أغلب الآراء والقناعات والدراسات والتحليلات تؤكَّد أن قوم لوط – عليه الصَلاة والسَلام – كانوا يسكنون في منطقة البحر الميَت، والبحر الميَت يعرف باسم آخر وهو بحيرة لوط. يقع البحر الميَت في القارة الآسيويَة قريباً من البحر الأبيض المتوسَط والبحر الأحمر وصحراء سيناء، كما ويقع البحر الميَت على الحدود الغربيَة للمملكة الأردنيَة الهاشميَة وعلى الحدود الشرقيَة لدولة فلسطين العربيَة.
بعد التقدَم العلميَ وخاصَة في علم الجيولوجيا، ثبت أنَ منطقة البحر الميَت هي منطقة زلزالية ذات نشاط عالٍ، حيث يشكَل هذا البحر جزءاً رئيسيَاً وهامَاً من الصَدع التكتوني الممتد بين كل من بحيرة طبريَا والبحر الميَت إلى أن يصل إلى وادي عربة في جنوب المملكة الأردنيَة الهاشميَة.
كانت سدوم تقع ضمن الوادي الذي كان يُعرف باسم وادي سديم، حيث كان هذا الوادي يقع على ضفة البحر الميَت الجنوبيَة، حيث اختفت ملامح هذا الوادي وهذه القرية عن الأرض وفي بضع لحظات بحسب ما أفاد به عالم الآثار الألماني الجنسيَة وورنر كيلر، كما وأكَدّ هذا العالم على أنّ هذا الخسف الذي حصل في هذه البقعة من الأرض إنما حدث بسبب هزة أرضية عنيفة جداً ترافقت مع انفجارات قوية وعنيفة بالإضافة إلى ترافقها مع حرائق هائلة وضخمة في ذات المنطقة.
ولقد تمّ الاستدلال ببعض الدلائل والقرائن العلميَة على أنّ هذه المنطقة هي المنطقة التي خسف فيها قوم لوط – عليه السَلام -، فمن أهمَ الدلائل هي المسوحات التي تمّت على هذه الأرض الأمر الذي أدى إلى اكتشاف العديد من العلامات منها. ومن أبرز ما تمّ التوصّل إليه واكتشافه هو تلك المسكوكات الذهبيَة التي تم احتراقها، ممّا أدى إلى تحوَلها إلى ما يعرف بأملاح الذَهب. يُذكر أن هذه القرى وبحسب الدراسات الجيولجيَة كانت قد تعرَضت لحريق هائل وصلت درجة حرارته قرابة 5000 درجة مئويَة تقريباً، حيث احترق كل شيء وغطّى الرماد المنطقة برمتها.
إقرأ أيضا:عذاب قوم ثمودومن الدلائل الأخرى الهامة أنّ القصص التي ذكرها القرآن الكريم والتي ذكرتها الكتب السماويَة الأخرى، هي قصص تدور كافّة أحداثها في منطقتي بلاد الشَام والعراق وشبه الجزيرة العربية بالإضافة إلى المنطقة الأهمَ والتي احتضنت العدد الأكبر ربَما من القصص القرآني وهي منطقة بلاد الشام، من هنا فإنه من غير المستبعد أن قرية قوم لوط تقع في هذه المنطقة.
إقرأ أيضا:قصة ذي القرنينمن الدَلائل الأخرى أيضاً، أنّ منطقة البحر الميت هي المنطقة الأخفض في العالم كلَّه، هذا عدا عن نسبة الملوحة العالية في هذه المنطقة، كما أن هناك العديد من الدلائل الأخرى التي استدل بها على أن هذا المكان هو مكان قوم لوط – عليه السلام -.