خصائص الشعر السياسيّ
يُمكن اعتبار الخصائص التاليّة أبرز خصائص الشعر السياسيّ في العصر الأمويّ:
- غلبة السياسة الدينيّة: عمد كثير من شعراء الدولة الأمويّة إلى إسباغ الجانب الدينيّ إلى شعرهم السياسيّ، فوصفوا الحكام الذين اختارهم الله من أجل الخلافة الإسلاميّة، وكيفية الاعتماد على سنة المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- غلبة النفعيّة: كان أكثر الشعراء الأمويين من الأشخاص الذين يكتبون الشعر رغبة في الحصول على الأموال، والشهرة، ولكنَّ هذا لا يقصر جميع الشعراء عن الإخلاص، حيث كان عدي بن الرقاع واحداً من الشعراء المخلصين.
- التفنن: يتخصص الشعر السياسيّ بالتفنن في عباراته، وفي صوره الخياليّة.
- المبالغة: يعمد الشعر السياسيّ إلى المبالغة في المدح؛ وكل ذلك من أجل إرضاء الخلفاء، والتنافس في الحصول على العطايا.
نبذة حول الشعر السياسيّ الأمويّ
أنتج العصر الأمويّ أدباً سياسيّاً مميزاً، ويُعتبر هذا الأدب أضخم الموروثات السياسيّة في تاريخ الأدب العربي منذ نشأته، وحتّى العصر الحديث، وتميّز هذا العصر بظهور الأحزاب السياسيّة، وكانت هذه الأحزاب مصبوغة بصبغة سياسيّة خالصة، ولم يشوبها أيّ جانب اجتماعيّ، أو اقتصاديّ، أو تعليميّ، وبالتالي فقد كان العصر والمجتمع الأمويّ هو الذي ساعد في ظهور الشعر السياسيّ، ولعل الرسالة الأساسيّة للشعر السياسيّ هو مُسايرة الدولة في أحوالها الداخليّة، وسلطاتها الخارجيّة، وحروبها الأهليّة، وأحزابها السياسيّة.
إقرأ أيضا:تعبير قصير عن الأمأهمية الشعراء الأمويين السياسيّين
أدرك الأمويون أهمية الشعراء، وذلك من خلال أهمية الشعراء في الدعاية السياسية للأمويين، وخاصة في مجال الأحزاب السياسية الأخرى، والقدرة في إظهار منجزات الدولة، ودحض حجج الأعداء والخصوم؛ ولذلك حرص الأمويون على تقريب مجموعة من الشعراء الأمويين في عصرهم، واختص جماعة في المدح بين الحين والآخر، وبعض هؤلاء الشعراء ظل على ولائه لبني أمية حتى في أيام محنتهم أو تسلط خصومهم، كأبي صخر الهذلي الذي عانى اضطهاد ابن الزبير، وكذلك أبي العباس الأعمى الذي نفاه ابن الزبير إلى الطائف، ولم يزحزحه ذلك عن ولائه للأمويين، حتى إذا جاء سلطان بني العباس عرفوا ذلك فيه فتنكروا له، وكذلك فعل العباسيون مع أبي عطاء السندي لعلمهم بميله إلى بني أمية، حتى هجاهم وأنشد أشعاراً ترثي أيام الأمويين.
إقرأ أيضا:اجمل ابيات الشعر