أسباب تلوث البيئة وحلولها
يُعرّف التلوّث (بالإنجليزية: Pollution) بأنّه دخول أيّ مادة غير مرغوب بها إلى البيئة الطبيعية، الأمر الذي يجعلها غير نظيفة، وغير آمنة، وكذلك غير ملائمة للاستخدام، وتشمل المواد الملوِّثة: المواد الملموسة، بالإضافة إلى الصوت، والضوء، ودرجات الحرارة عند دخولها بشكل غير طبيعي إلى البيئة.
وفقاً لمُنظمة (Pure Earth) التي تُعنى بشؤون البيئة فإنّ التلوّث يؤثر بطريقة سامّة على ما يزيد على 200 مليون شخص حول العالم، كما أشارت إلى أنّ آثار التلوّث تتعدى ذلك، حيث وُجِد أنّ هناك زيادة في نسبة ولادة أطفال بعيوب خلقية في الأماكن التي تشهد تلوّثاً كبيراً، كما أنّ مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال أقل بحوالي 30-40 نُقطة عند اجتيازهم لاختبارات الذكاء (IQ) مُقارنة بالأطفال الطبيعيين، بالإضافة إلى ذلك فإنّ مُتوسط أعمار سُكان هذه الأماكن أقل من 45 سنة؛ بسبب إصابتهم بالعديد من الأمراض،[١] من هنا أصبحت فكرة الحد من مشكلة التلوث البيئي وإيجاد حلول له ضرورة ملحة، لذا تمّ بذل العديد من الجهود لإيجاد حلول جذرية للحد من انبعاث الملوِّثات إلى البيئة عن طريق إدارة ومعالجة مياه الصرف الصحي بطريقة سليمة، والحد من تلوث الهواء، وإعادة تدوير النفايات، وإدارة الملوِّثات الخيطرة بشكل فعال، وغيرها من الحلول.
تلوث الهواء
أسباب تلوث الهواء
هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تلوّث الهواء (بالإنجليزية: Air Pollution)، وفيما يأتي أبرز الأسباب والمصادر لذلك:
إقرأ أيضا:كيف نحافظ على البيئة من التلوث- الملوِّثات الصناعية: تُعدّ عمليات المُعالجة الصناعية، في مصانع المعادن، والصهر، ومصانع الورق واللب، ومحطات تكرير النفط، ومصانع المواد الكيميائية، ومصانع السكر، والقطن، ومحطات تصنيع المطاط مسؤولة عن خُمس تلوّث الهواء، وتحتوي على الملوِّثات الآتية:
- الملوِّثات الناتجة عن محطات الطاقة، والمداخن الصناعية عن احتراق الوقود الأحفوري، وهي: غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز أول أكسيد الكربون، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز كبريتيد الهيدروجين، والهيدروكربونات.
- الملوِّثات الناتجة عن مصانع الأسمدة الفوسفاتية، واستخراج الألومنيوم، وحرق السيراميك، وصناعة الصلب، وتصنيع بعض المواد الكيميائية، وتشمل مُركبات الفلور.
- الملوِّثات الناتجة عن عمليات تصنيع المعادن، كالغُبار والأبخرة المُحمَّلة بالرصاص، والكروم، والنيكل.
- الملوِّثات الناتجة عن عمليات تصنيع بعض المواد الكيميائية، وهي: حمض الهيدروكلوريك، والكلور، وأكاسيد النيتروجين، والرصاص، والزنك، والزرنيخ، وأكاسيد النحاس.
- المَركبات: تُعدّ المركبات أكبر مصادر تلوّث الهواء، حيث تُنتِج ما يُقارب ثُلثي انبعاثات غاز أول أكسد الكربون، وحوالي نصف انبعاثات الهيدروكربونات وأكسيد النيتروس، كما تُنتِج عوادم المركبات بعض الغازات مثل الرصاص الذي له آثار سلبية على المجتمعات الحيوية، وتُنتِج العديد من المركبات العضوية المتطايرة التي تنتج عن احتراق الوقود في المركبات.
- حرق الوقود الأحفوري: يتمّ حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة للقيام بالعديد من الأنشطة كالطبخ، والتدفئة، والإنارة، والغسيل، وغيرها، وينتُج عنه مجموعة مُتنوعة من الملوّثات، منها: الهيدركروبونات، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، وتجدر الإشارة إلى أنّ محطات الطاقة الكهربائية، ومحطات حرق الوقود الأحفوري وخاصة الفحم تُنتِج حوالي ثُلثي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت في الهواء.
- انبعاثات الطائرات: يُنتِج التلوّث الناشئ عن الطائرات بعض الغازات التي تساهم أيضاً تلوّث الهواء في العالم، حيث إنّها مسؤولة عما نسبته 2.5% من انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى ما نسبته 1% من انبعاثات المُركبات الهيدروكربونيّة، كما تُطلق الطائرات بعض الأدخنة التي تحتوي على العديد من الجزئيات الدقيقة التي تنتشر في الهواء، وتبعثر الضوء، وتحجب الرؤية.
- الأنشطة الزراعية: تُنتِج عمليات حرق الغابات والمراعي وغيرها من الأراضي الزراعية حوالي 60-65% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تُنتِج حقول الأرز، وحرق الكتلة الحيوية، وعملية الإخراج لدى المواشي ما نسبته 40% من انبعاثات غاز الميثان، بالإضافة إلى أنّ استخدام المُبيدات الحشرية مسؤول عن انبعاثات مُركبات الفوسفات العضوية، والهيدروكربونات المُكلورة، والزرنيخ، والرصاص.
- الإشعاعات المؤيّنة: تمتاز هذه الأشعة بامتلاكها طاقة كبيرة وكافية لتأيين الذرات والجزئيات، ومن الأمثلة على الإشعاعات المؤينة جُسيمات ألفا وبيتا الناتجة عن الانفجارات النووية، والتجارب العلمية التي تستخدِم النظائر المُشعّة، واختبار الأسلحة النووية، كما يُمكن أن تَنتُج الإشعاعات المؤيّنة من عمليات التحلل الإشعاعي للمواد والتي تحدث بشكل طبيعي في البيئة.
- الإشعاعات الكونيّة: يتعرض الغلاف الجوي بشكل مُستمر إلى اختراق جُسيمات مشحونة عالية الطاقة من الفضاء الخارجي، وتُسمى الأشعة الكونيّة الأولية، وعند اختراقها للغلاف الجوي فإنّها تفقد جزءاً من طاقتها تدريجياً لتختفي تماماً عند اصطدامها بذرات الأكسجين والنيتروجين، الأمر الذي ينتج عنه أشعة ثانوية مُغايرة تماماً للأشعة الأولية وذات طاقة أقل.
- الجزيئات المُعلقة: تُعدّ هذه المادة مُلوِّثاً رئيسياً للهواء، إذ تحوي الغُبار من عِدة مصادر مُختلفة أهمّها غبار الفحم الناتج عن محطات الطاقة، ومصافي النفط، بالإضافة إلى غُبار الإسمنت والسيليكا الناتج عن تكسير الحجارة، كما يُذكر أنّ وسائل النقل تُنتِج كميات كبيرة من الغُبار أيضاً.
إقرأ أيضا:مقال عن دخان المصانع
حلول تلوث الهواء
تقع مسؤولية حل مشكلة الهواء على كل فرد من أفراد المجمتع، وأيضاً على الحكومات، لذا يجب على الجميع الالتزام ببعض الإجراءات للحد من هذه المشكلة، ومنها ما يأتي:
- حلول على مستوى الأفراد: تشمل الإجراءات الفردية ما يأتي:
- تشجيع أفراد العائلة الواحدة على استخدام وسائل النقل العامة للتنقل، وبالتالي التقليل من أعداد السيارات في الطرقات، مما يُساهم في تقليل الانبعاثات الملوِّثة.
- الترشيد في استخدام الطاقة، مثل: الأنوار، والسخانات؛ للتقليل من عمليات حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء، وبالتالي تقليل كميات التلوّث في الهواء.
- إعادة تدوير الإشياء وإعادة استخدامها، الأمر الذي يُقلل من تصنيع منتجات جديدة، نظرًا إلى أن عمليات التصنيع تُنتِج الكثير من الملوِّثات.
- حلول على مُستوى الحكومات: تشمل الحلول على مستوى الحكومات ما يأتي:
- الاستثمار في الطاقة الخضراء عن طريق استخدام مصادر الطاقة المُتجددة، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ لتقليل عمليات حرق الوقود الأحفوري.
- مُراقبة الشركات والمصانع أثناء عمليات التصنيع، ووضع جميع الأنشطة تحت المراقبة الشديدة؛ للتقليل من الانبعاثات الملوّثة.
- تصميم وتصنيع وسائل نقل ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة.
تلوث الماء
أسباب تلوث الماء
هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تلوّث المياه (بالإنجليزية: Water Pollution)، وفيما يأتي بعض الطرق الرئيسية المسببة لذلك:
إقرأ أيضا:أثر التلوث الضوضائي على الإنسان- الملوِّثات الصناعية: تُعدّ الصناعات، ومواقع التصنيع والتعدين، والمناطق الزراعية في العالم من أهمّ المساهمين في تلوّث المياه، وتتألف المُخلفات الناتجة عنها من مواد كيميائية سامّة، وعند وصول هذه المياه غير المُعالجة إلى شبكات المياه العذبة تتسبب في تلوّثها، إذ إنّها من المُمكن أن تصل إلى المُسطحات المائية وترفع درجة حرارتها، الأمر الذي يُهدد حياة الكائنات الحية، ويجعل المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.
- إلقاء النفايات في المحيطات: في بعض دول العالم، يتمّ جمع النفايات المنزلية والتخلص منها عن طريق تفريغها في المُحيطات، ويحتاج مُعظمها إلى 200 سنة للتحلل بشكل تام.
- المجاري والمياه العادمة: تحتوي مياه المجاري والمياه العادمة -حتى بعد معالجتها- على العديد من المواد الكيميائية الضّارة، والبكتيريا، وبعض مُسببات الأمراض، وعند عدم مُعالجتها ووصولها إلى المياه العذبة فإنّها تلوِّثها وتُسبب العديد من المشاكل الصحية للكائنات الحية.
- تسرُّب النفط في المُسطحات المائية: على الرغم من أنّ هذه الحوادث عرضية، إلّا أنّ كمية التسرُّب والانسكابات النفطية كبيرة جداً، وتحدث عادة خلال عمليات التنقيب عن النفط في المحيطات، أو بسبب السُفن الناقلة للنفط.
- الأنشطة الزراعية: يلجأ المزارعون لحماية محاصيلهم من الآفات والحشرات إلى استخدام المواد الكيميائية، والتي تُسبب أضرراً لجميع الكائنات الحية عند تسرّبها إلى المياه الجوفية، أو اختلاطها بمياه الأمطار المُتدفقة إلى الجدوال والأنهار.
- الاحتباس الحراري: تُشكِل مُشكلة الاحتباس الحراري مصدر قلق كبير بالنسبة لمشكلة تلوّث المياه، حيث تتسبب في رفع درجات حرارتها، مما يؤدي إلى قتل الكائنات المائية، وبالتالي زيادة تلوِّث المصادر المائية.
- مخلفات التحلل الإشعاعي: يتسبب اليورانيوم -وهو مادة عالية السميّة- المُستخدَم في محطات الطاقة النووية في تلوّث المياه في حال لم يتمّ التخلص منه بطرق صحيحة، ولا تزال المصادر المائية والبيئة بشكل عام تتعرض لمثل هذا النوع من التلوث.
حلول تلوث الماء
هنالك العديد من الحلول لمشكلة تلوّث الماء، وفيما يأتي أهمّ الطرق المتبعة للحدّ منها:
- معالجة مياه الصرف الصحي: تتضمن علمية معالجة مياه الصرف الصحي إزالة جميع الملوِّثات من المياه باستخدام طرق فيزيائية، وكيميائية، وبيولوجية فعالة، للحصول على مياه نظيفة خالية من الملوِّثات وصالحة للاستخدام.
- الزراعة الخضراء: تهدف الزراعة الخضراء إلى زراعة نباتات ومحاصيل مُلائمة للمناخ عن طريق استخدام نظام ري فعّال يقلل من استخدام المياه، والطاقة، ويقلل من دخول المواد الكيميائية إلى المياه.
- إدارة تصريف مياه الأمطار: تقلل عملية إدارة تصريف مياه الأمطار والثلوج من آثار الجريان السطحي لهذه المياه في الشوارع، والمروج، وغيرها من الأماكن، كما تُحسّن من جودة المياه، وتمنع دخول الملوِّثات إليها، الأمر الذي يُساعد على استخدام المياه بشكل فعّال ودون مشاكل.
- الحدّ من تلوّث الهواء: إنّ لمشكلة تلوّث الهواء تأثيراً مُباشراً على تلوّث المياه، إذ تمتص المُحيطات حوالي 25% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية والموجودة في الجو، الأمر الذي يُسبب تحمضاً سريعاً للمحيطات، مما يُشكِل خطراً على الحياة البحرية والشعاب المرجانية.
- التقليل من النفايات البلاستيكية: يتوجب على الأفراد تقليل استخدام البلاستيك عالمياً، إلى جانب تحسين إدارة المُخفات البلاستيكية، حيث إنّ هناك كميات كبيرة من البلاستيك تُلقى في المحيطات تأتي من اليابسة وتسبب تلوثها.
- ترشيد استهلاك المياه: يتوجب على الجميع الحفاظ على المياه؛ للحدّ من مُشكلة تلوّث المياه، مما يُساهم في حصول جميع الأفراد في العالم على مياه نظيفة، بالإضافة إلى ذلك، يجب إدارة الموارد المائية بشكل مسؤول، وإدراك أنّ مصادر المياه نادرة للغاية، ويجب المحافظة عليها وفقاً لذلك.
تلوث التربة
أسباب تلوث التربة
هنالك العديد من الأسباب والمصادر المسؤولة عن تلوّث التربة (بالإنجليزية: Soil Pollution)، وفيما يأتي أبرزها:
- الأنشطة الصناعية: تُعدّ الأنشطة الصناعية أكبر مُساهم في مُشكلة تلوّث التربة، حيث إنّ زيادة عمليات التصنيع وأنشطة التعدين، وزيادة الصناعات المُعتمِدَة على استخراج المعادن تُنتِج العديد من المُخلفات الثانوية الملوِّثة، وعند بقائها على سطح التربة لمدّة طويلة تجعلها غير صالحة للاستخدام.
- الأنشطة الزراعية: أدّى الاستخدام المُتزايد للأسمدة الكيميائية والمُبيدات الحشرية إلى تقليل خصوبة التربة، وتدمير بُنيتها، وجعلها عُرضة للتآكل بسهولة، حيث إنّها مركبات كيميائية صناعية لا تتفكك بشكل طبيعي؛ لأنّها لم تتكون بشكل طبيعي، إضافة إلى أنّ بعض النباتات تمتص هذه المُبيدات، وعند تحللها تعود مرة أخرى للتربة تُسبب تلوّثها.
- الفضلات الشخصية: يتمّ التخلص من الفضلات الشخصية للإنسان ومياه نظام الصرف الصحي عموماً بإلقائها مُباشرة في مدافن ومكبات النفايات، حيث تلوّث النفايات البيولوجية التربة؛ لأنّ الأجسام البشرية مليئة بالسموم والمواد الكيميائية التي تتسرب إلى التربة من تلك المدافن.
- تسرب النفط: يحدث تسرُّب المواد النفطية أثناء التخرين، أو عند نقل المواد الكيميائية في محطات الوقود، حيث تُسبب هذه المواد تلف التربة، وتجعلها غير صالحة للزراعة.
- المطر الحمضي: يَنتُج المطر الحمضي عن اختلاط الملوِّثات الموجودة في الهواء مع مياه الأمطار وسقوطها على التربة، مما يؤدي إلى إذابة بعض العناصر الغذائية المُهمة في التربة، وتغيير بُنيتها.
حلول تلوث التربة
هناك العديد من الإجراءات والحلول الممُكنة للحدّ من تلوّث التربة، وفيما يأتي أهمّها:
- الحدّ من المطر الحمضي: يُمكن الحدّ من تساقط المطر الحمضي عن طريق تركيب أجهزة غسل الغاز (بالإنجليزية: Scrubbers) على مداخن محطات الطاقة؛ للتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت، والتشجيع على تطوير واستخدام مصادر الوقود البديلة، وترشيد استخدام الطاقة.
- إعادة استصلاح الأراضي الرطبة: يحتوي فدان واحد من الأراضي الرطبة على 5.7 مليون لتر من المياه، وهذه الكمية يُمكنها أن تلوّثها المياه الجارية، وبالتالي تلوِّث التربة، لذا نشأت العديد من الجهود والمنظمات المعنية بذلك مثل منظمة الحفاظ على الطبيعة (بالإنجليزية: The Nature Conservancy)، حيث تقوم بشراء الأراضي لاستصلاحها، كما من المُمكن التطوع في هذه المنظمات للمشاركة في عملية الاستصلاح، أو تقديم التبرعات.
- تحسين جودة الأنشطة الزراعية: وذلك باستخدام مُبيدات الأعشاب العضوية، والتقليل من استخدامها ما أمكن، وزراعة نباتات محلية يُمكنها تحمُّل الظروف البيئية، مما يجعل استخدام المُبيدات بأنواعها أمراً غير ضروري.
- التقليل من الآثار البشرية السلبية: تقليل كميات النفايات التي تُلقى في مدافن النفايات من خلال عدة وسائل أهمها: إعادة التدوير، واستخدام أكياس القماش بدل الأكياس البلاستيكية عند التسوق، واستخدام الزجاجات المصنوعة من البولي كربونات بدلاً من الزجاجات البلاستيكية، بالإضافة إلى تَجنُّب شراء المُنتجات ذات التغليف المُفرط، ومحاولة إعادة استخدامها في حال دعت الحاجة لذلك.
- العلاج البيئي: يُعدّ العلاج البيئي أحد الحلول الطبيعية لتلوّث التربة، ويتضمن إزالة الملوِّثات من التربة، والمياه الجوفية والسطحية عن طريق المعالجة الحيوية بالميكروبات (بالإنجليزية: Bioremediation)، والمُعالجة النباتية (بالإنجليزية: phytoremediation)، واللّتان تحوِّلان الملوِّثات إلى مواد غير ضّارة.
التلوث الضوضائي
أسباب التلوث الضوضائي
أصبح التلوّث الناتج عن الصوت غير المرغوب به شائعاً جداً بفعل التقدّم التكنولوجي والتّطور، وهناك العديد من الأسباب والمصادر المُختلفة المسببة لمشكلة التلوّث الضوضائي أو التلوث السمعي (بالإنجليزية: Noise Pollution)، منها:
- وسائل النقل الجوية: ازداد التلوّث الضوضائي الناتج عن وسائل النقل الجوية خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب الاستخدام واسع النطاق للطائرات النفّاثة الثقيلة بعيدة المدى، حيث إنّ الضجيج الذي تُصدره الطائرة النفاثة أكثر إزعاجاً من الضجيج الذي تُنتِجه الطائرة المروحية، وأكثر ما يكون الإزعاج عند عملية الإقلاع؛ بسبب الاختلاط العنيف للغازات المُنطلقة من المحرك مع الهواء المحيط، وكذلك عند الهبوط عند اقتراب الطائرة من سطح الأرض.
- مواقع البناء: تُعدّ الضوضاء الناتجة عن مواقع البناء بشكل عام أسوأ بكثير من الضوضاء الناتجة عن عمليات التصنيع؛ لأنّ عمليات البناء في أيّ مكان تتطلب وجود قائمة من المعدات المُختلفة التي تُصدر الضوضاء عند إقامة الجسور، أو بناء الأبنية، وغيرها من أعمال البناء.
- إنشاء الدعامات العميقة: تُعدّ عملية دقُّ الركائز والدعامات عند إنشاء الدعامات العميقة إحدى عمليات الهندسة المدنية التي تُنتِج ضوضاء بشكل عالٍ.
- عمليات التصنيع: ينشأ الضجيج في القطاع الصناعي من العلميات التي تُسبب اهتزاز، واحتكاك، واضطراب مجاري الهواء والغاز.
- مُكبّرات الصوت وأصوات المفُرقعات والزوامير: تُستخدَم مُكبرات الصوت والمُفرقعات في العديد من المناسبات المختلفة كالمهرجانات والاحتفالات، حيث تُنتِج بعض المفُرقعات ضوضاء تصل شِدّتها إلى 120 ديسبيل، كما قد تتجاوز الزوامير المُستخدَمة في المركبات الحدّ المسموح به، وتسبب التلوث السمعي.
حلول التلوث الضوضائي
هناك العديد من الحلول التي من شأنها السيطرة على التلوّث الضوضائي، أو الحد منه، وفيما يأتي بعض منها:
- تقليل الضوضاء الناتجة عن وسائل النقل الجوية، والشاحنات، والسيارات، والآلات الصناعية والمنزلية عن طريق تصميم وتصنيع أجهزة كاتمة للصوت تُوضع داخل مُحركات الأجهزة، حيث يُمكن تقليل شدّة صوت الآلات عن طريق إجراء تغيير على التصميم الخاص بالأجهزة، واستخدام كابينات (حجرات) عازلة للصوت، ومواد تمتص الصوت.
- وضع حدود للضوضاء الناتجة عن حركة مرور المركبات، وحظر الزوامير داخل مناطق مُعينة، بالإضافة إلى إنشاء مناطق صامتة بالقرب من المُستشفيات والمدارس، إلى جانب إعادة تصميم الأبنية وجعلها مُقاومة للضوضاء.
- تقليل اختراق الضوضاء من البيئة الخارجية عن طريق زراعة الأشجار، والشجيرات (بالإنجليزية: Shrubs) أمام المباني، وفي بعض المناطق من المُدن، وعلى جوانب الطرقات؛ لأنّها تمتص الصوت.
- استخدام الجُدران العازلة للأصوات العالية في المنزل، إلى جانب ذلك، يجب مُراعاة بعض الأمور عند تصميم المنازل بجعل الممرات، والمطابخ، والحمامات في المناطق الصاخبة، ووضع غُرف النوم، وغرف المعيشة في الجانب الهادئ من المنزل.
- تنفيذ القوانين والإجراءات التأديبية بشكل صارم عن طريق حظر حركة الشاحنات في المُدن القديمة خلال ساعات معينة، وإنشاء محطات لمبيت الشاحنات خارج المُدن، بالإضافة إلى تقييد دخول المركبات التي تُسبب الضوضاء.
التلوث الضوئي
أسباب التلوث الضوئي
هناك العديد المصادر التي تُنشئ أضواء ساطعة جداً يُمكن رؤيتها من على بُعد أميال، وتؤدي إلى حدوث مشكلة التلوّث الضوئي (بالإنجليزية: Light Pollution)، ومن المُمكن أن تُشتت انتباه السائقين ليلاً، ومن الأسباب المؤدية إلى هذا النوع من التلوث ما يأتي:
- أضواء الشوارع في الليل.
- الأضواء المُنارة في المنازل.
- الأضواء التي يتمّ تشغيلها ليلاً لدواعٍ أمنية.
- أضواء الشركات ذات النوافذ الكبيرة في الليل.
- أضواء المتاجر المضاءة ليلاً لتسليط الضوء على اسم المتجر كدعاية له.
- الأضواء الخاصة بلوحات الإعلانات والدعايات.
- أضواء الملاعب والمواقع الرياضية الأخرى.
حلول التلوث الضوئي
من الحلول المُمكنة للحد من مشكلة التلوّث الضوئي:
- استخدام المصابيح الكهربائية ذات القدرة الكهربائية المنخفضة، وتركيب الكشافات الضوئية (بالإنجليزية: Flood Lamps) فوق المرآب للاحتياطات الأمنية.
- استبدال الأضواء المزوَّدة بمُستشعرات للحركة بالأضواء غير المُحببة، أي التي تعمل عند الحاجة، وعدم إضاءة الأنوار غير المُستخدَمة.
- شراء تركيبات تُغطي المصابيح بشكل جيد تعمل على تركيز الإضاءة في المكان المُراد إنارته، وتقلل من إطلاق الضوء في كل اتجاه.
- إطفاء الأنوار في النهار واستخدامها فقط في الليل.
- تثبيت ضوء ليلي أحمر عند التحرك أثناء الليل للذهاب إلى الثلاجة أو الحمام مثلاً، وجعل غرفة النوم معتمة إلى حد كبير.
- تشجيع الأفراد على اتباع الأمور سابقة الذِكر لتقليل التلوّث الضوئي، الأمر الذي ينتج عنه تقليل التكلفة وزيادة كفاءة الإنارة.