متفرقات أدبية

حوار بين التلفاز والمذياع

دعونا قليلا نجعل للمذياع والتلفاز صوتا وأذنا يسمعان بهما، برأيكم ماذا سيتحدث  كل منهما، لنجرب قليلا ماذا سيكون الكلام بينهم.

سيقول المذياع للتلفاز: أنا أفضل منك كثيرا

التلفاز سيرد عليه: ما الذي تقوله  يا هذا، أنا أفضل منك بكثير من الأمور.

المذياع: ماذا، أرني بماذا أنت أفضل مني.

وسيبدأ الشجار بينهما إلى أن يرد التلفاز: توقف ما رأيك أن يظهر كل منا إيجابياته ونقرر بعدها أي منا أفضل، المذياع  سريعا أجل هيا نقوم بذلك؛ و يبدأ الحوار بينهما  كالأتي.

التلفاز: دعني أقول لك لم أنا أفضل منك، يستطيع الناس سماعي ورؤيتي أما أنت فقط يسمعونك

المذياع: قد يكون كلامك صحيحا من ناحية أنهم لا يستطيعون رؤيتي، ولكن الصور التي تعطيها قد أتلفت العقول وهدمت الفكر  وقد جلبت الكفر للناس.

التلفاز :لكن هذا  لا يعني بأنني لم أجلب لهم الكثير من الفوائد، فمن صوري تستطيع رؤية التمارين الرياضية وبرامج الطبخ وكل هذا يحتاج لصوري.

المذياع: الناس يمكنهم سماعي بكل وقت أما أنت فتكون مقيدا بالكهرباء.

التلفاز: حتى ولو كنت مقيدا بالكهرباء فلا زلت أفضل منك، حيث يجتمع الجميع لرؤية ما الذي لدي من أخبار ومسلسلات وبرامج دينية وترفيهية وثقافية.

إقرأ أيضا:تكوين العقل العربي

المذياع: لدي شيئٌ آخر يثبت أنني أفضل منك، أنت كبير الحجم وثقيلا لا يستطيعون الناس حملك من مكان لآخر على عكسي تماما فمن الممكن أخذي إلى أي مكان يريدونه.

التلفاز: انظر للناس كيف يتهافتون  لكي يجلبوني للبيت.

المذياع: ومن قال لك بأن الناس لا تتهافت لجلبي أيضا.

التلفاز: حسنا أيها الفصيح سأقول لك شيئا،  انظر لنفسك لاتحتوي إلا على محطات إذاعية قليلة لا تتجاوز العشرون محطة، وانظر لي فانا لدي الآلاف من المحطات.

المذياع: اصمت أيها الثقيل فمحطاتي القليلة تعجب الناس ويسرعون لسماعها ومحطاتي مفيدة لا يوجد بها صورك التي تدعو للفجور.

التلفاز: أنت بديل لي عند انقطاع الكهرباء فقط.

المذياع: من قال لك هذا ألا تعلم بأنني أُنشئت قبلا منك ومع ذلك لم يتخلوا الناس عني عندما أتيت.

التلفاز:  ولكن لا أحد يسمعك سوى شخص أو اثنين.

المذياع: من قال لك أنه لا أحد يسمعني، بل كل فرد من العائلة لديه مذياع خاص به ليسمعني ولست مثلك تلفازا ثقيلا ثابتا بمكانه واحدا بالبيت.

التلفاز: أنت كثير الملل يسمعونك لساعة أو اقل ثم يغلقونك سريعا.

إقرأ أيضا:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

المذياع: أنسيت بأنهم استبدلوك بالإنترنت فلست مهم لهم الآن أما أنا فما زالوا يسمعونني حتى ولو ساعة أو اثنتين أما أنت فلا شيء الآن.

التلفاز: لقد أضحكتني من قلت يسمعك، قلت لك من قبل أنهم لا يسمعونك إلا عند انقطاع الكهرباء.

الراديو :أتعلم أرى أن كل منا مفيد وأننا إن استمرينا بالجدال فلن نصل لأي حل فنحن كنا مهمين وسنبقى كذلك.

التلفاز: كلامك صحيح علينا التوقف عن الشجار لان لكل منا فوائده وأضراره، وكل منا يرى من نفسه شيئا عظيما.

السابق
اجمل رواية قرأتها
التالي
حوار بين عقلي وقلبي