زيادة الوزن والسُّمنة
تُعدّ زيادة الوزن والسُّمنة من المشاكل الصحّية الشائعة التي تُسبّبها زيادة حجم الخلايا الدهنيّة في الجسم وكميّتها، ويتم ّتشخيص هذه الحالات عن طريق مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index)، ومحيط الخصر، وتجدر الإشارة إلى أنّ السُّمنة (بالإنجليزيّة: Obesity) حالة صحيّة خطيرة يمكن أن تسبّب العديد من المضاعفات الصحيّة، مثل: متلازمة الأيض (بالإنجليزيّة: Metabolic syndrome)، وارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزيّة: High blood pressure)، بالإضافة إلى تصلب الشرايين (بالإنجليزيّة: Atherosclerosis)، وأمراض القلب (بالإنجليزيّة: Heart Disease)، والسكري (بالإنجليزيّة: Diabetes)، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، والسرطانات، واضطرابات النوم.
إنقاص الوزن دون اتباع حمية
يمكن إجراء بعض التعديلات على النمط الغذائيّ اليوميّ بهدف الوصول إلى الوزن المطلوب دون اتباع حمية غذائيّة، وفيما يأتي بعض الخطوات البسيطة للوصول إلى ذلك الهدف:
- الحرص على تناول طعام الإفطار: قد يعتقد الكثير من الناس أنّ عدم تناول وجبة الإفطار يساعد على تقليل السعرات الحراريّة المُستهلَكة أثناء اليوم، ولكنّ ذلك غالباً ما يزيد كميات الطعام المُستهلَكة في باقي النهار، كما تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار عادةً ما يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من أولئك الذين لا يتناولونها.
- الإكثار من تناول المنتجات البروتينيّة في جميع الوجبات: حيث إنّ البروتين يساعد على كبح الشهيّة، وتقليل السعرات الحراريّة المتناولة أثناء اليوم؛ لأنّه يعطي الشعور بالشبع والامتلاء؛ وذلك عن طريق تأثيره في الهرمونات المسؤولة عن ذلك، مثل: هرمون جريلين (بالإنجليزيّة: Ghrelin)، ومن الأمثلة على الأطعمة الغنيّة بالبروتين: صدور الدجاج، والسمك، واللبن اليونانيّ، والعدس، والكينوا، واللوز.
- مضغ الطعام جيّداً وببطء: إنّ مضغ الطعام جيداً يجعل الشخص يأكل بشكل بطيء، ممّا يؤدي إلى خفض كميات الطعام المستهلكة، ويعود ذلك إلى أنّ الدماغ يحتاج وقتاً أطول لإيصال الشعور بالشبع؛ فقد وجدت بعض الدراسات الرصديّة (بالإنجليزيّة: Observational studies) أنّ الأشخاص الذين يتناولون الطعام بسرعة لديهم فرصة أكبر لاكتساب الوزن مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون الطعام ببطء.
- استخدام أطباق صغيرة للأطعمة غير الصحيّة: إنَّ استخدام أطباق صغيرة يجعل الوجبات تبدو أكبر حجماً ممّا هي عليه في الواقع، لذا فإنّ استعمالها عند تناول الوجبات غير الصحيّة يساعد على تقليل الكميات المُستهلَكة منها، في حين أنّ استخدام أطباق كبيرة يجعل الوجبات تبدو أصغر، ويمكن استخدام هذه الأطباق عند تناول الوجبات الصحيّة.
- تخزين الأطعمة غير الصحيّة بعيداً عن متناول اليد: يُفضَّل تخزين الأطعمة غير الصحيّة بعيداً عن الأنظار؛ بحيث لا تكون في متناول اليد عندما يكون الشخص جائعاً، وفي المقابل يُنصَح بوضع الفواكه والخضروات على مرأى العين؛ لتكون الخيار الأول للشخص عند شعوره بالجوع.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف: إنّ تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف وخاصة الألياف اللزجة؛ التي توجد فقط في المنتجات النباتيّة، مثل: الفاصولياء، وبذور الكتان، وحبوب الشوفان، والبرتقال، يساعد تناولها على الشعور بالامتلاء لفترات أطول، الأمر الذي يساعد على فقدان الوزن.
- شرب الماء بانتظام: يساعد شرب الماء قبل الوجبات على تناول عدد أقل من السعرات الحراريّة، كما أنّ استبدال المشروبات الغازيّة والسكريّة بالماء يساعد على نزول الوزن بشكل أكبر؛ ففي إحدى الدراسات وُجِد أنّ الأشخاص الذين شربوا الماء قبل تناول الطعام خسروا وزناً أكثر بنسبة 44% على مدى 12 أسبوعاً بالمقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
- تناول الطعام بعيداً عن الأجهزة الإلكترونيّة: فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الذكيّة يتناولون مقداراً أكبر من الطعام، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن مع مرور الوقت، لذلك فإنّ الاهتمام بوجبات الطعام قد يساعد الأشخاص على تناول كميات أقل من الطعام؛ وبالتالي يساعدهم على فقدان الوزن.
- النوم بشكل جيد وتجنب الإجهاد: وذلك لأنّ قلة النوم والإجهاد الزائد يتسبّبان بإخلال توازن العديد من الهرمونات التي تتحكّم بإدارة شهيّة الإنسان؛ وهي اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin)، والجريلين (بالإنجليزيّة: Ghrelin)، بالإضافة إلى هرمون الكورتيزول (بالإنجليزيّة: Cortisol) الذي ترتفع مستوياته في حالات التوتر والإجهاد؛ حيث يؤدّي الاختلال بمستوى هذه الهرمونات إلى ضعف التحكم بالشهيّة، والرغبة في تناول الطعام غير الصحيّ، كما يرتبط بتناول كميات أكبر من الطعام.
- التخلص من المشروبات السكريّة: يرتبط استهلاك المشروبات السكريّة بخطر الإصابة بالسُّمنة والعديد من الأمراض؛ وذلك لأنّ السعرات الحراريّة المُتناوَلة عبر السوائل لا تعطي الشعور بالامتلاء مثل الأطعمة الصلبة، وبهذا يتناول الشخص الكثير من السعرات الحراريّة دون الشعور بذلك، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة الوزن والسُّمنة، ويمكن اعتبار الشاي الأخضر، والقهوة، والماء من البدائل الجيدة للمشروبات الغازيّة والعصائر.
- استبدال الحبوب المُكرَّرة بالحبوب الكاملة: حيث إنّ الأطعمة المصنوعة من الحبوب المكرّرة، مثل: الخبز، والكعك، والبسكويت، لا تحتوي على الألياف بشكل كبير، ولذلك فمن المرجح أن يتناول الشخص كميّةً أكبر منها، ويُنصَح باستبدال هذه الأنواع بالأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة، مثل: الخبز والمعكرونة المصنوعَين من القمح الكامل، والأرز البني، والبوشار.
الفقدان الآمن للوزن
وفقاً لخبراء التغذية؛ فإنّ فقدان ما يقارب من (0.5-1)كغ في الأسبوع يُعدّ أمراً آمناً وصحياً، في حين أنّ فقدان أكثر من ذلك قد يتسبب في العديد من المشاكل الصحيّة، مثل: فقدان العضلات، وحصوات المرارة (بالإنجليزيّة: Gallstones)، ونقص التغذية، بالإضافة إلى انخفاض عمليّة التمثيل الغذائي (بالإنجليزيّة: Metabolism).
إقرأ أيضا:كيف أتغلب على الجوع