متفرقات أدبية

اجمل الروايات العالمية

الرواية

الرواية هي نوع من أنواع الأدب العالمي، كلمة رواية مشتقة لفظاً من كلمة ري، وتعني نقل الماء من موضع لآخر، لإشباع الظمأ، ثم تطور معناها في العهد النبوي حين أصبحوا يُروون الأحاديث، فأصبح معنى الري هو نقل الحديث أو الكلام من شخص لآخر. أما اصطلاحاً فهي تعني سرد قصّةٍ خيالية، أو واقعية، تستمد أحداثها من الواقع أو الخيال، وتتمّ ترجمتها من خلال شخصيّات تلعب أدواراً رئيسية، وأدواراً فرعيّة، مرتبطة بزمان، ومكان معين، ويكون عنصر العقدة أو الحدث مسيطراً على الرواية، والأحداث قد تكون متسلسة منطقية، وقد تكون متشعبةً.

عادةً الرواية تكون نثرية، وطويلة، وشاملة، تتناول عدة أفكار، ومواضيع مختلفة، ولا تختصر جانباً واحداً من الحياة، أو فكرة محددة لهذا تطول عن القصة، وتحتاج أيّامٍ لإتمام قراءتها.

أجمل الروايات العالمية

تتعدد الروايات العالمية المختلفة بأنواعها سواء كانت عربية أو غربية، منها ما يحتلّ الصدراة بسبب زخامة وغنى الأحداث فيها، وبراعة الشخصيات، بالإضافة إلى أسلوب الكاتب في نسج الأحداث المتنوعة وعرضها بصور بلاغيّة، وتشبيهات فنيّة. سوف نتناول خلال هذا المقال أهمّ الروايات الخالدة التي تناولتها الأجيال، وبقيت تحتلّ موقعاً مزدهراً بين جميع الروائيات القديمة، والصاعدة.

مئة عام من العزلة

تأليف غابرييل غارسيا ماركيز، فازت هذه الرواية العالمية الإسبانية الأمريكية بجائزة نوبل عام 1982م، وقد تمّت ترجمتها إلى عدة لغات، يروي الكاتب غارسيا ماركيز حكاية لعائلة تُدعى أوريليانو، امتدت سيرة هذه العائلة إلى عشرة عقود من الزمن، تتحدث هذه الرواية عن العائلة التي كانت تهوى الغواية، فهي صفة مشتركة لدى جميع رجالها، ونسائها، أبدع الكاتب في دمج خياله مع الواقع، وفي تصوراته عن هذه العائلة، وقام بسرد الصعوبات والمشاكل عن طريق شخصيات أفراد العائلة المحافظين والأشرار، ثم أنهى الرواية بأحداث غير متوقعة .

إقرأ أيضا:خصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاء

نبذة عن غابرييل غارسيا ماركيز: ولد عام 1927 في مدينة كولمبيا، من أشهر كُتاب أعمدة الأدب الروائي، ونال جائزة نوبل على هذه الرواية؛ لأنها صُنفت بالواقعية العجائبية، وهو صحفي، وسياسي ناشط، تميز غارثيا ماركيز بفطنة، وذكاء أسلوبه، في موهبة الكتابة، خاصة السياسية منها.

أريد ساقاً أقف عليها

هي رواية تُعتبر اجتماعية، لأن مؤلف هذه الرواية هو نفسه طبيب الأعصاب البريطاني “اوليفرساكس” والذي يعُبّر في روايته عن تجربته الشخصيّة بالمرض، وينقل لنا تجربته بصورةٍ إنسانيّةٍ مليئة بالشغف، ودور العامل النفسي في تماثله للشفاء، يتحدّث فيها عن وعكته الصحيّة والنفسيّة التي ألمّت به أثناء رحلة لتسلق الجبال، وأثرت على ساقه، مما أفقده الإحساس بها، الرواية عبارة عن جُزأين، الجزء الأول من الرواية يروي فيه عن تجربته الملهمة، والمؤثرة، بأسلوب أدبي سخي على الرّغم من كثرة المصطلحات الطبية، أما الجزء الأخير فهو ذو طابع علمي، كما يروي لنا الطبيب من ناحية علمية واجتماعية سبب كثرة السقطات فى الحياة، وكيفية التعامل معها.

نبذة عن الدكتور أوليفر ساكس: هو دكتور بريطاني متخصص بعلم الأعصاب، وعلم النفس، ولد عام 1933، في لندن، اشتهر بعدة روايات، وحققت نجاحاً عالمياً في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وتمت ترجمة رواياته إلى عدة لُغات.

الجريمة النائمة

ألفتها الروائية المشهورة أجاثا كريستي، تدور هذه الرواية البولوسية حول غويندا التي انتقلت إلى بيت جديد، ثم بدأت تُلاحظ أن خيوط وشبح الماضي يعود إليها من جديد، كأحداث جريمة قتل ماضية و ذكريات غيرها بدأت تُلاحقها من جديد ، ممّا أصابها الهلع والقلق، شكت غويندا مخاوفها إلى الآنسة ماربل وهي عجوز تسكن في قرية مجاورة لها، وتتمتّع بفطنتها، وحنكتها للتعرف على الأشياء، وتساعدها للتخلص من هذه الأفكار.

إقرأ أيضا:خلق الانسان في كبد

نبذة عن حياة أجاثا كريستي: كاتبة إنجيلزية، وُصفت بعملاقة، وملكة الروايات البوليسية، ولدت عام 1890م، لعائلة متوسطة الحال، بات اسمها ملازماً للغموض، والجريمة بسبب رواياتها التي التصقت بالجرائم والمغامرات، لم تلتحق كريستي بمدرسة، ووالدتها أشرفت على تعليمها، تعلقت كريستي بقراءة قصص الأطفال والكتب، على اللعب مع أطفال الجيران، شجعتها والدتها على الكتابة، وهي طفلة صغيرة.

رواية الغجرية

مؤلف هذه الرواية الإسبانية هو ثربانتس، تدور أحداث هذه الرواية حول مغامرات فتاة محتضنة من عجوز غجرية تُسمى بريثيوسا، تُشير الرواية بأن جميع الغجر سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً هم وُلدوا لصوصاً، وتربوا على ذلك، وتعلموا اللصوصية باحتراف، وامتهنوها لكسب العيش. من بين هؤلاء الغجر توجد عجوز كبيرة في السن، تقاعدت من مهنة اللصوصية فتبنت طفلة اسمتها ” بريثونا “على أنها حفيدتها، وأنشأتها على فنون السرقة، وعلمتها كافة أساليب السرقة، حتى أصبحت بريثيوسا بارعة مثل الغجر.

نبذة عن حياة ثربانتس: هو كاتب إسباني ينحدر من عائلة متوسط لوالد جراح، خدم في القوات البحرية الإسبانيّة، وعانى من الحروب الإسبانية الاستعمارية، واتُّهم بالسرقة ودخل السجن، ثمّ اكتشف ملكة الكتابة وعظمته في عالم الأدب، وطور نفسه في هذا المجال.

تحت ظلال الزيزفون

هي رواية فرنسية رومانسية تأثرت بطابع الزمن الذي كُتبت به، ألّفها الكاتب الفرنسي الفونس كار، وكانت أوّل كتاباته الأدبية، وأعربها الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي بأسلوبه الخاص، وأطلق عليها اسم مجدولين بسبب تأثره بها، فالرواية تحمل قيم الصدق، والعفوية، والبساطة، وتدعو إلى التمسك بقيم الخير، وهذه هي بيئة مشابهة للبيئة التي نشأ بها المنفلوطي، بخلاف قيم المجتمع المدني المادي، الذي يعتمد على النفاق، والغش، والتخلي عن القيم، والمبادئ من أجل الحصول على المال.

إقرأ أيضا:زرقاء اليمامة

نبذة عن مصطفى لطفي المنفلوطي: كاتب مصري ينحدر من أسرة حسينية متدينة تضم المئات من القضاة والأشراف، تعلم في الأزهر، نبغ بالكتابة، والأدب، يتميز أسلوبه بالنقاء، والعذوبة، ورقة المشاعر. ترجم بعض الكتب والرويات بطابعه النقي الذي نشأ عليه.

قواعد العشق الأربعون

هي رواية للكاتبة التركية أليف شافاق، تروي الكاتبة في الرواية قصة زمنين مختلفيْن، قصة حدثت في زمن القرن الثالث عشر، يكون فيه الأبطال الشاعر الإسلامي الصوفي جلال الدين الرومي، ومرشده الروحي الشيخ شمس التبريزي، وكيف كانا يبحثان عن العشق في الله، ويجدانه في كل مكان، وقصة في الزمن المعاصر لكاتبة أمريكية تعيش مع زوجها وأبنائها حياة روتينيّة تعيسة، فتأثرت هذه الكاتبة بقصة الشاعر الإسلامي جلال الدين الرومي، وشيخه شمس التبريزي وبحثهما عن الحب والروح، وأصبحت تبحث عن روحها وعن الحب من خلال الشبكة العنكبوتية علها تجده. من أقوال وحكم الشاعر الصوفي الرومي :(ما تبحث عنه يبحث عنك)، (الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما ذاك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبدا)، (لا تحزن فأي شيء تفقده سيعود إليك في هيئة أخرى).

نبذة عن أليف شافاق: كاتبة تركية، ولدت في عام 1971، تكتب باللغتين التركية، والإنجليزية، بخبرة، وبراعة، تُرجمت رواياتها إلى ثلاثين لغة، نشأت في ظلّ طفولة بائسة بسبب انفصال والديْها وهي طفلة صغيرة، ممّا جعلها تعتمد على نفسها، كَما نشأت في بعض البلاد الغربية، ممّا وسّع مدارك ثقافتها وأسلوب تحاورها مع الأديان الأخرى، وهذا ألهمها مواضيع مختلفة، اهتمت بالتصوف الديني عند المسلمين .

ذهب مع الريح

هي الرواية الوحيدة للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل، تتحدّث هذه الرواية عن أحداث الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية بين الشمال والجنوب، وصوّرت الحرب بالريح العاتية التي دمّرت وأخذت معها كل شيء، ودعت فيها إلى ضرورة التحلي بالقوة، والثبات، والعزيمة، ومعرفة العدو في ساحة القتال، وإلاّ فإن الجوع، والمرض، وويلات الفقر هي النتيجة الخاسرة ما لم تعرف كيف تواجه عدوك. الكاتبة شَعرت بمأساة الحرب من خلال أقاربها الذين عاشوا هذه اللحظات ونقلوها إليها بكل أسى.

نبذة عن مارغريت ميتشل: ولدت في عام 1900 في أتلانتا، بدأت حياتها كمخبرة صحفية في جريدة أتلانتا، بلغت شهرتها من روايتها الوحيدة ذهب مع الريح، في حين لم يصل أي كاتب من قبلها هذه الشهرة، وحصلت على لقب المواطنة الفخرية عندما تطوعت مع الصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية؛ لإيصال الإمدادات لبلدة فرنسية.

أوليفر تويست

ألفّها الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكينز، وتدور الرواية حول طفل يتيم، مجهول الهويّة أجبرته ظروفه على الالتحاق مع جماعة اللصوص، والمشردين بقيادة رجل عجوز يقومون بسرقة المنازل، إلى أن يقع قدره أثناء إحدى سرقات المنازل في أيدي عائلة طيبة، أخرجته من البؤس والتشرد، إلى الحياة الشريفة الطيّبة بفضل قوى الخير. هذه الرواية للناشئين، وقد أبدع الكاتب في استخدام الصور البلاغية التي تشدّ القارئ لمتابعة الأحداث، كما تمّت ترجمة هذه القصة إلى عمل سينمائي للأطفال.

نبذة عن تشارلز ديكينز: كاتب وروائي إنجليزي، وُلد لعائلة فقيرة، وكان يعيش في قرية صغيرة، ثم انتقل إلى لندن، ولاحظ فروقات الطبقات الاجتماعية، وتضاربها، فكانت مصدر إلهامه للكتابة، بدأ حياته كصحفي، واشتهر فيما بعد بأنّه أفضل كاتب صحفي عندما عمل بصحيفة رسميّة، تميزت كتاباته بالنقد البنّاء مما ساهم في الإصلاح كما تميّزت بالدّعوة إلى الخير، والتخلص من الشرور الاجتماعية، مثلاً إحدى اقتباساته (من يُخفف في أعباء الآخر، لا يمكن أن نعتبره منعدم الفائدة في هذا العالم).

الولد التائه

كاتب هذه الرواية هو دايف بلزر، تدور الرواية حول طفل مُعذّب يعيش تحت وطأة والدته المريضة نفسياً، ممّا يؤثر ويُضعف شخصيته أمام زملائه في المدرسة، فيقرر الهروب من المنزل، وتتابع الأحداث إلى أن تقوم المحكمة بنزع هذا الطفل من عائلته، وإلحاقه بإحدى دور الأيتام، لينتقل من عذاب والدته لعذاب أقرانه في الملجأ، تنتهي الرواية بالتحاق هذا الطفل الذي أصبح شاباً بالجيش. تعتبر رواية حزينة قد تُجبرك على البُكاء.

نبذة عن دايف بلزر: ولد في عام 1960، كاتب أمريكي معاصر، معظم كتاباته تخص السيرة الذاتية لحياته، ولكنه لمع بثلاثية الشهيرة (ولد نكرة، ولد تائه، حكاية رجل اسمه دايف)، جميع هذه الروايات تشترك في التحدث عن طفل بائس مُعذب، استوحاها الكاتب بلزر من طفولته الحزينة بسبب والدته غير السويّة والتي كانت تتعاطى الكحول وكادت أن تقتله عدة مرات، حتى لجأ إلى دور الأيتام، ثم انتقل إلى الجيش الأمريكي عند بلوغه سن 18. تعتبر كتاباته هي الأكثر مبيعا في أمريكا، اعتماداً على إحصائية (Best new York; Seller.)

السابق
تطور مفهوم الوطن في الشعر العربي
التالي
حوار بين ثلاث طالبات