شعر حزين

شعر عن الموت

الموت

الموت هو الحقيقة الغائبة الحاضرة؛ فقلّما يُفكّر النّاس فيها مع أنّها واقع مشاهد يرى النّاس حقيقتها كلّ يوم ولا تخفى على أحد، ولا يمكن أن يتجاهلها أحد. الموت هو الحقيقة التي سلّم بها كل مخلوق، وأيقن بها كل إنسان، وجعله الله فاصلاً بين حياتين: الدّنيا والآخرة.

شعر عن الموت

ارتبط الشِّعر بالموت ليعبّر عن هذه الحقيقة، ويفصح عن مشاعر كاتبها، والآتي بعضاً منها:

يا نفس توبي فإنّ الموت قد حان

يا نفس توبي فإنّ الموت قد حان

واعصي الهوى فالهوى ما زال فتّاناً

أما ترين المنايا كيف تلقطنا

لقطاً وتلحق آخرنا بأولانا

في كلّ يومٍ لنا ميّت نشيّعه

نرى بمصرعه آثار موتانا

يا نفس مالي ولأموال أتركها

خلفي وأُخرج من دنياي عريانا

بعد خمسين قد قضّيتها لعباً

قد آن أن تقصّري، قد آن، قد آن

ما بالنا نتعامى عن مصائرنا

ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا

نزداد حرصاً وهذا الدّهر يزجرنا

كأنّ زاجرنا بالحرص أغرانا

أين الملوك وأبناء الملوك ومن

كانت تخرّ له الأذقان إذعانا

إقرأ أيضا:تعبت من تعديل بعض العلاقات

صاحت بهم حادثات الدّهر فانقلبوا

مستبدلين من الأوطان أوطانا

خلوا مدائن قد كان العزّ مفرشها

واُستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا

يا راكضاً في ميادين الهوى فرحاً

وغافلاً في ثياب الغيّ نشوانا

قضى الزّمان وولّى العمر في لعب

يكفيك ما قد مضى قد كان ما كان

سألت الدّار تخبرني

سألت الدّار تخبرني

عن الأحباب ما فعلوا

فقالت لي أناخ القوم

أيّاماً وقد رحلوا

فقلت فأين أطلبهم؟

وأيّ منازلٍ نزلوا

فقالت بالقبور وقد

لقوا والله ما فعلوا

أناسٌ غرّهم أملٌ

فبادرهم به الأجل

فنوا وبقي على الأيّام

ما قالوا وما عملوا

وأثبت في صحائفهم

قبيح الفعل والزّلل

فلا يستعتبون ولا

لهم ملجأ ولا حيل

ندامى في قبورهم

وما يغني وقد حصلوا

جاني خبر وهزّ القلب ودقّاته

جاني خبر وهز القلب ودقّاته

يوم قالوا حبيبك مات والحق صلاته

رحت ودعيت بصدق وأنا بصلاته

عسى الله يغفر بدعواي ماضي حياته

إقرأ أيضا:ايها الراقدون تحت التراب

رفعت النّعش وعلى كتفي ثباته

وكلّ همّي الفردوس تصبح جزاته

أنحنيت عند قبره على ركبتي من غلاته

وبكيت والنّاس يقولون من يسوي سوّاته

ما دروا إن حبيبي تحت التّراب أصبح مباته

وحبيبه فوق التّراب تتثاقل خطاته

أصبحت مجنون مستغرب من الميت سكاته

ينتظر كلمة ويمسح لأجلها دمعاته

وسألت النّاس وش هو سبب وفاته

واستغربوا وقالوا من تكون أنت بحياته

قلت أنا من كان نبض قلبه ودقّاته

وزارع الشّوق في قلبه ونبضاته

وصدّيت وقلت ليتني ميّت مع مماته

وأشوفه محشور مع الحور عند ربّي بجنّاته

أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى

أما يردعُ الموتُ أهلَ النهّى

وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى

أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ

يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا

فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ

إليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى

يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى

ويأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى

إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ

تيقّنتَ أنّكَ منهمْ غدا

و أنَّ العزيزَ بها والذّليلَ

سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى

غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ،

إقرأ أيضا:أشعار مؤلمة عن الحياة

وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى

فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ

وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى

فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ

و إنْ كانَ شرّاً فشرّاً يرى

كفى بكَ داءً

كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا

وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا

تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى

صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ

فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا

وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ

وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا

فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى

وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا

حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى

وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا

وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ

فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا

فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا

إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا

إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى

فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا

وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى

أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا

أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا

رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا

خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى

لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا

وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ

حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا

وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا

فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا

تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا

نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا

وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدّجى

يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا

وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً

يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا

تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً

كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا

بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً

بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا

قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ

وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا

فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ

وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا

تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الذي

نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا

فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا

إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا

تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ

فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا

يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ

فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا

أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً

إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا

لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ

وَجُبْتُ هَجيراً يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا

أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه

وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا

يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ

وَقد جَمَعَ الرّحْمنُ فيكَ المَعَانِيَا

إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى

فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا

وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ

فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا

فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً

لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا

وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرَى

كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا

وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى

وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا

عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً

وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا

لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا تَرَى

غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا

وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ

يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا

وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً وَيَعصِي

إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا

وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً

وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا

كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً

من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا

غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ

سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا

وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً

وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا

إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ

فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا

وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ فِدَى

ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا

مَدى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ

وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا

دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى

وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا

فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ

وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا

الموت مجّاناً

كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال

قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرّمال

و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرّجال

كل الوجوم نصيب عيني، كل شيء لا يقال

و من الدّم المسفوك أذرعة تناديني: تعال!

فلترفعي جيّداً إلى شمس تحنّت بالدّماء

لا تدفني موتاك! خليهم كأعمدة الضّياء

خلّي دمي المسفوك لافتة الطّغاة إلى المساء

خلّيه ندىً للجبال الخضر في صدر الفضاء!

لا تسألي الشّعراء أن يرثوا زغاليل الخميلة

شرف الطّفولة أنّها

خطر على أمن القبيلة

إنّي أباركهم بمجدٍ يرضع الدّم و الرّذيلة

وأهنيء الجلّاد منتصراً على عين كحيلة

كي يستعير كساءه الشّتوي من شعر الجديلة

مرحى لفاتح قرية! مرحى لسفّاح الطّفولة !

يا كفر قاسم! إنّ أنصاب القبور يد تشدّ

وتشدّ للأعماق أغراسي وأغراس اليتامى إذ تمدّ

باقون يا يدك النّبيلة، علّمينا كيف نشدو

باقون مثل الضّوء، والكلمات، لا يلويهما ألم وقيد

يا كفر قاس!

إنّ أنصاب القبور يد تشدّ!

بائع الموت

واقـفونْ

نشتري الحزنَ

واقفونْ

نشتري من بائع ِ الموتِ مماتا ً

فشـَبـِعْـنا من يدِ الموتِ و أتـْخـَمْـنا البطونْ

هل يحكمُنا بعد المماتِ الظّالمونْ ؟

أنّنا، يا ويحَ قلبي، نائمونْ

لا مُبالينَ بما يجري علينا

وانتظرنا حُجـّة ً يُنْـقِذنا

أيّها المهدِيّ ُ هل يُعْـجـِبُـكَ الوضعُ ؟

آهْ! كم يُحْزنـُني حينَ تظنونَ

همْ لتحريرِ قُرانا قادِمونْ

أو يمنحونا فرصة ً، أو قـُرصة ً

إنّنا نحملُ في موطِنِنا الموتَ لأمْريكا

وعساهُم لو ينامونَ ولا يستيقِـظونْ

لم يصِلهُ الآخـَـرونْ

وأنا أنظرُ للسّاعةِ والنّاسُ لحالي ينظرونْ

العراقيّـونَ، ما ينتظِـرون؟!

أيّها المهدِيّ ُ هل يُعْـجـِبُـكَ الوضعُ ؟

متى عيسى وموسى يخرُجونْ ؟

آهْ! كم يُحْزنـُني حينَ تظنونَ

بأنّ القادمين

همْ لتحريرِ قرانا قادِمونْ

أو يصونوا عِرضـَنا، أو أرضـَنا

أو يمنحونا فرصة، أو قـُرصة ً

نحنُ أسودٌ جائعونْ!

إننا نحملُ في موطِنِنا الموتَ لأمْريكا

أنا أكرهُ أمْريكا إلى حدِّ الجنونْ

وعساهُم لو ينامونَ ولا يستيقِـظونْ

إنّني أكرهُ أمريكا وهذا شرفٌ

لن يصِلوهُ الآخـَـرونْ

منذ ُ عام ٍ

وأنا أنظرُ للسّاعةِ والنّاسُ لحالي ينظرونْ

شاغلٌ رأسي سؤالٌ واحِدٌ

العراقيّـونَ، ما ينتظِـرون؟!

الموتُ رَبْعُ فَناءٍ

الموتُ رَبْعُ فَناءٍ، لم يَضَعْ قَدَماً

فيهِ امرؤٌ، فثَناها نحوَ ما ترَكا

والملكُ للَّهِ، من يَظفَرْ بنَيلِ غِنًى

يَرْدُدهُ قَسراً، وتضمنْ نفسه الدّركا

لو كانَ لي أو لغَيري قدْرُ أُنْمُلَةٍ،

فوقَ التّرابِ، لكانَ الأمرُ مُشترَكا

ولو صفا العَقلُ، ألقى الثّقلَ حامِلُه

عَنهُ، ولم تَرَ في الهَيجاءِ مُعتَرِكا

إنّ الأديمَ، الذي ألقاهُ صاحبُهُ،

يُرْضي القَبيلَةَ في تَقسيمِهِ شُرَكا

دعِ القَطاةَ، فإنْ تُقدَرْ لِفيكَ تَبِتْ

إلَيهِ تَسري، ولم تَنصِبْ لها شرَكا

وللمَنايا سعَى الساعونَ، مُذْ خُلِقوا

فلا تُبالي أنَصَّ الرّكْبُ أم أركا

والحَتْفُ أيسرُ، والأرواحُ ناظرَةٌ

طَلاقَها من حَليلٍ، طالما فُرِكا

والشّخْصُ مثلُ نجيبٍ رامَ عنبرَةً

من المَنونِ، فلمّا سافَها بَرَكا

السابق
شعر حزين عن الحب
التالي
شعر عن الوحدة