قد تسمعها كثيراً، وبعض الناس يعتبرها حديث أو أقوال مأثورة، وهذا غير صحيح بتاتاً، قد لا أتفق معك في هذه العبارة ؛ لأنه كيف يمكن لك أن تتق شر شخص قد قدمت له المساعدة، أو قمت بالإحسان إليه، ولكن يجب النظر لما قد تفعل أنت -أخي في الإسلام-، فقد تقول كلمة لا تلقي لها بالا ترميك في النار سبعين خليفة، ولكن قد تقدم مساعدة لشخص يحتاجها، ثم تتبعها بالمن والرياء، وحتى يقال عنك أمام الناس : هذا الرجل قد قام بمساعدة فلان، وقد تصدق على فلان، فهذا قد يدرك الكبر في النفس، ويضيع الأجر، لذلك خير الصدقات ما لا تعلم شمالك بم أنفقت يمينك .
نعم -إخوتي في الله-، يجب على الإنسان المؤمن الصدق أن يعمل إبتغاء مرضات الله فقط لا غير، وبالنظر إلى الجانب الآخر، فإن الشخص المحسن إليه لا يكون من الذين لا يحفظون الجميل والمعروف ؛ لأن هناك بعض البشر وليس جميعهم لا يحفظون الجميل، ولا يعترفوا بفضل أحد، ونطبق عليهم المثل القائل : “إذا أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمرد”. لذلك، فإن بعض الناس أقل ما يقال عنه أنه مريض نفسي، حيث إنه ينكر جميل الآخرين، مع العلم أن الفضل لله تعالى، ولكن هذا لا يمنع أن تكمن لمن لهم فضل عليك بعد الله -سبحانه وتعالى- كل الاحترام والتقدير .
إقرأ أيضا:أحكام الجنائز للألبانيومن الأقوال المأثورة بالموضوع قول الشعراوي : (معنى قولهم: اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه ؛ لأنه حين يراك يتذكر ما لك من يَد عليه وما لك من فضل، فيخزى ويشعر بالذلة ؛ لأن وجودك يدكُّ كبرياءه ؛ لذلك يكره وجودك، ويكره أنْ يراك، فالحق سبحانه يقول: احذروا أنْ تُبطلوا المعروف بالرياء٬ أو بالأغراض الدنية ؛ لأن معروفك هذا سيُنَكر، وسينقلب ما قدمتَ من خير شراً عليك . إذن: عليكم بالنظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره، فإنْ حدث وأنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله، وكأن ربك عز وجل يغار عليك، ويريد أنْ يحفظ لك الجميل ويدخره عنده) .
والجدير ذكره، وما أجمل العفو عن المسيء، والصفح عن المذنب، والإحسان إليهما، عملا بقوله تعالى : “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم “. وفي الختام، فالإنسان بطبعه يعمل الخير، ولا ينتظر نظيره المقابل، بل يفعل لوجه الله تعالى، لذلك عليك بالعمل الصالح دون النظر إلى البشر أو إلى ما يقدمونه، لذلك على الإنسان أن يتبع أوامر الله، واجتناب نواهيه، فقط اعلم -أخي في الله- أن كل مسلم حق يؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه، فإنه يعمل من أجل النجاح في الآخرة قبل الدنيا. وفي الختام، ليس كل ما يقال صحيح، وكل الأمثال توافق الحاضر، فعند قول بعض الناس: خيرا تعمل شرا تلقى وغيرها، فهي تعود لشخص نفسه لا لأحد غيره .
إقرأ أيضا:حوار بين عاشقين