جبل الطور
يعتبر جبل الطور أو جبل الطابور أحد جبال فلسطين الشامخة، وهو أعلى جبل في جنوب منطقة الجليل وفي الشمال من منطقة مرج بن عامر، يَبلغ ارتفاع الجبل قرابة (588) متراً فوق مستوى سطح البحر، كما أن قمة الجبل يُمكن رؤيتها من مناطق بعيدة؛ كالجولان والجليل، لأن قمته واضحة للعيان بشكل جيد، تقع على سفوح جبل الطور ثلاث قرى وهي: قرية دبورية وتقع على سفح الجبل من الجهة الغربية، وقرية الشبلي وتقع بالسفح الغلابي من الجبل، كذلك قرية أم الغنم والواقعة على سفح الجبل من الجهة الشرقية الجنوبية.
أصل تسمية الجبل
أصل كلمة الطور أو كلمة طابور هي كلمة يونانية تلفظ ” تابور” وتعني المرتفع، يعتقد بعض المؤرخين أن كلمة طابور تعود للغة أوغاريت في سوريا بمنطقة رأس شمرا، والتي تعني البهاء أو النور، حيث كان يقام هناك عبادة تسمى بعبادة طابور (إله النور)، وكذلك يطلق عليه جبل الطابور، وحرفه العرب ويطلقون عليه اسم (جبل الطور)، كما أن المسيحيين يطلقون عليه “جبل التجلي”؛ كون النبي المسيح -عليه السلام- تجلى عليه كما يعتقدون.
تاريخ الجبل في الديانة المسيحية
يوجد في قمة الجبل كنيستان، وكما يعتقد المسيحيون أن هذ الجبل هو موقع تجلي المسيح، عندما صعد بعض تلاميذ المسيح على قمة الجبل وتجلى المسيح لتلاميذه، وهم يوحنا ويعقوب وبطرس، تم بناء كنيسة كاثولوكية على القمة وأطلقوا عليها اسم كنيسة ” التجلي”، وكان ذلك خلال الفترة ما بين عامي (1919- 1924) م، حيث كان ” أنطوانيو بارلوزي ” هو المهندس المعماري الذي قام بتخطيط الكنيسة وعدّة كنائس آخرى في المنطقة، تم بناء هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة بيزنطية تعود للقرنين الخامس والسادس للميلاد، والكنيسة الثانية هي كذلك بيزنطية، بُنيت خلال القرن الثاني عشر، وكانت لتانكريد؛ وهو أمير الجليل.
إقرأ أيضا:أين يقع وادي رمتنتمي هذه الكنيسة البيزنطية للرهبنة الفرنسيسكانية، حيث كان الرهبان يسكنون بدير قريب من الكنيسة والتي تم بنائها في العام (1873)، وكان بناء الكنيسة مكون من ثلاثة صحون تنفصل في صفين من الأعمدة، عليها أقواس في أبراج الأجراس على أطراف مدخل الكنيسة، ويوجد بها مصليان، واحد في الشمال للنبي موسى -عليه السلام-، والمصلى الثاني في الجنوب ومخصص للنبي إيليا.
فوق المذبح بالجزء العلوي بالكنيسة يوجد لوحة فسيفساء تمثل التجلي، حيث يحتفل المسيحيون بتاريخ 6 أب من كل سنة بعيد التجلي بقرب الكنيسة الكاثولوكية، وفي العام 1862 تم بناء كنيسة أرثوذكسية من أموال اشخاص رومانيّين، وهذه الكنيسة مخصصة للنبي إيليا، حيث كانت أول مبنى تم بناؤه من قبل مسيحيي رومانيا بالأرض المقدسة.
جغرافية الجبل
يوجد طريق ضيق ومتعرج يصل إلى قمة الجبل، ولكنه جيد لسير السيارات العادية، أما الكبيرة فهو غير مناسب، وتسمى بوابة الدير بباب الهوا، وتوجد أعلى الجبل، قديماً كان الصعود للجبل صعباً؛ حيث كان لا بد من صعود قرابة (4300) درجة للوصول لأعلى الجبل، أما في وقتنا الحاضر فالصعود إليه سهل ولا يحتاج لجهد.
يتميّز الجبل بكثرة أشجار السنديان والصنوبر التي تغطيه، كما يوجد طريق يدور حول الجبل للتمتع بالمناظر الجميلة عليه، وعند السير على هذه الطريق يُمكن رؤية سهول مرج بن عامر جنوباً وجبال السامرة وجبال فقوعة، ومن الغرب يُمكن رؤية جبل الكرمل ومن الشرق جبال الجولان، وفي بعض الأحيان يُمكن رؤية جبل الشيخ عندما يكون الجو صافي.
إقرأ أيضا:أين توجد قمة جبل إفرست