الطلاق
وهو حل رباط الزواج، وإنهاء العلاقة التي تربط الزوجين، وتحريرهما عاطفيّاً وروحيّاً بهدف إرضائهما، والوصول للاستقرار النفسيّ والسعادة الداخليّة، وهو خطوّة نهائيّة يلجئان لها عندما لا تنجح علاقتهما، ولا تُحقق الهدف والمقصد المرجو منها، بغضّ النظر عن الأسباب المؤديّة له، لكن قبل الإقدام على هذا القرار المصيري الذي يُمكن أن يكون له آثار طفيفة على الأسرة خاصةً عند وجود الأطفال، لا بد من مُحاولة إيجاد حلول مدروسة وفعّالة لإعادة التوازن والاستقرار للعلاقة، واستعادة الحب والتوافق والرضا بينهما، وإنقاذ سعادتهما وحياتهما الأسريّة، وتحقيق التناغم والانسجام الزوجي من جديد.
حلول لتجنّب مشكلة الطلاق
هنالك بعض الحلول التي يُمكن للزوجين اتّباعها لتجنّب الطلاق واستعادة العلاقة الصحيّة من جديد، ومنها:
التواصل الجيّد والحفاظ على مبادئ الزواج وأساسياته
يلعب التواصل الجيّد دوراً هاماً في الحفاظ على المودة والألفة والعلاقة المتوازنة المُترابطة بين الزوجين، ويُمكن الحفاظ عليه وتعزيزه باتباع النصائح الآتية:
- الاهتمام وتحسين أسلوب التواصل: حيث إنّ انقطاع الاهتمام، وانشغال الزوجين بمسؤوليات الحياة، وظروف العمل، والعلاقات الاجتماعيّة الأخرى قد ينتج عنه مُباعدة المسافة بينهما، وشعور كل منهما بعدم اهتمام الطرف الآخر به وإهماله، أو الشك في مشاعره والخوف من الاستمرار معه، بالتالي لا بدّ من تعزيز أساليب التواصل، والعمل على التقرّب من بعضهما، وتشارك الاهتمامات، والمشاعر الجميلة، والصعوبات، والأحلام، والأهداف بشكلٍ مُنتظم.
- التسامح والمغفرة: تنهار بعض العلاقات الزوجيّة بسبب عدم قدرة الزوجين على المُسامحة وإعطاء الفرص، رغم اعتذار الشريك واعترافه بخطأه وطلبه مغفرة الطرف الآخر، إلا أنه بالمقابل يرفض المُصالحة، وهنا يجب التنويه لضرورة تقبّل الخطأ كصفة بشريّة يقع بها الجميع، وأنّ العلاقة الزوجيّة الثمينة تتطلب تقديم التنازلات وإعطاء المزيد من الفرص لدعمها والحفاظ عليها، ويُمكن عتاب الشريك، وأخذ موقف وفرصة للتفكير لتأنيب الشريك على خطأه وإشعاره بالمسؤوليّة لكن بأسلوب ودّي ومُهذّب، ثم إكمال ومتابعة الحياة الزوجيّة بانسجامٍ وحبٍّ معاً.
- الاحترام المُتبادل: يجب على الزوجين احترام بعضهما البعض، وتقدير كل منهما لشريكه، حيث إن الاحترام هو أحد أساسيات الزواج الصحي الناجح، وسبب رئيسي لاستمرار العلاقات ورضا الزوجين عن بعضهما، ويُمكن التعبير عنه باستمرار عن طريق تذكير الشريك بالمشاعر العظيمة التي يُكنها الطرف الآخر له، وامتنانه لوجوده، وتقديره لمكانته ودوره كنصفٍ مُكمّل له، وعدم الاكتفاء بالوقت والعشرة لإظهار مشاعر الاحترام بل التحدث عنها باستمرار، والتصّرف بطريقة تُعبر عنها.
حل المشاكل الزوجيّة
يجب على الزوجين الاتفاق من البداية على إيجاد طُرق سليمة وصحيحة لإدارة خلافات ومشاكل العلاقة، وتخطي العقبات والمصاعب التي تواجه الأسرة لاحقاً، ومن هذه الطرق ما يأتي:
إقرأ أيضا:ما حقوق الزوجة على زوجها- تدوين الزوجين قائمة بالمشاكل الرئيسيّة التي تُهدد استقرار علاقتهما بين الحين والآخر، تتضمن حلولاً وأهدافاً حقيقيّة، والتعاهد على التغيير من أنفسهما، ووضع أولويّة جعل العلاقة صحيّة وناجحة في المُقدّمة.
- تشارك الزوجين الإصلاح معاً من خلال اعتراف كل منهما بالخطأ والاجتهاد لتصحيحه، والوصول لاتفاقات بنّاءة من خلال توضيح كل منهما سبب تصرّفاته للطرف الآخر، واعترافه بالخطأ وتحمّل عواقبه بصدق.
- التحليّ بالنضج والهدوء وتجنّب استخدام الأساليب العدوانيّة، أو الغضب وإلقاء اللوم على الطرف الآخر، بل التواصل بشكلٍ إيجابي وجدّي وصادق واستخدام الحوار الهادف؛ لإيجاد حلول منطقيّة للمشاكل وضمان عدم تفاقمها، بالتالي صُنع فجوة كبيرة بينهما.
إشعال العاطفة والحفاظ على المشاعر العميقة بين الزوجين
قد يكون السبب وراء الطلاق أحياناً عدم شعور الزوجين بالعاطفة والحب التي يدعم استمرار العلاقة الحميمة والمودة بينهم، وبالتالي لا بد من إشعار الشريك بالحب والودّ، والتعبير عن العواطف الدافئة التي توثق رباط القلوب وتُقرّبها، وذلك بالطرق الآتيه:
- ممارسة الأنشطة والهوايات المُختلفة التي توطّد علاقة الزوجين، وتكسر الملل والروتين الحياتي لهما، وتُجدد طاقتهما الإيجابيّة وشغفهما للعلاقة والحياة معاً.
- قضاء الزوجين بعض الأوقات الهادئة والرومانسيّة معاً بانتظام، وتخصيص مساحة خاصة لهما بعيداً عن ضجيج ومسؤوليات الزواج والأسرة؛ للحفاظ على العواطف الدافئة والمحبّة والألفة بينهما.
- الاهتمام بالجاذبيّة الشخصيّة للأزواج التي هي سبب لجذب الشريك وكسب إعجابه، والتقرّب منه.
- مُغازلة الزوجان لبعضهم، واستخدام التعابير اللفظيّة الصريحة ولغة الجسد العفويّة؛ لإبقاء شعلة الحب مُضاءة في حياتهما، وتعبيراً عن الرغبة الصادقة بالبقاء مع الشريك والتمسك به للأبد.
إدخال وسيط بين الزوجين
يُمكن للزوجين الاستعانة بوساطة شخصٍ آخر لُمساعدتهما على تحسين العلاقة، وإنقاذ زواجهما، واستعادة التوازن الأسري، عن طريق طلب المشورة والنصيحة من قبل الوالدين، أو أحد الأشخاص المُقربين لهما، أو اللجوء لاستشاري العلاقات الزوجيّة الذي يُقدم لهم حلولاً مُناسبة وطُرق جيّدة لمُعالجة مشاكلهما بعد تقييمها، أو مُساعدتهم على الانفصال بشكلٍ سلميّ، بحيث يكون الطلاق الحل الأمثل لهما، لكنه يُصبح وديّاً وأقل ضرراً وتأثيراً على الأسرة بما فيها الزوجين والأطفال.
إقرأ أيضا:التعامل مع الزوج العنيدحلول للحصول على طلاق سلميّ
يكون الطلاق رغم صعوبته أمراً لا بد منه أحياناً عند تعسّر استمرار الحياة الزوجيّة، ومحاولة الزوجين انقاذ العلاقة دون جدوى، ويُمكن الحصول على طلاقٍ سلميّ باتباع النصائح والحلول الآتية:
- التأكد من أنّ الزوجين قاما بجميع ما يُمكن القيام به للحفاظ على علاقتهما وإنقاذها، وأنّ الطلاق كان أمراً حتميّاً لا يُمكن التراجع عنه وفي صالح الجميع.
- التزام كلا الوالدين بالبقاء مع أطفالهم بغضّ النظر عن حتميّة الطلاق، إلا أنهما لا يزالان يقدران ثمرة الزواج الثمينة التي يجب عدم التخلي عنها، أو التقصير في أداء حقوقهم والانشغال عنهم بل الاهتمام بهم وعنايتهم بشكلٍ أكبر، إضافةً لتوعيتهم بأنّ الطلاق قرار يخدم مصلحة الجميع وهو أفضل من الشجار الدائم أمامهم، وهو طريقة لحفظ الود والاحترام بينهم رغم الانفصال.
- في حالة عدم وجود أطفال وانفصال الزوجين، يُفضّل عدم التواصل مع الطرف الآخر عندما يؤذي ذلك مشاعر الزوج ويؤلمه، وأخد فرصةٍ كافيةٍ للتخلص من مشاعر الحزن والانزعاج، والتحلّي بالصبر والابتعاد عنه قدر الإمكان، لكن يُمكن أن تنشأ علاقةً مبنيّة على الاحترام والأدب بينهما عندما يكون كلا الطرفين مُتقبلان لقرار الانفصال، وبالتالي السؤال عن الطليق بين الحين والآخر وتفقّد أحواله من باب الاحترام فقط.
- نُضج المرء وتقبّله لفكرة الطلاق يجب أن يجعله يُدرك حجم أخطائه وصفاته السلبيّة التي كانت سبباً لعدم اتزان علاقته مع شريكه، وعدم إلقاء اللوم عليه فقط، بالتالي العمل على تقويم سلوكه وتطوير ذاته؛ استعداداً لبدء علاقات جديدة يجب أن تكون صحيّة أكثر، وأن يكون قد أخذ عبرةً يستفيد بها من أخطائه السابقة وتضمن له عدم تكرارها
- اعتناء المرء بنفسه جيّداً، وتقبّل الدعم والحب والمُساعدة من الأشخاص المُحيطين به، خاصةُ الأصدقاء والعائلة والأشخاص المُقربين إلى قلبه، والذين يثق بهم، وممارسة الرياضات أو الأنشطة المُختلفة؛ للخروج من التوتر والإجهاد المُرافق لقرار الطلاق، ونسيان العواطف العالقة بداخله والتي قد تُسبب له الألم.