ظواهر طبيعية

أين يقع مثلث برمودا

مُثلّث برمودا

إنَّ مُجرَّد الحديث عن مُثلَّث برمودا يَبُث الرُّعب في قلوب السَّامعين، لِما لِلاسم من غُموضٍ يُسيطِر على تفكير البَشَر؛ حيث اختلفت الرِّوايات حوله واعتبره الإنسان لُغزاً مُحيِّراً، ولا زال هناكَ أمل في مَعرفة حقيقة هذا اللغز وعلاقته بالأرواح والشّياطين. عُرِفَ مُثلّث برمودا قديماً على أنّه خُرافة، ولكنّه تحوَّل في العَصْر الحديث إلى حقيقة يَسعى الإنسان جاهِداً لاكتشاف سرِّها مُتحدِّياً نفسه ومُستخدِماً جميع أجهزة الرّصد والتكنولوجيا.

يُعد مُثلَّث برمودا السِّر المُفضَّل لِمُنتِجي الأفلام، وخاصَّةً أفلام الكوارِث، وذلك بسبب ما وَرَدت عنه من حَوادِث اختفاء الطّاِئرات، والسُّفن والبواخِر الّتي تَمُر بالقُرب منه، ولِلمُثلَّث اسم آخر وهو مُثلَّث الشّيطان، وجاءت هذه التّسمية بسبب اختفاء الطّاِئرات المُفاجئ عند مُرورها بالقرب منه.

أين يقع مُثلَّث برمودا

يقع مُثلَّث برمودا في الجنوب الشرقي من ولاية فلوريدا الأمريكيّة غرب المُحيط الأطلسي، ولِتحديد موقعه بِدقَّة فإنّ مُثلَّث برمودا يَقع في مَنطقة برمودا الواقِعة على الخط الواصل بين ولاية فلوريدا وولاية بورتوريكو، أي في الجُزء الواقع بين الأمريكيتين، وهو واقع بكامله في المُحيط الأطلسي، وتوجَد في المُثلَّث ما يُقارب 300 جزيرة، لا يَعيش النَّاس إلا على 3 جُزُر منها.

بِداية أُسطورة مُثلَّث برمودا

سُجِّلت أول مُلاحظة عن أُسطورة مُثلَّث برمودا في عهد كريستوفر كولومبوس، وذلك عندما اكتشف الأمريكيّتين، فقد لاحظ حينها حدوث اضطرابٍ في حَرَكة البوصلة عند مُروره بالقُرب من منطقة المُثلَّث، وهذا يَدُلّ على أنّها تتعرّض لِمَجالاتٍ مغناطيسيّة تؤثِّر على عملِها، وتوالت الأحداث في العصر القديم عن اختفاءِ السّفن الّتي تَمر من تِلك المنطقة حتى العصر الحَديث، وبدأت الطّائرات بالاختفاء، وأصبحت الأخبار تَتَناقل عنْها، ولم يتمّ العُثور على أيّ ناجٍ من تِلك الحوادِث، بالإضافة إلى أنَّه لم يُعرَف مَصير أيٍّ من المُختَفين.

إقرأ أيضا:أسباب حدوث الزلازل

موقع نُقطة الاختفاء

عُيِّنت نُقطة الاختفاء شمال غرب المُحيط الأطلسي، وتُعرَف هذه النُّقطة بِبَحر سارجاسو، وهو بَحر هادئ تَكاد تَنعدِم فيه حركة الرّياح والتيّارات الهوائيَّة، وقد أطلَق الملّاحون عليه اسم بَحر الرُّعب، أو مقبرة الأطلانطي؛ بِسبب ما تعرّضوا لَه من أهوال ومشاهِد مُرعبة أثناء رحلاتهم فيه؛ حيث قامت الكثير من الرّحلات الاستكشافية بِهدَف استكشاف هذه المنطقة البحريّة المُرعبة، ولِمعرفة أسرارها، وعُثِر على قوارب وغوّاصات وسُفُن كثيرة تَرقُد في أعماق البَحْر، إضافةً إلى العثور على العَديد من الهياكل البشريّة لِبحّارة ورُكّاب السُفُن الغارقة في ظُروفٍ غامِضَة.

بِداية ظاهرة الاختفاء

تَعود بِداية ظاهرة الاختفاء رسميّاً إلى عام 1850م؛ حيث اختفت في ذلك الوقت أكثر من 50 سفينة مُعظمها تَتبع لِلولايات المُتّحدَة الأمريكيَّة، وكان أصحاب هذه السُّفن قد أَرسلوا رسائل ونِداءات غامِضة لم يتمّ فهمها حتّى يومنا هذا.

أشْهَر حوادِث الاختفاء

من أشْهَر حوادِث اختفاء السُّفُن والطّائِرات:

  • السَّفينة روزالي: مرّت السَّفينة بِمُثلَّث برمودا، ثمّ اختفت بِشكل مُفاجِئ، وبعد عِدَّة أشهر عُثِر عليها خارج المَنطقة وهي في حالة جيّدة وكانت أشرِعتها مَنصوبة، ولم تكُن بها أيّ فجوةٍ تُسرِّب الماء، وكانت أمتِعة الرُكّاب على حالها، ولم يَكن فيها أيّ كائن حي سِوى عصفور كناري كان يتضوّر جوعاً.
  • السِّرب 19: ضمّ هذا السِّرب 5 طيَّارين و5 مُساعدين كانوا على قدرٍ عالٍ من الخبرة، وكان المُلازم تشارلزتيلور قائد السّرب يتّجه نحو حطام سفينة لِشحن البضائِع يطفو على سطح المحيط، وفي أثناء انتظار رسالة من السرب 19 لتحديد ميناء الوصول تلقَّت القاعدة رسالة من القائد يقول فيها: (نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تماماً، لا أستطيع رؤية الأرض، لا أستطيع تحديد المكان، أعتقد أننا فقدنا في الفضاء، كُلّ شيء غريب ومشوّش تماماً لا أستطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا أستطيع تحديده)، ثمَّ انقطع الاتصال بين القاعدة والسّرب 19 تماماً.
  • الطائرة ستار تايجر: الطائرة الأمريكية ستار تايجر (بالإنجليزيَّة: star tiger)، كانت قد انطلت في رحلة من البرتغال وهي تحمل على متنها 25 راكباً، وعند مرورها بمنطقة مثلث برمودا انقطع عنها البث، بحثت عنها الحكومة البريطانيّة لمدة 21 يوماً ولكنَّها لم تجد لها أيّ أثر.
  • السفينة يو اس اس سايكلوبس: فُقِدت السَّفينة يو اس اس سايكلوبس (بالإنجليزيَّة: uss cyclops) في عام 1918م أثناء الحرب العالميَّة الأولى عند مرورها بمنظقة مثلث برمودا، وكانت تحمل 309 شخصاً، ولم يعثر عليها بعد ذلك.
  • الباخرة ماري سيليست: عثر على السفينة ماري سيليست (بالإنجليزيَّة: mary celeste) في عام 1872م إثر اختفائها في منطقة مثلث برمودا، وكانت بحالة جيِّدة، إلّا أنَّ الشيء المُرعِب هو أنّها وُجِدت مهجورة، وكانت السَّفينة داي غريتا هي الّتي عثرت عليها، ويُقال إنَّ فناجين القَهوة كانت على حالِها مملوءة بالقهوة مِمَّا يدلّ على أنّ البَحْر كان هادِئاً تماماً
  • السَّفينة إلين أوستن: كانت سفينة إلين أوستن (بالإنجليزيَّة: Ellen Austin) تنقُل البضائع الأمريكية، وعند مرورها من مُثلّث برمودا عثرت على سفينة أخرى مهجورة، وعِندها عرض قبطان السفينة جائزة لِمن يَصِل إلى السَّفينة المهجورة، فتمَّ تشكيل فريق لِلمهمة إلّا أنه انقطع الاتصال بالفريق بعد صعوده لِلسَّفينة، ثم تمّ تخصيص فريق آخر لاكتشاف سبب اختفاء الفريق الأول، واختفى هو الآخر بعدها، وكانت المفاجأة الكُبرى أنَّه بعد مرور 48 ساعة انقطع الاتّصال بالسفينة إلين أوستن نفسها، وعُثِرعليها بعد أيام من البحث والتقصِّي وليس على متنها أحد من الطاقم الَّذي كان عليها.
  • السَّفينة رايجو كومارو: هي سفينة يابانييَّة فُقدت عندما مرّت بمثلث برمودا في عام 1924م، وكانت قد أرسلت نِداءات استغاثة غريبة، حيث قال أحد المستغيثين: (تعالوا بسرعة ليس لنا مهرب إنه يحز أرواحنا) واختفت بعد ذلك بشكل غامض.
  • بيلا: اختفت السّفينة البريطانيّة بيلا في عام 1854م، وذلك عند دخولها لِمنطقة برمودا، ثمّ عُثِر عليها مُحطّمةً في القاع وخالِية من السكان.
  • فرايا: في 20 نوفمبر من عام 1902م عُثِر على السَّفينة فرايا، ولم يكن بها أيّ شخص، وكانت السَّفينة مُتّجِهةً نحو شايلي عندما اختفى ركابها، وعندما عُثِر على أجندة القبطان وجدت مَفتوحةً على اليوم الرّابع من شهر نوفمبر، وعند الرجوع إلى ذلك التّاريخ وُجِد أنّه تاريخ إبحارها وأنّ البحر كان هادئاً حينها.
  • كارول أ.ديرينغ: في عام 1921م اختَفت السَّفينة كارول أ.ديرينغ الضَّخمة الّتي كانت تَمتلكُ خمسة صواريخ، وعندما عُثِر عليها كانت أشرعَتُها منصوبة، إضافةً إلى وجود وجبة طعام على الموقِد، ولم يكن فيها أيّ كائنٍ حي سوى قِطَّتين.

التفسير البشري لحدوث ظاهرة برمودا

قيل إنَّ ظاهرة مُثلَّث برمودا من اختفاء لِلسُّفن والطَّائِرات تَعود إلى ظُهور الأطباق الطّائِرة، وقيل أيضاً إنَّ هُناك علاقة بين حدوث الزّلازل واختفاء السُّفن والطَّائرات؛ فحدوثُ الزّلازل يؤدّي إلى غَرَق السُّفن، كما تُؤثِّر على حركة الطَّائِرات فَتَسقُط، وهناك أيضاً نظريَّة الجَذْب المغناطيسي؛ حيث إنّ قوة الجذب في تلك المنطقة تؤثّر على الطّائرات والسُّفن.

إقرأ أيضا:كيف حدث زلزال اليابان

إنَّ التَّفسير العلمي والأكثر إقناعاً لمثلث برمودا هو أنَّ العُلَماء والباحثين وجدوا أنّ السبب في اختِفاء السُّفن والطَّائِرات هو غاز الميثان، وحسب تقرير نُشِر في مجلّة العلوم والمُستقبل أكَّد الباحثون أنَّ هناك مَنطقة في روسيا توجَد فيها شُقوق عديدة في الأرض، وتنفتِح هذه الشقوق دون سابق إنذار، وتُطلِق عندما تنفتح كميّةً كبيرةً من غاز الميثان مُسبِّبةً حُفَراً ضخمة، واعتقد الباحثون أنّ انبعاث الغاز هو السبب وراء الحوادث في مُثلَّث برمودا، وقد أُجرِيَت الدّراسات في القُطب الشّمالي وبِدعمٍ من الوكالة الفدراليّة لإدارة الموارد الطبيعية تحت الأرض في روسيا، وقال المُشرِف الرَّئيسي على الدّراسة الّتي تمّ نشرها في مجلة البحث الجيوفيزيائي أنّ فُقاعات غاز الميثان والرَّغوة تتوسّع إلى أن تُغطِّي مساحة قُطرها ألف متر، وتصل إلى ارتفاع خمسة إلى تسعة أمتار من قاع المُحيط، ثم تَنفجر، وهذا بِدَورِه يَمنَع السُّفن من الحركة، ويُؤدّي ذلك إلى سُقوطِها بِشكلٍ عمودي إلى القاع.

إقرأ أيضا:كيفية قياس قوة الزلازل بمقياس ريختر

أمّا الطَّائِرات، فَيرجِع سبب سُقوطِها إلى أنَّ وزن غاز الميثان أخف من وزن الهواء، وتواجُده بِكثافة عالِية يؤدّي إلى ارتفاعه بِسرعةٍ هائلة إلى ارتفاعات بَعيدة جداً، ويؤثّر ذلك على مُحرّكات الطَّائِرات ويُحدِثُ خللاً فيها ممّا يؤدّي إلى سقوطها، وتَحدث انفجارات غاز الميثان بشكل مُفاجئ ولا يُمكِن أنْ تَفلَت السُّفن والطَّائِرات المارّة من منطقة الانفجار من تأثيره.

السابق
الذهب الخالص
التالي
أنواع الزلازل وتصنيفاتها