هناك العديد من الأبيات الشعريّة الّتي قالها المتنبّي تحتوي على حكمٍ فاقت العديد من الكتب، وسنذكر لكم في هذا المقال بعض الحكم الّتي قالها المتنبّي والّتي تصف الحياة في واقعها.
- إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
- وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- أبيني أبيناً نحن أهل منازل
- أبداً غراب البين فيها ينعق
- وإذا كانت النّفوس كبارا
- تعبت في مرادها الأجسام
- ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه
- تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن
- ومن صحب الدّنيا طويلاً تقلّبت
- على عينه حتّى يرى صدقها كذبا
- فحبّ الجبان نفسه أورده البقا
- وحبّ الشجاع الحرب أورده الحربا
- حسن الحضارة مجلوب بتطريةٍ
- وفي البداوة حسن غير مجلوب
- شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به
- و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم
- وأتعب خلق الله من زاد همّه
- وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه
- ومن يهن يسهل الهوان عليه
- ما لجرحٍ بميت إيلام
- وفي تعب من يحسد الشّمس نورها
- ويجهد أن يأتي لها بضريب
- ما الخلّ إلّا من أودّ بقلبه
- وأرى بطرف لا يرى بسوانه
- فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي
- والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا
- كثير حياة المرء مثل قليلها
- يزول وباقي عيشه مثل ذاهب
- ولست أبالي بعد إدراكي العلا
- أكان تراثاً ما تناولت أم كسبا
- وكم ذنب مولده دلال
- و كم بعد مولده اقتراب
- و ما الخيل إلّا كالصديق قليلة
- وإن كثرت في عين من لا يجرّب
- وكلّ امرئ يولي الجميل محبّب
- وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب
- وأظلم أهل الظلم من بات حاسد
- لمن بات في نعمائه يتقلّب
- أعزّ مكان في الدّنى سرجٌ سابح
- و خير جليس في الزّمان كتاب
- ومن جهلت نفسه قدره
- رأى غيره منه ما لا يرى
- عش عزيزا أو مت وأنت كريم
- بين طعن القنا وخفق البنود
- فاطلب العزّ في لظى ودع الذلّ
- ولو كان في جنان الخلود
- لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
- وبنفسي فخرت لا بجود ودّي
- صغرت عن المديح فقلت أهجي
- كأنّك ما صغرت عن الهجاء
- ما الخلّ إلّا من أود بقلبه
- وأرى بطرف لا يرى بسوائه
- أظمتني الدنيا فلما جئتها
- مستسقياً مطرت عليّ مصائبا
- وقد فارق النّاس الأحبّة قبلنا
- وأعيا دواء الموت كلّ طبيب
- وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها
- فإنّ في الخمر معنى ليس في العنب
- وما الصارم الهندي لا كغيره
- إذا لم يفارقه النّجاد وغمده
- و إذا الحلم لم يكن طباع
- لم يكن عن تقادم الميلاد
- وكاتم الحبّ يوم البين منهتك
- وصاحب الدّمع لا تخفى سرائره
- إنّي لأعلم واللبيب خبير
- أنّ الحياة وإن حرصت غرور
- وقنعت باللقيا وأوّل نظرة
- إنّ القليل من الحبيب كثير
- إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص
- على هبة فالفضل فيمن له الشكر
- ومن ينفق الساعات في جمع ماله
- مخافة فقر فالّذي يفعل الفقر
- وإنّي رأيت الضرّ أحسن منظرا
- وأهون من مرأى صغير به كبر
- وما في سطوة الأرباب عيب
- ولا في ذلّة العبدان عار
- وقد يتزيّا بالهوى غير أهله
- ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
- و ما انتفاع أخي الدّنيا بناظره
- إذا استوت عنده الأنوار والظلم
- على قدر أهل العزم تأتي العزائم
- وتأتي على قدر الكرام المكارم
- وما كلّ بمعذور ببخل
- و لا كلّ على بخل يلام
- ذلّ من يغبط الذليل بعيش
- ربّ عيش أخف منه الحمام
- كلّ حلم أتى بغير اقتدار
- حجّة لا جيء إليها اللئام
- إذا غامرت في شرفٍ مروم
- فلا تقنع بما دون النجوم
- فطعم الموت في أمرٍ صغير
- كطعم الموت في أمرٍ عظيم
- يرى الجبناء أن العجز عقل
- وتلك خديعة الطبع اللئيم
- وكلّ شجاعة في المرء تغني
- ولا مثل الشجاعة في الحكيم
- وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
- وافته من الفهم السقيم
- والهمّ يخترم الجسيم نحافة
- ويشيب ناصية الصبيّ ويهرم
- ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله
- و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم
- لا يخدعنّك من عدوٍّ دمعه
- وارحم شبابك من عدوٍّ ترحم
- وإذا أتتك مذمّتي من ناقص
- فهي الشّهادة لي بأنّي كامل
- لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
- حتى يراق على جوانبه الدم
- إذا رأيت نيوب الليث بارزة
- فلا تظنّ بأنّ الليث يبتسم
- و لم أر عيوب الناس عيباً
- كنقص القادرين على الكمال
- و إذا لم يكن من الموت بدٌّ
- فمن العجز أن تموت جباناً
- لا خيل عندك تهديها ولا مال
- فليسعد المنطق إن لم يسعد الحال
- يهون علينا أن تصاب جسومنا
- وتسلم أعراض لنا وعقول
- وإنّي من قوم كأنّ نفوسهم
- بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
- لا تشتري العبد إلّا والعصا معه
- إنّ العبيد لأنجاسٌ مناكيد
- وما التأنيث لاسم الشّمس عيب
- ولا التّذكير فخرٌ للهلال
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- أنا الغريق فما خوفي من البلل