حصان طروادة مصطلحٌ واسع الانتشار
جدول المحتويات
حصان طروادة مصطلح قد يغنيك عن آلاف الكلمات، لأنه يساعدك بكلمتين فقط من شرح الموقف بكامله باختصار دون أن تنهك نفسك في التفاصيل المملة، فإن ذكرت “حصان طروادة” في معرض حديثك عن شيء فإن المتلقي سيفهم تلقائياً أنك تقصد شيئاً يحاك في الخفاء تحت غطاءٍ من المودة المزيفة، هو كوضع السم في العسل في ثقافتناً بغية الفتك بخصمٍ عنيد لا يمكن القضاء عليه بشكل علني، ولا يعبر هذا المصطلح عن الحرب فقط كما يظن البعض، بل يتعداه إلى مختلف جوانب الحياة سواء كان ذلك في عالم التجارة أو السياسة أو حتى في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، مروراً بعالم الرياضة والألعاب الذهنية وانتهاءً بدروس التاريخ المتجددة التي تحمل في طياتها المتعة والعبرة والفهم الأعمق للحياة. أعلم عزيزي القارئ أنك جئت إلى هنا والفضول يكاد يقتلك كي تتعرف أكثر على حصان طروادة، لكن لا تقلق ففضولك إيجابي حميد كي تكسب المعرفة وتعلم المزيد أما فضول الطرواديين فقد كان سبب نكبتهم على يد هذا الحصان الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذا المقال.
قصة حصانُ طروادة
حصان طروادة: بحسب الأساطير التي تروي حرب طروادة هو أكبر حصان خشبي في التاريخ وهو حصان خشبي عملاق يبلغ طوله 108 متر ووزنه 3 أطنان، وقد ظهرت سيرة هذا الحصان في الإلياذة التي تتحدث عن حرب طروادة بواسطة هوميروس ذلك الشاعر الإغريقي الشهير والذي يرجع أنه عاش قبل الميلاد بأكثر من 700 عام.
إقرأ أيضا:اجمل القصص القصيرةوبحسب الأسطورة فإنّ حصار الإغريق استمر لمدينة طروادة الحصينة لمدة عشر سنوات، وكان الحصار مرهقاً للإغريق وذلك لأن طروادة كانت مدينة حصينة بجدران حجرية عالية، فابتدعوا حيلةً لإنهاء المعركة. وكانت الحيلة هي حصان خشبي ضخم أجوف من الداخل وقد بني بواسطة إيبوس، وكان الحصان مليئاً بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس الذي خطط لهذه الحيلة الماكرة وأمر بتنفيذها، وقد أوهم الإغريق عدوهم بأنهم قد انسحبوا من المعركة حينما قاموا بحرق خيمهم والإبحار بعيداً، لكنهم في الواقع كانوا يختبئون وراء تيندوس. وقد قام الإغريق بصنع حصان خشبي في مدة ثلاثة أيام، ثم قدم الإغريق الحصان الخشبي كهدية وعربون سلام ومحبة واعتذار لأهل طروادة، ورغم الشكوك التي حامت حول الحصان الخشبي، إلا أن الجاسوس الإغريقي سينون قد نجح في إقناع الطرواديين بأن الحصان هدية رغم تحذيرات البعض مثل لاكون وكاساندرا، وقد قام هيلين وديفوبوس بفحص الحصان لكنهم لم يكتشفوا الحيلة. فأمر الملك بعدها بإدخال الحصان إلى المدينة وسط احتفالاتٍ صاخبةٍ بالنصر.
كانت احتفالات طروادة عظيمة بهذا النصر، وكان أهلها في حالة سكر في الليل، فاستغلت القوات الخاصة المتواجدة في داخل الحصان العملاق وقد كان عددهم ثلاثون رجلاً هذه الحالة وقد كان هؤلاء الجند من خيرة جند الإغريق وخرجوا من الحصان، وفتحوا بوابات المدينة أمام بقية الجيش ليدخلوها دون أي مقاومةٍ تذكر، وقام جيش الأغريق بقتل الرجال بلا رحمة وأخذ النساء والأطفال كعبيد ونهب المدينة بالكامل. وقد نجا إينياس وقليل من الطرواديين من هذه المذبحة المروعة وقتل باريس.
إقرأ أيضا:ما هو حصان طروادهوحرب طروادة هي واحدة من أشهر الحروب في التاريخ الإنساني، وقد تم تخليدها في ملحمتي هوميروس الإلياذة والأوديسة. وكانت مدينة طروادة الأسطورية تحت حكم الأمير هيكتور والأمير باريس، وكان الأمير باريس سبباً رئيسياً في اندلاع الحرب حينما خطف هيلين ملكة اسبرطة وزوجة مينلاوس. ومن الجدير بالذكر أن العرافة كاساندرا تنبأت بأن دمار طروادة سيكون على يد الأمير الذي سيولد، فأمر الملك برايم بقتل المولود بعد ولادته، لكن الحاجب لم ينفذ الأمر وترك الرضيع في العراء وذهب وقد كان هذا الرضيع هو الأمير باريس والذي تسبب برعونته في كل هذه الحرب.
هل حرب طروادة وقعت بالفعل
طروادة الحقيقية موجودة في آسيا الصغرى منذ 3000 عام قبل الميلاد، وموقعها هو الاناضول في تركيا حالياً، وكانت تقع على الطرف الجنوبي لمضيق الدردنيل الذي كان يسمى وقتها بهيليسبونت. وقد كانت مدينةً غنية بالذهب والموارد الطبيعية وكانت تشتهر بالرعي والتجارة، ويعتقد بأن الحروب التي كانت تشهدها هذه المنطقة كان السبب وراءها الأهمية التجارية لهذه المنطقة. أما طروادة الأسطورية فلا زال الغموض يكتنفها حتى هذه اللحظة، ورغم أن اليونانيين القدماء اعتقدوا بأن الحرب وقعت بالفعل، وقدروا وقت وقوعها في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد. إلا أن العلماء في عصرنا الحاضر لم يبثت لديهم بالدليل القاطع أن المعركة قد وقعت بالفعل، لكنهم وجدوا آثاراً في موقع مدينة طروادة لعدة مدن بنيت ودمرت عبر التاريخ إما بواسطة الزلازل أو الحروب وبعضهم رجح أن تكون إحدى هذه المدن قد حوصرت وأحرقت بالفعل، ولا زال البحث والجدل مستمراً حول هذا الموضوع حتى وقتنا الحاضر.
إقرأ أيضا:قصة فلة والأقزام السبعةتأثير حصان طروادة في مختلف المجالات
لقد أصبح حصان طروادة مضرب مثل على تكتيك المكيدة المختفية خلف الابتسامة الصافية، وأصبح هذا المصطلح يرمز لما في ظاهره منفعة وباطنه يحمل الضرر الكبير،، وقد تأثر بفكرة هذا الحصان الكثير من السياسيين والعسكريين والإعلاميين والكتاب والأدباء والفنانين وأصبح هذا المصطلح من أكثر المصطلحات انتشاراً في المفاهيم الثقافية والأمنية والعسكرية والسياسية وقد ظهرت العديد من البرامج الوثائقية والأعمال السينمائية والكارتون وحتى الألعاب الإلكترونية وكذلك المنحوتات الصغيرة والكبيرة واللوحات الفنية التي تتحدث عن حرب طروادة وحصانها الشهير.
فيروس حصان طروادة
وهو نوع من البرامج السيئة الضارة يتم تحميلها بشكل خفي مع برامج تبدو مفيدة وذات شعبية عالية، وبمجرد وصولها إلى الحاسوب تقوم ببعض المهام السرية ومنها إضعاف قدرة الكمبيوتر عن الدفاع ضد الفيروسات أو اختراق الجهاز وسرقة بعض البيانات. وقد تم اشتقاق اسمها من حصان طروادة الخشبي الذي ذكر في الأساطير اليونانية، لأنها تقدم نفسها أمام الضحية على أنها غير مؤذية ومفيدة من أجل إقناعهم أن يقوموا بتثبيتها على حواسيبهم الشخصية كما قام أهل طروادة بأنفسهم بجر الحصان العملاق إلى مدينتهم الحصينة وتسببوا في دمارها.
حرب طروادة وحصانها الشهير قصة لم تنتهي بعد
وسواء كان الشاعر هوميروس قد نقل لنا معركةً قد حدثت بالفعل أو كان قد ابتدع القصة بكاملها بخياله الخصب، فإن هذه القصة المثيرة قد أثرت في الكثير من البشر وانتقلت عبر جميع اللغات وللكثير من الثقافات، ومنحتنا فكرةً عن أن الحرب المدمرة قد تندلع لأسبابٍ تافهة جداً، وعرفنا من خلالها فن المكيدة الحربية وأن فكرة صغيرة قد تغير مجرى التاريخ فتدفن حضارةً تحت الركام وقد تقيم مكانها حضارةً أخرى، إن حرب طروادة وحصانها الشهير تثير فضول العلماء والباحثين لكشف المزيد من الحقائق حول ما حدث لهذه المدينة في تلك الحقبة التاريخية الغامضة، لا شك أن الكثير قد باتوا يميلون إلى أن حرب طروادة وحصانها الخشبي الشهير قد حدثت فعلاً بناءً على الاكتشافات الأثرية المتعاقبة التي وجدت في موقع المدينة واستناداً إلى المنطق الذي يتعلق بكثرة التفاصيل المتعلقة بالمعركة وكثرة أبطالها التي ذكرهم الشاعر الإغريقي هوميروس والتي من الصعب أن تكون جميعها من خيال المؤلف الخصب. وعلى كل الأحوال ستبقى حرب طروادة من أشهر الحروب التي وثقها الإنسان على مر الأزمان وسيبقى حصانها مصطلحاً تتداوله الألسنة بمختلف اللغات حول العالم.