شعر الرثاء
جدول المحتويات
يُعدّ شعر الرثاء أحد فنون الشعر العربي، وهو موجود منذ العصور الجاهلية إلى أيامنا هذه، وهناك ثلاثة ألوان من الرثاء، وهي: الندب، والتأبين، والعزاء، وهناك العديد من القصائد الشعرية التي يرثي فيها الشعراء أحبابهم، وأوطانهم أو أيّ شكل آخر من الرثاء، وفي هذا المقال سنذكر بعضاً منها.
إلى الله أشكو فقد لبنى كما شكا
قيس بن ذريح ولقب أيضاً بمجنون لبنى وذلك لحبه الشديد لها، ولد عام 625م، وقد كتب هذه القصيدة في رثاء محبوبته لبنى.
إِلى اللَهِ أَشكو فَقدَ لُبنى كَما شَكا
-
-
-
-
- إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
-
-
-
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَجِسمُهُ
-
-
-
-
- نَحيلٌ وَعَهدُ الوالِدَينِ قَديمُ
-
-
-
بَكَت دارُهُم مِن نَأيِهِم فَتَهَلَّلَت
-
-
-
-
- دُموعِ فَأَيُّ الجازِعينَ أَلومُ
-
-
-
أَمُستَعبِراً يَبكي مِنَ الشَوقِ وَالهَوى
إقرأ أيضا:قصائد المتنبي في المدح-
-
-
-
- أَما خَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ
-
-
-
تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ
-
-
-
-
- وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ
-
-
-
وَمَن يَتَعَلَّق حُبَّ لُبنى فُؤادُهُ
-
-
-
-
- يَمُت أَو يَعِش ما عاشَ وَهوَ كَليمُ
-
-
-
فَإِنّي وَإِن أَجمَعتُ عَنكِ تَجَلُّداً
-
-
-
-
- عَلى العَهدِ فيما بَينَنا لَمُقيمُ
-
-
-
وَإِنَّ زَمانا شَتَّتَ الشَملَ بَينَنا
-
-
-
-
- وَبَينَكُمُ فيهِ العِدى لَمَشومُ
-
-
-
أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكِ فارِغٌ
إقرأ أيضا:كلام مدح-
-
-
-
- صَحيحٌ وَقَلبي في هَواكِ سَقيمُ
-
-
-
أبي
نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري معاصر له العديد من الدواوين والقصائد، وهنا يرثي شاعر المرأة أباه.
أماتَ أَبوك
ضَلالٌ أنا لا يموتُ أبي
ففي البيت منه
روائحُ ربٍّ وذكرى نَبي
هُنَا رُكْنُهُ تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألف غُصْنٍ صبي
جريدتُه تَبْغُهُ مُتَّكَاهُ
كأنَّ أبي بَعْدُ لم يّذْهَبِ
وصحنُ الرمادِ وفنجانُهُ
على حالهِ بعدُ لم يُشْرَبِ
ونَظَّارتاهُ أيسلو الزُجاجُ
عُيُوناً أشفَّ من المغرب
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
بقايا النُسُور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه فحيثُ
أمرُّ أمرُّ على مُعْشِبِ
أشُدُّ يديه أميلُ عليهِ
أُصلِّي على صدرهِ المُتْعَبِ
أبي لم يَزلْ بيننا والحديثُ
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
يسامرنا فالدوالي الحُبالى
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ
أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
إقرأ أيضا:أبيات شعر المتنبي في مدح نفسهومعنى من الأرْحَبِ الأرْحَبِ
وعَيْنَا أبي ملجأٌ للنجومِ
فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ وذاكرةِ الكوكبِ
أبي يا أبي إنَّ تاريخَ طيبٍ
وراءكَ يمشي فلا تَعْتَبِ
على اسْمِكَ نمضي فمن طّيِّبٍ
شهيِّ المجاني إلى أطيبِ
حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ حتى
تَهيَّأ للناس أنِّي أبي
أشيلُكَ حتى بنَبْرة صوتي
فكيف ذَهَبْتَ ولا زلتَ بي
إذا فُلَّةُ الدار أعطَتْ لدينا
ففي البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَنا
ففي الصيف لا بُدَّ يأتي أبي
المجد حلته
الخنساء صحابية وشاعرة مخضرمة أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت واشتهرت بقصائد الرثاء لإنّها فقدت أخويها صخر ومعاوية اللذان قُتلا في الجاهلية وفي قصيدتها هذه ترثي أخاها صخر.
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا
-
-
-
-
- إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا
-
-
-
فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ
-
-
-
-
- وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا
-
-
-
وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً
-
-
-
-
- فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا
-
-
-
يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ
-
-
-
-
- مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا
-
-
-
حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم
-
-
-
-
- أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا
-
-
-
هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ
-
-
-
-
- مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا
-
-
-
يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم
-
-
-
-
- نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا
-
-
-
المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ
-
-
-
-
- وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا
-
-
-
خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ
-
-
-
-
- إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا
-
-
-
حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ
-
-
-
-
- شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا
-
-
-
سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا
-
-
-
-
- لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا
-
-
-
لعمري لقد أشجى تميماً وهدها
جرير شاعر العصر الأموي ولد وتوفي في نجد، وفي قصيدته هذه يرثي الفرزدق.
لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها
-
-
-
-
- على نَكَباتِ الدّهرِ مَوْتُ الفَرَزْدَقِ
-
-
-
عَشِيّة َ رَاحُوا للفِرَاقِ بِنَعْشِهِ
-
-
-
-
- إلى جَدَثٍ في هُوّة ِ الأرْضِ مُعمَقِ
-
-
-
لَقد غادَرُوا في اللَّحْدِ مِنَ كان ينتمي
-
-
-
-
- إلى كُلّ نَجْمٍ في السّماء مُحَلِّقِ
-
-
-
ثَوَى حامِلُ الأثقالِ عن كلّ مُغرَمٍ
-
-
-
-
- ودامغُ شيطانِ الغشومِ السملقَّ
-
-
-
عمادُ تميمٍ كلها ولسانها
-
-
-
-
- و ناطقها البذاخُ في كلَّ منطقِ
-
-
-
فمَنْ لذَوِي الأرْحامِ بَعدَ ابن غالبٍ
-
-
-
-
- لجارٍ وعانٍ في السلاسلِ موثقَ
-
-
-
وَمَنْ ليَتيمٍ بَعدَ مَوْتِ ابنَ غالَبٍ
-
-
-
-
- وأمَّ عيالٍ ساغبينَ ودردقِ
-
-
-
وَمَنَ يُطلقُ الأسرَى وَمن يَحقنُ الدما
-
-
-
-
- يداهُ ويشفي صدرَ حرانَ محنقِ
-
-
-
وكمْ منْ دمٍ غالٍ تحملَ ثقلهُ
-
-
-
-
- وكانَ حمولا في وفاءٍ ومصدقِ
-
-
-
وَكَمْ حِصْنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسُوقَة ٍ
-
-
-
-
- إذا ما أتَى أبْوَابَهُ لَمْ تُغلَّقِ
-
-
-
تَفَتَّحُ أبْوَابُ المُلُوكِ لِوجْهِهِ
-
-
-
-
- بغيرْ حجابٍ دونهُ أو تملقُّ
-
-
-
لتبكِ عليهِ الأنسُ والجنُّ إذ ثوى
-
-
-
-
- فتى َ مضرٍ في كلَّ غربِ ومشرقِ
-
-
-
فتى عاشُ يبني المجدَ تسعينَ حجة َ
-
-
-
-
- وكانَ إليَ الخيراتِ والمجدِ يرتقي
-
-
-
فما ماتَ حتى لمْ يخلفْ وراءهُ
-
-
-
-
- بِحَيّة ِ وَادٍ صَوْلَة ً غَيرَ مُصْعَقِ
-
-
-
يا أبا فيصل
غازي القصيبي شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، وفي قصيدته هذه يرثي الملك فهد بن عبد العزيز.
لَمْ نَجدهُ وقيل هذا الفِراقُ
فاستجارت بدمعِها الأحداقُ
كانَ ملءَ العيون فهدٌ فما
حِجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ
عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
عَجبَ القبرُ حين ضمّ الذي
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
عجبَ الشوطُ والجياد قليلٌ
كيف يهوي جَواده السبّاقُ
هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
مثل بحرٍ والتفّتِ الأعناقُ
هو يومُ الوفاءِ حبّ بحزنٍ
نتساقاهُ والكؤوسُ دهاقُ
وقفَ الموتُ في الطريق ولكنْ
زحفتْ لا تخافُهُ الأشواقُ
يا أبا فيصلٍ عليك سلامُ الله
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ
أجدك ما لعينك لا تنام
أبو بكر الصديق هو أول الخلفاء الراشدين، وواحد من العشر المبشرين بالجنة، وهو وزير الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ورفيق دربه في الهجرة إلى المدينة المنورة، وفي قصيدته هذه يرثي رسولنا محمد عليه السلام. أَجِدَّكَ ما لِعَينِكَ لا تَنامُ
كَأَنَّ جُفونَها فيها كِلامُ
لأمرِ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
وَدَمعُ العَينِ أَهوَنُهُ اِنسِجامُ
فُجِعنا بِالنَبِيِّ وَكانَ فينا
إِمامَ كَرامَةٍ نِعمَ الإِمامُ
وَكانَ قِوامَنا وَالرَأسَ فينا
فَنَحنُ اليَومَ لَيسَ لَنا قِوامُ
نَموجُ وَنَشتَكي ما قَد لَقينا
وَيَشكو فَقدَهُ البَلَدُ الحَرامُ
كَأَنَّ أُنوفَنا لاقَينَ جَدعاً
لِفَقدِ مُحَمَّدٍ فيهِ اِصطِلامُ
لِفَقدِ أَغَرَّ أَبيَضَ هاشِمِيٍّ
تَمامِ نُبُوَّةٍ وَبِهِ الخِتامُ
أَمينٍ مُصطَفىً لِلخَيرِ يَدعو
كَضَوءِ البَدرِ زايَلَهُ الظَلامُ
سَأَتبَعُ هَديَهُ مادُمتُ حَيّاً
طَوالَ الدَهرِ ما سَجَعَ الحَمامُ
أَدينُ بِدينِهِ وَلِكُلِّ قَومٍ
تَراهُم مِن ذُؤابَتِهِ نِظامُ
فَقَدنا الوَحيَ مُذ وَلَّيتَ عَنّا
وَوَدَّعَنا مِنَ اللَهِ الكَلامُ
سِوى ما قَد تَرَكتَ لَنا رَهيناً
تَوارَثُهُ القَراطيسُ الكِرامُ
فَقَد أَورَثتَنا ميراثَ صِدقٍ
عَلَيكَ بِهِ التَحِيَّةُ وَالسَلامُ
مِنَ الرَحمنِ في أَعلى جِنانٍ
مِنَ الفِردَوسِ طابَ بِها المُقامُ
رَفيقَ أَبيكَ إِبراهيمَ فيها
فَهَل في مِثلِ صُحبَتِهِ نَدامُ
وَإِسحاقٌ وَإِسماعيلُ فيها
بِما صَلّوا لِرَبِّهِمُ وَصاموا
فَلا تَبعَد فَكُلُّ كَريمِ قَومٍ
سَيُدرِكُهُ وَلَو كَرِهَ الحِمامُ
كَأَنَّ الأَرضَ بَعدَكَ طارَ فيها
فَأَشعَلَها بِساكِنِها ضِرامُ
أبي
محمود درويش شاعر فلسطيني، له العديد من القصائد الشعرية، وفي هذه القصيدة يرثي أباه.
غضّ طرفا عن القمر
وانحنى يحضن التراب
وصلّي
لسماء بلا مطر
و نهاني عن السفر
أشعل البرق أوديه
كان فيها أبي
يربيي الحجارا
من قديم و يخلق الأشجار
جلده يندف الندى
يده تورق الشجر
فبكى الأفق أغنية
كان أوديس فارسا
كان في البيت أرغفه
ونبيذ وأغطية
وخيول وأحذيه
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجر
غض طرقا عن القمر
واحذر البحر والسفر
يوم كان الإله يجلد عبده
قلت يا ناس نكفر
فروى لي أبي وطأطأ زنده
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكر
خالق الدود والسحاب
خلق الجرح لي أنا
لا لميت ولا صنم
فدح الجرح و الألم
وأعني على الندم
مرّ في الأفق كوكب
نازلا نازلا
وكان قميصي
بين نار وبين ريح
وعيوني تفكر
برسوم على التراب
وأبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ما له في الثرى ضريح
ونهاني عن السفر