يعد فرعون وقومه من أشد الأقوام اتجاه انبيائهم، فقد يعث الله تعالى إليهم نبيه وروسوله موسى – عليه السلام -، وأرسل لهم إلى جانبه مؤيداً ومؤازراً له أخوه هارون – عليه السلام -، والذي كان فصيح القول والحجة حسب وصف القرآن الكريم له. فلاقوا منهم الويلات والعند والكبر، وقصتهما مع فرعون مشهورة عند الديانات السماوية جميعها، فهي قصة صالحة لإتخاذ العبر في كل زمان ومكان، بسبب الأحداث الهامة التي احتوتها، فكل حدث أو واقعة من وقائع قصة موسى وهارون مع فرعون وقومه هي قصة بحد ذاتها، لهذا فموسى هو أكثر نبي تم ذكره في القرآن الكريم، وقصته متشابهة إلى حد بعيد مع قصة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -.
بعدما أرسل الله تعالى موسى وهارون إلى قومهما، أيد الله موسى بمعجزتين مذهلتين وهما عصاه التي تتحول إلى أفعى حقيقية، إضافة إلى يده التي يضمها إلى جناحه فتخرج بيضاء من غير سوء يمسها، وقد أذهلت هاتان المعجزتان فرعون والسحرة حين مشاهدتهما، فاقتنع السحرة أن هاتان المعجزتان هما فعلاً من الله تعالى وليستا من فعل البشر، حينها آمن السحرة مع موسى وهارون، فعذبهم فرعون وقتلهم.
عندها اشتد تعذيب فرعون وقومه لموسى وهارون ومن اتبعهم من طائفة المؤمنين، فاستحق بدء الغضب الإلهي عليه وعلى قومه، فبدأ العقاب لهم وخصوصاً بعد عد إعتاقه لمن استعبدهم من بني إسرائيل، وعرفت هذه العقابات بالضربات العشرة، وهي عشرة صنوف من العقاب أنزلها الله تعالى بفرعون وقومه قبل المواجهة الحاسمة بين وبين موسى، فقد بدأت بالضربة الأولى موت كل انواع السمك التي تعيش في نهر النيل وتحول مياهه إلى دماء، ثم تلاها خروج الضفادع وبعدها خروج البعوض ومن ثم خرج الذباب ومن بعده الغبار الذي غطى مصر ثم البثور والتقيحات والامراض الجلدية ثم البرد والنار والجراد والظلام وأخيراً موت الأطفال من قوم فرعون.
إقرأ أيضا:مائدة عيسى السماويةهذه الضربات ذكرتها الكتب السماوية فلقد ذكر الإنجيل والتوراة هذه الضربات بالترتيب السابق، وجاء ذكرها أيضاً في القرآن الكريم، قال تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) سورة الأعراف الآية 133.
إقرأ أيضا:قصة ام حبيبة و ابي سفيانوبعد ذلك جرت المواجهة الحاسمة والعقاب الأكبر لفرعون وقومه، حيث خرج موسى بقومه بنو إسرائيل، وعندما لحقهم فرعون شق الله الماء لموسى عليه السلام ومن تبعه من بنو إسرائيل، فعندما عبروا عبرها، لحقهم فرعون قومه وأطبق الله عليهم الماء وأماتهم جميعاً غرقاً في المياه.