أماكن طباعة عملات الدول
تُطبع عُملات الدول في مطابع أوراق النقد الحكوميّة أو المطابع التي تُشرف عليها الحكومة بنفسها، وتتمّ عملية الطباعة عادةً بسريّة تامّة دون الإعلان تماماً عن طُرق طباعتها وذلك لضروريات أمنيّة مُشدَّدة، ويسود اعتقاد خاطئ بأنّ طباعة العملات تتمّ في البنوك المركزية الوطنيّة، فالحقيقة أنّ البنوك المركزية تُدير طباعة العُملات وتُحدّد عدد الأوراق النقديّة الجديدة المراد طباعتها كلّ عام؛ حيث إنّها تتحكّم بكامل المعروض النقدي الوطني، وفيما يأتي نبذة عن أماكن طباعة أبرز عُملات العالم:
- الدولار الأمريكي: تتمّ طباعة جميع فئات النقد الورقيّة من عُملة الدولار الأمريكي مِن قِبَل مكتب النقش والطباعة (BEP) التابع لوزارة الخزانة في الحكومة الأمريكية؛ وذلك في مطبعتين حكوميتين إحداهما في واشنطن العاصمة، والأخرى في فورت وورث في ولاية تكساس، علماً بأنّ دار سكّ الأمريكية هي الجهة المسؤولة عن إنتاج جميع العملات المعدنيّة من الدولار الأمريكي.
- اليورو: يتمّ إنتاج أوراق اليورو النقدية منذ أول إصدار لعملة اليورو في الأسواق المالية عام 2002م بتنسيق مشترك من قِبَل البنوك المركزية الوطنية (NCBs) في دول منطقة اليورو، وعدد من مطابع النقد الأوروبيّة المُعتمدة، مثل: (Enschedé) في هولندا، و(F. C. Oberthur) في فرنسا، و(De La Rue) في بريطانيا، و(Giesecke & Devrient) في ألمانيا، أمّا مسؤولية سكّ عُملات اليورو فتقع على عاتق الحكومات الوطنيّة لدول منطقة اليورو، بعد موافقة مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي على القيمة الإجمالية للعُملات التي سيتمّ طرحها للتداول سنوياً.
- الجنيه الإسترليني: تُطبع أوراق العملة البريطانيّة بواسطة شركة طباعة النقد البريطانيّة (De La Rue)؛ التي تضم العديد من مرافق الإنتاج في المملكة المتحدة لطباعة العُملة، وجوازات السفر، والطوابع الضريبيّة، والشيكات، وغيرها من المستندات الآمنة.
- الرنمينبي الصيني: تُطبع الأوراق النقدية الصينية في مطبعة (BPMC)؛ وهي أكبر مطبعة للعُملات في العالم إذ تضم في مرافقها قُرابة 18,000 موظف يعملون في عشرة مواقع إنتاج، علماً بأنّ هذه المطبعة مسؤولة أيضاً عن طباعة الأوراق النقدية الخاصة بعدّة دول حول العالم، منها: بنجلاديش، والبرازيل، والهند، وماليزيا، ونيبال، وبولندا، وسريلانكا، وتايلاند.
تاريخ طباعة العملات
من أبرز المحطات في تاريخ طباعة العملات الورقية على مرّ السنين ما يأتي:
إقرأ أيضا:ما عملة إثيوبيا- استُعملت النقود الورقيّة لأول مرّة في العالم في الصين، وذلك منذ أكثر من ألف سنة خلال عهد سلالة تانغ، مِن قِبَل التُجّار الذين سعوا إلى تجنّب التعامل بالعُملات النحاسيّة واستعاضوا عنها بالعُملات الورقية.
- أُصدرت الأوراق النقدية الأوروبية لأول مرّة في السويد، وذلك من قِبل مصرف ستوكهولم التابع للبنك المركزي الوطني في السويد، وفي غضون بضعة أشهر أصدرت حكومات أوروبيّة أخرى نقوداً ورقيّة.
- يُعدّ بنك إنجلترا أول من استمرّ بإصدار الأوراق النقدية منذ عام 1695م، حينما كانت هذه الأوراق النقديّة مكتوبة بخط اليد، ولكن بحلول عام 1745م تمّت طباعة الأوراق النقديّة الموحدّة بفئات تتراوح بين (20 – 1000) جنيه إسترليني.
- أُصدر الدولار الأمريكي الورقي لأول مرّة في الأسواق المالية عام 1862م بفئة الدولار الواحد؛ بهدف تعويض النقص في العُملات.
- تطوّرت طباعة الأوراق النقدية باستخدام أوراق البوليمر لأول مرّة في أستراليا عام 1988م.
أبرز الشركات العالمية المختصة بطباعة العملات
تُسيطر شركات النقد الأوروبيّة على طباعة الأوراق النقديّة العالميّة؛ لِمَا فيها من آلات طباعة متخصّصة، وأحبار مُؤمَّنة، وأحدث المعدّات الآليّة للفحص الدقيق للأوراق النقديّة بعد طباعتها وإتلاف الأوراق النقديّة المُستهلكة، علماً بأنّ عدد قليل من الشركات الأوروبيّة الخاصة تسيطر بالكامل على هذه المطابع، ومنها: شركة الطباعة الفرنسية إف سي أوبرثر، والشركة البريطانية دي لا رو، والشركة الألمانيّة جيزيكه أوند ديفرينت؛ الذين يستحوذون مجتمعين على حصة سوقيّة تُقدّر بـ 90% من إجمالي حصص السوق العالمي الخاص بطباعة العُملات، أمّا الشركة الهولنديّة إنسخيدهِ والشركة السويسريّة أورل فوسلي فتُنتجا نقداً رفيع المستوى من الناحية الأمنيّة والفنيّة لبنوكهما الوطنيّة، إلّا أنّ حصتهما في السوق الحرّ ضئيلة.
إقرأ أيضا:ما عملة لندنأبرز العلامات الأمنية في طباعة العملات
تتخذ دول العالم العديد من الإجراءات الأمنية أثناء عملية طباعة العُملات الورقيّة بهدف جعلها أقل عرضةً للتزوير، ومن أبرز هذه السمات الأمنيّة ما يأتي:
- اختلاف جودة الورق المُستخدم في تصنيع الأوراق النقديّة اختلافاً شاسعاً عن جودة الورق العادي؛ حيث يتمّ استخدام نوع خاص من الورق لإطالة عمر الورقة النقدية وجعلها أكثر تعقيداً للتزوير، علماً بأنّه يتمّ في الوقت الحالي استخدام أوراق البوليمر لأنّ متوسط عمرها أطول كما أنّها مقاومة للنار والماء.
- استخدام الاشرطة الأمنية (بالإنجليزية: Security threads)، وهي أكثر الميزات الأمنيّة شيوعاً وأماناً في طباعة العُملات، والتي يتمّ ترسيخها في الورق في مرحلة مبكرة جداً من إنتاج الأوراق النقدية، وعادةً ما يكون هناك نوعان من الأشرطة الأمنية في الورقة الواحدة؛ شريط الأمان الداخلي المصنوع من البلاستيك ويكون صلباً وشفافاً ويتضمّن بعض النقوش الدقيقة، وشريط الأمان المتداخل بالورقة النقديّة المتكوّن بشكل عام من رقائق معدنيّة يحتوي على نص كُتِبَ داخله يُلاحظ عند تعريض الورقة النقديّة إلى مصدر ضوء.
- طباعة الأوراق النقدية بتدرّجات لونيّة متقاربة ومتغيّرة بشكل بسيط بحيث يصعب ملاحظتها.
- الطباعة الغائرة على وجهي العملة الورقيّة بحيث يُمكن تَحسّسها باللمس.
- توهّج صورة أو منطقة محددة في الأوراق النقديّة عند تعرّضها للأشعة فوق البنفسجية؛ وذلك بسبب الطلاء الفلوري أو بعض الأصباغ المستخدمة في إنتاجها، وهي أكثر ميزة أمان تُستخدم حديثاً في صناعة الأوراق النقديّة الحديثة.
- الصور المُجسّمة (بالإنجليزية: Hologram)، والتي تحتاج إلى مُعدّات مكلفة ومحددة وتقنيّة عالية لتنفيذها؛ مِمّا يُصعّب عملية تزويرها.
- العلامات المائية التي تظهر عند التعرّض لأيّ مصدر ضوء، حيث يتمّ دمج هذه العلامات المائية أثناء التصنيع المبكّر باستخدام ختم معدني مطلي بالماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلامات المائية تُعتبر من أكثر السمات الأمنية الشائعة للأوراق النقديّة الورقيّة.
طباعة الأوراق النقديّة ومشاكل التضخم
تُُثير عمليات طباعة العُملات الوطنيّة المستمرّة مخاوف الاقتصاديين؛ إذ إنّ طباعة العُملة النقديّة من قِبَل الجهات الحكوميّة بشكل أسرع من نمو الناتج القومي الفعلي يُقلّل من قيمة العملة النقدية، ممّا يؤدي إلى التضخّم المالي الذي قد تكون آثاره ضارّةً جداً على الاقتصاد الوطني، ومن الجدير بالذكر أنّ الحكومات الوطنيّة لا تُفضّل اللجوء إلى طباعة المزيد من العملة الوطنية إلّا حين عجزها عن تمويل اقتراضها عن طريق بيع السندات.
إقرأ أيضا:ما هي عملة جمهورية التشيك