تعرّف الحكمة بأنّها قولٌ سديد أو فعلٌ صوابٌ رشيد لا يقوله أو يفعله إلّا صاحب عقلٍ كبير ومتّزن، ويكون في العادة صاحب الحكمة كبيرٌ في السن، ولكن هذا لا يعني أنّها غير موجودة لدى صغار السن.
واحتوى شعرنا العربيّ على حكمٍ عديدة، فلو بحثنا مثلاً عن الإمام الشافعي والمتنبّي لوجدنا أنّ أشعارهما مليئة بالحكمة والموعظة، وسنذكر لكم في هذا المقال بعض الأشعار الّتي احتوت على الحكمة.
الحكمة في أشعار العرب
- نعيب زماننا والعيب فينا
- وما لزماننا عيبٌ سوانا
- ونهجو ذا الزّمان بغير ذنبٍ
- ولو نطق الزمان لنا هجانا
- وليس الذئب يأكل لحم ذئب
- ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
- الدّهر يومان ذا أمنٍ وذا خطر
- والعيش عيشان ذا صفوٍ وذا كدر
- أما ترى البحر تعلو فوقه جيفه
- وتستقرّ بأقصى قاعه الدرر
- وفي السماء نجومٌ لا عداد لها
- وليس يكسف إلّا الشمس والقمر
- تموت الأسود في الغابات جوعاً
- ولحم الضأن تأكله الكلاب
- وعبدٌ قد ينام على حرير
- وذو الأنساب مفارشه التراب
- قالوا سكتّ وقد خوصمت قلت لهم
- إنّ الجواب لباب الشرّ مفتاح
- والصمت عن جاهلٍ أو أحمق شرف
- وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
- أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
- والكلب يخسى لعمري وهو نباح
- إنّ الفقيه هو الفقيه بفعله
- ليس الفقيه بنطقه ومقاله
- وكذا الرّئيس هو الرّئيس بخلقه
- ليس الرئيس بقومه ورجاله
- وكذا الغنيّ هو الغنيّ بحاله
- ليس الغنيّ بملكه وبماله
- إن أنت أكرمت الكريم ملكته
- وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- توكّلت في رزقي على الله خالقي
- وأيقنت أنّ الله لا شكّ رازقي
- وما يك من رزقٍ فليس يفوتني
- ولو كان في قاع البحار العوامق
- سيأتي به الله العظيم بفضله
- ولو لم يكن منّي اللسان بناطق
- ففي أيّ شيءٍ تذهب حسرة
- وقد قسم الرّحمن رزق الخلائق