الفتاق
يحدث الفتق (بالإنجليزية: Hernia) في حال وجود شقّ أو ضعف في الأغشية، أو الأنسجة، أو العضلات التي تدعم أعضاء الجسم وتحافظ عليها في مكانها، ممّا يؤدي إلى دفع جزء من العضو إلى خارج مكانه الطبيعيّ عبر هذا الشقّ، ويمكن للفتق أنْ يحدث في بعض مناطق الجسم، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ أسفل البطن وأعلى الفخذ تُعدّ الأكثر عُرضةً للإصابة بالفتق.
أسباب الفتاق
لا يمكن تحديد المُسبّب الرئيسيّ الذي أدى إلى حدوث الفتق في العديد من الحالات، ولكن يمكن القول إنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد خطر المعاناة من الفتق، ومنها التقدم في العمر، إضافة إلى الجنس؛ إذ إنّ نسبة إصابة الرجال بالفتق أعلى ممّا هي عليه عند النساء، وقد يكون الفتق خلقياً ويصاحب الطفل منذ الولادة، إضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى تزيد من فرصة حدوث الفتق، ومنها ما يلي:
- الضغط الناتج عن الإصابة بالإمساك لفترات طويلة.
- السُّعال أو العطاس المستمر.
- الإصابة بمرض التليف الكيسيّ (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis).
- تضخّم البروستات.
- الوزن الزائد والسُّمنة.
- حمل الأوزان الثقيلة.
- الخضوع لغسيل الكلى البريتوني (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis).
- سوء التغذية.
- الإجهاد البدنيّ.
- الخصية المُعلّقة (بالإنجليزية: Undescended testicles).
- التعرض لإصابة أو الخضوع لعمليّة جراحيّة.
- الحمل.
- الاستسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites).
- التدخين.
أنواع الفتاق
تُصنّف أنواع الفتاق بحسب مكان حدوث كلّ منها، ومن هذه الأنواع نذكر ما يلي:
إقرأ أيضا:مرض البواسير- الفتق الإربيّ: يُعدّ الفتق الإربيّ (بالإنجليزية: Inguinal hernia) من أنواع الفتق الشائعة؛ بحيث يتسبب بأكثر من 70% من إجمال حالات الفتق، ويحدث الفتق الإربيّ بسبب خروج جزء من الأمعاء من خلال النفق الإربي، وأمّا في الرجال فيفصل النفق الإربيّ بين البطن وكيس الصفن ويحتوي على الحبل المنوي (بالإنجليزية: Spermatic cord)، أمّا عند النساء فيحتوي النفق الأربي على الأربطة التي ترتبط بالرحم لتحافظ عليه في مكانه، وتكون الإصابة بالفتق الإربي أكثر شيوعاً عند الرجال، وغالباً ما تحدث بسبب وجود عيب خلقيّ في النفق الإربي أدى إلى عدم انغلاق النفق بشكل كامل.
- الفتق السُّرِّي: يحدث الفتق السُّرِّي (بالإنجليزية: Umbilical hernia) عند خروج جزء من الأمعاء الدقيقة خارج جدار البطن في المنطقة المحيطة بالسُرّة (بالإنجليزية: Navel)، ويكون هذا النوع من الفتق أكثر شيوعاً عند الأطفال حديثي الولادة والذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، ولا يحتاج هذا النوع من الفتق إلى العلاج في العديد من الحالات ويزول من تلقاء نفسه خلال السنة الأولى من عُمْر الطفل.
- الفتق الشُّرْسوفِيّ: يحدث الفتق الشُّرْسوفِيّ (بالإنجليزية: Epigastric Hernia) في منطقة الشرسوف (بالإنجليزية: Epigastrium)، أو كما تُدعى المنطقة فوق المعديّة، ويحدث بسبب خروج جزء من الأمعاء من خلال الجدار العضليّ الذي يفصل بين منطقة البطن والصدر، ويكون أكثر شيوعاً عند الرجال.
- الفتق الجراحيّ: يحدث الفتق الجراحيّ (بالإنجليزية: Incisional Hernias) نتيجة خروج جزء من الأمعاء خارج الجدار البطنيّ في منطقة عمل جراحيّ سابق في البطن، وذلك بسبب ضعف هذه المنطقة نتيجة الجراحة، ويكون هذا النوع من الفتق أكثر شيوعاً عند كبار السن وأصحاب الوزن الزائد الذين لا يُمارسون الأنشطة البدنية بعد الخضوع لجراحةٍ في البطن.
- الفتق الحجابيّ: يحدث الفتق الحجابيّ (بالإنجليزية: Hiatal Hernias) عند فتحة الحجاب الحاجز في منطقة اتصال المريء بالمعدة نتيجة ضعف العضلات المحيطة بالفتحة مما يؤدي إلى خروج جزء من أعلى المعدة عبر الحجاب الحاجز، ولا يمكن رؤية الانتفاخ في هذا النوع من الفتق، ولكنّه يكون مصحوباً بظهور عددٍ من الأعراض كالشعور بحرقة في المعدة، وعسر الهضم، وألم في منطقة الصدر.
- الفتق الفخذيّ: ويحدث الفتق الفخذيّ (بالإنجليزية: Femoral hernia) نتيجة خروج جزء من الأمعاء باتجاه القناة التي يمر من خلالها الشريان الفخذيّ في منطقة أعلى الفخذ، ويُعتبر هذا النوع من الفتق أكثر شيوعاً عند النساء وخاصة لدى الحوامل واللاتي يُعانين من السُمنة.
علاج الفتاق
يعتمد علاج الفتق على شدة الأعراض وحجم الفتق، ويمكن علاج الفتق من خلال تغيير نمط الحياة، أو عن طريق استخدام بعض الأدوية، أو القيام بعمل جراحيّ، على النحو الآتي:
إقرأ أيضا:ألم يسار البطنتغيير نمط الحياة
يمكن باتباع نظام غذائيّ صحيّ التخفيف من الأعراض المصاحبة للفتق الحجابيّ، ومن التغييرات التي يُنصح بإجرائها؛ تجنب تناول الوجبات الكبيرة، وتجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام، والمحافظة على الوزن الصحيّ للجسم، كما ويمكن القيام ببعض التمارين الرياضية التي تقوم على تقوية العضلات المحيطة بمنطقة الفتق للتخفيف من بعض الأعراض المصاحبة للفتق، ومن الجدير بالذكر أنّ ممارسة بعض التمارين بشكلٍ خاطئ قد تؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الفتق مما يؤدي إلى زيادة الحالة سوءاً، لذلك تجب استشارة الطبيب حول الطريقة الصحيحة لممارسة التمارين.
العلاج بالأدوية
يمكن استخدام بعض الأدوية للتخفيف من أعراض الحرقة والانزعاج المصاحبة للفتق الحجابيّ، مثل مضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids)، وحاصرات مستقبلات الهيستامين H2 (بالإنجليزية: H2 antagonist)، والأدوية المثبطة لمضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors).
الجراحة
يمكن اللجوء للقيام بعمل جراحيّ لعلاج الفتق عند زيادة حجمه أو تسبّبه بالألم من خلال خياطة منطقة الفتق باستخدام شبكة جراحيّة، وفي الحقيقة يمكن القيام بالعمليات الجراحية بإحدى طريقتين رئيسيتين؛ الجراحة المفتوحة، أو الجراحة بالمنظار (بالإنجليزية: laparoscopic surgery)، وتتم الجراحة بالمنظار عن طريق عمل فتحة صغيرة وإدخال آلة تصوير مرفقة مع أداة جراحية صغيرة لإصلاح مكان الفتق، وتتميز هذه الطريقة بعدم إحداثها ضرراً كبيراً في الأنسجة المحيطة بالفتق، ولا يحتاج المريض إلى فترة طويلة للتعافي كالتي يحتاجها المرضى الذين يخضعون للعمليّة الجراحية المفتوحة والتي قد تصل إلى ستة أسابيع.
إقرأ أيضا:مرض البواسير