الشاعر نزار قباني
ولد شاعر الحب نزار توفيق القباني في دمشق في الواحد والعشرين من مارس عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين في حي مئذنة الشحم في دمشق القديمة، ويعتبر أحد أعلام الشعراء المعاصرين الذين حولوا مسيرة الأدب العربي نحو المجد والرفعة، وهو من كبار الشعراء الذين تغنوا بالمرأة والحب والحرب بشعر يلهب أفئدة القرّاء، حتى تسابق الفنانون على تلحين مئات من القصائد التي كتبها وتأديتها بصورة تتفرد بالكلمات قبل اللحن والأداء أمثال أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وَعَبَد الوهاب، ونجاة الصغيرة.
صفات نزار قباني
تميز الشاعر نزار قباني بمجموعة من الصفات التي جعلته في مصاف الشعراء المعاصرين، والذي تحقق به حلم الشعر بالسمو والارتقاء لسماء القصيدة العربية المؤثرة في مختلف الأصعدة، فاستطاع أن يبقى محافظاً للآن على مكانه في القمة، في وصف بأنّه ظاهرة شعرية وإنسانية لن ولَم تتكرر بعد الآن.
تميز نزار بحساسيته الشعرية النادرة، وبحبه لنظم الشعر الحر، فقيود الشعر لم تكن تستهويه كثيراً، رغم أنّه كتب العديد من القصائد الموزونة كقصيدة في جواري، وأرفضكم جميعاً، كما ورث الحس الفني، والخيال الخصب عن عمه أبو خليل القباني وهو شاعر، ومؤلف، وملحن، وممثل، وكان أول من بذر في نهضة المسرح المصري آنذاك.
تميز نزار قباني في طفولته بولع عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء، وإعادة تركيبها، وملاحقة الأشكال النادرة، وتحطيم الجميل من الألعاب بحثاً عن المجهول الأجمل، فقال عن نفسه: (عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثمّ انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية).
إقرأ أيضا:بماذا لقب نزار قبانينشأة نزار قباني
عاش نزار قباني في كنف أسرة صغيرة في دمشق، وتلقى تعليمه الأولي فيها، ثمّ ما برح أن حصل على شهادة البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ليلتحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة دمشق وتخرّج منها عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين.
حياة نزار قباني العملية
التحق نزار قباني فور تخرجه من الجامعة بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، واستطاع من خلاله أن يتنقل بين سفاراتها في العديد من البلاد العربية، والدولية كالقاهرة، ولندن، ومدريد، وبيروت، ثمّ انتقل ليشغل منصب السكرتير الإقليمي للجمهورية المتحدة في الصين، وكان ذلك بعد أن تمت الوحدة بين مصر وسوريا في عام ألف وتسعمئة وتسعة وخمسين، وظل فيه إلى أن قدم استقالته منه عام ألف وتسعمئة وستة وستين.
حياة نزار قباني الشخصية
تزوّج نزار قباني من فتاة سورية تسمى زهرة، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: هدباء، وتوفيق، وزهراء، والسيدة بلقيس الرواي من العراق، والتي قتلت على إثر أصابتها بالانفجار الذي حصل في القنصلية العراقية ببيروت، فثراها بقصيدته الشهيرة بلقيس، وله منها من الأبناء عمر وزينب.
توفي ابن نزار قباني من زوجته الأولى زهرة وهو في ريعان الشباب بسبب إصابته بمرض القلب، مما أحدث لنزار فجوة حزن عميقة دخل بعدها في اكتئاب شديد بات لأكثر من ثلاث سنوات، كتب فيها مرثية لولده الراحل بعنوان الأمير الخرافي توفيق قباني، ولقد أوصى نزار ولشدة حبه بتوفيق وعميق مصابه به بأن يدفن عند موته جوار ابنه وكان له ذلك.
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن نجيب محفوظأعمال نزار قباني الشعرية
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة، وأصدر أول دواوينه (قالت لي السمراء) عام 1944م، وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة،وكان له عدد كبير من دواوين الشعر تصل إلى 35 ديواناً كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها (طفولة نهد، والرسم بالكلمات، وقصائد، وسامبا، وأنت لي)، لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها: (قصتي مع الشعر، ما هو الشعر، 100 رسالة حب). أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم (منشورات نزار قباني).