الحب
اهتمّ الشعراء بعاطفة الحب منذ قديم الأزمان، وقاموا بوصف مشاعر المحبّين وما يمرّون به من عذاب ولوعة وشوق وحرقة، ولهذا نجد الكثير من الأشعار تخصّصت بالحديث عن الحب.
أشعار حب جميلة
- إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ
ما مرّ مثْلُ الهوى شيءٌ على راسي
مالي وللنّاسِ، كمْ يَلْحَوْنَني سَفَهاً،
دِيني لنفْسي ودينُ الناسِ للناس
مـا للْـعُـداةِ، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي،
كأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلى بأنْقاسِ
الله يعْلَمُ ما تَرْكي زيارَتكمْ،
إلاّ مخـافـة َ أعـدائـي وحُــرّاسـي
و لـو قـدرْنَـا على الإتْيـانِ جئتُـكُـمْ
سعْياً على الوجهِ أو مشْياً على الراسِ
وقد قرأتُ كتاباً من صحائفكمْ
لا يـرحـمُ الله إلاّ راحـمَ النّــاسِ.
- عَشِقَ المكارم فهو مُشْتَغِلٌ بها
والمكرماتُ قليلة ُ العُشَّاق
وأقام سوقاً للثّناء ولم تكن
سُوقُ الثَّناء تُعَدُّ في الأَسْواقِ
بَثَّ الصَّنائع في البلاد فأصْبحت
تُجْبى إليه محامد الآفاقِ.
- لا كانَ عشقٌ لا يصكُّ لعاشقٍ
بالنعلِ فيهِ هامة ٌ وأَخادعُ
إقرأ أيضا:اجمل قصيده حبلا تحسبنَّ يامرُّ أنَّكَ أوَّلٌ
في صفعه ما أنتَ إِلاَّ رابعُ.
- بِيَ الْيَوْمَ مَا بِي مِنْ هيَام أصَابَنِي
فإيَّاكَ عَنِّي لاَيِكنْ بِكَ مَا بِيَا
كأن دموع العين تسقى جفونها
غداة رأت أظعان ليلى غواديا
غُرُوبٌ أثَرَّتْها نَوَاصِحُ مُغْرَبٍ
معلقة تروي نحيلاً وصاديا
أمرت ففاضت من فروع حثيثة
على جدول يعلو منى متعاديا
وقد بعدوا واستطردوا الآل دونهم
بِدَيْمُومَة ٍ قَفْرٍ وَأنْزلْتُ جَادِيَا.
- بينما نحن باِلْبَلاَكِثِ بِالْقَا
عِ سِرَاعاً وَالْعِيسُ تَهْوي هُوِيَّا
خطرت خطرة على القلب من ذك
راك وهناً فما استطعت مضيا
قُلْتُ لَبَّيْكِ إذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ
قُ ولِلْحَادِيَيْن كُرَّا المَطيَّا.
- لاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّداً
وَلاَ البَرْقَ إلاَّ أنْ يَكُونَ يَمَانِيَا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
إذا ما تمنى الناس روحاً وراحة
تمَنَّيْتُ أنْ ألقاكِ يَا لَيْلَ خالِيَا
أرى سقما في الجسم أصبح ثاوياً
وحزناً طويلاً رائحاً ثم غاديا
إقرأ أيضا:ابن زيدون وولادةو نادى منادي الحب أين أسيرنا؟
لَعلَّكَ مَا تَزْدَادُ إلاَّ تمَادِيَا
حملت فؤادي إن تعلق حبها
جعلت له زفرة الموت فاديا.
- أيها الطير المحلق غادياً
تحمل سلامي لا تذرني مناديا
تَحَمَّلُ هّدَاكَ اللّه مِنِّي رِسَالة ً
إلى بلد إن كنت بالأرض هاديا
إلى قفرة من نحو ليلى مضلة
بها الْقَلْبُ مِنِّي مُوثَقٌ وفؤَادِيَا
ألاَ لَيْتَ يَوْمَاً حَلَّ بِي مِنْ فِرَاقِكُمْ
تَزَوَّدْتُ ذاك اليومَ آخِرَ زادِيَا.
- ألاَ إنَّمَا أفْني دُمُوعِي وشَفَّنِي
خُرُوجِي وتَرْكِي مَنْ أُحِبُّ وَرَائِيَا
ومَا لِيَ لاَ يَسْتَنْفِدُ الشَّوْقِ عَبْرَتِي
إذا كُنْتُ مِنْ دَارِ الأحِبَّة ِ نَائِيَا
إذا لم أجِدْ عُذْراً لِنفْسِي ولُمْتُها
حَمَلْتُ عَلَى الأَقْدَارِ ما كان جَارِيَا.
- يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا
فِي الحَبْل شِبْهاً لِلَيْلَى ثُمَّ غَلاَّهَا
إني أرى اليوم قي اعطاف حبلكما
مَشابِهاً أَشْبَهَتْ لَيْلَى فَحُلاَّهَا
وأرشداها إلى خضراء معشبة
يوماً وأن طلبت إلفاً فدلاها
وأورداها غد يراًلا عدمتكما
من مَاءِ مُزْنٍ قَرِيبٍ عِنْدَ مَرْعَاهَا.
إقرأ أيضا:شعر للمتنبي عن الحب- يقول لي الواشون ليلى قصيرة
فليت ذراعاً عرض ليلى وطولها
وإن بعينيها لعمرك شهلة
فَقُلْتُ كِرَامُ الطَّيْر شُهْلٌ عُيونُها
وجَاحِظَة ٌ فوْهاءُ، لاَبَأسَ إنَّها
منى كبدي بل كل نفسي وسولها
فَدُقَّ صِلاَبَ الصَّخْرِ رأسَكَ سَرْمَداً
فإني إلى حين الممات خليلها.
- أمُوت إذا شطَّتْ وَأحيَا إذا دَنَتْ
وَتَبْعَثُ أحْزَانِي الصَّبا ونَسيمُهَا
فمن أجل ليلى تولع العين بالبكا
وتأوي إلى نفس كثير همومها
كأنَّ الْحَشَا مِنْ تَحْتِهِ عَلِقَتْ به
يَدٌ ذاتُ أظْفَارٍ فَتَدْمى كلومُها.
- يا رب إنك ذو من ومغفرة
بيت بعافية ليل المحبينا
الذاكرينَ الهَوَى مِنْ بَعدِها رقدُوا
الساقطين على الأيدي المكبينا
يا رب لا تسْلُبَنِّي حُبَّها أبداً
وَيَرْحَمُ اللّه عَبْداً قال آمينا.
- ألا يا غراب البين إن كنت هابطاً
بِلاَداً لِلَيْلَى فَالْتَمِسْ أنْ تَكَلَّمَا
وَبَلِّغْ تَحِيَّاتِي إلَيْهَا وَصَبْوَتِي
وكن بعدها عن سائر الناس أعجما.
- وإنِّي لمُفنٍ دَمْعَ عَيْنِيَ بِالْبُكَا
حذاراً لما قد كان أو هو كائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي
بكفي إلا أن ما حان حائن
و قالوا غداً أو بعد ذاك بلية
فراق حبيب بان أو هو بائن.
قصائد في الحب
من جميل ما قيل في الحب ما يأتي:
عشق
حمزة قناوي
عشقٌ يُسافِرُ من دِمَاكِ إلى صميمي
إن أقبلت شفتاك فاض بها هوى
يلقى جنانك فى جحيمي
هذي يداك امتدتا عشقاً إليّ
وهذي مقلتاك أضاءتا روحي هياماً
شدَّني نَحوَ النَّعيمِ.
قلبي يغادر ليلَهُ
ويداك يُبسَطُ ضوؤها
فتموت بالعشق المسافةُ بين قلبي والنجومِ .
شفتاك تستعران بالعشق المؤجّج
إن تهاطلتا على شفتيّ في لهفٍ
لتغمرني ينابيع الفراديس التى
تهمي على عطشي المُقيمِ
ها أنتِ تقتحمين أورِدَتي
وترتحلين بين دمي إلى قلبي اليتيمِ
وتُقَطِّرينَ العِشقَ فيه صَبابةَ..وجداً..حنواً صافياً
حتى يفارق يُتمَه الممتدّ فى العمر الهشيمِ
يدُكِ التي امتَدَّت لجَدبِ جَوانِحي
مَدَّت جُذور الفَرْح فى عمق الفؤاد
وسافرت تجتث أشجار الهمومِ .
وتعيد للروح الجديبة زهرها المخبوء فى إمحاله..
حزناً.. من الزمن القديمِ
قلبي يراوغه المطر.
شفتاكِ تبعث بالغيوم إليه فى ولهٍ حَميمِ
من سوف يفصلنا إذاً؟
هذا اكتمال العشق وحَّدَنَا
دماؤك في دمي تمضي
وبُرءُكِ فى سَقيمي.
روحان رفَّ الوجدُ فى جنبيهما
حتى استضاءا..
حَلَّقَا..
خرجا إلى الأكوان بين ظلامها
شمسان تأتلقان فى ليلٍٍ بهيمِِ.
عشق وغيوم
سالم القبيسي
جَلَّ عِشقٌ
يَملأُ الغَيمَةَ أشجاراً
وأطياراً و شِعرا
جَلَّ عِشقٌ
يَملأُ الشارعَ
أقلاماً و أوراقاً
وحِبرا
جَلَّ عِشقٌ
لَوَّنَ الأحزانَ
أفراحاً
وبُشرى
يا أنيسَ الليلِ
خُذْ لَيلي
ومُدَّ السُّهْدَ دَهرا
يا أنيسي
مَنْ سِوى نجواكَ عِندي
عانقت نجواي سِحرا
يا أنيسي
حَلِّقِ الآنَ بِقَلْبي
والتَمِس للروحِ مَسرى
ها أنا
في غابةِ الصمتِ وَحيدٌ
وطُيوفُ الخَوفِ تَترَى
ها أنا وَحدي
يخوضُ الصمتَ نَبضي !
وقناديلي وأحلاميَ أسرى !
طَوَّقت مَملكةُ الأشباحِ صَوتي
يا أنيسي
كُنْ معي في المَوتِ نِمرا.
أيّها العشق
بهيجة مصري إدلبي
أيها العشق لِمَ العشاق تاهوا
وبكى سرّاً على قلبي هواهُ
ولِمَ الشوق إذا ما طال ليل
ضمّت الأرواح بالشكوى يداهُ
ما لروحي طاف سرّاً
طائر الأشواق فيها
حين صار الحب سحراً
تاه فيه القلب تيها
هل صلاة العشق للعشاق تيه
أم ترى ياعشق ما لست أراهُ
دع فؤادي واصطفيني كي أغني
فغناء القلب في البلوى دواهُ
واملأ الكاسات خمراً
في يقيني العمر أسرُ
إن خمر اليوم أسرى
وغداً يا عشق أمرُ.
العشق بلدٌ من بلاد الله
هَذا أنَا
والعِشْقُ سَهْمٌ مِنْ سِهامِ اللهْ
مُتَصَوِّفٌ فِيكِ ..
أنا
قَدَرٌ عَلَيَّ مِنَ الإلَهْ
حتى أنا
هذا الذي يَجْثُو أمامَكِ
لا أراهْ
أنا ذائِبٌ فيكِ..
لآخِرِ قَطْرَةٍ
مُتَوَحِّدٌ فيكِ أنا
حتى تُفارِقََنا الحَياةْ
مِثْلَ الرَّحيقِ بِزَهْرَةٍ
مِثلَ الشَّذا ..
إنْ ذَابَ في الكَوْنِ
وتاهْ
قد صارَ صعبًا تَفْصِلِينَ عَناصِري
مُتَكَوِّنٌ مِنكِ ..
أنا
أنتِ العَناصِرُ كُلُّها
وأنا المِياهْ
هَذا أنا
للعِشقِ بَعضُ مَواسِمٍ
ونَسائمٍ مِنَّا تَهُبْ
يأْتي الهوَى من كلِّ حَدْبٍ دائمًا
من كلِّ صَوبْ
فاضَ الحَنينُ فَسلِّمي
واستَسلِمي ..
للقادِمِ المَجنونِ يأتي دائمًا
في ألفِ رَكبْ
هذا الذي يَغْتالُنا
أيكونُ ما يَغتالُنا عِشْقًا وحُبْ؟
سَيُعيدُ تَشْكيلَ الوُجودِ
يُعيدُنا ..
نُطَفًا ، ويُلْقينا بِرَحْمٍ ما دَخَلْناهُ
فَنُولَدُ بَعْدَها
في شَكلِ قلبْ
لا أنتِ أنتِ، ولا أنا
فمَتى تَغَيَّرَ شَكْلُنا ؟
سَنَكونُ أروعَ عِندَما
رُوحُ الهَوَى فينا تَدِبْ
هذا أنا
والعِشْقُ سَهْمٌ من سِهامِ اللهْ
أَمضي إلَيها دَائمًا
وَجِدًا، وَصَبْ
أَستَغْفِرُ اللهَ العَظيمْ ..
من كُلِّ ذَنبْ
إلا الهَوَى
يا رَبُّ زِدْني
من عَذابِ الشَّوقِ زِدْ
واجْعلهُ يَسكُنُ كلَّ عِرْقٍ،
كلَّ نَبْضٍ،
كلَّ هُدبْ
لأظَلَّ أصْرُخُ مِثْلَ قِدِّيسٍ كَتومْ
هو ليسَ يُفصِحُ عن هواهْ
لكنَّهُ مُستغرِقٌ فِيمن يُحِبْ
مُدُنٌ يُقالُ بأنَّها للعِشْقِ تُفْتَحُ
كلَّ عامْ
هي ليْلَةُ القَدْرِ التي
ما إنْ تَدُقُّ بِبابِها ..
يَأتِي الغَرامْ
يا سَيِّدي في العشقِ
زِدْني دائمًا
“مَدَدًا .. مَدَدْ”
يا وَاصِلاً حتى العِظامْ
ماذا أُريدْ ؟
لا شَيْءَ لا
أنا لم يَعُدْ عِندي كَلامْ
مُرِّي بِقلبي عَشْرَ مَرَّاتٍ
تَعالَيْ
رَدِّدي هذا السَّلامْ
قُولي : أُحِبُّكَ .. مُنْيَتي
لأضُمَّ وَجهَكِ دَاخلي
حتى أَنامْ
أنا أَلْفُ طِفلٍ دَاخِلي
كُلٌّ يُكَابِدُ وَحْدَهُ
زَمَنَ الفِطامْ
هو ليسَ غَيرَكِ
كي أُجاوِزَ مِحْنَتي
وأذوبَ في مَاءِ النَّدَى
وأنامَ في حِضْنِ الغَمامْ
أنا رُبَّما أحببْتُ يَومًا
رُبَّما
لَكنَّ حُبَّكِ
جَاءَ يَخْتِمُ قِصَّتي
ويَقولُ : أنتِ حَبيبَتي
مِسْكُ الخِتامْ.