موقع قناة السويس
تقع قناة السويس شمال قارّة أفريقيا، جنوب شرق القارّة الأوروبيّة، إذ تمتد قناة السويس من الشمال إلى الجنوب عبر منطقة برزخ السويس الموجودة في مصر، ممّا يجعلها الفاصل بينَ شبه جزيرة سيناء وبقيّة الأراضي المصريّة، وتشكّل كذلك فاصلاً بينَ القارة الأفريقيّة وقارّة آسيا، وتربط قناة السويس المائيّة البحر الأبيض المتوسط مع البحر الأحمر، بالإضافة لذلك تعدّ الممرّ المائيّ الأقصر للتنقلّ من قارّة أوروبا إلى الأراضي المُطلّة على المحيط الهنديّ وغرب المحيط الهادئ.
أهمية موقع قناة السويس
تلعب قناة السويس دوراً مهمّاً في التنقلات البحريّة بسبب موقعها الجغرافيّ المميّز، فهيَ الرابط بين المحيط الأطلسيّ والبحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق إلى محافظة بورسعيد، والرابط بينَ المحيط الهنديّ والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، والطريق الواصل بينَ خليج السويس وميناء السويس، وبناءً على الموقع الجغرافيّ لقناة السويس تشكّل القناة طريقاً مائيّاً قصيراً للوصل بينَ الموانئ الشمالية والجنوبية للقناة نفسها، ممّا ساعدَ على توفير الوقت والتقليل من تكلفة تشغيل السفن، والتقنين من استهلاك الوقود، كما أنها تعدّ أقصر طريقٍ مائيٍّ بين الشرق والغرب، مما أدّى إلى تسهيل عمليّة نقل البضائع عبر المياه بين الدول الأوروبية والدول في قاّرة أفريقيا، وكذلكَ بينَ دول الشرق الأوسط ودول الشرق الأقصى، وبالتالي ساهم بخفض التكلفة الماليّة وتقليل الوقت اللازم لنقل البضائع، فقبلَ إنشاء قناة السويس كانت عمليّة شحن البضائع صعبة، حيث كانت السفن تضطر لقطع جميع المناطق الجنوبيّة من قارّة أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى وجهتها.
إقرأ أيضا:لماذا سمي المحيط الهادئ بهذا الاسماستعادت مصر نشاطها وأهميّتها الجغرافيّة بفضل قناة السويس، وجعلت منها بؤرة خريطة العالم، وأكّدت على أهميّتها في منطقة الشرق العربيّ، كما حققت قناة السويس نهوضاً اقتصاديّاً لمصر من خلال زيادة أهميّة الموانئ الساحليّة الموجودة فيها مثل ميناء السويس، وميناء بورسعيد، كما ساهمت بتقليل الضغط على ميناء الإسكندريّة وميناء دمياط، أمّا من الناحية السياحيّة فقد أعطت قناة السويس أهميّة لبعض المدن الداخليّة في مصر، ونظراً لتمتع المنطقة بالمناخ المعتدل، والطبيعة الخلابة التي تتميّز بها محافظات قناة السويس، فقد جذبت المنطقة السيّاح لممارسة مختلف الأنشطة فيها، وكانَ للقناة دور في دعم حياة سكان المنطقة، فقد وجهتهم للعمل في صيد الأسماك، والتجارة، والأعمال المتعلقة بحركة الميناء، كما ساهمت بإحياء بعض المناطق المهجورة عمرانيّاً، وساعدت على توصيل مياه نهر النيل العذبة إلى منطقة الإسماعليّة وصولاً لمحافظات قناة السويس شمالاً وجنوباً إلى البحرين المتوسط والأحمر.
جغرافية قناة السويس
تمتدّ قناة السويس في منطقة منخفضة واقعة بينَ البحر الأحمر وخليج منطقة الفرما، وتشمل هذه المنطقة المنخفضة تنوعاً في التضاريس الجغرافيّة، إذ تمر القناة بمجموعة من البحيرات المائيّة كبحيرة المرة الكبرى، وبحيرة التمساح، وبحيرة المنزلة، كما تتنوّع البيئات الطبيعيّة في منطقة قناة السويس، فتتمثّل بالبيئة الساحليّة، والبيئة الصحراويّة، والبيئة الزراعيّة.
تختلف طبيعة الأرض التي تجري بها قناة السويس من منطقة إلى أخرى، حيث تتشكل طبقات الأرض في بور سعيد من تربة رسوبية ناتجة عن تراكم طمي النيل الذي وصل للقناة من دمياط، وتمتد هذه التربة لمسافة أربعين كيلومتراً حتى القنطرة جنوباً، أما المنطقة المتوسطة للقناة؛ أي المسافة بين القنطرة و كبريت فتتكون معظمها من الرمال، في حين تغطي التربة المتماكسة المنطقة الجنوبية للقناة، حيث يتخلل هذه التربة عروق صخرية من الصخر الرملي في بعض الأماكن ومن أحجار الكالسيوم في أماكن أخرى.
إقرأ أيضا:أين تقع أعمق نقطة في المحيطاتمناخ قناة السويس
يوصف مناخ قناة السويس عموماً بأنّه مناخ رطب، ويتمتع بدرجات حرارة معتدلة في معظم أوقات السنة، وانخفاض معدلات هطول الأمطار، حيث يشهد منتصف شهر تشرين الأوّل أوّل احتمال لتساقط الأمطار، وتقلّ فرص الهطول مع بداية شهر كانون الثاني، مع انعدام تساقط الثلوج في المنطقة، وتكون سرعة الرياح معتدلة، إذ تكون سرعتها 8.3 عقدة في شهر نيسان، وتصل سرعتها القصوى إلى نحو 15.2 عقدة في شهر آذار، ومن ناحية أخرى تصل معدلات الرطوبة أعلى نسبها في شهر تشرين الثاني بنحو 57.7%، وتميل إلى الجفاف في بعض الأشهر وخصوصاً في شهر أيّار الذي تصل فيه نسبة الرطوبة النسبيّة إلى 41%.
إقرأ أيضا:سبب تسمية البحر الأسودتشهد منطقة قناة السويس اختلافاً في عناصر الطقس من فصل لآخر، ففي فصل الربيع تتراوح درجات الحرارة بينَ 33.3-21.6 درجة مئويّة، وتميل فرص تساقط الأمطار إلى الانعدام، ممّا يجعل منه فصلاً دافئاً ومناسباً لممارسة الأنشطة السياحيّة، على عكس فصل الصيف الذي تنخفض فيه معدلات السياحة في المنطقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ يسجّل شهر تموز أعلى درجات الحرارة والتي تصل إلى 36.9 درجة مئويّة نهاراً و23.9 درجة مئويّة ليلاً، ويتشابه فصل الخريف في قناة السويس بشكلٍ كبير مع فصل الصيف، إذ تتراوح درجات الحرارة بينَ 34.5-24.3 درجة مئويّة، مع ارتفاع نسبة الرطوبة والرياح وانعدام فرصة تساقط الأمطار، أمّا فصل الشتاء فيتمتّع بدرجات حرارة معتدلة تتراواح بينَ 23.2-19.3 درجة مئويّة، مع فرص ضئيلة لتساقط الأمطار.