عرسال وموقعها
سُمِّيت بلدة عرسال بهذا الاسم نسبة إلى موقعها الجغرافي؛ إذ ترتفع ما بين 1400-2000م عن سطح البحر، ولهذا فمعنى عرسال في اللغة الآراميّة هو عرش الله، وهي بلدة لبنانيّة تقع في الشّمال الشّرقي من لبنان في محافظة البقاع وهي من قضاء بعلبك، ويحدُّ عرسال من الشّمال رأس بعلبك وبلدة الفاكهة والقاع، أما من الجنوب فتحدها نحلة ويونين، ومن الشّرق تحدّها الحدود السّوريّة، ومن الغرب تحدّها مجموعة بلدات تمتد من رسم الحدث وحتّى اللبوة. تُعدّ بلدة عرسال بلدة معزولة بشكل نسبي، فهي تبعد 75 كم عن زحلة، وتبعد عن بعلبك 38 كم.
معلومات عن عرسال
مظاهر التطور
تتميّز عرسال بطابعها التّقليدي، وعلى الرّغم من هذا الطّابع إلّا أنّها تواكب التّطور في شتّى المجالات، ومن مظاهر مواكبتها للتّطور ما يأتي:
- إقامة العديد من الجمعيات الّتي تساهم في مواكبة عرسال للتطور، كجمعيّة التّنمية الرّيفيّة.
- إنشاء مصنع خاص بالسّجاد التّقليدي.
- عقد عدة دورات في اللغة الإنجليزيّة، والحاسوب، والإنترنت، والمحاسبة، بالإضافة إلى دورات خاصّة بالمهن كالكهرباء، وتجفيف المشمش.
- عقد ورشات عمل في مجالات زراعيّة مختلفة كالبستنة، والتّسميد، وصيانة التربة، بالإضافة إلى تلقيح المواشي، والتسويق الزراعي (تسويق الكرز العرسالي).
- تطوير المعامل الخاصة بمناشير الحجر العرسالي بالتّعاون مع البنك الدولي، وبلديّة عرسال، ومشروع الأمم المتحدة الإنمائي.
السكان
بالنّسبة للسّكان، فإن عدد السّكان في بلدة عرسال يصل إلى 35 ألف شخص تقريباً، وذلك حسب تقرير الأمم المتّحدة، وتُقسَم البلدة إلى أحياء متعددة، ولكل عائلة كبيرة حيّ خاص بها، ويصل عدد العائلات فيها إلى أربعين عائلة تقريباً، أهمّها: بريدي، وحجيري، وكرنبي، وزعرور، وأطرش، وفليطي، وكذلك عودة، وأمون، أما نسبة المغتربين فيها فتعتبر نسبة ضئيلة جداً، إذ إنّ عدد الأُسر المغتربة فيها يصل إلى ثلاثين أسرة تقريباً، تتوزع جميعها في كندا، وأوروبا، وليبيا، ودول الخليج العربي.
إقرأ أيضا:أين تقع الدار البيضاءالبيئة
عند الذّهاب إلى عرسال، يُلاحَظ أنها تتميّز بلونين رئيسين سّائدين فيها، وهما اللون التّرابي المائل إلى الأبيض، وكذلك اللون البني الذي تتميز به الصّخور، ويرجع ذلك إلى مناخ هذه المنطقة الجاف الّذي يغلب عليه التّصحر، وتوجد في عرسال تضاريس مختلفة، وهي مقسمة كالآتي:
- المناطق الجرديّة العالية: فيها توجد ثلاث مناطق بيئيّة مختلفة، وهي كما يأتي:
- الجرد العالي: يبلغ ارتفاع هذا الجرد ما بين 1950-2400م، وهو منطقة وعرة يصل امتدادها إلى أعالي الجبال وحتّى الحدود السّوريّة اللبنانيّة، وتتميّز هذه المنطقة بزراعة الحمّص.
- الجرد الأوسط: يصل ارتفاعه ما بين 1550-1950م، ويتميز هذا الجرد بأراضيه الواسعة الشّهيرة بزراعة الكرز، بالإضافة إلى وجود الكسّارات فيه.
- الجرد الأدنى: يصل ارتفاعه إلى 1300-1500م، وهو جرد غير صالح للزراعة بسبب طبيعة صخوره وتربته المتدهورة، وقد استُصلحت أراضي هذا الجرد في زراعة أشجار التّين والكرمة، كما أصبح منطقة مأهولة بالسّكان حيث وصل إليها البنيان السّكاني.
- المنطقة الشّرقيّة: هي وديان قاحلة زُرعت بالشّعير فيما مضى، وتعتبر حاليّاً مراعيَ مفتوحة، كما أنّها تشكّل مدخلاً باتّجاه البادية السّوريّة.
- منطقة الوديان: تتميّز بالأوهاد العميقة، وتوجد فيها آبار إرتوازيّة (الآبار الرّومانيّة).
- المنطقة الغربيّة: منطقة تزرع فيها الأشجار المثمرة، والكرمة، وكذلك الحبوب، والزّيتون، وتمتد باتجاه سهل البقاع، ويستخدمها النّاس كمشتىً للقطعان.
الزّراعة
تتميّز عرسال بإنتاج الحبوب كالقمح، والشّعير، والعدس، والحمص، وغيرها من أنواع الحبوب، ومن المحاصيل الزّراعيّة التي تشتهر بها عرسال: كروم العنب (العنب العرسالي) الذي يُصنع منه الدّبس والزّبيب، إلّا أن انتشار البنيان ومناشير الحجر قد قللت من إنتاج العنب العرسالي بنسبة النّصف بعد أن كانت عرسال تصدّر العنب إلى المناطق الأخرى، ومن الأشجار المثمرة الّتي اشتهرت عرسال سابقاً بزراعتها: أشجار الإجاص والزّعرور، إلا أن أشجار التوت والتّفاح والمشمش قد حلّت محلها، إذ تكاد تخلو الآن من أشجار الزّعرور والإجاص، ومما يجدر ذكره أنها تتميّز أيضاً بزراعة الكرز العرسالي المميز بجودته وطعمه الفريد.
إقرأ أيضا:أين تقع رأس البرالاقتصاد
يعتمد اقتصاد عرسال على الزّراعة والتّجارة وكذلك المقالع والكسّارات، وتصل نسبة العاملين في بلدة عرسال في المجالات السّابق ذِكرها إلى 60% من القوى العاملة، ويعمل ما يُقارب 10% من السّكان في الوظائف بنوعيها العام والخاص، كما يعمل 8% من السّكان في الحِرف والمِهن. تشتهر عرسال بصناعة السّجاد.