الحميات الغذائية

أطعمة يتجنبها مريض السكر

السكري

يُعدّ مرض السكّري اضطراباً أيضياً مُزمِناً يحدُث بسبب ارتفاع معدّل الجلوكوز في الدم بما يتجاوز المُعدّل الطبيعي لسكر الدم، وقد تؤدّي الإصابة به إلى العديد من المشاكل الصحيّة مع مرور الوقت؛ في القلب والأوعية الدمويّة، والعينين، والكلى، والأعصاب، وتختلف أنواع مرض السكري بحسب العامل المؤدّي له؛ حيث يحدُث النوع الأول منه بسبب تلف الخلايا المسؤولة عن تصنيع الإنسولين وهي خلايا بيتا في البنكرياس (بالإنجليزيّة: Beta Cells)، حيث إنّها تُصبِح غير قادرة على إنتاجه أو تُنتج كميّة قليلة جدّاً منه، ويعني ذلك عدم دخول نسبة كافية من الجلوكوز إلى خلايا الجسم لمُساعدتها على إنتاج الطاقة اللازمة لها، وبالتالي فإنّ مرضى السكري من هذا النوع يُعطَون حُقَن الإنسولين للمساعدة على المحافظة على مستويات جلوكوز الدم ضمن المستوى الطبيعي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من السكري هو أكثر شيوعاً بين من هُم أقل من 30 عاماً؛ ولكنّه قد يحدُث في أيّ سن، وتجدر الإشارة إلى إنّ 10% فقط من مرضى السكري هم من المُصابين بالسكري من النوع الأوّل.

أمّا النوع الثاني منه فيحدُث بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج كميّة كافية من الإنسولين، أو أنّ الإنسولين لا يؤثر بشكل جيّد في الجسم، ويُصيب هذا النوع من السكري نسبة كبيرة من الناس؛ حيثُ إنّ تسعة من بين كُل عشرة أشخاص مُصابون به، وعادةً ما يُصيب من هم في سن يزيد عن 40 عاماً، ولكنّه قد يُصيب الصغار في السن أيضاً إذا كانت لديهم العوامل الّتي قد تؤدّي إلى خطر الإصابة به، ويُمكن التحسين منه باتّباع حمية غذائيّة، وتقليل الوزن، ومُمارسة الرياضة، ولكن قد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى استهلاك الأدوية التي يَصفها الطبيب؛ كالأقراص الخافضة للسكري، أو حقن الإنسولين، ويجدر التنويه إلى أنّ هناك نوعاً آخر من السكري قد يُصيب الحوامل ويُسمّى بهذه الحالة بسُكّري الحمل (بالإنجليزيّة: Gestational Diabetes)، أو بسبب استهلاك بعض الأدوية، أو الإصابة ببعض الأمراض، أو العمليّات الجراحيّة، وغيرها.

إقرأ أيضا:فوائد زيت القرنفل للتخسيس

هل هناك أطعمة يجب أنّ يتجنبها مريض السكر

ساد الاعتقاد قديماً بأنّ مريض السكري يجب أن يتوقّف عن استهلاك السكر والكثير من الأطعمة تماماً، لكن في الحقيقة يُعدّ من الأفضل زيادة تناول الأطعمة الصحيّة؛ حيث إنّها مهمة للمحافظة على مستوى سكر الدم، وتقليل خطر الإصابة بمُضاعفات السكري؛ كأمراض القلب، والسكتة الدماغيّة، وبعض أنواع السرطانات، كما يُنصح بتقليل استهلاك بعض الأطعمة الأُخرى أو تناولها في أوقات محددة في المُناسبات فقط وبكميات صغيرة، وبالتالي فإنّ الإصابة بمرض السكري لا تعني بالضرورة التوقف عن استهلاك الأطعمة الّتي يرغب بها المريض، إنما يُفضّل استهلاك بعض أنواعها بكميّات قليلة ومحدودة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الهدف الرئيسي من تغيير النظام الغذائي لمرضى السكري هو التحكّم بسكر الدم وإبقائه ضمن المستويات الطبيعية، وتزويد الجسم بحاجته من السعرات الحرارية للمحافظة على الوزن ضمن المُعدّل الصحي أيضاً،

ما هي الأطعمة المناسبة لمرضى السكري

فيما يأتي ذكر بعض الأطعمة التي يجب الحرص عند تناولها، والأطعمة التي يفضل تناولها من المجموعات الغذائية المختلفة لمريض السكري:

  • الكربوهيدرات: بالرغم من أنّ الجسم يحتاج إلى الكربوهيدرات، ولكن يجب الانتباه إلى أنواعها بالنسبة لمريض السكري بحسب ما يأتي:
    • الأنواع الجيّدة من الكربوهيدرات: مثل:
      • الحبوب الكاملة؛ كالأرز البنّي، والشوفان، والكينوا، والقطيفة (بالإنجليزية: Amaranth)، والدُّخن (بالإنجليزية: Millet)، والمخبوزات أو المنتجات المصنوعة من هذه الحبوب والخالية من السكر المُضاف أو التي تحتوي على نسبة قليلة جدّاً منه.
      • البطاطا الحلوة المشوية، والبطاطا العاديّة.
    • الأنواع الّتي يُفضّل تجنُّبها أو تناوُلها بحذر من الكربوهيدرات: وهي كما يأتي:
      • الحبوب المُصنّعة؛ كالخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والطحين الأبيض، والمخبوزات المُصنّعة من هذه المواد، كخبز التورتيلّا.
      • البطاطا المقليّة.
      • الحبوب القليلة بالألياف أو غيرها من الحلويات التي تحتوي على السُكّر المُضاف.
ونظراً لأنّ الكربوهيدرات تتحطم في الجسم إلى جلوكوز عند هضمها فهي تؤثر بشكل كبير في مُعدّل سكر الدم مقارنة بالمجموعات الغذائيّة الأخرى، لذلك يُفضّل تعلُّم كيفيّة حساب نسبة الكربوهيدرات الّتي يجب تناوُلها خلال اليوم بواسطة مساعدة أخصائي التغذية لتحديد جُرعة الأنسولين المُناسبة لاستهلاكها؛ إذ إنّه من المُهم استهلاك كميّات مُحدّدة من الكربوهيدرات خلال الوجبات الرّئيسيّة والخفيفة، بالإضافة إلى قراءة لائحة المعلومات الغذائيّة للمُنتجات، وبالتالي التمكُّن من حساب نسبة الكربوهيدرات المستهلكة خلال اليوم.
  • الخضراوات: يُساهم استهلاك الخضراوات في تزويد الجسم بالألياف، وبنسبة قليلة جدّاً من الأملاح إلّا إذا أُضيف لها، ويجدر التنبيه إلى أنّ الذرة والبطاطا تُحسب من حصص الكربوهيدرات، وتوضح النقاط الآتية أنواعها بحسب تأثيرها في مريض السكري:
    • الأنواع الجيّدة من الخضار: الّتي يُنصح باستهلاكها، وهي ما يأتي:
      • الخضار الطازجة؛ والتي يُمكن أكلها نيئة، أو مطبوخة باستخدام البخار، أو مشوية، أو مُحمّصة.
      • الخضار المُجمّدة غير المُنكهة.
      • الخضار الورقيّة الخضراء؛ كالسبانخ، والكرنب، والجرجير.
      • الخضار المُعلّبة غير المُملّحة أو القليلة بالصوديوم.
      • الخضراوات الملوّنة؛ كالخضار الحمراء، مثل؛ الفلفل الأحمر، والبرتقاليّ، مثل؛ الجزر، والخضراء، والبيضاء، مثل؛ البصل، والبنفسجيّة، مثل؛ الباذنجان، وتنصح الارشادات الغذائية للأمريكيين باستهلاك كوبين ونصف من الخضار يوميّاً.
    • الأنواع الّتي يُنصح بالحذر عند استهلاكها والتقليل منها من الخضار: وهي كما يأتي:
      • الخضراوات المُعلّبة الّتي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم المُضاف.
      • الخضراوات المطبوخة بكميّات كبيرة من الزبدة، والجبنة، والصلصة.
      • المخللات إذا كان هُناك حاجة للتقليل من استهلاك الصوديوم.
  • الفواكه: فهي تزوّد الجسم بالكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، والألياف، إذ إنّ مُعظم الفواكه قليلة بالدهون، والصوديوم، ولكنّها تحتوي على نسبة أعلى بقليل من الكربوهيدرات مقارنة بالخضار، وتوضح النقاط الآتية تأثير أنواعها في مريض السكري:
    • الأنواع الجيّدة من الفواكه: الّتي يُنصح باستهلاكها، وهي كما يأتي:
      • الفواكه الطازجة.
      • الفواكه المُجمّدة، والمُعلّبة التي لا تحتوي على السُكّر المُضاف.
      • المُربّى قليل السكّر أو الخالي منه ومن المواد الحافظة.
    • الأنواع الّتي يُنصح بالحدّ من استهلاكها من الفواكه: وهي كما يأتي:
      • الفواكه المُعلّبة بالشراب الغنيّ بالسكر.
      • المربّى العادي، والجيلي إلا في حال استهلاكه بكميات قليلة.
      • مشروبات وعصائر الفواكه.
      • الفواكه المجفّفة الّتي تحتوي على نسبة مرتفعة من السُكرّ الطبيعي والّذي قد يزيد مستوى سُكّر الدم بشكل سريع وبنسبة عالية.
  • البروتين: كالبروتين الموجود في لحم العجل، والدجاج، والسمك، والديك الروميّ، والمأكولات البحريّة، والبقوليّات، والجبنة، والبيض، والمكسّرات، والتوفو، وتوضح النقاط الآتية تأثير استهلاك أنواعها في مريض السكري:
    • الأنواع الجيّدة من البروتين: والتي من المُمكن استهلاكها وهي كما يأتي:
      • النباتات الغنيّة بالبروتين النباتي؛ كالبقوليّات، والمكسرات، والبذور، والتوفو.
      • الدجاج والدواجن بشكلٍ عام دون الجلد وغيرها من اللحوم القليلة بالدهون.
      • البيض.
    • الأنواع الّتي يُفضّل الحد من استهلاكها من البروتين: بما فيها اللحوم المصنعة التي يرتبط استهلاكها بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع الثاني، ومن الأنواع الأخرى ما يأتي:
      • اللحوم والأسماك المَقليّة قلياً عميقاً عبر غمرها في الزيت الساخن بشكل كامل.
      • الأجبان المُصنعة.
      • اللحوم الّتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون؛ كالأضلاع.
      • الدواجن بجلدها.
      • البقوليّات المطبوخة بالدهون.
  • منتجات الحليب: التي يُفضّل أن تكون من الخيارات القليلة أو الخالية من الدسم، بالإضافة إلى الانتباه إلى تقليل الكمية المستهلكة منها، وتوضح النقاط الآتية تأثير استهلاك أنواعها في مريض السكري:
    • الأنواع الجيّدة من منتجات الحليب: والتي من المُمكن استهلاكها وهي كما يأتي:
      • كوب واحد من الحليب منزوع الدسم.
      • اللبن قليل الدسم.
      • جبنة القريش وغيرها من الأجبان قليلة الدسم.
    • الأنواع الّتي يُفضّل استهلاكها بحذر من منتجات الحليب: وهي كما يأتي:
      • الحليب كامل الدسم.
      • اللبن العادي.
      • جبنة القريش والأجبان الأخرى كاملة الدسم.
      • المُثلّجات المُعتادة.
  • الأطعمة الغنيّة بالدهون والزيوت: تُعدّ خسارة الوزن أصعب من اكتسابه وهو ما يزيد من صعوبة المحافظة على مستويات سكر الدم بالمعدل الطبيعيّ أيضاً، وهي موضحة كما يأتي:
    • الأنواع الجيّدة من الأطعمة الدهنيّة: والتي من المُمكن تناوُلها لتجنُّب زيادة الوزن، وهي كما يأتي:
      • المصادر الطبيعيّة للزيوت النباتيّة؛ كالمكسرات، والبذور، والأفوكادو، لكن يجدر التنويه إلى أنّ هذه الأطعمة عالية بالسعرات الحراريّة لذلك يجب استهلاك حصص قليلة منها.
      • الأطعمة الغنيّة بالأوميغا-3؛ كالسلمون، والتونة، والإسقمري.
      • الزيوت النباتيّة؛ كزيت الكانولا، وزيت الزيتون، وزيت بذور العنب.
    • الأنوع الّتي يُفضّل الحدّ منها من الأطعمة الدهنيّة: والتي يُنصح استهلاكها بحذر، وهي كما يأتي:
      • مصادر الدهون المتحوّلة فهي ضارّة بصحة القلب، ويجب قراءة البطاقة الغذائيّة للمُنتج للتأكد من أنّه خالٍ من أيّ زيوت شبه مُهدرجة، حتّى وإن لم يحتوي على الزيوت المتحوّلة.
      • الأطعمة الغنيّة بالدهون المُشبعة والموجودة غالباً في اللحوم ومُنتجاتها، وزيت جوز الهند، وزيت النخيل، لذلك يُفضل استشارة الطبيب للتأكد من الأطعمة الّتي يجب تجنُّبها، خاصّة إذا كان المريض يُعاني من أمراض القلب، والسكري.
  • المشروبات: حيثُ إنّ مُعظم المشروبات غنيّة بالسعرات الحراريّة، أو الدهون، أو السكر، لذلك يجب قراءة البطاقة الغذائيّة لمعرفة محتويات المُنتج قبل استهلاكه، وتوضح النقاط الآتية نوعيّ المشروبات:
    • الأنواع الجيّدة من المشروبات: والتي من المُمكن استهلاكها وهي بحسب ما يأتي:
      • المياه غير المُنكّهة.
      • الشاي الخالي من السكر مع شرحة ليمون أو بدونها.
      • القهوة السوداء مع الحليب قليل الدسم أو الخالي منه، ويُمكن إضافة المُحلّي الصناعي.
    • الأنواع الّتي يُفضّل تجنُّبها من المشروبات: وهي كما يأتي:
      • المشروبات الغازية.
      • الشاي المُحلى بالسكر.
      • القهوة بالسكر أو الكريمة.
      • القهوة والشوكولاتة المُنكّهة.
      • مشروبات الطاقة.

نصائحٌ مهمّةٌ لمرضى السّكّري

لا يوجد نظام غذائي واحد خاصٌّ بمرضى السكري من النوع الثاني، حيث إنّه يختلف من مريض لآخر بالاعتماد على نوع الطعام الّذي يستهلكه المريض، والهدف الّذي يجب الوصول إليه، ويُنصح المرضى باستهلاك خيارات غذائية صحية ومتوفرة، بالإضافة إلى الحصول على الدعم من المجتمع المُحيط؛ كالعائلة، أو الطبيب المختص، أو الأصدقاء، أو غيرهم من المُصابين بالسكري، ومن العوامل الأخرى الّتي يُنصح بتحقيقها من قِبل مرضى السكري:

إقرأ أيضا:كيف يمكن تخفيف الوزن
  • الوصول إلى المُعدّل الطبيعي لسكّر الدم.
  • تقليل مستوى الكوليسترول أو الدهون في الدم.
  • المحافظة على مستوى ضغط الدم الطبيعي.
  • الحصول على الوزن الصحّي.
  • الوصول إلى مرحلة المحافظة على مستويات سكر الدم دون الحاجة لاستهلاك الأدوية الخافضة لسكر الدم وتعرف هذه المرحلة بـ Diabetes Remission.

ومن الجدير بالذكر أنّ خسارة الوزن لذوي الوزن الزائد يساهم بشكلٍ جيّد في تحسين حالتهم الصحيّة، فقد يُساعد على المحافظة على المُعدّل الطبيعي لسكّر الدم، ومستوى ضغط الدم، والكوليسترول، وقد أشارت الأدلة إلى أنّ خسارة الوزن تُساعد على وصول مرضى السكري إلى مرحلة المحافظة على مستويات سكر الدم دون الحاجة لاستهلاك الأدوية الخافضة لسكر الدم التي ذُكرت أعلاه مع مساعدة الطبيب؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأنظمة الغذائيّة الّتي تُساعد على تقليل الوزن كالحمية القليلة بالكربوهيدرات، وحمية البحر الأبيض المتوسّط، وغيرها، لكن من الأفضل استشارة الطبيب قبل اتباعها للتمكُّن من الوصول إلى هذه المرحلة.

إقرأ أيضا:رجيم رمضان لمرضى السكري

ويستخدم العديد من مرضى السكري المؤشر الجلايسيمي لاختيار الطعام؛ وخاصّة مصادر الكربوهيدرات، حيثُ إنها توضّح مدى تأثير استهلاك هذه المصادر الغذائية في مستوى سكر الدم، ويُفضّل استشارة أخصائي التغذية قبل ذلك، ويُعدّ مرض السكري من المشاكل الصحيّة والذي قد يرتفع خطر الإصابة به عند المُدخّنين وذلك بحسب ما ذكرته مراجعة منهجية وتحليل إحصائي نشر في مجلة The Journal of the American Medical Association عام 2007.

السابق
رجيم رمضان لمرضى السكري
التالي
أفضل طرق للتنحيف