مواقع التواصل الاجتماعي
تُشير مواقع التواصل الاجتماعي إلى كل مواقع الويب الموجودة على شبكة الإنترنت، والتطبيقات التي صُممت خصيصاً ليتشارك الأفراد عبرها الصور ومقاطع الفيديو والصوت والآراء بطريقة حيوية، وهناك بعض الاعتقادات الخاطئة التي تحصر مواقع التواصل الاجتماعي بكونها أدوات اتصال خاصة بالهواتف الذكيّة، إلّا أنّ الحقيقة تشير إلى أنّ هذه المواقع بدأت مع أجهزة الحاسوب وامتدت إلى أن طال انتشارها الهواتف الذكية وأصبحت جزءاً رئيسياً في حياة الأفراد اليوم.
إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي
تتعدد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من المجالات وذلك إن أحسن الفرد استخدامها، حيث يكون منها ما يأتي:
- تقليل الحواجز التي تعيق الاتصال: يُمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقةٍ سهلة، وذلك من أيّ مكان، وفي أيّ وقت، كما تساعد خاصية مشاركة الرأي المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي على فتح الأبواب لتبادل الآراء وتوسيع فرص المشاركة في التعبير عن الرأي.
- توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية: تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي أداةً مفيدةً وفعّالةً في تشكيل أصدقاء جُدد، وتسهيل التواصل مع الأصدقاء الذين انقطع الاتصال بهم، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصياً، ممّا يوفر عناء الوصول إليهم.
- وسيلة فعالة للترويج: تستخدم الشركات التجارية الشبكات الاجتماعية كأداة جيّدة من أجل الترويج لسلعها، حيث يوجد العديد من التطبيقات المُختصة بالترويج لخدمة أو سلعة معينة وبتكلفة أقل، ممّا يؤدي إلى زيادة الأرباح وبأقل التكاليف.
- وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال: تُعد مواقع التواصل الاجتماعي بما تؤمنه من تفاعل واسع بين المجموعات وسيلة لتشكيل رأي عام مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة.
- متابعة الأخبار: أدّى تطور شبكات التواصل الاجتماعي إلى عدم انتظار الشخص أخبار السّاعة السادسة على شاشة التلفاز، أو انتظار وصول الجريدة، بحيث يمكن معرفة آخر الأخبار والمعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- مساعدة رجال الأعمال والشركات: تُمكّن شبكات التواصل الاجتماعي رجال الأعمال والمنظمّات المختلفة من التواصل مع العملاء، وبيع منتجاتهم، وتوسيع نطاق خدماتهم؛ فهناك الكثير من رجال الأعمال والشركات التي تزدهر بشكل كامل على الشبكات الاجتماعية، ولا تكون قادرة على العمل بدونها.
سلبيات محتملة لمواقع التواصل الاجتماعي
لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات عديدة إن أساء الفرد استخدامها، حيث سيكون منها ما يأتي:
إقرأ أيضا:تكبير خط الفيس بوك- مخاطر الاحتيال أو سرقة الهوية: يمكن الوصول إلى المعلومات الخاصة التي تُنشر على الإنترنت من أيّ شخص، حيث يكون كلّ ما يحتاج إليه حينها عدد قليل من المعلومات للتأثير على حياة الشخص، فمثلاً يمكن لسرقة هوية الشخص الخاصة أن يُلحق ضرراً كبيراً به، كما يتضمن هذا الخطر اختراق المعلومات الشخصية والتطفل عليها.
- إضاعة الوقت: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً الفيسبوك وغيره من المواقع التي انتشرت بشكل واسع، أكثر ما يتمّ استخدامه على الإنترنت، ممّا سيؤدي بدوره إلى زيادة عدد الساعات التي يقضيها الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتعارض ذلك مع مسؤولياته في العمل، وغيرها.
- غزو شبكات التواصل الافتراضية للخصوصية: تُمكّن شبكات التواصل الاجتماعية الشركات الكبرى التي تستهدف الأشخاص بالإعلانات من البحث عن الكلمات المفتاحية التي يستخدمها الشخص أثناء التصفح، بالإضافة إلى بيانات أخرى، من أجل تزويده بالإعلانات التي تستهدف حاجاته.
- ارتكاب الجرائم ضد المستخدمين: يمكن أن يؤدي استخدام الشبكات الاجتماعية إلى تعرض الأشخاص للمضايقات بكافة أشكالها، وقد يكون هذا شائعاً خاصةً لدى المراهقين والأطفال الأصغر سناً بشكل خاص، لذا ينبغي على الوالدين الانتباه لمحتوى الويب الخاص بهم، حتّى لا يتعرض الأطفال لأيّ محتوى غير مناسب.
- التأثير على العلاقات الأسرية: تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً سلبياً في نوعية العلاقات الأسرية وقوتها، حيث يؤدي ما يقضيه الفرد من ساعات طويلة في تصفح هذه المواقع، وانشغاله بعلاقاته الافتراضية فيها إلى البعد عن أفراد أسرته وفتور العلاقات التي تربطه بهم.
- مخالفة منظومة العادات والتقاليد: قد يؤدي الانفتاح الزائد الذي تؤمنه هذه المواقع إلى نشر قيم جديدة مخالفة لما اعتاد عليه المجتمع من عادات وتقاليد تشكّل هويته.
- العزلة: أصبح استخدام مواقع التواصل بديلاً للتفاعل الاجتماعي الحقيقي بين الأفراد والمتمثل بالزيارات العائلية وحضور المناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى ما يقضيه الأفراد من ساعات طويلة على هذه المواقع مما أدى إلى إصابتهم بالعزلة والانطواء على الذات.
- تدنّي التحصيل الدراسي: يميل الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير إلى الحصول على علامات أقلّ.
مخاطر مواقع التواصل على الأطفال
قد تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي خطورة على الأفراد بشكل عام، إلّا أنّ هذه الخطورة تتضاعف عندما يتعلق الأمر بالأطفال نظراً لقلة خبراتهم وتمييزهم الخطأ من الصواب، ومن هذه الأخطار ما يأتي:
إقرأ أيضا:كيف أكتب في الفيس بوك- تعرضهم للإساءة والمضايقات والتنمّر، فيما يُعدُّ الأمر أكثر خطورة من تعرضهم لما سبق في حياتهم الواقعية نظراً لعدم وجود من يصد عنهم ما يتعرضون له من إساءة كالأهل والمعلمين.
- وصولهم إلى المحتويات المسيئة مثل المواد الإباحية وغيرها عن طريق الصدفة أو القصد.
- نشر فيديوهات وتسجيلات غير مناسبة من قِبل الأطفال نتيجة لقلة وعيهم، وهو الأمر الذي قد يعود عليهم بالسوء.
- يمكن لوسائل التواصل الاجتماعية أن تتسبب بتعرّض الأطفال لمشاكل عديدة مثل تدني احترام الذات والقلق المستمر.
طرق الحد من استخدام وسائل التواصل
يمكن اتباع بعض الطرق التي من شأنها الحدّ من السلبيات الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي بتقنين ما يقضيه الأفراد عليها من وقت، ويكون ذلك باتّباع ما يأتي:
- زيادة التركيز على الواجبات الشخصية: يمكن تقليل عدد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية المُثبّتة على الجهاز إلى الشبكات التي تكون أكثر صلة بالعمل والحياة الشخصية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل عدد الساعات التي يقضيها الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز بشكل أكبر على الواجبات اليومية الأخرى الأكثر أهمية.
- استخدام أسلوب الفلترة من وقتٍ إلى آخر: يوجد في بعض الأحيان أسباب مُلحّة للتواصل مع شخص ما في العالم الافتراضي، أمّا وجود أشخاص لا يوجد بينهم أيّ معرفة على الواقع قد يُثيرالقلق، ممّا يعني أنّه من المهم القيام بحذف الأشخاص غير معروفين على وسائل التواصل؛ وذلك لتفادي ضياع الوقت، وخطر اختراق الخصوصية وغيرها من المشاكل.
- وضع خطة: إنّ وضع خطة يُخصَص فيها وقت محدد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب ما تبقّى من نشاطات أخرى، والالتزام بها يُعدّ سبيلاً إلى التخلص من قضاء وقت زائد على هذه المواقع.
- تطوير هوايات جديدة: يقضي الأفراد أوقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي أحياناً هروباً من الفراغ، مما يعني أنّ تعلُّم مهارات جديدة مثل: الرقص، أو الرسم، أو القراءة، أو الكتابة، أو الموسيقى سيفيد الشخص في قضاء وقت أقل في تصفّح هذه المواقع عبر إشغال أوقاتهم في هذه الهوايات.
- تبنِّي نمط حياة صحي: يعمل تبنِّي أساليب حياة صحية مثل: الانضمام إلى نادي رياضي، والاهتمام بنظام غذائي صحي على تغيير عادات الشخص تلقائياً حيث يكون قضاء وقت كبير على شبكة الإنترنت واحدة منها.