عظمة الترقوة
يُمثِّل الكتف المفصل الأكثر قدرة على الحركة في جسم الإنسان، ممَّا يجعله المفصل الأكثر عرضة للخلع، وتُعَدُّ الترقوة من العظام التي تعمل كدعامة بين لوح الكتف وعظم القصِّ في منتصف الصدر، وتُعتبَر عظمة الترقوة واحدة من العظام الطويلة معوجَّة الشكل، وترتبط الناحية الداخليّة لعظمة الترقوة مع قبضة القصِّ، أو عظم الصدر بواسطة المفصل القصِّي الترقوي، أمّا الناحية الخارجيّة لعظم الترقوة فترتبط مع الأخرم، وهو بروز يوجد على لوح الكتف، بواسطة المفصل الأخرمي الترقوي.
ألم عظمة الترقوة
تتضمَّن الأسباب الشائعة للشعور بألم في عظمة الرقوة ما يأتي:
- كسر الترقوة، وهو السبب الأكثر شيوعاً، ويرجع ذلك إلى موقع العظمة في الجسم، حيث إنَّها أكثر عرضة للكسر، وقد تظهر أعراض أخرى لكسر الترقوة مرافقة للألم، ومن ذلك: التورُّم، وظهور الكدمات، والألم عند الضغط، وتصلُّب في الذراع المُتضرِّرة، أمّا بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، فقد يُسبِّب كسر الترقوة عدم القدرة على تحريك الذراع المُصابة لبضعة أيّام بعد الولادة.
- اتخاذ وضعيّة معينة أثناء النوم، حيث قد يتسبَّب النوم على جانب واحد في ألم في عظمة الترقوة في ذلك الجانب نتيجة الضغط عليها.
- حدوث مشاكل في المفاصل، حيث يُمكن أن يُصاب الكتف دون كسر أيّة عظام.
- الإصابة بالفصال العظمي، أو التهاب المفاصل.
- الإصابة بمتلازمة مخرج الصدر التي تتمثَّل بمجموعة من الاضطرابات التي تحدث عند انضغاط الأوعية الدمويّة، أو الأعصاب في المساحة بين الترقوة والضلع الأوَّل، فقد يتسبَّب ذلك في الشعور بألم في الكتفين، أو الرقبة، أو اليد، والشعور بخدر وتنميل في الذراع والأصابع، وتغيُّر في لون اليد أو الأصابع، كما يُمكن وجود كتلة في الترقوة، وتشمل الأسباب الشائعة لمتلازمة مخرج الصدر الإصابات الجسديّة، والإجهاد المُتكرِّر، مثل: ممارسة الرياضات الشاقَّة، أو رفع الأشياء الثقيلة، وبعض العيوب الخلقيّة، مثل: وجود ضلع إضافي، والسُّمنة، وعادةً ما يتضمَّن علاج متلازمة مخرج الصدر العلاج الطبيعي، أمّا في الحالات الأكثر خطورة، فقد يوصي الطبيب المعالج بإجراء عمليّة جراحيّة.
- الإصابة بسرطان العظام.
إقرأ أيضا:علامات جبر العظام
كسور عظمة الترقوة
تُعتبَر كسور عظمة الترقوة واحدة من الكسور الشائعة، والتي يُمكن أن تُصيب الأشخاص من الأعمار جميعها، حيث تُمثِّل هذه الكسور ما يُقارب 5% من كسور البالغين جميعها، ويُمكن أن تُسبِّب هذه الكسور ألماً شديداً يمنع المُصاب من تحريك ذراعه؛ وتحدث هذه الكسور غالباً نتيجة السقوط على الكتف، أو على الذراع الممدودة، كما يُمكن حدوثها نتيجة تعرضها لضربة مباشرة على الكتف ناتجة عن حادث سير، أمّا عند الأطفال الرُّضَّع فيُمكن أن تحدث أثناء الولادة، وتختلف كسور الترقوة في مكان حدوثها في أجزاء العظمة ذاتها، إضافةً إلى أنَّها يُمكن أن تنقسم إلى عِدَّة أجزاء في بعض الحالات، وتتناثر بعيداً عن مكانها، أو تصطفّ بشكل مستقيم، وفي حالات أخرى قد تتشقَّق قليلاً فقط، ويُمكن علاج معظم كسور الترقوة من خلال ارتداء حمَّالة تمنع الذراع والكتف من الحركة بينما تلتئم العظام، ومع ذلك يُمكن أن تحتاج بعض كسور الترقوة التي يمكن أن تنتقل فيها قطع العظام المكسورة بعيداً عن مكانها إلى عمليّة جراحيّة لإعادة تنظيم الترقوة، وقد تظهر هذه العلامات أيضاً عند كسر الترقوة:
- عدم القدرة على رفع الذراع بسبب الألم الشديد.
- التشوُّه في مكان الكسر.
- التورُّم، والكدمات، والألم الشديد عند الضغط على المنطقة المُصابة.
- الشعور بطحن العظام عند تحريك الذراع.
- بروز الكتف إلى الأمام وإلى الأسفل.
إقرأ أيضا:أعراض مرض الكساح
تشخيص ألم وكسور عظمة الترقوة
يُمكن للطبيب طلب أحد الإجراءات الآتية لتشخيص ألم عظمة الترقوة:
- التاريخ الطبِّي للمريض، والذي يتضمَّن أسئلة مُفصَّلة عن الألم وطبيعته.
- الفحص السريري.
- التصوير، خاصَّةً إذا كان الألم ناتجاً عن إصابات وكسور في العظم، ويتضمَّن التصوير العديد من الخيارات، ومن ذلك:
- الأشعَّة السينيّة، حيث يتمّ تشخيص معظم الكسور باستخدام الأشعَّة السينيّة، والتي تظهر صورة للأنسجة الداخليّة، والعظام، والأعضاء، وتُعَدُّ أبسط الطرق، وأكثرها فعاليّة من حيث التكلفة.
- فحص التصوير المقطعي، وهو تصوير ثُلاثي الأبعاد يُظهر صوراً مقطعيّة للجسم أفقيّاً وعموديّاً، ويُستخدَم هذا النوع خاصَّةً إذا كان الألم غير ناتج عن كسور، ودائماً ما يكون مسبوقاً بصورة الأشعَّة السينيّة، ولا يكون ضروريّاً في حال أظهرت صورة الأشعَّة السينيّة إصابة واضحة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يُستخدَم للكسور الصغيرة، حيث إنَّه ينتج صوراً أكثر تفصيلاً، وبالنسبة لكسور عظمة الترقوة نادراً ما يتمّ اللُّجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي.
- فحص العظام، وهو اختبار تصويري نووي يُساعد على تشخيص ومتابعة الأنواع المختلفة من أمراض العظام، والذي يتمّ فيه حقن مادَّة ترتبط في مناطق الكسر، أو التشوُّهات في العظام.
عوامل خطر التعرُّض لكسور الترقوة
هناك عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بكسور العظام بشكل عامّ، والتي تتضمَّن بالتأكيد كسور الترقوة، ومن هذه العوامل ما يأتي:
إقرأ أيضا:التهاب العظام- شرب الكحول الزائد، حيث يُؤثِّر في بنية العظام وكتلتها، وذلك حسب ما نشره المعهد الوطني لتعاطي الكحول والإدمان، حيث إنَّ تناول الكحول بشكل مزمن أثناء السنوات الأولى يُمكن أن يضرَّ بنوعيّة العظام، وقد يزيد من خطر الإصابة بالكسور حتى بعد توقُّف الشرب، كما وضَّحت بعض الأبحاث العلاقة بين الاستهلاك المفرط لأكثر من ثلاثة مشروبات يوميّاً، وتأثيره في مستويات فيتامين د.
- التدخين، وهو عامل خطر للإصابة بالكسور؛ بسبب تأثيره في مستوى الهرمونات في الجسم.
- المعاناة من مرض السكَّري؛ وذلك لما ينتج عنه من ضعف في البصر، وتلف للأعصاب، ممَّا قد يُؤدِّي إلى السقوط، إضافة إلى أنَّ السكَّري من النوع الأوَّل يُسبِّب انخفاضاً في كثافة العظام؛ وذلك لأنَّه يبدأ في مرحلة الطفولة عندما يتمّ بناء كتلة العظام.
- التعرُّض لكسور سابقة.
- المعاناة من التهاب المفاصل الروماتويدي.