هل يوجد طريقة مؤكدة لتشخيص الروماتيزم؟’
جدول المحتويات
يمكن تشخيص الروماتيزم من قبل الطبيب المختص، لكن لا توجد طريقة وحيدة ومؤكدة للتشخيص وإنما يعتمد الطبيب على مجموعة من الفحوصات والصور الإشعاعية للتمكن من تشخيص الحالة، كما أن أعراض الروماتيزم تتشابه مع مجموعة من الحالات المرضية الأخرى، وهو ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة، وتشمل هذه الحالات كل من الذئبة، والتهاب المفاصل الصدفي، وآلام العضلات الروماتيزمية.
‘طرق تشخيص الطبيب للروماتيزم’
يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية التي تنتج عن مهاجمة الخلايا السليمة في الجسم من قبل أجسام مضادة عن طريق الخطأ، مسببًا حدوث التهاب وألم في الأجزاء المصابة من الجسم ومجموعة من الأعراض الأخرى، ويحتاج الطبيب إلى إجراء العديد من الفحوصات البدنية والمخبرية لتشخيص حالة الروماتيزم، وهو ما يتطلب القيام بتحاليل مهمة من أجل تشخيص الروماتيزم.
ومن أبرز طرق تشخيص الطبيب للروماتيزم ما يأتي:
تقييم الطبيب لأعراض الروماتيزم والتاريخ المرضي للمصاب
يبدأ تشخيص الحالة بدراسة الأعراض التي يُعاني منها المصاب، ودراسة مدة الأعراض وتكرارها وشدتها، وتأثيرها أيضًا على الأجزاء المختلفة التي قد تكون مصابة بالروماتيزم، بالإضافة إلى الاطلاع على تاريخ العائلة المرضي، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها فقط بسبب التشابه ما بين أعراض الروماتيزم وأعراض أمراض أخرى وخاصة في المراحل الأولى من المرض.
إقرأ أيضا:علاج النقرص
أما أعراض الروماتيزم التي تهم الطبيب تتضمن:
- الشعور بالألم أو التصلب في أكثر من مفصل.
- الشعور بالتورم أو الألم عند ملامسة أكثر من مفصل.
- خسارة الوزن.
- الحمى.
- الضعف والتعب.
تشخيص الروماتيزم عن طريق الفحوصات المخبرية
تشمل الفحوصات المخبرية لتشخيص الروماتيزم كل مما يأتي:
تحليل العامل الروماتويدي
وهو اختبار يقيس مستوى البروتين (العامل الروماتويدي) الذي ينتجه الجهاز المناعي في الجسم والتي بمقدورها مهاجمة الأنسجة السليمة، مما يؤدي إلى حالات مثل التهاب المفاصل الروماتيدي وغيرها، ويرتبط ارتفاع مستويات هذا العامل بوجود أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، لذا فإن ظهور نتيجة الفحص إيجابية تُشير إلى احتمالية الإصابة بالروماتيزم وليس تأكيدها.
ومن الجدير بالذكر أنّ تحليل العامل الروماتويدي أحيانًا قد يكون طبيعيًا بالرغم من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وقد يكون مرتفعًا لدى بعض الأشخاص الأصحاء، لذا لا يُعد هذا الفحص مؤكدًا لحدوث التهاب المفاصل الروماتويدي، ويحتاج المُصاب في هذه الحالة لإجراء مزيد من الفحوصات للتأكد من الإصابة بالمرض.
إقرأ أيضا:آلام المفاصل
تحليل أضداد ببتيدات السيترولين الدَورَويّة
يشير هذا التحليل إلى وجود الأجسام المضادة الذاتية لببتيدات السيترولين الدَورَويّة التي يُنتجها الجهاز المناعي عند محاربة الأجسام الغريبة، مثل الفيروسات والبكتيريا، والتي يُمكنها أن تهاجم المفاصل أيضًا عن طريق الخطأ في بعض الحالات، وتشير النتيجة الإيجابية إلى وجود هذه الأضداد وهو إشارة إلى الإصابة بالروماتيزم، أو احتمالية الإصابة به في المستقبل بينما ظهور نتيجة سلبية فذلك يعني عدم الإصابة بالمرض.
فحص الأجسام المضادة للنواة
يهدف هذا الفحص إلى تحديد كمية البروتينات داخل نواة الخلية التي تُسمى بالأجسام المضادة للنواة (ANA)، والتي تهاجم عن طريق الخطأ البروتينات الطبيعية في الجسم، مما يُسبب أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتيزم والذئبة وغيرها، ويملك الجسم بطبيعة الحال كميات صغيرة من هذه الأجسام المُضادة، لكن يمكن أن يُشير ارتفاع مستوياتها ووجود كمية كبيرة منها إلى وجود مرض مناعي، وتأتي نتيجة هذا الفحص إما سلبية أو إيجابية.
لكن ليس بالضرورة أن تكون النتيجة الإيجابية دليل على وجود مرض مناعي؛ إذ يجب إجراء مزيد من الفحوصات لتشخيص الحالة؛ إذ يملك الجسم السليم حوالي 3 – 15% من هذه الأجسام المضادة، وتزداد هذه النسبة لدى الأشخاص عند التقدم في العمر، بالإضافة إلى إمكانية ارتفاع مستويات الأجسام المضادة في النواة بسبب:
إقرأ أيضا:ألم الرجلين- تناول بعض العلاجات الدوائية.
- التعرض للعدوى الفيروسية.
- الإصابة بالسرطان.
فحص الدم الشامل
يساعد فحص الدم الشامل على معرفة مستويات خلايا الدم المختلفة وكشف فقر الدم في حال وجوده؛ إذ يعد فقر الدم من الأعراض الشائعة المرافقة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وفيما يأتي النتائج التي يمكن الحصول عليها من هذا الفحص والكميات الطبيعية لها بشكل عام للأشخاص الأصحاء:
- خلايا الدم البيضاء 4.8 -10.8 ألف خلية دم بيضاء في مايكرولتر من الدم.
- خلايا الدم الحمراء 4.7 -6.1 مليون خليةِ دم حمراء لكل ميكروليتر من الدم.
- الهيموغلوبين 14.0 – 18.0 جرام/ديسليتر.
- الهيماتوكريت 42 – 52%.
- الصفائح الدموية 150- 450 ألف صفيحة لكل ميكرولتر من الدم.
فحص سرعة ترسب الدم
يُساهم هذا الفحص في تشخيص الروماتيزم، لكن يجب استخدام نتيجته جنبًا إلى جنب مع النتائج الأخرى والتاريخ المرضي للمصاب نظرًا إلى أنّ سرعة ترسب الدم لا تشير بشكل محدد للالتهاب ويمكن أن تتأثر بعوامل أخرى، وتُقاس نتيجة الترسب بالميلليمترات من السائل الصافي (البلازما) الموجودة في الجزء العلوي من الأنبوب بعد ساعة واحدة، لكن مرة أخرى يجب التذكير بأن نتيجة هذا الاختبار ليست نهائية.
اختبار البروتين المتفاعل CRP
يهدف هذا الاختبار إلى تحري مستويات البروتين الذي ينتجه الكبد كاستجابة لوجود الالتهاب في الجسم، وتُشير المستويات العالية من البروتين إلى وجود الالتهاب أو الحالات المرضية الأخرى مثل أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك الروماتيزم والذئبة، لذا فإنه كلما انخفضت مستويات هذا البروتين كان ذلك أفضل وأقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
والقراءة الجيدة هي أقل من 10 مليغرام/ لتر، في حين لو كانت قيمة التحليل مساوية لهذا العدد أو أكثر، فإنه من الممكن أن يُشير ذلك إلى وجود التهاب كبير في الجسم مثل التهاب المفاصل المناعي الذاتي وغيرها من الأمراض مثل الالتهاب الرئوي والسرطان، ومع ذلك يحتاج الطبيب إلى المزيد من الاختبارات والصور والفحص البدني للتأكد من سبب الارتفاع.
تحليل مستضدات الكريات البيضاء البشرية HLA
يبحث هذا الاختبار في وجود أنسجة مستضدات كريات الدم البيضاء البشرية الموروثة HLA؛ إذ إن 60% من حالات الروماتيزم حالات موروثة، وفي حال وجود هذه الأنسجة فإن احتمالية تطور التهاب المفاصل الروماتيدي يزداد أكثر، وبالطبع تزداد احتمالية وجود أمراض المناعة الذاتية أيضًا.
تشخيص الروماتيزم بالتصوير الإشعاعي
يحتاج الطبيب إلى استكمال التشخيص من خلال الصور الإشعاعية التي تساعد على تحديد مدى شدة الروماتيزم، بالإضافة إلى إمكانية تتبع تقدم المرض مع مرور الوقت، وتشمل الصور الإشعاعية المطلوبة كل من:
- صور الأشعة السينية (X-ray)
والتي تُظهر التلف في المفاصل في حال وجوده ومقداره.
- صور الرنين المغناطيسي (MRI)
والتي توظف أشعة الرنين المغناطيسي من أجل معرفة درجة خطورة المرض.
- صور الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
والتي تُعطي تفاصيل أكثر عن الحالة وتُساعد أيضًا على معرفة درجة خطورة المرض.
‘ملخص المقال’
يؤثر الروماتيزم على المفاصل ويتسبب في ظهور أعراض في عدة مفاصل في آن واحد، وهو ما يمكن أن يسبب التلف في أنسجة هذه المفاصل وظهور أعراض أخرى؛ مثل عدم التوازن والألم الشديد، لذا يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات والتحاليل التي تبحث في وجود عوامل الالتهاب أو الأجسام المضادة المهاجمة للخلايا السليمة؛ كتحليل العامل الروماتويدي وفحوصات الدم الشاملة، بالإضافة إلى الفحص البدني والإشعاعي الذي يؤكد نتائج التحاليل السابقة ويحدد مدى الضرر إن وجد.