يعدّ العراق بلد الحضارة والأمجاد، ويحمل العرب كلّ الحبّ والولاء لهذا البلد المضياف، ونظراً لمكانته العظيمة في قلوبنا سنذكر لكم في هذا المقال بعض الأبيات الشعريّة الّتي كتبها الشعراء عن العراق.
قصيدة نزار قباني عن بغداد
مدّي بساطي واملئي أكوابي
وانسي العتاب، فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي فأنت حبيبتي
وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسّفينة متعباً
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
أنا ذلك البحّار أنفق عمره
في البحث عن حبٍّ وعن أحباب
بغداد طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشّه
والفجر عرس مآذن وقباب
حتّى رأيتك قطعةً من جوهر
ترتاح بين النّخل والأعناب
حيث ألتفت، أرى ملامح موطني
وأشمّ في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً فكلّ سحابةٍ
زرقاء فيها كبرياء سحابي
إنّ النجوم الساكنات هضابكم
ذات النجوم الساكنات هضابي
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى
إقرأ أيضا:شعر عن الغرورفهواك لا يكفيه ألف كتاب
يغتالني شعري فكلّ قصيدةٍ
تمتصّني تمتصّ زيت شبابي
الخنجر الذّهبي يشرب من دمي
وينام في لحمي، وفي أعصابي
بغداد، يا هزج الأساور والحلى
يا مخزن الأضواء والأطياب
لا تظلمي وتر الرّبابة في يدي
فالشّرق أكبر من يدي وربابي
قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي
قصيدة يوسف رزّاق العصيمي عن بغداد
يا فكري المشغـول للفكـر ميعـاد
خلّك معي ساعات والوقت محدود
أنا هنا بين علـى روس الأشهـاد
موجود في الصّورة ولاني بموجود
تسري بي الأفكار وأغيـب وأنقـاد
أرحل عن الواقـع ولا ودّي أعـود
هنا كسبت إعجاب أحبـّة وحسّـاد
وهناك لي موطن وتاريخ وحـدود
ماني بناسي صبح بغـداد الأمجـاد
يا خـادم البيتيـن يا ذخـر الأسيـاد
ياللي برأيك صامل الرأي معقـود
يا الحاكم العادل ويا الصـارم الحـاد
يا مزبّن المضهود يا الشّامـخ الطـود
لك سيرة أمجادٍ قديمـات وجـداد
يفوح منها زاكي المسـك والعـود
ولك حكمةٍ تلجم شياطين الأضـداد
ولك هيبةٍ يخضع لها كـلّ نمـرود
إقرأ أيضا:من جبالناواليا ادلهم الخطب والعزم به بـاد
لك وقفة يفرح بها كـل مضهـود
يا سيف الأمّة كـان للحـق ميـلاد
إن ما نولد من سيف ما هو بمولود
قدّامـك المنظـر ثلاثـي الأبعـاد
مكشوف للعالم ولا هـو بمجحـود
على يدك توحيد صف أمّة الضـاد
وأنت الأمل لا قالوا الصبرمحمـود