نهر السند
نهر السند هو واحد من أهم الأنهار الآسيوية، حيث يقع في شبه القارة الهندية، وتحديداً في الباكستان. ويجري نهر السند من الجهة الشمالية باتجاه الجهة الجنوبية، إذ ينبع من الجبال الآسيوية الأشهر جبال الهملايا، وتحديداً من منطقة التبت، ثم يجري إلى أن يصب في بحر العرب من خلال العديد من المصبات، حيث يشكل هذا النهر دلتا عند مصبه، وبالقرب من مصب النهر تقع المدينة الآسيوية مدينة كراتشي.
معلومات عنه
يُقدر طول نهر السند بما يزيد على الثلاثة آلاف كيلومتر تقريباً، كما ويعتبر هذا النهر ثالث الأنهار في شبه القارة الآسيوية من حيث الضخامة والحجم. وقد اشتق اسم نهر السند من المقاطعة المعروفة باسم السند، وهي الّتي تعني النهر أي سندهو، وقد طور الفرس هذه الكلمة لتصبح هندو، ومنها اشُتقت كلمة الهند من خلال كل من الفرس والإغريق.
يوفر نهر السند العديد من الخدمات لسكان المنطقة المحيطة به، فقد أقام السكان العديد من السدود الّتي صارت تزودهم بالمياه، ومن أشهر السدود المقامة حول النهر سد تاربيلا الذي يُعدّ من أكبر السدود على مستوى العالم، هذا وتُقدّر مساحة حوض نهر السند بحوالي تسعمائة وثلاثة وستين ألف كيلومتر مربع تقريباً،
حضارته
نشأت حول هذا النهر حضارة عريقة عرفت بحضارة وادي السند، حيث تعتبر هذه الحضارة واحدة من أعرق الحضارات حول العالم، فهي حضارة نشأت قبل حوالي أربعة وآلاف وخمسمئة عام تقريباً، في المنطقتين المعروفتين حالياً بالباكستان، والهند، وقد استفادت هذه الحضارة بشكل كبير من مياه نهر السند، فلولا هذا النهر لما قامت هذه الحضارة الهامّة. هذا ويطلق على حضارة وادي السند في العديد من الأحيان اسم حضارة الهارابا، وقد استمدت هذه الحضارة اسمها هذا من المدينة الباكستانية المسماة بهارابا.
إقرأ أيضا:ما هو عمق نهر النيلبدأت حضارة وادي السند من خلال بضع جماعات أخذت تمارس مهناً بسيطة جداً كالرعي، والزراعة، وقد تفاعلت هذه الجماعات بين بعضها البعض فصاروا يعملون معاً بمهنة التجارة، وقبل حوالي ألفين وخمسمئة عام من الميلاد، اتحدت هذه الجماعات على المستوى الثقافي فيما بينها، وبدأ عصر النمو، والعمران، والازدهار.
إقرأ أيضا:أسباب تلوث نهر النيلأخذت هذه الحضارة بالتمدد والتوسع شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى أفغانستان بعد أن غطت الأراضي الباكستانية، بالإضافة إلى المناطق الشمالية الغربية من الأراضي الهندية، وقد شكل الوادي الذي كان يُغمر عادة بمياه نهر السند الفائضة قلب هذه الحضارة، وقد كان يُعرف هذا الوادي باسم الوادي التاسع.