أعصاب

ضمور المخ وأسبابه

ضمور المخ

يُمكن تعريف ضمور المخ (بالإنجليزية: Cerebral atrophy) والمعروف أيضاً بضمور الدماغ على أنّه فقدان جزء من الخلايا العصبيّة الخاصّة بأنسجة الدّماغ، إضافة إلى فقدان الروابط بينها، وفي الحقيقة تُمثل هذه الحالة سمة شائعة للعديد من الأمراض التي قد تُصيب الدماغ، وبشكلٍ عامّ قد يكون الضمور معمّماً أو مركزيّاً، ويتمثل الضمور المعمّم بانكماش كافّة أجزاء الدماغ، أمّا بالنسبة للضمور المركزيّ فيتمثل بانكماش منطقة محدودة فقط من الدماغ، ممّا قد يتسبّب بانخفاض الوظائف التي تتحكم بها هذه المنطقة من الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال تأثّر نصف الكرة المخيّة (بالإنجليزية: Cerebral hemisphere) بالضمور فقد يؤثر ذلك في التفكير الإدراكيّ، والعمليات الطوعيّة لدى الشخص المصاب، ويعتمد نمط الضمور الحاصل في الدماغ، وسرعة تقدمه على السبب الرئيسيّ الذي أدّى إلى الإصابة بهذه الحالة.

 

أسباب ضمور المخ

هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بضمور المخ، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:

  • السكتة الدماغية: (بالإنجليزية: Stroke)، تحدث هذه الحالة بسبب انقطاع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وهذا ما يحول دون القدرة على إيصال الكميّة الكافية التي يحتاجها الدماغ من الدم المحمّل بالأكسجين، وبالتالي موت الخلايا العصبية في المنطقة المتأثرة من الدماغ، والذي ينتج عنه فقدان الوظائف التي يتمّ التحكّم بها في هذه المنطقة من الدماغ، مثل القدرة على الحركة أو الكلام.
  • إصابات الدماغ الرضية: (بالإنجليزية: Traumatic brain injury)، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة التعرّض للسقوط، أو حوادث السيارات، أو أيّ نوع من ضربات الرأس التي تتسبّب بالإضرار بالدماغ.
  • الخرَف: (بالإنجليزية: Dementia)، بأشكاله المختلفة بما في ذلك مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease)، إذ تتمثل هذه الحالة بتلف خلايا المخ بشكلٍ تدريجيّ وفقدانها لقدرتها على التواصل مع بعضها البعض، ممّا يؤدي إلى فقدان الذاكرة والقدرة على التفكير بدرجة كبيرة قد تؤثر في حياة الشخص المصاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الزهايمر هو السبب الرئيسيّ للخَرف، إذ يُعدّ مسؤولاً عن 60-80% من جميع الحالات، وعادةً ما يبدأ بعد سنّ الستين.
  • الشلل الدماغيّ: (بالإنجليزية: Cerebral palsy)، تُمثل هذه الحالة اضطراباً حركيّاً ناجماً عن نمو دماغ الإنسان بشكلٍ غير طبيعيّ أثناء فترة الحمل، ممّا يؤدي إلى الإصابة باختلال التوافق الحركيّ العضليّ وصعوبة المشي.
  • داء هنتنغتون: (بالإنجليزية: Huntington’s disease)، يُعتبر أحد الأمراض الوراثيّة التي تتمثل بتدمير الخلايا العصبية لدى الإنسان بشكلٍ تدريجيّ، ممّا يؤثر في القدرات العقليّة والبدنيّة لدى الشخص المصاب مع مرور الوقت، وعادةً ما تبدأ هذه الحالة في منتصف العمر، وفي الحقيقة قد تظهر على الأشخاص عدّة أعراض مُرتبطة بهذه الحالة، مثل الاكتئاب الشديد، والرُقاص (بالإنجليزية: Chorea) وهي عدّة حركات لا إراديّة في الجسم تشبه الرقص.
  • ضمور المادة البيضاء: (بالإنجليزية: Leukodystrophy)، يبدأ هذا النّوع من الضمور في مرحلة الطفولة، وهو مجموعة من الاضطرابات الوراثيّة النادرة التي تتسبّب بتلف الطبقة الواقية المُحيطة بالخلايا العصبية والمُسمّاة بغمد الميالين (بالإنجليزية: Myelin sheath) ممّا يؤدي إلى المُعاناة من مشاكل في الذاكرة، والحركة، والسلوك، والرؤية، والسمع.
  • التصلب المُتعدّد: (بالإنجليزية: Multiple sclerosis)، يُعتبر أحد أمراض المناعة الذاتيّة، ويتمثل بمهاجمة جهاز المناعة للغطاء الواقي المُحيط بالخلايا العصبية، ممّا قد يؤدي إلى تلف هذه الخلايا مع مرور الوقت، وبالتالي مشاكل في الإحساس، والحركة، والتنسيق، وقد يؤدي التّصلب المُتعدّد إلى حدوث عدّة مُضاعفات كالخرف وضمور الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ التّصلب المُتعدد يبدأ عادةً في سنّ البلوغ، ويؤثر في النساء أكثر من الرجال.
  • متلازمة نقص المناعة المكتسبة: أو الإيدز (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Syndrome) واختصاراً (AIDS)، ويُعزى حدوثها إلى الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، إذ يُهاجم هذا الفيروس جهاز المناعة في الجسم، وفي الحقيقة لا يُهاجم هذا الفيروس الخلايا العصبية بشكلٍ مباشر، ولكنّه يضُر بالروابط العصبيّة من خلال البروتينات والمواد الأخرى التي ينتجها، وتجدر الإشارة إلى أنّ داء المقوسات (بالإنجليزية: Toxoplasmosis) المُرتبط بالإيدز قد يؤدي إلى الإضرار بالخلايا العصبية الخاصّة بالدماغ أيضاً.
  • التهاب الدماغ: (بالإنجليزية: Encephalitis)، ويُعزى حدوث هذه الحالة إلى عدّة فيروسات؛ منها الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes Simplex) الذي يُعتبر أكثرها شيوعاً، وفيروس زيكا (بالإنجليزية: Zika virus)، وفيروس غرب النيل (بالإنجليزية: West nile virus)، إذ إنّ هذه الفيروسات قد تؤدي إلى الإضرار بالعصبونات الموجودة في الدماغ.
  • الزهري العصبي: (بالإنجليزية: Neurosyphilis)، تُصيب هذه الحالة مرضى الزهريّ الذين لا يتلقون العلاج الكامل، حيث تتمثل بتدمير الدماغ والغطاء الواقي المحيط به.

 

إقرأ أيضا:ما هي أسباب العصبية

أعراض ضمور المخ

قد تصاحب الإصابة بضمور المخ عدد من الأعراض المختلفة، نذكر منها ما يأتي:

  • الإصابة بالنوبات العصبيّة.
  • الإصابة بالخَرف، والذي يتمثل بفقدان الذاكرة، أو اختلال الأداء التنفيذيّ، أو تغيرات في السلوك.
  • المعاناة من الحبسة اللغويّة (بالإنجليزية: Aphasia)، أو فقدان القدرة على الكلام، والتي تتمثل بمواجهة صعوبة في التعبير عن اللغة أو فهمها.
  • الإصابة بضعف في العضلات.
  • المعاناة من فقدان السمع.

 

علاج ضمور المخ

في الحقيقة لا يوجد إلى الآن علاج مُحدّد أو شافٍ لضمور المخ، ولكن يُمكن استخدام بعض العلاجات للسيطرة على بعض الأعراض المُرتبطة بالمُسبّب الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، وينصح المختصون مرضى ضمور المخ بمراقبة ضغط الدم بشكلٍ دوريّ، والحرص على تناول الغذاء الصحيّ والمتوازن، إضافة إلى ممارسة التّمارين الرياضيّة؛ إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ ممارسة التّمارين الرياضيّة من شأنها إبطاء سرعة الضمور، وتجدر الإشارة إلى أهمية بقاء هؤلاء المرضى نشيطين عقلياً واجتماعياً.

إقرأ أيضا:ما هي أعراض توتر الأعصاب
السابق
تشخيص المرض باركنسن
التالي
الزهايمر كيف نواجهه