤُبِ
-
-
-
-
فَما تَقَلَّدَ بِالياقوتِ مُشبِهُها
-
-
-
-
-
- وَلا تَقَلَّدَ بِالهِندِيَّةِ القُضُبِ
-
-
-
-
وَلا ذَكَرتُ جَميلًا مِن صَنائِعِها
-
-
-
-
-
- إِلّا بَكَيتُ وَلا وُدٌّ بِلا سَبَبِ
-
-
-
-
قَد كانَ كُلُّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتِها
-
-
-
-
-
- فَما قَنِعتِ لَها يا أَرضُ بِالحُجُبِ
-
-
-
-
وَلا رَأَيتِ عُيونَ الإِنسِ تُدرِكُها
-
-
-
-
-
- فَهَل حَسَدتِ عَلَيها أَعيُنَ الشُهُبِ
-
-
-
-
وَهَل سَمِعتِ سَلامًا لي أَلَمَّ بِها
-
-
-
-
-
- فَقَد أَطَلتُ وَما سَلَّمتُ مِن كَثَبِ
-
-
-
-
وَكَيفَ يَبلُغُ مَوتانا الَّتي دُفِنَت
-
-
-
-
-
- وَقَد يُقَصِّرُ عَن أَحيائِنا الغَيَبِ
-
-
-
-
يا أَحسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها
-
-
-
-
-
- وَقُل لِصاحِبِهِ يا أَنفَعَ السُحُبِ
-
-
-
-
وَأَكرَمَ الناسِ لا مُستَثنِيًا أَحَدًا
-
-
-
-
-
- مِنَ الكِرامِ سِوى آبائِكَ النُجُبِ
-
-
-
-
قَد كانَ قاسَمَكَ الشَخصَينِ دَهرُهُما
-
-
-
-
-
- وَعاشَ دُرُّهُما المَفديُّ بِالذَهَبِ
-
-
-
-
وَعادَ في طَلَبِ المَتروكِ تارِكُهُ
-
-
-
-
-
- إِنّا لَنَغفُلُ وَالأَيّامُ في الطَلَبِ
-
-
-
-
ماكانَ أَقصَرَ وَقتًا كانَ بَينَهُما
-
-
-
-
-
- كَأَنَّهُ الوَقتُ بَينَ الوِردِ وَالقَرَبِ
-
-
-
-
جَزاكَ رَبُّكَ بِالأَحزانِ مَغفِرَةً
-
-
-
-
-
- فَحُزنُ كُلِّ أَخي حُزنٍ أَخو الغَضَبِ
-
-
-
-
وَأَنتُمُ نَفَرٌ تَسخو نُفوسُكُمُ
-
-
-
-
-
- بِما يَهَبنَ وَلا يَسخونَ بِالسَلَبِ
-
-
-
-
حَلَلتُمُ مِن مُلوكِ الناسِ كُلِّهِمُ
-
-
-
-
-
- مَحَلَّ سُمرِ القَنا مِن سائِرِ القَصَبِ
-
-
-
-
فَلا تَنَلكَ اللَيالي إِنَّ أَيدِيَها
-
-
-
-
-
- إِذا ضَرَبنَ كَسَرنَ النَبعَ بِالغَرَبِ
-
-
-
-
وَلا يُعِنَّ عَدُوًّا أَنتَ قاهِرُهُ
-
-
-
-
-
- فَإِنَّهُنَّ يَصِدنَ الصَقرَ بِالخَرَبِ
-
-
-
-
وَإِن سَرَرنَ بِمَحبوبٍ فَجَعنَ بِهِ
-
-
-
-
-
- وَقَد أَتَينَكَ في الحالَينِ بِالعَجَبِ
-
-
-
-
وَرُبَّما احتَسَبَ الإِنسانُ غايَتَها
-
-
-
-
-
- وَفاجَأَتهُ بِأَمرٍ غَيرِ مُحتَسَبِ
-
-
-
-
وَما قَضى أَحَدٌ مِنها لُبانَتَهُ
-
-
-
-
-
- وَلا انتَهى أَرَبٌ إِلّا إِلى أَرَبِ
-
-
-
-
تَخالَفَ الناسُ حَتّى لا اتِّفاقَ لَهُم
-
-
-
-
-
- إِلّا عَلى شَجَبٍ وَالخُلفُ في الشَجَبِ
-
-
-
-
فَقيلَ تَخلُصُ نَفسُ المَرءِ سالِمَةً
-
-
-
-
-
- وَقيلَ تَشرَكُ جِسمَ المَرءِ في العَطَبِ
-
-
-
-
وَمَن تَفَكَّرَ في الدُنيا وَمُهجَتِهِ
-
-
-
-
-
- أَقامَهُ الفِكرُ بَينَ العَجزِ وَالتَعَبِ
-
-
-
-
عيد بأية حال عدت يا عيد
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
-
-
-
-
-
- بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
-
-
-
-
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
-
-
-
-
-
- فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
-
-
-
-
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا
-
-
-
-
-
- وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
-
-
-
-
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً
-
-
-
-
-
- أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
-
-
-
-
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي
-
-
-
-
-
- شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
-
-
-
-
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما
-
-
-
-
-
- أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
-
-
-
-
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني
-
-
-
-
-
- هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
-
-
-
-
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً
-
-
-
-
-
- وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
-
-
-
-
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ
-
-
-
-
-
- أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
-
-
-
-
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً
-
-
-
-
-
- أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
-
-
-
-
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ
-
-
-
-
-
- عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
-
-
-
-
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ
-
-
-
-
-
- منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
-
-
-
-
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ
-
-
-
-
-
- إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
-
-
-
-
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ
-
-
-
-
-
- أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
-
-
-
-
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
-
-
-
-
-
- فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
-
-
-
-
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها
-
-
-
-
-
- فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
-
-
-
-
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ
-
-
-
-
-
- لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
-
-
-
-
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ
-
-
-
-
-
- إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
-
-
-
-
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ
-
-
-
-
-
- يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
-
-
-
-
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا
-
-
-
-
-
- وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
-
-
-
-
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ
-
-
-
-
-
- تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
-
-
-
-
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني
-
-
-
-
-
- لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
-
-
-
-
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا
-
-
-
-
-
- لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
-
-
-
-
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ
-
-
-
-
-
- إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
-
-
-
-
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً
-
-
-
-
-
- أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
-
-
-
-
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً
-
-
-
-
-
- أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
-
-
-
-
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ
-
-
-
-
-
- في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
-
-
-
-
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ
-
-
-
-
-
- عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
-
-
-
-