نظرة عامة حول إمارة أبو ظبي
تُعَدّ إمارة أبو ظبي جزءاً من الإمارات العربية المتحدة، وهي كُبرى الإمارات السبع المُكوِّنة لدولة الإمارات؛ حيث إنّ مساحتها تشكّل ثلاثة أرباع المساحة الكُلّية للبلاد، كما أنّها تُعدّ ثاني كُبرى الإمارات بعد إمارة دُبي من حيث عدد السكّان، ومن الأمور المُميّزة لهذه الإمارة أنّها تضمّ مكاتب الحكومة الفدرالية، وهي مَقرُّ الحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنّها مقرُّ الأسرة الحاكمة والعائلة الأميريّة، وهي من أكثر الإمارات ازدهاراً؛ بسبب حقولها النفطية الغنية الموجودة على الشاطئ، أو في الخليج العربي.
موقع أبو ظبي
تقع أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، على ساحل الخليج العربي، وتحدّها من الشمال الشرقي إمارة دبي، ومن الشرق تحدّها سلطنة عمان، أمّا من الجنوب والغرب فتحدّها المملكة العربية السعودية، وهي تقع على الحدود مع الخليج العربي، في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، كما أنّ لها حدوداً قصيرة نسبيّاً مع الشارقة، وفيما يتعلّق بالموقع الفلكيّ لإمارة أبو ظبي فهي تقع بين دائرتَي عرض 22.40 ْ و25 ْ شمالاً، وخطَّي طول 51 ْ و56 ْ شرقاً، على ارتفاع 6 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
مميزات موقع أبو ظبي
أهمّ ما يُميّز إمارة أبو ظبي هو وجودها على مفترق طرق بين المراكز التجارية الرئيسية في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، والمحيط الهادئ، وأمريكا الشمالية، حيث يسهّل موقعها الاستراتيجي القدرة على الوصول إلى مجموعة كبيرة من الأسواق والموارد المهمة، وهي تمتلك شبكة واسعة ومميزة من الخطوط الجوية والطرق التي تربطها ببقيّة العالم.
إقرأ أيضا:أين تقع رأس سدرمساحة أبو ظبي وجغرافيتها
تبلغ مساحة أبو ظبي الكُلّية 67.340 كيلومتراً مُربّعاً، وتشكّل ما نسبته 84% من مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتُوجَد أعلى قمّة في إمارة أبو ظبي في المنطقة الشرقية إلى الجنوب من مدينة العين، حيث يُوجد جبل حفيت الذي يبلغ ارتفاعه 1,240 متراً، ويُشار إلى أنّها تقع على جزيرة منخفضة، كما تتميّز بأُفق رائع، ومياه الخليج المتلألئة، والطرقات التي تزيّن جوانبها الأشجار، والحدائق، والمناظر الطبيعية،[٧] كما أنّ المنطقة الشرقية التي تُعدّ العين عاصمتها تُعتبر من المناطق الخصبة التي تحتوي على الكثير من الحدائق، والمزارع، وموارد المياه الطبيعية، والينابيع التي تتدفّق عبر قنوات أرضيّة فيها.
تشكّل الأراضي الصحراوية المنخفضة معظم التضاريس المكوّنة لإمارة أبو ظبي، كما تمتلئ المناطق الساحلية بالمسطّحات الملحيّة الشاسعة، وتغطّي السهول المُغطّاة بالحصى مساحات واسعة في المناطق الواقعة أقصى غرب الإمارة، وأقصى شرقها.
أبرز مناطق إمارة أبو ظبي
يمكن تقسيم إمارة أبو ظبي إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي:
مدينة أبو ظبي
تُعدُّ مدينة أبو ظبي عاصمة إمارة أبو ظبي، وتُشكّل نسبة كبيرة من مساحة جزيرة مثلثيّة صغيرة تُسمّى باسمها، وهي موجودة مقابل ساحل الخليج العربي، وترتبط مع البَرّ الرئيسي عبر أربعة جسور، وهي: جسر المقطع، وجسر المصفح، وجسر الشيخ زايد، وجسر الشيخ خليفة، وقد أصبحت مدينة أبو ظبي بفضل عائدات النفط الموجودة في الإمارة من المدن المُتطوّرة الحديثة ذات البُنية التحتية القوية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المدينة تمّ تخطيطها عام 1970م لتستوعب ما يقارب 600,000 نسمة من السكّان كحدّ أقصى، إلّا أنّ هذا العدد ازداد ليصل إلى ما يقارب مليون نسمة عام 2008م، واستناداً لما يُسمّى تخطيطاً مثالياً في ذلك الوقت، فإنّ المدينة تحتوي على شبكة كبيرة من الطرق الواسعة، والأبراج ذات الكثافة العالية، كما أنّها تتميز بمساحاتها الخضراء فهي تضمُّ العديد من الحدائق والمنتزهات، وغيرها.
إقرأ أيضا:أين تقع دمنهورالعين
تُعدُّ العين واحدة من أقدم المناطق المأهولة بالسكّان حسب ما أورده موقع اليونسكو للتراث العالمي، وهي واحدة من مراكز التراث الثقافي في البلاد، وتُعدّ مأهولة بالسكّان لأكثر من 4,000 عام بشكل مستمرّ، وكانت تُسمّى تاريخياً ب(واحة البريمي)، كما أنّها نقطة توقُّف حيوية على طريق القوافل بين سلطنة عمان، والخليج، وتقع بين مزارع نخيل التمر التي تُغذّيها الينابيع الطبيعية، وعليه فإنّها تُعدّ من أفضل الأماكن للاسترخاء، إلى جانب كونها مسقط رأس الشيخ زايد الذي يُعتبر المُؤسّس لدولة الإمارات العربية المُتَّحِدة.
تقع مدينة العين مباشرةً على الحدود مع سلطنة عمان، وتُوجد فيها طُرق سريعة تربطها مع مدينة أبو ظبي ومدينة دبي معاً، حيث تُشكّل هذه الطرق مُثلّثاً جغرافياً وسط البلاد، وعليه فإنّ كلّ مدينة تبعد عن الأخرى ما يقارب 150كم، وتُوجَد في مدينة العين العديد من ينابيع المياه الجوفية، علماً أنّ بعض المناطق فيها لا زالت تستخدم نظام الري القديم (الأفلاج)، والذي يعتمد على توزيع المياه الجوفية عن طريق شبكة من الأنفاق التي تتّصل بنهايتها مع قنوات مفتوحة يمكن التحكُّم فيها، وتنظيمها، كما تُوجَد فيها مجموعة من المظاهر التقليدية في بعض المناطق، مثل: تربية المواشي وسباقات الإبل، ومن أهم المَعالم البارزة فيها:
- قلعة الجاهلي: وقد بُنِيت عام 1891م للدفاع عن المدينة وحماية بساتين النخيل.
- قلعة القطارة: وقد أُعيد ترميمها وتطويرها لتصبح مكاناً لعَرض بعض الفنون البارزة.
- متحف العين الوطني: وهو يُتيح اكتشاف مختلف جوانب الحياة في الإمارات، مثل: المجوهرات البدوية، والآلات الموسيقية التقليدية.
- متحف قصر العين: ويُعدّ المنزل السابق لمُؤسّس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويضمّ هذا المتحف الكثير من المواد التي تخص العائلة الحاكمة.
- واحة العين: وتتميّز بمَمرّاتها الواسعة المُظلَّلة مع نظام الأفلاج للري والذي يبلغ عمره 3,000 عام.
- حديقة حيوانات العين: وتحتوي على أكثر من 4,000 حيوان، كما تحتوي على المُنتزهات والمساحات الخضراء.
الظفرة
تشكّل مدينة الظفرة أكثر من ثلثَي إمارة أبو ظبي، وتُوجد فيها العديد من الشواطئ والجُزر التي تمتدّ مئات الكيلومترات على الشريط الساحلي، والتي يتمّ تحديثها وتطويرها بشكلٍ تدريجيّ لتناسب الزوّار، وتضمّ هذه المدينة سبع مدن رئيسية، وهي: ليوا، والمرفأ، ومدينة زايد (عاصمة المنطقة الغربية)، وسيلا، وغياثي، والرويس، وجزيرة دلما.
إقرأ أيضا:أين يقع تل العرائس في إسطنبولجزر أبو ظبي
تضمّ أبو ظبي 200 جزيرة ولها خط ساحلي يصل طوله إلى 700كم، ويمكن الوصول لبعض هذه الجُزر التي تضم العديد من المناطق الترفيهية وتقدم العديد من الفعاليات الثقافية، مثل الشواطئ البكر، ومحميات الحياة البرية، وصولاً إلى ملاعب الغولف، ومن الجُزر الأكثر شهرة في إمارة أبو ظبي: جزيرة ياس، وجزيرة السعديات، وجزيرة صير بني ياس، وجزيرة الماريا، وجزيرة الريم، وجزيرة دلما.
مناخ أبو ظبي
يُعتبر مناخ أبو ظبي مناخاً شبه استوائيّ وجافّ، ويمكن توقّع درجات الحرارة المرتفعة فيه على مدار العام؛ إذ تبلغ ما يقارب 42 درجة مئوية في فصل الصيف، بينما تتساقط الأمطار بشكل متقطع في فصل الشتاء ليبلغ متوسطها 12سم سنوياً في معظم مناطق الإمارة، مع درجات حرارة تصل إلى ما يقارب 13 درجة مئوية في ليالي الشتاء، وتتساقط الأمطار بشكل أكبر في (مدينة الواحة) في العين؛ بسبب قربها من جبال الحجر، وعليه فإنّ أكثر الأشهر متعةً لزيارتها تبدأ من تشرين الثاني/نوفمبر إلى نيسان/أبريل؛ حيث تكون درجات الحرارة أفضل ما يمكن وتتراوح ما بين 24 درجة مئوية خلال النهار لتصل إلى 13 درجة مئوية خلال الليل،[ وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع المرافق في المدينة مُكيَّفة بالكامل ليشعر سُكّان المدينة بالراحة التامة حتى في أشدّ أيام الصيف حرارةً، وبناءً على ما سبق يمكن تقسيم مناخ أبو ظبي إلى فصلَين، هما: فصل الصيف الطويل والجافّ (نيسان/أبريل-تشرين ثاني/نوفمبر)، وفصل الشتاء الخفيف (كانون أول/ديسمبر-آذار/مارس).
الحياة النباتية والحيوانية في أبو ظبي
تتمتّع الإمارة بمجموعة مُتنوّعة من النباتات والحيوانات بالرغم من مناخها الجافّ، وقلة هطول الأمطار فيها؛ فهي موطن لما يقارب 3,500 نوع من النباتات المحلية، مع أنّ نسبة الملوحة عالية جداً في التربة، ويُعتبَر النخيل من النباتات الأصلية المزروعة على مساحات واسعة من الإمارة، والتي تشكّل مساحات خضراء رائعة، خاصةً في مناطق الواحات، وعند الاتّجاه نحو الجبال، يتبيّن أنّ هناك العديد من أشجار الصمغ العربي، والأعشاب البرية التي تجعل تضاريسها تشبه السافانا أكثر من الصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الإمارة تضمّ مجموعة من الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض، مثل: الفهد العربي، والغزال اللذَين يمكن مشاهدتهما بشكل نادر هناك، كما يمكن مشاهدة الجِمال، والماعز كحيوانات كبيرة في أكثر الأحيان، إضافة إلى وجود بعض الحيوانات الصحراوية، مثل: القط البري، وثعلب الصحراء، والأرانب، والجربوع، والقنافذ، وأبو بريص، إلى جانب حقيقة أنّ أعداد الطيور في تزايد مستمر في الإمارة؛ بسبب انتشار المناطق الخضراء على نطاق واسع فيها، ويظهر هذا جلياً في فصلَي الربيع والخريف؛ إذ إنّ الإمارة تقع على طريق هجرة الطيور بين آسيا الوُسطى، وشرق أفريقيا، أمّا فيما يخصّ الحياة البحرية فهي غنية ووفيرة، مع وجود المياه الساحلية التي تُعَدّ موطناً للأسماك الاستوائية، والمرجان، والدلافين، والسلاحف، فقد تمّ تسجيل ما يقارب 8 أنواع من الحيتان، و7 أنواع من الدلافين، و 4-5 من أصل 7 أنواع من السلاحف في العالم، كلّها في مياه الإمارات العربية المتحدة، وعليه فقد أنشأت إمارة أبو ظبي البلديات المَحلّية في أنحاء الإمارة كلّها لإعداد برامج بيئية واسعة النطاق؛ بهدف المحافظة على الحياة فيها.