تلوث الهواء
يُمكن تعريف تلوث الهواء (بالإنجليزية: Air pollution) بأنه احتواء الهواء على مزيج من الجسيمات والغازات بتراكيز ضارة؛ حيث يمثّل كل من: الدخان، والسناج، وحبوب لقاح النباتات، وغاز الميثان، وثاني أكسيد الكربون أمثلة على بعض ملوثات الهواء الشائعة، ويجدر بالذكر أن تلوث الهواء يمكن له أن يشمل الهواء الطلق خارج المنازل، إضافة إلى الهواء في الأماكن الداخلية، وبشكل عام يشكّل تلوث الهواء تهديداً كبيراً على المناخ وعلى الصحة؛ فقد يؤدي استنشاق الهواء الملوّث إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة؛ مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي الحادة، وسرطان الرئة، مما يسبّب بالتالي حدوث حوالي سبعة ملايين حالة وفاة مبكّرة كل عام.
أسباب تلوث الهواء
يحتوي الهواء الملوث على غازات وجسيمات عالقة صلبة وسائلة تُعرف باسم الهباء الجوي (Aerosols)، وقد تنبعث هذه الملوثات من مصادر طبيعة، ومن الأنشطة البشرية؛ مثل الزراعة، والصناعات الكيميائية والتعدين، وعمليات معالجة النفايات، بالإضافة إلى حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة الكهربائية، وفي وسائل النقل، وفي الأنشطة الصناعية، والمنازل، وبشكل عام تُقسم مصادر تلوث الهواء إلى أربعة أنواع رئيسية هي:
- مصادر متنقلة (Mobile sources): مثل السيارات، والشاحنات، والحافلات، والطائرات، والقطارات.
- مصادر ثابتة (Stationary sources): مثل محطات الطاقة، ومصافي تكرير النفط، والمنشآت الصناعية، والمصانع.
- مصادر مرتبطة بمناطق معينة (Area sources): مثل المناطق الزراعية، والمدن، ومناطق حرق الأخشاب.
- مصادر طبيعية (Natural sources): مثل الغبار الناتج عن حركة الرياح، وحرائق الغابات، والبراكين.
أهم ملوثات الهواء
من أهم ملوّثات الهواء الجوي ما يلي:
إقرأ أيضا:كيف أحافظ على بيئتي- أكاسيد الكبريت (Sulfur Oxides, SOX): وهي غازات سامة ناتجة عن الأنشطة البركانية، والعمليات الصناعية، ومن أشهرها غاز ثاني أكسيد الكبريت:(SO2)، وثالث أكسيد الكبريت (SO3).
- أكاسيد النيتروجين (Nitrigen Oxides, NOX): من أشهرها أول أكسيد النيتروجين (NO)، وثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأكسيد النيتروز (N2O)، ومن أشهر مصادرها: عوادم السيارات، ومحطات الطاقة الكهربائية، وحرق الأنواع المختلفة من الوقود، وتدخين السجائر، والطلاء الكهربائي، وعمليات اللحام، وما إلى ذلك، وينتج عن اتحادها مع ثاني أكسيد الكبريت ما يُعرف باسم المطر الحمضي (بالإنجليزية: Acid Rain).
- أول أكسيد الكربون (Carbon Monoxide, CO): وهو غاز شديد السمية، ينتج من عمليات الاحتراق غير الكاملة للكربون، أثناء عمليات حرق الوقود.
- ثاني أكسيد الكربون (Carbon Dioxide, CO2): يوجد بشكل طبيعي في الهواء الجوي، والأراضي، ويعتبر من غازات الدفئية، التي تمتص الحرارة مسببة ظاهرة الانحباس الحراري، ويمكن له أن ينتج عن الأنشطة البركانية، أو ينابيع المياه، أو من حرق الوقود، وقد يكون ساماً عند استنشافه في الأماكن المغلقة خصوصاً.
- المركبات العضوية المتطايرة (Volatile Organic Compounds, VOCS): وهي مركبات تحتوي على الكربون، ويمكن لها أن تتحوّل بسرعة إلى أبخرة أو غازات، وتنتج عن العديد من العمليات مثل حرق البنزين، أو الفحم، أو الغراء، أو منتجات التنظيف الجاف، ولا تعتبر جميع هذه المركبات سامة إلا أن لها بعض التأثيرات السلبيىة اعتماداً على نوعها، ومدة التعرض لها، وكثافتها في الهواء.
- الزئيق في الحالة الغازية (Hg in Gaseous form): ينتج من محطات توليد الطاقة، وغيرها من المصادر لينتشر في الهواء، والماء، والتربة.
- الملوثات المشعة (Radioactive Pollutants): تنتج من الأنشطة البشرية التي تتمثل بتعدين ومعالجة المواد المشعة، وتخزين والتخلص من المخلّفات الإشعاعية، واستخدام التفاعلات الإشعاعية لإنتاج الطاقة؛ مثل محطات الطاقة النووية، وغيرها.
- الأمونيا (Ammonia, NH3): يمكن للأمونيا أن تتكوّن طبيعياً، أو أن يتم تصنيعها.
- الجسيمات المعلقة (Particulate Matter, PM): وهي قطرات سائلة وجسيمات صلبة متناهية الصغر، تبقى معلقة في الهواء، وتختلف الأضرار الصحية التي تسببها باختلاف حجمها، فهناك نوعان منها:
- جسيمات 2.5 (PM2.5): وهي الجسيمات التي يبلغ قطرها 2.5 ميكروميتر أو أقل، وبالتالي فهي صغيرة لدرجة تمكّنها من المرور عبر الرئتين إلى مجرى الدم، وقد أثبتت الأدلة الآثار الصحية الضارة التي تنتج عن التعرّض لهذه الجسيمات على مدى فترات زمنية طويلة.
- جسيمات 10 (PM10): وهي الجسيمات التي يبلغ قطرها 10 ميكروميتر أو أقل، وهي تتضمن الجسيمات ذات الحجم 2.5 أيضاً، ويمكن لهذه الجسيمات المرور عبر الحلق والأنف والدخول إلى الرئتين بمجرد استنشاقها، لتؤثر على القلب والرئتين وتسبب آثاراً صحية خطيرة.