دوران القمر حول نفسه
يدور القمر حول محوره عكس عقارب الساعة في مدّة تستغرق ما يُقارب 27 يوماً، كما يدور حول الأرض بالنسبة للنجوم في مدّة تبلغ 27.322 يوماً، لذلك يبدو للناظرين إليه من سطح الأرض كأنّه ثابت لا يدور، وبالتالي فإنّ معدّل دوران القمر حول محوره يكون مساوياً لمعدّل دورانه حول الأرض، ممّا يجعل نفس الوجه من القمر دائماً مواجهاً للأرض، وهذا ما أطلق عليه العلماء اسم الدوران المُتزامن (بالإنجليزية: Synchronous rotation)، وبذلك يكون للقمر وجهان، هما:
- وجه القمر القريب: هو نصف القمر المُواجه للأرض.
- وجه القمر البعيد: هو نصف القمر غير المُواجه للأرض.
تزامن دوران القمر حول نفسه مع مداره حول الأرض
يعود سبب تزامن دوران القمر حول نفسه مع مداره حول الأرض إلى قوى المد والجزر القوية الناشئة من الأرض، والتي تُثبّت اتّجاه القمر بالنسبة للأرض، ولكنّ درجة التزامن ليست مثالية لسببين، هما:
- شكل مدار القمر حول الأرض بيضاوي وليس دائرياً، ممّا يجعل سرعة القمر المدارية أسرع عند نقطة الحضيض، وأبطأ عند نقطة الأوج، فتنتج حركة تأرجح بين شرق وغرب القمر تميل بمقدار 7.9 درجة على مدار الشهر.
- ميل محور دوران القمر حول نفسه بمقدار 7 درجات بالنسبة إلى مستواه المداري، ممّا يُنتِج حركة اهتزازية بين الشمال والجنوب على مدار الشهر.
وجه القمر البعيد
يختلف الجانب البعيد من القمر عن الجانب القريب منه، ويتمثّل ذلك في عدم وجود الماريا (بالإنجليزية: Maria) فيه، وهي المناطق الكبيرة المظلمة المكوّنة من الحمم البركانية التي تمّ تبريدها، والمُمتدّة على مساحات واسعة من وجه القمر القريب المواجه للأرض، وبدلاً من ذلك يتخلّل الجانب البعيد من القمر الكثير من الفوّهات المختلفة في الحجم والعمر، وفيما يأتي أشهر الرحلات الفضائية التي أُطلقت لاكتشاف وجه القمر البعيد:
إقرأ أيضا:كيفية صناعة الخلايا الشمسية- مركبة لونا 3: (Luna 3)، انطلقت من مركز بايكونور الفضائي (Baikonur Cosmodrome) في كازاخستان في عام 1959م، وكانت أوّل مركبة تُرسل صوراً للجانب البعيد من القمر، بالرغم من أنّ الصور كانت غير واضحة.
- مستكشف القمر المداري: (LRO)، انطلقت من مركز كنيدي للفضاء (Kennedy Space Center) في فلوريدا في عام 2009م، وقد التُقط من خلالها نفس الصور التي أُلتقطت من مركبة لونا 3، ولكن بجودة وتفاصيل أفضل، وذلك باستخدام تقنيات التصوير الحديثة وخرائط LRO العالمية.