تلوث الماء والهواء
جدول المحتويات
يُمكن تعريف التلوث أو ما يُعرف بالتلوث البيئي (بالإنجليزية: Environmental Pollution) بأنّه زيادة أحد أشكال الطاقة المختلفة كالطاقة الصوتيّة، والطاقة الحراريّة في بيئة معينة، أو زيادة نسبة المواد المختلفة بأشكالها الغازيّة أو السائلة أو الصلبة في تلك البيئة، بحيث تصبح غير قادرة على إعادة تدويرها، أو تحليلها، أو تبديدها، أو التقليل من آثارها، أو تخزينها بشكل لا يضر بالبيئة، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تتأثر الأنظمة البيئيّة البعيدة عن مصدر التلوث بهذه الملوثات، ومن أسباب التلوث البيئيّ: المواد الكيميائيّة السامة الناتجة عن العمليّات الصناعة الواحدة، والدخان المتصاعد الذي يملأ سماء المدن، والنفايات المتطايرة -بفعل الرياح- بعيداً عن المكبات المخصصة لها، والمغذيات التي تنشأ من المزارع وينتهي بها المطاف إلى الأنهار، وتصل جميع هذه الملوثات إلى الماء والهواء وتسبب تلوثها.
تلوّث الماء
يُعرَّف تلوث المياه (بالإنجليزية: Water Pollution) بأنّه تأثر مصادر المياه ببعض المواد التي تجعل منها غير ملائمة للاستخدام في العديد من الأنشطة؛ كالطبخ، والسباحة، والشرب، والتنظيف، ومن هذه الملوثات: الطفيليّات، والبكتيريّا، والنفايات، والمواد الكيميائيّة التي ينتهي بها المطاف إلى مصادر المياه المختلفة.
تساهم المواد الكيميائيّة المختلفة في تلوّث المياه السطحيّة، حيث تُعدّ الممرات المائيّة مصدراً لمياه الشرب في كثير من الأحيان، إضافة إلى أنّها تستخدم في التنظيف، والغسيل، ومختلف النشاطات الحياتية، وتُعدّ واحدة من الأماكن المناسبة لصيد الأسماك، وقد تتصل الممرات المائيّة ببعض الآبار التي تُستخدَم للشرب أيضاً، وقد تصل المواد الكيميائيّة أيضاً إلى البحار مسببة العديد من المخاطر الصحيّة للبشر، الناتجة عن تُلوّث بعض المصادر الغذائيّة للإنسان كالأسماك، حيث إنّ زيادة نسبة الزئبق في الأسماك والتركيزات المنخفضة للديوكسينات وثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزية: Polychlorinated Biphenyls) الناتجة عن تلوّث المياه، قد تشكّل خطراً على صحة البشر.
إقرأ أيضا:بحث عن تلوث التربةكما تُعدّ المياه الجوفيّة أيضاً واحدة من مصادر الشرب الرئيسيّة للبشر، وقد تتأثر بتلوث التربة في كثير من الأحيان، حين تتسرب بعض المواد الكيميائيّة الضارة، مثل: الفلوريد، والزرنيخ من التربة الملوّثَة إليها، ويُمكن أن تتسرب الملوثات الكيميائيّة إلى المياه الجوفية عن طريق مكبات النفايات الخاصة بالمواد الخطرة عندما تكون مصممة بشكل سيئ، وما يميّز المياه الجوفية أنّها تُصفَّى من الملوِّثات أثناء تصريفها إلى باطن الأرض؛ نتيجة مرورها بطبقات الأرض المختلفة التي تتكون من الرمال، أو الصخور، أو الطين.
تلوّث الهواء
يُعرَّف تلوث الهواء (بالإنجليزية: Air Pollution) بأنّه الهواء الذي يشتمل على العديد من الملوِّثات مثل: الغازات ذات النسب أو التراكيز العالية، والجزئيّات الدقيقة، والأبخرة الضارة، وغيرها من المواد التي يحملها الهواء وتتسبب بالعديد من الأضرار الصحيّة المختلفة، وتنتج هذه الملوِّثات عن بعض المصادر الطبيعة إلّا أنّ الكثير منها ينشأ من مصادر بشريّة مثل: عمليات احتراق الوقود لإنتاج الطاقة، وعمليات احتراق الوقود في المركبات، وعمليات الاحتراق اللازمة للطهي، إضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي يقوم بها البشر.
تتعاون منظمة الصحة العالمية مع العديد من الدول لمراقبة جودة الهواء وتحسينها، إذ يساهم تلوث الهواء بشكل كبير في تغيير المناخ، كما يتسبب في وفاة حوالي 7 ملايين شخص كل عام تقريباً؛ لأنّ الملوثات تُسبب التهابات حادة في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أمراض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، وغيرها من الأمراض، وتشير دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 9 من كل 10 أشخاص يتعرضون لمستويات عالية من الهواء الملوَّث، وتعاني الدول الحضرية ذات الدخل المنخفض والمتوسط من ارتفاع نسبة تلوث الهواء أيضاً؛ إذ يتنفس 80% من سكان هذه الدول هواءً يتجاوز الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالميّة.
إقرأ أيضا:التخلص من النفاياتالأعباء المترتبة على تلوث الماء والهواء
حسب العديد من الدراسات قُدرت نسبة الأعباء العالميّة المترتبة على الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي بنسبة تراوحت بين 23- 30% بين عامي 1997-1999م، وتشتمل هذه الأعباء على العديد من الأمراض المعدية التي تتعلق بنظافة الأغذية، ومياه الشرب، ومياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى الأمراض المنقولة عن طريق النواقل البيئيّة مثل الملاريا وأمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن تلوث الهواء الداخلي بسبب عمليات احتراق الكُتَل الحيويّة (بالإنجليزية: Biomass).
إقرأ أيضا:بحث حول المحافظة على الماءكما سُجّلت عام 2016م حوالي 829,000 حالة وفاة كان سببها الإسهال الناتج عن الأمراض التي سببتها مياه الصرف الصحي ومياه الشرب غير النظيفة، وهو يمثّل ما نسبته 1.9% من العبء العالمي للمرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ التحسينات التي تطال تحسين جودة مياه الشرب، والصرف الصحي، والنظافة، وإدارة موارد المياه، يُمكنها أن تقلل من عبء المرض العالمي حوالي 10% في جميع دول العالم.