التلوث البيئي

التوازن الطبيعي وحماية البيئة

التوازن البيئي

تتنوّع الأنظمة البيئية في الطبيعة، وتشمل الصحراء، والغابات، والجبال، والأراضي الرطبة، والأنهار، والأراضي الزراعية، وغير ذلك، ويُعَدُّ الحفاظ على التوازن البيئي الطبيعي عاملاً أساسياً لحماية تلك البيئات المختلفة، إذ يمثّل التوازن البيئيُّ تفاعل الكائنات الحيّة من نباتات، وحيوانات، وكائنات دقيقة مع نظامها البيئي المشترك ضمن دورةٍ حيويةٍ متوازنة، فمثلاً تعتمد النباتات على الشمس حتى تنمو لتصبح بدورها طعاماً للكائنات الأخرى، ثمّ تصبح النباتات والحيوانات غذاءً للكائنات الحية الدقيقة بعد موتها.

أمثلة على التوازن البيئي

تعدّ علاقة الحيوان المفترس بالفريسة من أبرز الأمثلة على التوازن البيئي في الطبيعة، وتساهم هذه العلاقة في السيطرة على أعداد الفرائس والحيوانات المفترسة، إذ يَبرُزُ التوازن الطبيعي بينهما بأنّه كلّما زادت أعداد الفرائس ازداد الغذاء المتوفّر للحيوان المفترس، وبالتالي زادت أعداده، ممّا يؤدّي بدوره إلى زيادة استهلاك الفرائس، فتقلّ عندها أعداد الفرائس المتاحة، الأمر الذي يسبّب محدودية الغذاء المتوفّر للحيوان المفترس، وبالتالي انخفاض أعداده بشكل تلقائي.

عناصر البيئة المتوازنة

يتكوّن النظام البيئي من عناصر حية وعناصر أخرى غير حية تتفاعل معاً، وتنقسم العناصر الحية في النظام البيئيّ المتوازن إلى مُنْتِجاتٍ أولية كالنباتات، ومُستهلِكاتٍ أربعة، هي المُستهلِكات الأولية كالحيوانات العاشبة، والمُستهلِكات الثانوية كآكلات اللحوم، والمُستهلِكات القارِتة التي تتغذّى على النباتات واللحوم، بالإضافة إلى آكلات الحُتات التي تستهلك بقايا تحلّل العناصر الحية بعد موتها، أمّا بالنسبة للعناصر غير الحية فتَشمُل الهطول المطري، وأشعة الشمس، والحرارة، والرطوبة، بالإضافةً إلى التضاريس، ونوع التربة، وخصائص المياه، وتعتمد الكائنات الحيّة في بقائها على العناصر غير الحية، ولذلك فإنّ أيّ اختلاف يؤثّر على عناصر النظام البيئي بنوعيها قد يؤدّي إلى اختلال التوازن البيئي بأكمله، فمثلاً تتطلّب النباتات درجة حرارة، ورطوبة، وتربة معيّنة حتى تنمو، وبعد ذلك تعتمد الحيوانات على هذه النباتات في غذائها.

إقرأ أيضا:بحث عن تلوث التربة

العوامل المؤثّرة على التوازن البيئي

العوامل الطبيعية

قد تؤدّي الكوارث الطبيعية كالفياضانات والأعاصير إلى اختلال التوازن البيئي، ولكنّ النظام البيئي يستطيع استعادة توازنه مع مرور الزمن بعد حدوثها، بينما التغيّرات البيئية التي تحدث على مدى فترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ فقد تؤدّي إلى إحداث تغييراتٍ جذريَّةٍ على النظام البيئي لا يمكن إصلاحها؛ كالاحتباس الحراري، والتَغيُّر المفاجئ للمناخ الذي تعتقد بعض الفرضيات بأنّه المُسَبِّبَ لانقراض الديناصورات، أمّا في العصر الحديث فقد أثَّرت كوارثُ طبيعيةٍ من نوعٍ مختلفٍ على بلدان عديدة؛ ككارثةُ الجفاف والمجاعة التي أدّت إلى موت مئات الألآف من البشر، والعديد من النباتات، والحيونات، والكائنات الدقيقة، وخاصّة الأنواع التي تعتمد على الماء في دورة تكاثرها كالبرمائيات.

العوامل البشرية

قد يؤثّر التدخّل البشري سلباً على التوازن البيئي، وقد تؤدّي بعض النشاطات البشرية المختلفة إلى اختلال الأنظمة البيئية، كإنتاج كميات كبيرة من المخلّفات الصناعية والزراعية، وقطع الأشجار الذي يؤدّي إلى تآكل التربة وتدمير البيئة، وصيد الأسماك المفرط الذي يسبّب اختلال السلسلة الغذائية في المسطحات المائية، ولكن يجدر بالذكر أنّ الممارسات المستدامة قد تعوّض الآثار السلبية للأنشطة البشرية، كوضعِ حدٍّ أعلى لكميات صيد الأسماك المسموح بها، وتشجيع إعادة زراعة الغابات.

أهمية البيئة وفوائدها

تزوّد الأنظمة البيئية الكائنات الحية بالعديد من الخدمات والفوائد، وتقسم هذه الخدمات إلى أربع فئات، هي:

إقرأ أيضا:تلوث الماء والهواء
  • خدمات الإمداد والتموين: هي المنتجات المختلفة التي يتمّ الحصول عليها من الأنظمة البيئية لتوفير حاجات الكائنات الحية، وتشمل الماء، والغذاء، والمواد الأولية كالأخشاب، والعلاجات المختلفة.
  • خدمات الإدارة والتنظيم: تعود الأنظمة البيئية على الكائنات الحية بالعديد من الفوائد من خلال إدارة وتنظيم مواردها وعملياتها الطبيعية بنفسها، كضبط المناخ العالمي من خلال عزل وتخزين غازات الدفئية في الأشجار، وإدارة المخاطر الطبيعية كمنع الأشجار من حدوث تآكل للتربة، ومكافحة الآفات والأمراض عن طريق الطفيليات والحيوانات المفترسة.
  • خدمات الموائل: تُوفِّر الأنظمة البيئية مسكناً للكائنات الحية التي تعيش فيها والكائنات الحية التي تهاجر إليها بطريقةٍ تضمن استمرار دورة حياة الأنواع المختلفة، وتحافظ على نقل الخصائص الوراثية لتلك الكائنات الحية، الأمر الذي يؤدّي إلى المحافظة على التنوّع الحيوي.
  • خدماتٍ ثقافية: تعدّ الخدمات الثقافية فوائد غير مباشرة تعود على البشرية من الأنظمة البيئية، إذ تمنح المناظر الطبيعية البشر فرصة للاسترخاء لتحسين صحتهم العقلية والجسدية، كما أنّها توفّر لهم أماكن سياحية تلعب دوراً في التنمية الاقتصادية، عدا عن كون الطبيعة مصدر إلهام للفنون، والثقافة، والعلوم المختلفة.

كيفية المحافظة على توازن البيئة

تَكْمُن أهمية التوازن البيئي بمحافظته على بقاء واستقرار الكائنات الحية في أنظمتها البيئية، وفيما يأتي أبرز الطرق التي يسعى إليها البشر للحفاظ على التوازن البيئي:

إقرأ أيضا:مقالة عن تدوير النفايات
  • إدارة الموارد الطبيعية: يُعدُّ الالتزام بنشاطات مُستدامة فعّالة في استخدام الموارد الطبيعية أمراً أساسياً للمحافظة على التوازن البيئي بشكلٍ يحمي هذه الموارد من توسّع الأنشطة البشرية.
  • إدارة التضخّم السكاني: يشكّل ازدياد عدد السكان على كوكب الأرض عبئاً على الأنظمة البيئية المختلفة، وذلك بسبب زيادة استهلاكهم للموارد البيئية، الأمر الذي يؤدّي إلى تناقص على هذه الموارد، وبالتالي تشكيل تهديد كبير لها.
  • حماية المسطحات المائية ومصادر المياه: أدّى تلوّث المياه إلى تشكّل خطر على الأنظمة البيئية الخاصّة بالحياة البحرية، ولذلك يعدّ اعتماد طرق لتقليل تلوّث المياه وسيلة فعّالة للحفاظ على توازن الطبيعة.
  • إعادة التدوير: تساهم عمليات إعادة تدوير المواد المختلفة في الحفاظ على الأنظمة البيئية وحماية التوازن البيئي فيها، ولذلك يُعدُّ استخدام الأجهزة والمركبات الموفّرة للطاقة وسائل أساسية في حماية النظام البيئي.
السابق
أضرار دخان المصانع
التالي
كيفية المحافظة على التربة