تأثير القمر على صّحة الإنسان
يزعم بعض مرضى الصرع وجود ارتباط بين نوبات الصرع لديهم وطور البدر، إلّا أن الأبحاث فيما بعد أثبتت عكس ذلك، كما ثبت أيضاً عدم ارتباط الجنون باكتمال القمر، وأشارت العديد من الدراسات إلى عدم وجود علاقة بين أطوار القمر ونسبة نجاح العمليّات الجراحيّة، أو معدّلات العنف والعدوانيّة، أو حالات الانتحار والاكتئاب.
أشارت بعض الدراسات القديمة إلى ارتباط مرحلة الضوء لدورة القمر بالدورة الشهريّة عند النساء، وأنّ تزامن فترة الإباضة وحدوث الحمل خلال طور البدر يزيد من نسبة إنجاب الذكور، بينما حدوث الحمل قبل طور البدر يزيد من نسبة إنجاب الإناث، ولكنّ الدراسات الحديثة عارضت الدراسات القديمة، وأثبتت عدم وجود علاقة بين القمر من جهة والإنجاب ودورة الحيض من جهة أخرى، وفي المقابل أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى ارتباط مستوى هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: melatonin hormone) بأطوار القمر، وهو هرمون يساعد على تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، ففي الفترة التي تسبق وتلي طور البدر مباشرة يستغرق الإنسان 5 دقائق إضافيّة حتى يتمكّن من النوم، كما أنّ مدّة نومه تقلّ بمقدار 20 دقيقة، إضافة إلى أنّ النوم يكون أقلّ عمقاً في هذا الوقت، إذ تكون مستويات الميلاتونين مُنخفضة.
تأثير القمر على أنشطة الإنسان
ساهم ضوء القمر في مُساعدة الإنسان على القيام بأنشطته، فمثلاً اعتمد المُزارعون منذ القدم على ضوء قمر الحصاد لمُساعدتهم على العمل في وقت مُتأخّر من الليل لجمع المحاصيل الزراعية من الحقول، وقمر الحصاد هو الاسم الذي يُطلق على القمر في طور البدر بالقرب من تاريخ الاعتدال الخريفي، ويحدث عادةً في شهر سبتمبر/أيلول.
إقرأ أيضا:مما تتكون الشمسيؤثّر القمر أيضاً على المدّ والجزر بفعل جاذبيّته، إذ يجذب المُحيطات نحوه، ممّا يؤدّي إلى ارتفاع مستوى المياه، وبالتالي تشكّل المدّ العالي على جانب الأرض الأقرب إلى القمر، وتُعدّ المعرفة بحركة المدّ والجزر مُهمّة للصيادين، إذ إنّ توقّع وقت حدوث كُلّ منها يُساعدهم على تحديد أماكن الأسماك وتحسين صيدهم، كما تعتمد الملاحة البحريّة وحركة السفن على معرفة أوقات ارتفاع الأمواج، وسرعتها، واتّجاهها.
تأثير القمر على التقويم والفصول
أرشدت أطوار القمر البشر عبر السنين إلى معرفة الوقت والأيام، فالشهر في التقويم القمري يساوي تقريباً الوقت الذي يحتاجه القمر للانتقال من طور البدر ثمّ المرور بباقي الأطوار والعودة لطور البدر مرة أخرى، ومن ناحية أخرى فليس للقمر تأثير فعليّ على الفصول، ولكن نتيجة تغيّر شكل القمر في أطواره المختلفة فقد أطلق الناس عليه فيما مضى عدة أسماء ترتبط بالمواسم المختلفة، ومنها: قمر الحصاد (بالإنجليزية: the Harvest Moon)، وقمر الصقيع (بالإنجليزية: the Frost Moon)، وغيرها.
إقرأ أيضا:ما هي النجوم