التلوث البيئي

بحث عن تلوث الماء

تعريف تلوث الماء

يُعرّف تلوث الماء بأنه حدوث تغييرات في طبيعة الماء ونوعيّته وخصائصه مما يجعله غير صالح للاستخدام، إذ يحدث ذلك بإضافة مواد دخيلة أو ملوثة مثل: المواد كيميائية، أو البكتيريّة، أو حتى على شكل طاقة حرارية أو إشعاعية للأنظمة البيئية المائية المختلفة سواء كانت مياه جوفية أو سطحية كالبحيرات، والجداول، والأنهار، ومصبّات الأنهار والمحيطات، وهذا بدوره يؤثر على أداء جميع الأنظمة البيئية المختلفة، وتبدو المياه الملوثة مكدّرة، كما وتنبعث منها رائحة كريهة، بالإضافة إلى النفايات التي تطفو على سطحها، ولكن في حالات أخرى لا تظهر أي علامات تشير إلى تلوثه إلى أنّه يكون مُشبّع بالمواد الكيميائية التي لا يمكن رؤيتها أو شمّها،ويمكن معرفة جودة الماء وتمييزه ما إن كان ملوثًَا عن طريق مجموعة من معايير قياس جودة الماء، ومنها:

  • المقاييس الكيميائية لجودة الماء: يعتمد قياس جودة الماء كيميائياً على تراكيز المواد الكيميائية بعينات من الماء المختلفة، فإذ وجِدت تراكيزها مرتفعة، وفيها مواد كيميائية خطرة، فيتم اعتبار الماء ملوثًا.
  • المقاييس الحيوية لجودة الماء: يعتمد قياس جودة الماء حيوياً على إمكانية عيش الكائنات الحية كالأسماك، والحشرات، واللافقاريات الأخرى في الماء، فإذا تمكنت عدة أنواع مختلفة من العيش فيها، فإن من المرجح أن تكون جودته جيدة، بينما لو كانت النتجية عكس ذلك، فبالتأكيد ستكون جودة الماء رديئة وغير قابلة للاستخدام.

مصادر تلوث الماء

تؤدي العديد من الأسباب إلى التلوث المائي، لذلك قام العلماء بتصنيف مصادر التلوث وفقًا لأسباب تلوث المياه كما يأتي:

إقرأ أيضا:العوامل المؤثرة في الضغط الجوي

حسب طبيعة الملوثات

يمكن تصنيف مصادر تلوث الماء حسب طبيعة الملوثات كالآتي:

  • التلوث بالمصادر كيميائية: أنواع الملوثات الكيميائية الأكثر شيوعًا فيما يلي:
    • النفط الخام والمنتجات البترولية المختلفة: تطفو هذه المواد على سطح الماء لأن كثافتها أقل من كثافة الماء،فبذلك تظهر على شكل بُقع زيتية لامعة على سطح المُسطح المائي سواء بحار أو أنهار أو غيرها، بينما إذا ذاب جزءاً بسيطاً من هذه المركبات في الماء؛ فإنه سيتسبب بضررٍ وتلوث بالماء، ومن الأمثلة على هذه المواد: الغازولين، ووقود الديزل، والكيروسين، وزيوت المُحركات والتشحيم وغيرها.
    • الأسمدة: يتم نقل الأسمدة كالنترات والفوسفات إلى البحار بفعل انجراف التربة وغيرها من العوامل، فعند زيادة نسبة الأسمدة أو كميتها عن المعدل الطبيعي، فسوف تتسبب بتسمم الكائنات الحية سواء الإنسان أو الكائنات البحرية، بينما ستكون مفيدة للأعشاب البحرية، والبكتيريا الضارة فقط.
    • المذيبات المكلورة : تتضمن كلاً من ثلاثي ورباعي كلورو الإيثيلين، وميثيل الكلوروفورم، ورباعي كلوريد الكربون، والفريونات -الكلوروفلوروكربون-، تغرق هذا المذيبات السامة والصلبة تحت الماء بسبب كثافتها العالية، ولا يمكن رؤيتها بالعين على عكس المواد البتروليّة.
    • المذيبات البترولية: تتضمن البنزين، والتوليووين، والزيلين، وإيثيل البنزين.
    • المذيبات العضوية والكيميائية الأخرى: تتمثّل المُذيبات العضوية بالأسيتون، وميثيل إيثيل الكيتون، وبعض الكحول، كالإيثانول، والايزوبروبانول، أو مركبات الاكسجين، كميثيل ثالثي بوتيل الإيثر MTBE.
    • المضادات الحيوية والمنتجات الدوائية الأخرى.
    • مركبات البيركلورات: يمكن أن تظهر البيركلورات أو فوق الكلورات بشكلٍ طبيعيّ في المياه الموجودة في المناطق القاحلة، مثل: تشيلي، وتكساس، وكاليفورنيا، يتم استخدامها عادةً في القواعد العسكرية كوقود للصواريخ، بالإضافة إلى صناعة الألعاب النارية، والمتفجرات، ومواقع البناء.
    • مركبات الميثان ثلاثية الهالوجين: يعتبر نتاجًا ثانويًا عن عملية معالجة الماء بالكلور، حيث يتسرب من خطوط الصرف الصحي وتصريف المياه ملوثًا المياه الجوفية والسطحية.
    • المعادن ومركباتها: تعتبر المركبات المعدنية العضوية الناتجة عن تفاعل المعادن والمركبات العضوية الموجودة في الماء معًا ذات مخاطر صحية عالية، من الأمثلة على المعادن السامة التي يمكن تواجدها في الماء: الزئبق، والزرنيخ، والكروم.
    • المبيدات الحشرية: تضم المبيدات الحشرية عددًا كبيرًا من المواد الكيميائية الفرديّة، وقد تصل إلى الماء بشكلٍ مباشر بسبب الأنشطة الزراعية التي تتضمن رش المبيدات على مساحات واسعة، أو بشكلٍ غير مباشر مع الجريان السطحي للمياه الزراعية، ومن الأمثلة على ذلك: مبيد الحشرات DDT.
    • ثنائي الفينيل متعدد الكلور: تعد ثنائي الفينيل متعدد الكلور مجموعة من المواد الكيميائية العضوية المكلورة من صنع الإنسان، تتكون من ذرات الكربون، والهيدروجين، والكلور، إذ أن لا طعم لها، ولا رائحة، يمكن أن تكون عديمة اللون أو أصفر فاتح أو زيتية أو صلبة، وما تجدر الإشارة إليه أنه تم إيقاف تصنيعها في الولايات المتحدة عام 1979 نتيجةً للمخاوف الصحية التي تسببها، على الر غم من استخدامها بالكثير من المجالات الصناعية كالعوازل، والدهانات، والبلاستيك.
  • التلوث الإشعاعي: يقصد بالتلوث الإشعاعي زيادة في مستويات الإشعاع عن المستوى الطبيعي بسبب الأنشطة البشرية، كالتعدين، واستخدام المفاعلات النووية لتوليد الطاقة، واستخدام الأشعة السينية في الاحتياجات الطبية، وغيرها، فيما يلي بعض الأمثلة على الملوثات الإشعاعية:
    • البلوتونيوم -238: يعتبرالبلوتونيوم – 238 نظيراً مشعاً للبلوتونيوم، يرمز له بـ Pu، وهو معدن لونه أبيض- فضي، خصائصه تجعله في غاية الأهمية، لا سيّما في صناعة وقود المركبات الفضائية وبطاريات النظائر المُشعة، ولكنه يعتبر من جهةٍ أخرى في غاية السمية أيضًا، حيث يتسبب في حدوث الأمراض السرطانية فيما لو امتصها الانسان عن طريق الاستنشاق.
    • السترونتيوم -90: يُعد السترونتيوم 90 معدناً قلوياً غير إشعاعي لونه أصفر- فضي، إذ يعتبر واحد من النظائر الإشعاعية غير المستقرة لمعدن السترونتيوم، وينتج عن الانشطار النووي للبلوتونيوم واليورانيوم، ويُستخدم في صناعة الألعاب النارية.
    • السيزيوم -137: يُطلق عليه أيضًا اسم السيزيوم المشع، وهو أحد النتاجات الثانوية عن الانشطار النووي لليورانيوم، ويتشكّل منه عادةً مُركّبَات كيميائية على شكل أملاح قابلة للذوبان بدرجة عالية، يؤدي التعرض له إلى الإصابة بمرض السرطان.
    • اليورانيوم – 235: يعتبر اليورانيوم – 235 أحد النظائر الطبيعية لعنصر اليورانيوم، إذ يمتاز بقدرته على إجراء تفاعل تسلسلي من خلال أشعة ألفا، لهذا يُستخدم في الصناعات النووية، وما تجدر الإشارة إليه أن نشاطه الإشعاعي مُرتفع مما يتسبب بالعديد من الأمراض المُزمنة، كسرطان الرئة والعظام، وتلف الكلى، والتشوهات الخلقية وغيرها.
  • الملوثات الحيوية: ينتج التلوث الحيوي عن عدة أسباب، وهي:
    • تواجد أعداد كبيرة من الديدان والطحالب والكائنات الحية الدقيقة، كالفيروسات، والبكتيريا في الماء
    • تحلل المواد العضوية ومُخلّفات الحيوانات.
    • استخدام طرق غير سليمة للتخلص من النفايات البشرية.

حسب نوع الملوثات

يمكن تصنيف الملوثات أيضًا حسب مصدرها أو نوعها، كما يلي:

إقرأ أيضا:أنواع التلوث
  • تلوث محدد المصدر: أي أن التلوث ينشأ من مصدر واحد، مثل: مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها من الشركة المصنعّة، ومصفاة البترول، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي بشكلٍ قانوني أو غير قانوني، بالإضافة إلى تسرب الكيماويات والنفظ، لذلك تقوم منظمة حماية البيئة بوضع قيود على ما يمكن تصريفه مباشرة من المنشآت في الماء، حيث يمكن أن يؤثر هذا النوع من الملوثات على أميال من المحيطات والمجاري المائية.
  • تلوث غير محدد المصدر: هو التلوث الذي لا يمكن حصره بمصدرٍ واحد، ويعد أكثر شيوعًا من التلوث أحادي المصدر، حيث أنه يساهم في تلوث المياه السطحية بشكل أكبر منه، وقد ينجم عن مبيدات الحشرات، والأسمدة، أو جريان المياه الملوثة بسبب عاصفة، بالتالي يمكن حصره بثلاثة مصادر رئيسة، وهي:
    • التلوث الحضري الصناعيّ: مصدر هذا التلوث من المدن، حيث يعيش العديد من الناس على مساحةٍ صغيرة، فينتج عن نشاطاتهم حول منازلهم وأماكن عملهم.
    • التلوث الزراعيّ: يصدر التلوث الزراعي عادةً من المناطق الريفية والزراعية، إذ ينتج عن الجريان السطحي للأراضي الزراعية، والمبيدات الحشرية، والأسمدة، وتعرية التربة.
    • التلوث الجويّ: ينتج من الجسيمات الصغيرة العالقة بالجو والأغبرة والغازات مجموعة من المشاكل البيئية، مثل الضباب الدخاني، والمطر الحمضي الذي يحتوي على تراكيز عالية من الملوثات الجوية.

يمثل الجدول الآتي الفرق بين التلوث المائي محدد المصدر والتلوث غير محدد المصدر:

إقرأ أيضا:أسباب تلوث الماء والهواء
تلوث محدد المصدر تلوث غير محدد المصدر
مستقر تمامًا متغير بشكلٍ مستمر، حيث يحدث بفترات عشوائية ترتبط بالدورة الهيدولوجية أو دورة الماء
يكون تأثيره أكثر شدة عادةً خلال فترات الصيف بسبب انخفاض تدفق الماء إلى المسطحات المائية. يكون تأثيره أكثر شدة عادةً خلال أو بعد حدوث العواصف
يكون مصدر دخول الملوثات إلى المياه عادةُ معروف كالأنابيب أو من منبع القنوات والأنهار لا يمكن التنبأ بنقطة دخول الملوثات حيث تأتي من مساحات شاسعة من الأراضي
يمكن تحديد كمية التلوث بواسطة التقنيات الهيدروليكية التقليدية يصعب تحديد كمية التلوث بواسطة التقنيات الهيدروليكية
معاملات التلوث الأولية عضوية، كالأكسجين الذائب، والعناصر الغذائية، والمواد الصلبة العالقة، وأحيانًا قد تكون معادن ثقيلة، أو كيماويات عضوية اصطناعية معاملات التلوث هي الرواسب، والمواد الغذائية، والمواد العضوية الاصطناعية، والمواد الحمضية، والأكسجين المذاب
عادةً تكون الحكومات هي المسؤولة عن كيفية التحكم به يكون بعض الأشخاص مسؤولون عن عملية التحكم بالتلوث بالإضافة إلى الحكومات، كالمزارعين، ومالكي المنازل في المناطق الحضرية

 

أنواع تلوث الماء

تلوث المياه السطحية

تشكّل المياه السطحية ما يقارب 70% من سطح الأرض، وتشمل: المحيطات، والبحار، والبحيرات، والأنهار وغيرها، كما أنها تعتبر مصدرًا لـ 60% من المياه العذبة، لكن وفقًا لآخر الدراسات التي أُجريت على جودة المياه من وكالة حماية البيئة الأمريكية؛ فإن ما يعادل النصف تقريبًا من الأنهار والجداول، وأكثر من ثلت البحيرات ملوثة وغير قابلة للصيد، أو الشرب، أو السباحة للأسف، ويعد المصدر الرئيسي لتلوث مصادر المياه العذبة هو تلوث المغذيات الذي يشمل النترات والفوسفات الناجم عن استخدامه في المزارع وتسميد النباتات، وتساهم مخلفات المصانع، بالإضافة إلى النفايات التي يتخلص منها الأفراد في المجاري المائية بتلويثها.

يمكن تصنيف مصادر تلوث المياه السطحية على النحو الآتي:

  • مصادر نقطية وغير نقطية:
    • المصادر النقطية: هي مصادر معروفة جدًا للملوثات أو النفايات السائلة التي تنبعث مباشرة في المياه السطحية، مثل: النفايات المنزلية والصناعية.
    • المصادر غير النقطية: هي المصادر المنتشرة أو المبعثرة في مناطق واسعة للملوثات التي تصل المسطحات المائية بشكل غير مباشرعن طريق التغيرات البيئية، وتعتبر سبب رئيسي لتلوث الأنهار والجداول، ومن الصعب جدا التحكم فيها.
  • مصادر طبيعية وبشرية:
    • مصادر طبيعية: هي مصادرالتلوث التي تتشكل طبيعيًا، كالطمي.
    • مصادر بشرية: هي المصادر الناتجة عن الأنشطة البشرية، كالصرف الصحي.

تلوث المحيطات

تشكّل اليابسة مصدرًا لثمانين بالمئة من تلوث المحيطات سواءً على طول الشواطئ المحيطة، أو في المناطق الداخلية البعيدة، حيث تنتقل الملوثات من المزارع والمصانع والمدن عبر الأنهار وجداول الماء إلى الخلجان ومصبات الأنهار ومنها إلى المحيط، ومن الأمثلة على الملوثات الخطرة التي تنشأ على اليابسة: البترول، والمواد الغذائية الناتجة عن استخدام الأسمدة بإسراف، والحطام، بالإضافة إلى الملوثات الصناعية، بينما يشكّل كل من تسرب النفط، وامتصاص المحيط للكربون من الهواء الملوّث -حيث يمتص المحيط ما يقارب الربع من انبعاثات الكربون التي يسببها الإنسان-، وحتى الضوضاء الناجمة عن عمليات الشحن والاستكشاف الزلزالي والسونار، مصادرًا ثانوية لتلوث المحيطات.

ومن أبرز ملوثات المحيطات ما يلي:

  • الحطام البحري: يشكّل خطرًا مباشرًا على الحياة البحرية، كما يغيّر المناطق الشاطئية بشكلٍ غير مرغوب فيه.
  • المواد الغذائية: هي مواد نشأت على اليابسة مصدرها فضلات الماشية، والمنظفات المنزلية، وأسمدة المحاصيل، تسببت في تسميد المحيطات أكثر مما يجب في العديد من المناطق الساحلية حول العالم، مما أدى إلى تشكّل حالة تسمى التتريف (بالإنجليزية: Eutrophication)، أي زيادة في إنتاج المواد العضوية عبر انتشار الطحالب، والنباتات المائية، تموت بعد ذلك، وتستهلك معظم الأكسجين الموجود في الماء لكي تتحلل، بالتالي تنتهي الحياة البحرية في تلك المنطقة.
  • المواد السامة: قد تُسبب هذه المواد إذا تعرضت لها الكائنات الحية أضرارًا حادة مميتة، أو دون مميتة، كتدهورعملية النمو، أو التكاثر، أو التطور، وقد تتراكم في الأنسجة الدهنية بدلًا من إفرازها من الجسم، بالتالي من الممكن أن تنتقل إلى كامل السلالة، بينما قد تتسبب أيضًا في اضطرابات الغدد الصمّاء، وعليه فإن التعرض لكميات كافية من هذه المواد نظريًا في حدوث تغيّرات تطورية وتناسلية غير طبيعية، حيث تبين في بعض التجارب الخاضعة للرقابة أنّها تغير من الجنس المُحدد.

تلوث المياه الجوفية

يصعُب تصنيف تلوث المياه الجوفية كتلوث المياه السطحية بحكم طبيعتها، وذلك لأن طبقات المياه الجوفية تتعرض للتلوث من مصادر قد لا تؤثر على المياه السطحية، حيث تتلوث طبقة المياه الجوفية إن كانت أسفل مكان تم فيه إطلاق كمية قليلة أو كبيرة من الملوثات الكيميائية أو المشعة، وعليه فإن تصنيف مصادر تلوث المياه الجوفية إلى نقطية أو غير نقطية لا يُعد مهمًا، ويتم اعتماد بعض العوامل عند تحليل المياه الجوفية، منها الآتي:

  • خصائص التربة.
  • الطبقات الجيولوجية لموقع المياه الجوفية.
  • علم المياه.
  • طبيعة الملوثات.

يعد تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ الأكثر خطرًا وامتدادًا على مستوى العالم سببًا طبيعيًا بأصله، حيث يتعرض ما يقارب 100 مليون شخص حول العالم لمستويات عالية من الزرنيخ في المياه، خاصةً في بنغلاديش، ومنطقة البنغال الغربية في الهند فقد تسمم الملايين بالزرنيخ، وذلك بسبب الري المركّز لتلك المناطق الذي أدى بدوره لتغيير تدفق المياه الجوفية على مساحة كبيرة، فأصبح خزانًا ضحلًا من المياه الجوفية مصدرًا لمياه الشرب لما يتراوح بين 35 و 77 مليون نسمة، لكن من الشائع أيضًا تلوث المياه الجوفية بمصادرصناعية، كالمذيبات، والبنزين، و الهيدروكربونات الأخرى، والدهانات، والمعادن الثقيلة، بالإضافة إلى مصادر زراعية، تشمل: المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، والأسمدة، كما يمكن أن يُسبب الجريان السطحي الزراعي والصناعي إلى وصول الملوثات إلى خزانات المياه الجوفية.

هناك بعض المصادر المحتملة لتلوث المياه منها ما يلي

  • خزانات التخزين: تقع فوق أو أسفل سطح الأرض، قد يتم تخزين البنزين أو الزيت، أو الكيمياويات، أو غيرها من السوائل فيها، وتتسرب الملوثات منها وتصل إلى المياه الجوفية بفعل تآكلها وتصدعها مع الوقت.
  • أنظمة الصرف الصحي: يمكن أن يؤدي تصميمها وصيانتها، أو تحديد موقعها بشكلٍ خاطئ إلى تسريب البكتيريا والفيروسات والكيماويات المنزلية والملوثات الأخرى إلى المياه الجوفية مسببةً مشاكل خطيرة.
  • النفايات الخطرة الغير خاضعة للرقابة: يمكن أن تتسرب النفايات الخطرة من البراميل أو أنواع الحاويات الأخرى لهذه النفايات فيما لو كانت قريبة إلى المياه الجوفية.
  • مكبّات النفايات الصحية: تصل الملوثات للمياه الجوفية فيما لو لم يتم وضع طبقة سفلية واقية أسفل هذه المكبّات، أو لو تم تحطمها.
  • الملوثات الجويّة: يمكن أن تصل إلى المياه الجوفية بفعل الدورة المائية.
  • المواد الكيميائية: تتضمن المواد الكيميائية المنتجات المستخدمة في المزارع لقتل الأعشاب الضارة والحشرات وتسميد النباتات، ويمكن أن تصل إلى المياه الجوفية بفعل تسربها مع الأمطار إلى التربة.
  • أملاح الطرق: يتم استخدام بعض أنواع الأملاح في فصل الشتاء لمنع انزلاق السيارات على الجليد في الشوارع، لكن عندما يذوب الجليد، فإن الماء الذائب يمتزج بهذه الأملاح وينتهي به الأمر في المياه الجوفية.

آثار تلوث الماء

آثاره على الأنسان

يرتبط تلوث الماء بحدوث مشاكل صحية لدى الإنسان بشكلٍ كبير، وذلك لأن الماء يُعد ناقلًا للكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض إلى الإنسان، فتنتقل من إنسانٍ إلى آخر، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المرتبطة بصعوبة الطقس بأمراضٍ مختلفة في كلٍ من الدول المتطورة والنامية، حيث يعتمد 10% من سكان العالم على الغذاء والخضراوات المروي بماءٍ ملوث، ومن الأمثلة على المشاكل الصحية الذي يسببها تلوث الماء: أمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والاضطرابات العصبية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويزيد معدل الموت بالسرطان في الريف عنه في المناطق الحضرية؛ لأن سكان الريف يستخدمون المياه غير المعالجة للشرب وغيره من الخدمات، كما يشكل تلوث الماء بالمواد الكيميائية خطرًا على النساء الحوامل؛ لأنه يؤدي إلى انخفاض وزن الجنين مما يؤثر على صحته عند الولادة، أما تلوث الماء بالمعادن فيؤدي إلى تساقط الشعر وتليف الكبد والفشل الكلوي.

يمكن تصنيف الأمراض التي تحدث نتيجة لتلوث الماء وفقًا لمسبباتها، كالآتي:

  • أمراض بكتيرية:
    • الإسهال، ويعد سببه الرئيسي شرب المياه غير المعالجة المصابة بالتلوث البرازي.
    • الكوليرا، تعد الضمة الكوليرية/الهيضية مسؤولة عن حدوثه.
    • داء الشيغيلات “الدوسنطاريا الباسيلية”: تسببه بكتيريا الشيغيلا.
    • السالمونيا “التيفوئيد”: تسببه بكتيريا السالمونيلا في المياه الملوثة.
  • أمراض فيروسية:
    • التهاب الكبد الفيروسي.
    • التهاب الدماغ: ينتقل عن طريق انتقال بيض البعوض الكيولي من الماء الملوث إلى الإنسان.
    • فيروس شلل الأطفال.
  • التهاب المعدة والأمعاء: تسببه فيروسات مختلفة كالروتا، والغدانية، والكالسيف، والنوروالك.
  • أمراض طُفيْليَّة:
    • داء خفيات الأبواغ.
    • الأميبا.
    • داء زُحار الجيارديا.

آثاره على البيئة

ينجم عن التلوث المائي آثارًا سلبية عديدة على البيئة منها ما يلي:

  • تشكّل المطر الحمضي الذي يحتوي على جزيئات الكبريت الضارة لكلٍ من الأسماك والنباتات الموجودة في البحيرات والأنهار.
  • تغيّر التركيب الكيميائي للماء بشكلٍ كامل، بحيث تتغير الحموضة ودرجة الحرارة والموصلية للماء، بالتالي تتأثر الحياة البحرية بذلك.
  • القضاء على مصادر الغذاء البحرية أو إفسادها.
  • يؤدي التلوث إلى القضاء على الحياة البحرية مما يؤثر على التوازن البيئي في المسطحات المائية سلبيًا.
  • التراكم الحيوي، أي تراكم الملوثات داخل أجسام الكائنات الحية التي يصعب تحليلها أو إخراجها من الجسم، كالزئبق، فتنتقل هذه الملوثات منها إلى الكائنات الحية التي تتغذى عليها، لذا يعتبر الانسان مُعرض لخطر تراكم تراكيز الملوثات الخطرة داخل جسده نتيجةً لاستهلاك المأكولات البحرية
  • حدوث تحولات في النظام البيئي ناجمة عن آثارالملوثات، وقد لا تدمر هذه التحولات بالضرورة النظم البيئية، ولكنها تعمل على إضعافها وجعلها أقل كفاءة في التعامل مع الأنواع الأخرى من الضغوط البيئية، كتدمير مواطن العيش الطبيعية، وتغير المناخ.

حلول لمشكلة تلوث الماء

هناك بعض الحلول التي تساهم في حل وتقليل مشكلة تلوث الماء منها ما يأتي:

  • إدراك أسباب التلوث عن طريق تمييز مصدر التلوث إن كان نقطيًا أم غير نقطي، وما الذي يسببه على وجه التحديد في كل حالة.
  • وضع القوانين والتشريعات والاتفاقيات المختلفة لمكافحة التلوث، ومن الأمثلة عليها:
    • قانون الولايات المتحدة للمياه النظيفة.
    • اتفاقية ماربول الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن.
  • تنظيم كميات الملوثات التي تسببها المصانع، والسماح لهم بتفريغ كميات محددة فقط من الملوثات بعد التخطيط لذلك بعناية، بالتالي سيتم خفض مستويات التصريف المسموح بها على نحوٍ بطيء، ووضع التلوث تدريجيًا تحت السيطرة.
  • معاقبة الأشخاص الذين لا يعملون بالقوانين والتشريعات الموضوعة عن طريق السجن، ودفع الغرامات،كجزء من فكرة معروفة بمبدأ ” المُلوِث يدفع” أي يجب على المُلوِّثين أن يدفعوا تكاليف الأضرار التي يسببونها للمجتمع.
  • توعية العامة بأسباب وآثار التلوث على المجتمع والبيئة، وحثهم على العمل المجتمعي للتقليل من التلوث، كالتنظيف التطوعي للشواطئ والأنهار.
  • إضافة مشكلة التلوث والتوعية عنها إلى المناهج التعليمية.
  • ممارسة أفراد المجتمع الضغط على ممثلينهم السياسيين؛ لإنشاء قوانين وأنظمة لحل مشكلة التلوث الذي تسببه الشركات القوية وغيرها.
السابق
مشاكل البيئة
التالي
حلول الاحتباس الحراري