أسباب تكيس المبايض وعوامل خطر الإصابة به
جدول المحتويات
وبالرغم من عدم وجود سبب محدَّد وواضح للإصابة بتكيس المبايض أو أكياس المبيض، أو تكيُّسات المبيض، أو مرض تكيُّس المبيض، أو متلازمة تكيُّس المبيض، أو متلازمة شتاين ليفينثال، أو متلازمة المبيض متعدِّد الحويصلات، أو متلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) واختصاراً PCOS، إلا أنَّ الخبراء يعتقدون بوجود عدَّة عوامل تلعب دوراً في الإصابة بها مثل العوامل الجينيَّة، وغالباً ما تكتشف النساء إصابتهنَّ بالمتلازمة وهنَّ في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمرهنَّ، وذلك عند مواجهتهنَّ لمشاكل مرتبطة بالحمل، إلا أنَّ هذه المشكلة قد تحدث في أيِّ عمر بعد البلوغ، وهي تصيب الجميع بغضِّ النظر عن العِرق إلا أنَّ خطر الإصابة يرتفع في حال كانت الأنثى تعاني من السُّمنة (بالإنجليزية: Obesity)، أو إن كانت واحدة من أفراد العائلة مثل الأم، أو الأخت، أو العمَّة، أو الخالة مصابة بمتلازمة المبيض متعدِّد الأكياس.
مقاومة الإنسولين
يُعتقَد أنَّ مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance) قد تكون عاملًا رئيسيّاً ومهمّاً في الإصابة بتكيُّس المبايض، وما يحدث في مقاومة الإنسولين هو انخفاض قدرة الجسم على الاستجابة لتأثير هرمون الإنسولين الذي يُفرَز من البنكرياس، والمسؤول عن المساعدة في نقل الغلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) إلى داخل خلايا الجسم لاستخدامه في إنتاج الطاقة.
إقرأ أيضا:كيف يتم علاج تكيس المبايضوعند حدوث مقاومة الإنسولين يحاول الجسم التعويض عن طريق إنتاج المزيد من الإنسولين وإفرازه في الدم مُسبِّباً فرط الإنسولين في الجسم (بالإنجليزية: Hyperinsulinemia)، والذي يدفع المبايض إلى زيادة إنتاج هرمون الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen)، ممَّا يؤدِّي بدوره إلى ظهور الأعراض المرتبطة بتكيُّس المبايض، إذ يؤثِّر ارتفاع هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) أيضاً في إنتاج وتطوُّر الحويصلات ويمنع عمليَّة الإباضة الطبيعيَّة، وقد تسبِّب مقاومة الإنسولين اكتساب الوزن الذي بدوره يزيد الأعراض سوءاً، وذلك لارتباط السُّمنة بالدهون الموجودة في الجسم والتي تسبِّب إنتاج المزيد من الإنسولين، وبشكل عام فإنَّ أغلب النساء المصابات بتكيُّس المبايض لديهنَّ درجة معيَّنة من مقاومة الإنسولين والوزن الزائد والقراءات غير الطبيعيَّة لدهون الدم، ومع ذلك تميل مقاومة الإنسولين إلى أن تكون أكثر وضوحاً لدى النساء المصابات بالسُّمنة وعدم التبويض.
وإلى جانب ما سبق تسبِّب القيم العالية لهرمون التستوستيرون مشاكل في الدورة الشهريَّة وتقلِّل من الخصوبة، وتسبِّب نموّاً زائداً لشعر الجسم وترقُّق شعر الرأس، وممَّا يزيد أيضاً من احتماليَّة الإصابة بمقاومة الإنسولين ما يلي: العادات الغذائيَّة السيِّئة، وقلَّة النشاط الجسدي، إلى جانب التاريخ المرضي في العائلة للإصابة بالسكَّري (بالإنجليزية: Diabetes) وعادة النوع الثاني، ومع الوقت قد تسبِّب مقاومة الإنسولين الإصابة بداء السكَّري من النوع الثاني، وبناءً على ما سبق فإنَّ خسارة الوزن ترتبط عادة بتحسين الأعراض بغضِّ النظر عن السبب الكامن وراء مقاومة الإنسولين.
إقرأ أيضا:حبوب تثبيت الحمل
الاضطرابات الهرمونية
تعاني العديد من النساء المصابات بتكيُّس المبايض من اضطرابات في الهرمونات، والتي كما ذُكر سابقاً تشمل زيادة هرمون التستوستيرون، ومن الجدير ذكره أنَّه بالرغم من أنَّ هذا الهرمون معروف بأنَّه هرمون ذكري إلا أنَّه يُفرَز بشكل طبيعي في جسم الأنثى ولكن بنسبة قليلة، وتشمل الاضطرابات الهرمونيَّة الأخرى ما يأتي:
- زيادة هرمون ملوتن أو الهرمون المنشِّط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) واختصاراً LH، وهو أحد الهرمونات التي تفرزها الغدَّة النخاميَّة (بالإنجليزية: Pituitary gland) الموجودة في قاعدة الدماغ، ويساعد على تحفيز الإباضة، كما أنه يعمل جنباً إلى جنب مع الإنسولين لتعزيز إنتاج هرمون التستوستيرون، إلا أنَّ زيادة نسبة هرمون ملوتن بشكل كبير لها آثار غير طبيعيَّة على المبايض، إذ تم بالفعل إيجاد مستويات عالية منه لدى بعض النساء المصابات بتكيُّس المبايض، وارتفاع مستواه مع ارتفاع مستوى الإنسولين يزيد من احتماليَّة إنتاج المبايض للمزيد من هرمون التستوستيرون.
- مستويات منخفضة من الغلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسيَّة (بالإنجليزية: Sex hormone-binding globulin) واختصاراً SHBG، والذي هو عبارة عن بروتين متواجد في الدم يرتبط بالتستوستيرون ويخفِّض تأثيره.
- ارتفاع في مستوى هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) لدى بعض المصابات فقط، ويساعد هذا الهرمون على تحفيز إنتاج الغدد الثدييَّة للحليب أثناء الحمل.
يبقى السبب الكامن وراء هذه الاضطرابات الهرمونيَّة عند النساء غير معروف بشكل محدَّد، ولكن قد تكون المشكلة من المبيض نفسه، أو من الغدد الأخرى المسؤولة عن إنتاج هذه الهرمونات، أو من الدماغ في الجزء المسؤول عن التحكُّم بإنتاج هذه الهرمونات، وقد تنتج هذه الاضطرابات الهرمونيَّة بسبب مقاومة الإنسولين سابقة الذكر، وقد أشارت بعض الأدلَّة إلى إمكانيَّة تسبُّب مشاكل في الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الذكريَّة بالإصابة بتكيُّس المبايض، وتتحكَّم هذه الهرمونات بتطوُّر الصفات الذكوريَّة مثل الصلع الذكري، وينتجها جسم الأنثى بشكل طبيعي بنسب قليلة، وبالتحديد يتم إفراز هذه الهرمونات من المبايض والغدَّة الكظريَّة (بالإنجليزية: Adrenal gland)، وزيادتها تسبِّب مشاكل مختلفة مثل حبِّ الشباب والشعر الزائد وغيرها من الأعراض المرتبطة بتكيُّس المبايض كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقاً.
إقرأ أيضا:هل وجود كيس على المبيض يمنع الحمل
الالتهاب البسيط
يستخدم مصطلح الالتهاب البسيط (بالإنجليزية: Low-grade inflammation) لوصف إنتاج خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White blood cells) المسؤولة عن مهاجمة العدوى، وقد أظهرت الأبحاث أنَّ النساء المصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض لديهنَّ نوع من الالتهاب البسيط الذي يحفِّز تكيُّس المبايض لإنتاج الأندروجين، والذي قد يؤدِّي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدمويَّة.
العامل الوراثي
بالرغم من أنَّ الإصابة بمتلازمة تكيُّس المبايض غير موروثة من الوالدين في العادة، إلا أنَّها قد تنتقل بالوراثة لدى بعض العائلات، إذ يشير بعض الباحثون إلى تسبُّب جينات معيَّنة بالإصابة بمتلازمة المبيض متعدِّد الكيسات،، وترتفع نسبة الإصابة في حال إصابة أحد أفراد العائلة المقرَّبين بالمتلازمة، مثل الأم أو الأخت.
حقائق حول تكيس المبايض
إنَّ تكيُّس المبايض هو مشكلة صحيَّة ناتجة عن اضطراب هرموني يصيب النساء في عُمر الإنجاب، إذ تمتلك الأنثى مبيضين في جهازها التناسلي، واللذين يخزِّنان ويطلقان البويضات وينتجان الهرمونات الجنسيَّة، وفي كلِّ شهر يطلق أحد هذين المبيضين بويضة جاهزة للتخصيب، وتمرُّ هذه البويضة بمراحل قبل انطلاقها، إذ تنمو داخل كيس صغير مملوء بالسوائل يدعى الحويصلة (بالإنجليزية: Follicle)، وعادة ما تبدأ أكثر من بويضة واحدة بالنموِّ إلا أنَّ بويضة واحدة فقط تنضج بشكل كامل لتطلق لاحقاً، وما يحدث في تكيُّس المبايض هو بدء نموِّ 12 حويصلة أو أكثر دون أن تتطوَّر أيٌّ منها إلى بويضة قابلة للتخصيب، وتتطوَّر هذه الحويصلات إلى أكياس تبقى على المبايض محتوية على بويضات غير ناضجة، ومن الجدير ذكره أنَّه من الممكن أن تظهر لدى المريضة عدَّة أكياس على المبيض دون إصابتها بمتلامة المبيض متعدِّد الأكياس والعكس صحيح، فقد تتطوَّر المتلازمة لدى البعض دون وجود أيِّ كيس على المبايض.
الوقاية من تكيس المبايض
بالرغم من أنَّه من غير الممكن الوقاية من الإصابة بتكيُّس المبايض، إلا أنَّ التشخيص المبكِّر قد يساعد على منع حصول المضاعفات المختلفة ،مثل العقم والسكَّري وغيرها من المشاكل طويلة الأمد، إلى جانب التحكُّم بالأعراض المختلفة، ويكون ذلك من خلال الالتزام بالتغذية الجيِّدة والتحكُّم بالوزن.
علاج تكيس المبايض
توجد العديد من العلاجات المختلفة الخاصَّة بتكيُّس المبايض، والتي يتم اختيارها اعتماداً على الأعراض التي تعاني منها المريضة والمشاكل الصحيَّة الأخرى ورغبتها بالحمل، فعلى سبيل المثال إن كانت المريضة ترغب بالحمل والإنجاب فقد يعتمد علاجها على أدوية الخصوبة التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، ولكن إن كانت المريضة لا ترغب بالحمل فقد تتم الاستعانة بحبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) لمنع الحمل إلى جانب تنظيم الدورة الشهريَّة، وعادة ما تنتظم الدورة الشهريَّة عند استخدام هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، وبالنظر إلى خيارات العلاج غير الهرمونيَّة فيوجد دواء يستخدم عادة لمرضى السكَّري من الممكن اللجوء إليه حتى إن لم تكن المريضة مصابة بالسكَّري، إذ قد يساعد هذا الدواء على إعادة مستوى الخصوبة لطبيعتها وخفض الوزن لدى المريضة، وفيما يخصُّ الأعراض الأخرى مثل نموِّ الشعر غير المرغوب به، وحبِّ الشباب فإنَّ حبوب منع الحمل قد تساعد على علاجها، ولكن يجب التنبيه إلى أنَّه وفيما يخصُّ هذه الأعراض وغيرها مثل السُّمنة والسكَّري، فإنَّه لا بدَّ من استشارة الأخصَّائي لأخذ الخطوات اللازمة والمتاحة للتعامل والتحكُّم بها.