حاتم الطائي
وحاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن طيء الطائي، أما كنيته فيختلف المؤرخون في تحديدها ما بين أبي عدي وأبي سفانة، ويعود نسبه إلى قبيلة طيء وهي إحْدى القبائل العربية التي كانت موجودة في شمال الجزيرة العربية، والتي استوطنت في بلاد الجبلين المعروفة الآن باسم منطقة حائل الموجودة في المناطق الشمالية من السعودية، وتحتوي المنطقة حتى الآن على قصر حاتم الطائي وقبره والعديد من أغراضه الشخصية.
كرم حاتم الطائي
عرف حاتم الطائي بجوده، كما يضرب العرب فيه المثل بالكرم والعطاء، وورث كرمه عن أمه وهي عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم والتي اشتهرت بسخائها ويسر حالها وكرمها، حيث عمل إخوتها على حرمانها من مالها كي لا تخسره من كثر التبذير، كما زار حاتم الطائي بلاد الشام في حياته وعقد قرانه على ماوية بنت حجر الغسانية، المعروفة بكونها واحدة من أهم شاعرات الجاهليات، وبالإضافة إلى كرمه وعطائه فقد كان واحداً من أهم الشعراء الجاهلين في عصره مما ساعد في انتشار صيته ما بين العرب.
صفات حاتم الطائي
كان حاتم الطائي كثير الجود في الشعر والإنفاق، وامتاز بصدق حديثه وقوته وشدة بطشه في القتال، حيث كان يغلب كل من يقاتله، كما كان لا يرد سائلاً ولا فقيراً حتى أنه كان يطلق سراح كل من يقع تحت أسره ويمنع على نفسه القتل في الشهر الأصم وهو شهر رجب، ومن شدة كرمه كان يذبح في اليوم عشرة من الإبل ويجمع الناس عليها ويطعمهم إياها.
إقرأ أيضا:ابن أبي الحديدقصص حاتم الطائي في الكرم
مع الشعراء الثلاث
كان ثلاثة من الشعراء العرب ومنهم عبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني مسافرين قاصدين النعمان فمروا بقرية حاتم الطائي دون علمهم بأمر كرمه، فسألوه اللبن فقام فذبح ثلاثة من الإبل وقدمه لهم على الغذاء، فاستغربوا من فعله وسألوه عن سبب ذلك، فأجاب بأنه رأى ثلاثة وجوه مختلفة من العرب، وهي تدل على قدومهم من مناطق مختلفة، وقد فعل ذلك طمعاً في أن يذكره كل منهم بالخير في المناطق التي قدموا منها، ففعلوا ذلك ونظموا الشعر بكرمه وجوده وأذاعوا خبرَه ما بين الناس.
حاتم الطائي وذبحه لفرسه
يُقال بأن القحط ساد بلاد الجبلين وجاع كل من فيها ولم يجدوا ما يأكلونه، فقدمت امرأة إلى حاتم الطائي في منتصف الليل تطمع بكرمه في إطعام أطفالها الذين يبكون من شدة الجوع، فلم يجد حاتم الطائي أمامه إلاّ فرسه فذبحه وأطعم كل الجياع في حيه بمن فيهم أطفال المرأة وأطفاله.
إقرأ أيضا:جورج برنارد شو