ظواهر طبيعية

أسباب اختلال التوازن البيئي

أسباب اختلال التوازن البيئي

العوامل الطبيعية المؤثرة في اختلال التوازن البيئي

قد يحدث اختلال التوازن البيئي إمّا بفِعل عوامل طبيعية أو أخرى بشرية، وتشمل العوامل الطبيعية الانفجارات البركانية، والفيضانات، والأعاصير، والحرائق الطبيعية، ومثل هذه العوامل تسبّب اضطراباً شديداً في البيئة لكنه يكون مؤقتاً، بينما هنالك عوامل أخرى مثل تغير المناخ أو الاحتباس الحراري قد يكون أثرها دائماً، ومن الجدير بالذكر أنّ إحدى أبرز النظريات المطروحة حول انقراض الديناصورات أنّه حدث بسبب تغيّر مفاجئ في المناخ، وهذا التغيّر أدّى إلى اختلال في النظم البيئية لدرجة أن الديناصورات انقرضت.

العوامل البشرية المؤثرة في اختلال التوازن البيئي

تُعدُّ هيمنة الإنسان على البيئة وأفكاره غير المدروسة لتحقيق حاجاته ومُتطلّباته السبب الرئيسي في اختلال توازن الأنظمة البيئيّة، وفيما يأتي مجموعة من الأسباب التي تُحدِث اختلالاً في التوازن البيئي:

  • تغيُّر حالة المياه: قد تتغيّر حركة وتوزيع المياه بسبب إنشاء السدود والقنوات واستخدامها في توليد الطاقة والريّ، الأمر الذي يُساهم في تغيير النظام البيئي لهذه المنطقة المحصورة من الماء للخزّان، إذ يتمُّ في منطقة الحجز قطع عدد كبير من الأشجار، وغمر العديد من الأراضي الخصبة تحت المياه، بالإضافة إلى إبعاد عدد من السكان عن المنطقة، وقد تتسبّب أنشطة الري أيضاً في زيادة محتوى بخار الماء في الهواء، وتغيير خصائص المياه السطحية.
  • استخدام مُبيدات الآفات على نطاقٍ واسع: تهدف المُبيدات على اختلاف أنواعها بين مبيدات للحشرات، أو القوارض، أو الأعشاب، أو الفطريات إلى القضاء على الآفات كافّة، ومع ذلك فقد يسبّب الاستخدام الواسع للمبيدات القضاء على العديد من الأنواع غير المُستهدَفة، ممّا يُشكّل خطراً كبيراً على الكائنات الحية جميعها.
  • التغيُّرات في سطح الأرض: تتأثّر الأنظمة البيئيّة والغلاف الجوي بالعديد من الأنشطة البشرية والتغيّرات الطبيعية التي تساهم في تغيير الخصائص الفيزيائية والبيولوجية لسطح الأرض، ومنها إزالة الغابات، وتجفيف المُستنقعات، الأمر الذي يسبّب تغيير كمية الطاقة المُتاحة للتبخّر، ممّا ينتج عنه اختلال في توازن الطاقة على سطح الأرض.
  • استخدام الأسمدة على نطاقٍ واسع: نادراً ما يتمّ استخدام الأسمدة بنسبةٍ تتجاوز 50-60%، إذ إنَّ بقايا الأسمدة الكيميائية على شكل نترات يؤدّي إلى تلوّث المياه الجوفية والسطحية، ممّا يتسبّب في فرط المُغذّيات، وتكاثر الطحالب في الأنهار والبحيرات.
  • المطر الحمضي: يعني المطر الحمضي وجود كميات كبيرة من الأحماض في مياه الأمطار، وينتج عن تفاعل بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي مع أكاسيد النيتروجين والكبريت الصادرة عن أنشطة حرق الوقود الأحفوري، ممّا ينتج أحماض الكبريتيك والنيتريك المصاحبة للهطول المطري، فيشكّل بذلك تهديداً كبيراً على توازن الأنظمة البيئيّة، كما يُلحق أضراراً كبيرة بالنباتات والحيوانات، والمحاصيل الزراعية والغابات، والنظم البيئية المائية، ويجدر بالذكر أنّ المطر الحمضي هو أحد أبرز الآثار الناتجة عن تلوّث الهواء.
  • الاحتباس الحراري: يلعب الاحتباس الحراري الناجم عن ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون دوراً كبيراً في ارتفاع معدّل درجة حرارة سطح الأرض، ممّا يؤدّي إلى إحداث العديد من العواقب، ومنها ذوبان القمم الجليدية في الأقطاب، وبالتالي غمر العديد من الأراضي المنخفضة والمدن الساحلية تحت مياه البحر، بالإضافة إلى تحوّل الأراضي الخصبة إلى صحاري، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بشكل كبير.
  • حرائق الغابات: يلجأ البشر عادةً لاستخدام النار عند اصطياد الحيوانات البرية، أو لإشعال الفحم، ممّا قد ينتج عنه حرائق الغابات، والتي يسبّب تكرارها تدهور البيئة بشكلٍ خطير، وإلحاق الضرر بالنظام البيئي.
  • الرعي الجائر: يُلحق الرعي الجائر أضراراً كبيرة في الأنظمة البيئيّة، ومن أهمّ هذه الأضرار ظاهرة التصحُّر، التي تُعرَّف بأنَّها انخفاض القدرة الإنتاجية للأراضي الزراعية، ممّا يؤدّي إلى تشكّل أراضٍ ذات طبيعة صحراوية.
  • إزالة الغابات: تتمُّ إزالة الغابات بهدف تحويلها إلى أراضي زراعية، ومراعي لتربية الحيوانات، بالإضافة إلى الرغبة في إنتاج الأخشاب، وتُشير التقديرات إلى أنَّ مُنتصف القرن العشرين الميلادي شهد انخفاضاً في مساحة الغابات الأصلية بنسبة 33% على الأقلّ.
  • تربية الحيوانات والنباتات: إنّ إدخال أنواع جديدة من النباتات والحيوانات إلى نظام بيئي معيّن بشكلٍ غير مدروس ودون جمع البيانات البيئيّة اللّازمة حول التأثير المُحتمَل لهذا النشاط على الكائنات الحية الأصلية الموجودة في النظام قد يسبّب ضرراً كبيراً عليه.
  • فُقدان الموارد الوراثية: نشأت مخاوف كبيرة مُنذ سبعينيات القرن العشرين الميلادي حول بقاء العديد من أنواع النباتات بعد جمعها لأغراض مُختلفة كالإراض الطبية، كما ظهرت مخاوف من فقدان العديد من أنواع الحيوانات التي تمَّ صيدها من أجل الطعام أو الرياضة، وتُشير الدراسات إلى أنَّ هُناك نحو 1,000 نوع من الطيور والثدييّات المُهدّدة بالانقراض نتيجة تدمير موائلها، الأمر الذي يُعدُّ أحد الأسباب الرئيسية في فقدان الأنواع، ممّا ينتج عنه اختلال التوزان البيئي.
  • أنشطة التعدين: تسبّب أنشطة التعدين القائمة على استخراج المعادن ومُعالجتها آثاراً بيئيّة واسعة على الأراضي، والغلاف الجوي، والمياه، كما أنّها تلحق الضرر بالبيئة الاجتماعية والاقتصادية للسكان، ومن أبرز هذه الآثار: الأضرار السطحية بالأراضي، وإنتاج كميات كبيرة من النفايات، وبالرغم من أنَّ استصلاح الأراضي التي تضرّرت من أنشطة التعدين يساهم في تقليل الضرر البيئي الناتج عنها، إلاَّ أنَّ القيام بأنشطة التعدين بشكل واسع جداً في المناطق ذات التربة الرقيقة الهشّة يُشكّل من إعادة استصلاح الأراضي أمراً غير ممكن في الغالب.
  • أنشطة التصنيع: تُعدُّ أنشطة التصنيع أمراً ضرورياً لتوفير المُتطلّبات والمرافق الأساسية لحياة السكان، ولكنّ القيام بالتصنيع دون مراعاة التخطيط السليم قد يسبّب التلوّث، واختلال التوازان البيئي في جميع أنحاء العالم.

أهمية الحفاظ على التوازن البيئي

لا بُدَّ أن تعمل الأنظمة البيئية بشكلٍ صحيح ومتوازن حتى تكون قادرة على تقديم الخدمات والفوائد، فمن دون خدمات النظام البيئي لا توجد حياة على الأرض، ويُشار إلى أنَّ الخدمات التي تُقدّمها الأنظمة البيئيّة المتوازنة تُقسَم إلى أربع فئاتٍ رئيسية، هي:

إقرأ أيضا:كيف تتم عملية المد والجزر
  • خدمات الإمداد والتموين: تُشير هذه الخدمات إلى المنتجات المؤمّنة من الأنظمة البيئيّة، وتشمل:
    • الماء.
    • الغذاء بما في ذلك المواشي، والمأكولات البحرية.
    • الأدوية، والمواد الكيميائية، والمنتجات الصناعية.
    • الطاقة، وتضمُّ ضوء الشمس، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الكتلة الحيوية.
  • الخدمات التنظيمية: تعني الخدمات التي تسمح بتنظيم عمليات النظام البيئي، ومنها:
    • تنظيم المناخ، وامتصاص وتخزين الكربون في المحيطات، والأشجار، والتربة.
    • تحلُّل النفايات، إذ تُعدُّ من أهمّ العمليات التي تحدث في التربة.
    • تلقيح المحاصيل عن طريق عوامل مساعدة مثل النحل الذي يُساهم في تكاثر النباتات الزهرية .
    • تنقية وتنظيم المياه والهواء.
    • مكافحة الآفات والأمراض.
  • خدمات الدعم والموائل: تُشير هذه الخدمات إلى قُدرة الأنظمة البيئيّة على توفير موائل للأنواع المهاجرة، بالإضافة إلى دعم بقاء التنوّع الوراثي، وذلك من خلال التكاثر، وانتشار البذور والمغذّيات.
  • الخدمات الثقافية: تُشير إلى الفوائد التي تجلبها خدمات النظام البيئي للبشر، ومنها:
    • تقديم الالهام للأغراض الفكرية الإبداعية، والثقافية الترفيهية، والروحية، وغيرها، فعلى سبيل المثال تولّد رؤية وسماع الطيور البريّة شعوراً بالراحة لدى الإنسان، كما تُعدُّ الحيوانات والنباتات بمثابة مصدر إلهام في المسارح والأفلام.
    • تقديم الخبرات الترفيهية؛ مثل الأنشطة الخارجية، أو السياحة البيئيّة.
    • تحسين كفاءة الاكتشافات العلمية عن طريق اتّباع أمثلة موجودة في العالم الطبيعي.

 

إقرأ أيضا:كم مدة فصل الشتاء

هل يمكن أن يعود النظام البيئي إلى حالة التوازن

توجد الأنطمة البيئيّة في حالة توازن بشكلٍ كبير، إذ تعيش الأنواع المختلفة فيها مع بعضها البعض، ولكنّ حدوث تغيُّر في النظام البيئي بأكمله سيؤدّي إلى تحوّله من حالة التوازن إلى حالة عدم التوازن، تجدر الإشارة إلى أنَّ النُظم البيئية بإمكانها التعافي والعودة إلى حالة التوازن بعد مرورها بحالة من عدم التوازن، ولكن إذ كان النظام البيئي يُعاني من اختلال في التوازن بشكلٍ كبير أو يشهد اضطرابات جديدة باستمرار فإنَّه قد لا يعود إلى حالة التوازن أبداً، ممّا قد يؤدّي ذلك إلى انخفاض نسبة الأنواع الحيويّة التي تعيش في ذلك النظام.

إقرأ أيضا:تفسير ظاهرة قوس القزح
السابق
يوم من كارثة فوكوشيما
التالي
أين تحدث الزلازل