أين تقع عشق آباد

موقع عشق آباد

تعدّ مدينة عشق آباد العاصمة الرسميّة لدولة تركمانستان التي تتبع منطقة الشرق الأوسط، وتحدّها أفغانستان وإيران وكازاخستان وأوزبكستان. ومدينة عشق آبادا واقعة في منطقة قارّة آسيا الوسطى ويحاذيها بحر قزوين، وتغطيها صحراء كاراكوم، وتحديداً على تقاطع دائرة عرض 37.95 ، وخطّ طول 58.38، بارتفاع يبلغ 219م فوق مستوى سطح البحر. تتبع المدينة منطقة آهال في تركمانستان، وتعدّ أكثر مدينة في المنطقة يقطنها السكان، إذ بلغَ عددهم حسب إحصائيّات عام 2015 إلى ما ياقرب 755 ألف نسمة.

تاريخ موجز لعشق آباد

اتخذت المدينة العديد من الأسماء كاسكاباد، وبولتوراتسك، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1881 على يد روسيا، إذ أقاموا فيها معسكراً أطلقوا عليه إسم تركمان. ثمّ أصبحت المدينة المركز الإداريّ لمنطقة ترانسكاسيا، وبحلول عام 1911 جذبت المنطقة العديد من السكان نظراً لموقعها المميّز على طرق القوافل وعلى السكك الحديديّة، فبلغ عدد السكّان 45 ألف نسمة. وبقيام الثورة الروسيّة أعيد تسمية المدينة فأصبحت تسمّى بولتوراتسك، ولم يعد إسمها الأصليّ إليها إلّا عام 1927، وقد كانت المدينة عاصمة دولة تركمانستان منذ عام 1924 إلى 1990. وفي عام 1948 تعرّضت المدينة لزلزال مدّمر فوضعت خطة لإعادة بنائها، وفي عام 1992 ، تبنت حكومة تركمانستان المستقلة رسمياً النسخة التركمانية لاسم المدينة، عشق آباد.

أهمّ المعالم في عشق آباد

يوجد في عشق آباد معالم مميّزة ومرتبطة بتاريخ وثقافة المدينة، ومن أهمّ هذه المعالم:

• المتحف الوطنيّ: يقع المتحف في الصحراء الحضرية مقابل سلسلة جبال كوبه داغ، وهو قصر يشمل ثلاثة متاحف هي:
  • متحف التاريخ: يحتوي على آثار من العصر الحجريّ، مثل بعض الأدوات التي وجدت غرب تركمانستان والتي تعود للعصر الحجريّ الحديث، وأثار من الحضارة البرونزية في العصر البرونزي، كالتمائم الجميلة والأختام والأكواب وأدوات العبادة. وفي المتحف نموذج للمستوطنة المسورة في غونور. وفي قسم التاريخ قاعة الأنتينيوم التي تتزيّن بالآنيات المدهشة على شكل قرن بوق عاجيّ محفور بشكل معقد، والذي يعتقد بأنّه كان يستخدم قديماً في الطقوس الزرادشتية، والمناسبات الرسمية.
  • متحف الطبيعة والاثنوجرافيا.
  • المتحف الرئاسيّ: يحتوي المتحف صورةً ضخمة لرئيس دولة تركمانستان، ويأتي النّاس لزيارتها بدافع الفضول للتعرّف على بعض الشخصيّات المهمّة.
• مجمّّع هالك هاكيداسي التذكاريّ: تمّ بناء هذا المجمّع في غرب المدينة عام 2014، وذلك تخليداً للمأساة التي وقعت للبلاد بعد الزلزال المدمّر الذي ضربها عام 1948، وللحروب التي خاضها الجنود، إذ يوجد في المجمّع نصب تذكاريّة أحدها تكريما لشعب الذي ماتَ آنذاك، والذي يظهر على شكل ثور وطفل باللون البرونزيّ. ونصب للجنود الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية والذين قتلوا في معارك تركمانية أخرى. ويوجد في المجمّع قاعة تسمّى قاعة الزلزال، والتي تضمّ عرضاً لصورٍ محظورة لزلزال ما قبل عام 1948، بالإضافة إلى معلومات حول الجهود التي بذلت لمّدة 5 سنوات لإزالة آثار الزلزال، ودفن 110 آلاف جثة، وبناء مدينة جديدة.
• ميدان الاستقلال: وسط عشق آباد يتربّع قصر تركمان باشي بقبته الذهبيّة في ميدانٍ هائلٍ يسمّى ميدان الاستقلال، وفيه أيضاً وزارة العدل، ووزارة الدّفاع، وقصر روح، وجميعها بنيت من قبل شركة فرنسيّة، ولكن لا يستطيع السيّاح الدخول إلى الميدان.
• قوس الحياد: وضعَ قوس الحياد وسط مدينة عشق آباد للاحتفال بإجماع الشعب عام 1998 على قانون عدم الحياد في تركمان، ويوجد فوق القوس جوهرة حقيقية وهو تمثال نيازوف، وهذا التمثال مصقول من الذهب ويبلغ ارتفاعه 12م، ويقوم هذا التمثال بالدوران مع ضوء الشمس في النّهار، ولكنّه الآن ثابت ومطلّ على المدينة. يمكن الصعود لأعلى القوس باستخدام مصعد، وفي الأعلى سيجد الزائر متحفاً صغيراً.
• متحف الفنون الجميلة: يتميّز متحف الفنون بشكل مبناه، فهو مكوّن من طابقين ويتخذ شكلاً مستديراً، ويحتوي على الكثير من الذهب. يوجد في المتحف مجموعة من الأعمال الفنية السوفياتية التركمانية، مثل لوحة مشاهد فلاحين سعداء مع خلفية من الخيام ومصانع الدخان. هناك أيضا مجموعة من اللوحات الروسية والغربية الأوروبية ومجموعة مختارة من المجوهرات التركمانية والأزياء التقليدية.
• مسجد أزادي: وهو مسجد أزرق اللّون يقع على بعد 600 متر إلى الشرق من التقاطع مع تركمنباشي، وهو يتشابه مع المسجد الأزرق في إسطنبول.

مظاهر الحياة في عشق آباد

تعرف مدينة عشق آباد اليوم بمبانيها الرخامية البيضاء والآثار الوطنية الضخمة، أمّا عن مظاهر الحياة فهي تتمثّل بما يلي:

• الاقتصاد: يوجد في مدينة عشق أباد أكثر من 43 صناعة كبيرة، و128 صناعة متوسطة الحجم، بالإضافة لأكثر من 1،700 منشأة صناعية صغيرة في ضواحي المدينة وحولها. ومن أشهر الصناعات في المدينة صناعة الزجاج، ونسج السجاد، وطواحين القطن، والمعادن. ولأنّ المدينة محطة هامة لسكة الحديد عبر بحر قزوين، فإنّ ذلك يساعد في نقل منتجاتها الصناعية. ولأنّ مواقع صناعة الزجاج والنسيج وغيرها متميّزة بمظهرها، فإنّ صانعي الأفلام يقومون باتخاذ هذه المصانع مواقعَ لتصوير العديد من الأفلام.
• التعليم: إنّ التعليم في عشق آباد يحتلّ مكانةً مهمّة، فالمدينة تعدّ موطناً لمؤسسات التعليم العالي، ومؤسسات البحث، والجامعات. ومن أهمّ الجامعات في المدينة جامعة ولاية تركمانستان والتي بنيت عام 1950، وجامعة تركمان الطبية الحكومية التابعة لوزارة الصحة، وفيها الجامعة اليابانية التي بنيت عام 2016 بالتعاون مع الحكومة وجامعة التكنولوجيا في أوغوزان، وهي تقدم نظامًا يابانيًا للتعليم، وهيَ جامعة أجنبيّة تدرّس باللغتين الإنجليزية واليابانية.
• المواصلات: تتنوّع وسائل المواصلات في المدينة، ففيها حافلات عامّة ذات مستوى معقول، وسيارات تكسي للأجرة، وفيها شبكة قطار تمر عبر المدينة وتتصل مع المدن الرئيسية الأخرى في تركمانستان. وفي المدينة مطارها الرئيسيّ الجديد المسمّى مطار أجوز هان، وفيه العديد من شركات الطيران التي تقدم رحلات خل المدينة وخارجها.