قصص عربية

أجمل القصص القصيرة

القصة القصيرة

القصّة القصيرة هي سردٌ لأحداث واقعيّة أو خياليّة، وقد تكون شعراً أو نثراً، وتُروى بهدف إثارة اهتمام السامعين والقراء، وإمتاعهم وتثقيفهم، وسنذكر في هذا المقال مجموعةً من القصص القصيرة، والتي تحمل الكثير من العظة، والعبرة، والحكمة.

أجمل القصص القصيرة

شكا رجل إلى طبيب وجعاً في بطنه، فسأله الطبيب: “ماذا أكلت؟” أجاب المريض: “أكلتُ طعاماً فاسداً”، فدعا الطبيب بكحلٍ كي يُكحّل عيني المريض، استغرب المريض وقال: “إنّني أشكو ألماً في بطني وليس في عيني”!، أجاب الطبيب: “أعلم ذلك، ولكنّني أكحّلُك لترى الطعام الفاسد جيداً، فلا تأكله!”.

الحمامتان والسلحفاة

يُحكى أن حمامتان جميلتان قررتا السفر والابتعاد عن الغدير الذي عاشتا إلى جانبه طويلاً بسبب شح الماء فيه، فحزنت صديقتهما السلحفاة وطلبت منهما أن تأخذاها معهما، فأجابتها الحمامتان بأنها لا تستطيع الطيران، بكت السلحفاة كثيراً وتوسلتهما بأن تجدا طريقة لنقلها معهما، فكرت الحمامتان كثيراً وقررتا حملها معهما، فأحضرتا عوداً قوياً أمسكت كل واحدة منهما به من طرف وطلبتا من السلحفاة أن تعض على هذا العود حتى تطيرا بها، وحذرتاها من أن تفتح فمها مهما كلّف الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطها، وافقت السلحفاة على ذلك ووعدتهما بأن تنفذ ما طلبتاه منها، وطارت الحمامتان فوق الغابة، إلى أن رأى بعض الناس الحمامتين والسلحفاة فقالوا: يا للعجب حمامتان تحملان سلحفاة وتطيران بها!! لم تستطع السلحفاة تمالك نفسها فقالت: فقأ الله أعينكم ما دخلكم انتم! فسقطت بعد أن أفلتت العود من فمها وتكسرت أضلعها وقالت باكية: هذه هي نتيجة كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.

إقرأ أيضا:كما تدين تدان

غاندي وفردة الحذاء

يُحكى أنّ المهاتما غاندي كان يركض بسرعةٍ ليلحق بالقطار، والذي كان قد بدأ بالتحرك، ولكنّ إحدى فردتي حذائه سقطت أثناء صعودِه على متن القطار، فخلع فردة حذائه الثّانية، ورماها قريباً من الفردة الأولى، فاستغرب أصدقاؤه وسألوه: “لماذا رميت فردة حذائك الأخرى؟” فقال غاندي: “أردتُ للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين كي يكون قادراً على استخدامهما، فهو لن يستفيد إن وجد فردةً واحدةً، كما أنّني لن أستفيد منها أيضاً!

الحسود والبخيل

وقف بخيلٌ وحسودٌ أمام ملك، فقال لهما: “اطلبا أيّ شيءٍ تريدانه، وسأعطي الثّاني ضعف طلب الأوّل”. لم يكن أيّ منهما يريد للآخر أن يأخذ أكثر منه، فأخذا يتشاجران طويلاً، ويطلبُ كلٌّ منهما من الآخر أن يطلب أولاً، فقال الملك: “إن لم تفعلا ما آمركما به قطعت رأسيكما”. فقال الحسود للملك: “يا مولاي اقلع إحدى عينيّ!”

نعل الملك

يُقال إنّ ملكاً كان يحكم دولةً واسعةً وكبيرةً جدّاً، وأراد هذا الملك يوماً ما أن يخرج في رحلة طويلة، ولكنّ قدميه تورمتا وآلمتاه خلال الرحلة، فقد مشى كثيراً في الطّرق الوعرة، ولذلك فقد أصدر قراراً ينصّ على تغطية جميع شوارع دولته بالجلد، ولكنّ أحد مستشاريه كان ذكياً، فأشار عليه برأيٍ سديد، وهو وضع قطعةٍ صغيرةٍ من الجلد تحت قدمي الملك فقط، فكانت هذه بداية نعل الأحذية.

إقرأ أيضا:قصة عن بر الوالدين

الأحمق والصبي

يُروى أنّ مغفّلاً خرج من منزله يحمل على عاتقه صبيّاً عليه قميصٌ أحمر، فمشى به، ثمّ نسيه، فجعل يقول لكلّ من يراه: “أرأيت صبيّاً عليه قميصٌ أحمر؟” فقال أحدهم: “لعلّه هذا الصبيُّ الذي تحمله على كتفيك”. فرفع رأسه، ونظر إلى الصبي، وقال له بغضب: “ألم أقل لك ألّا تفارقني؟”

درهم في الصحراء

مرّ رجلٌ بآخر يحفر في الصحراء، فقال له: “ما بك أيّها الرجل، ولماذا تحفر في الصحراء؟” قال: “إنّي دفنت في هذه الصحراء بعضاً من المال، ولست أهتدي إلى مكانه”، فقال له: “كان يجب أن تجعل عليه علامة”. قال: “قد فعلت”. قال: “وما هي العلامة؟” قال: “غيمةٌ في السماء كانت تظلّها، ولست أرى العلامة الآن”.

الإعلان والأعمى

جلس رجل أعمى على رصيفٍ في أحد الشوارع، ووضع قبّعته أمامه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها: “أنا رجلٌ أعمى، أرجوكم ساعدوني”، فمرّ رجل إعلانات بالشارع الذي يجلس فيه الأعمى، فوجد أنّ قبّعته لا تحتوي سوى على القليل من المال، فوضع بعض النقود في القبّعة، ثمّ -ودون أن يستأذن الأعمى- أخذ اللوحة التي بجانبه وكتب عليها عبارةً أخرى، ثمّ أعادها إلى مكانها وغادر.

بدأ الأعمى يلاحظ أنّ أنّ قبّعته امتلأت بالنقود، فعرف أنّ السبب هو ما فعله ذلك الرجل بلوحته، فسأل أحد المارة عمّا كُتب على اللوحة، فكانت الآتي: “إنّنا في فصل الربيع، ولكنّني لا أستطيع رؤية جماله!”.

إقرأ أيضا:حب قيس وليلى

حكاية النسر

كان هناك أنثى نسرٍ تعيش على قمم إحدى الجبال، وتضع عشّها على واحدةٍ من الأشجار المنتشرة على ذاك الجبل، وفي يومٍ من الأيام باضت أنثى النسر أربع بيضات، إلّا أنّ زلزالاً عنيفاً هزّ الجبل، فسقطت إحدى البيضات من العشّ، ثمّ تدحرجت إلى الأسفل حتى استقرّت في قنّ للدجاج، فأخذتها إحدى الدجاجات واحتضنتها حتى فقست، وخرج منها نسرٌ صغير.

ربّت الدجاجات فرخ النسر مع فراخهنّ، فبدأ يكبر مع فراخ الدجاج ويتعلّم معها، وطوال هذا الوقت ظلّ يظنّ أنّه دجاجة، وفي أحد الأيّام كان النسر الصغير يلعب مع فراخ الدجاج في الساحة، فرأى مجموعةً من النّسور تحلق عالياً، فتمنّى لو أنه يستطيع الطيران مثلها، لكنّ الدجاجات بدأن بالسخرية والاستهزاء منه، وقالت له إحدى الدجاجات: “أنت دجاجة، ولن تستطيع التّحليق كالنّسور”، حزن النسر الصغير كثيراً، ولكنّه استسلم ونسي حلمه بالتّحليق في السماء، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً كحياة الدّجاج.

القناعة كنز لا يفنى

جاء في القصص القديمة أنّ ملكاً أراد أن يكافئ أحدَ مُواطنيه، فقال له: “امتلك من الأرض كلّ المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك”، ففرح الرجل وشرع يمشي في الأرض مسرعاً ومهرولاً بجنون، وسار مسافةً طويلةً فتعب، ففكّر في العودة إلى الملك كي يمنحه مساحة الأرض التي قطعها، ولكنّه غيّر رأيه، فقد شعر أنّه يستطيع قطع مسافةٍ أكبر، وعزم على مواصلة السّير، فسار مسافاتٍ طويلة، وفكّر في العودة إلى الملك مكتفياً بالمسافة التي قطعها، إلّا أنّه تردّد مرّةً أخرى، وقرّر أن يواصل السّير حتى يحصل على المزيد.

ظلّ الرّجل يسير أياماً وليالي، ولم يعد أبداً، إذ يُقال إنّه قد ضلّ طريقه وضاع في الحياة، ويقال أنّه مات من شدة إنهاكه وتعبه، ولم يمتلك شيئاً، ولم يشعر بالاكتفاء أو السّعادة أبداً، فقد أضاع كنزاً ثميناً، وهو القناعة؛ فالقناعة كنزٌ لا يفنى.

مصيدة الطموح

في يومٍ من الأيام ذهب صيادان لاصطياد الأسماك، اصطاد أحدهما سمكةً كبيرة الحجم، فوضعها في سلته وقرر العودة إلى بيته، فسأله الصياد الآخر: “إلى أين تذهب؟!” فأجاب: “سأذهب للبيت، فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً”، فردّ الرّجل: ” إنّ من الأفضل اصطياد سمكٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولم عليّ فعل ذلك؟” فردّ الرّجل: لأنّك عندئذٍ تستطيع بيع الأسماك في السوق”، فسأله صديقه: “ولماذا أبيع الأسماك؟” قال: “لكي تحصل على نقودٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولماذا أفعل ذلك؟” فردّ الرّجل: “لأنّك عندها تستطيع ادّخاره وزيادة رصيدك في البنك”، فسأله: “ولم أفعل ذلك؟” فردّ الرّجل: “كي تصير غنياً”، فسأله الصّديق: “وماذا أفعل عندما أصبح غنيّاً؟” فردّ الرّجل: “تستطيع عندها في أحد الأيّام أن تستمتع بوقتك مع زوجتك وأبنائك”، فقال له الصّديق العاقل: “وهذا ما أفعله الآن بالضبط، ولا أريد تأجيله حتى يضيع مني عمري!”

ثمار الأمانة

يُحكى أن أميراً شاباً كان يريد الزواج من فتاة على قدر من الأخلاق، فأمر بإصدار مرسوم ملكي يطلب فيه من كل شابة ترغب في أن تكون عروساً له الحضور إلى القصر الملكي البديع يوم غد في تمام الساعة الثامنة صباحاً، جاء اليوم الموعود واحتشدت الفتيات في ساحة القصر كل في أبهى طلة لها، ووقف الأمير وحيّاهن ونادى بهن، وأخبرهن بأنه سيعقد مسابقة ستتوج من تفوز فيها ملكة على عرش قلبه، وبأنه سيعطي كل فتاة منهنّ حوض زراعة فيه بذرة، وطلب من كل واحدة منهنّ أن تعتني بهذه البذرة بطريقتها على أن تعود إلى هنا بعد شهر من اليوم، أخذت الفتيات أصص الزرع وغادرن متفاجآت بهذه المسابقة الغريبة، وكانت من هذه الفتيات فتاة جميلة تُدعى ماريا، واظبت ماريا على سقاية بذرتها وعنايتها بجدٍ لكنها لم تلاحظ نموها طوال الشهر أبداً، فقررت أنها لن تذهب إلى القصر يوم غد لأن بذرتها لم تنمو، إلّا أنّ العمة ديانا أقنعتها بضرورة الذهاب، خاصة وأنها بذلت كل ما يمكنها من مجهود للعناية بهذه البذرة.

ذهبت ماريا إلى القصر بحوضها الخالي من النبات، وكلها خجل وهي ترى ما تحمله الفتيات من نباتات مختلفة الأشكال والألوان بأيديهنّ، همّت ماريا بالعودة إلى البيت والدموع تغالبها إلّا أنّ الوزير الذي كان يتجوّل في الساحة طلب منها أن تصعد معه إلى المنصة لتقابل الأمير، ذُهلت ماريا وصعدت معه مضطربة إلى المنصة، حيّاها الأمير وقال: لقد أمرت الوزير بإعطاء كل فتاة منكن حوض زراعة فيه بذرة فاسدة، لأرى ما ستفعلن بها، فاستبدلتنها ببذرة أخرى للفوز بالمسابقة، إلّا أنّ ماريا هي الوحيدة التي منعتها امانتها من فعل ذلك فأبقت الحوض على ما هو عليه، وعليه أعلن الأمير فوز ماريا بالمسابقة وطلبها للزواج منه وسط ذهول الفتايات المخادعات جميعاً.

السابق
قصة الأرنب والسلحفاة
التالي
قصة علي بابا