علاقات أسرية

طرق التعامل مع الزوج العنيد والعصبي

الزوج العنيد والعصبي

تُبنى العلاقات الزوجيّة على الودّ والتفاهم بين الشريكين، لكن أحياناً قد تجد المرأة صعوبةً في الاتصال مع زوجٍ منغلقٍ يرفض الاستماع إليها، خاصةً عندما يكون سريع الغضب في نفس الوقت، فالتعامل معه يحتاج الكثير من الصبر، واتّباع الأساليب الصحيحة التي تُناسب طباعه وشخصيّته، ولكن الأمر ليس مُستحيلاً، فالحب يصنع المُعجزات، خاصةً إذا كانت تتمتع بعزيمةٍ وإرادةٍ قويّة، وتجد نفسها قريبةً منه، وقادرةً على فهم أسباب عناده وغضبه، عندها تمتلك الدواء القادر على تحسّنه وإعادة توازنه من جديدٍ، والذي يُمكّنهما من التواصل بشكلٍ إيجابيٍّ، وهادفٍ يُحقق مبادئ الزواج وقيمه الناجحة، ويؤسس لسعادتهما وانسجامهما.

طرق التعامل مع الزوج العنيد والعصبي

يُمكن للزوجة التعامل مع شريكها العنيد سريع الغضب من خلال اتّباع الطرق الآتية:

التقرّب منه وفهمه وتقبّل الاختلاف معه

يجب على الزوجة أن تتقبل فكرة اختلاف الأفكار ووجهات النظر بينها وبين زوجها، وأن تتحلى بروحٍ رياضيّة وسعة صدرٍ تُلهمها على فعل الصواب، إضافةً لاجتهادها في فهمه، فقد يكون العناد والغضب نتيجةً لموقفٍ أو سببٍ خاص بالزوج تستطيع علاجه وإصلاحه، من خلال التقرّب منه ولمس قلبه وإظهار الاهتمام والعناية بمشاعره، وإزاحة الحواجز التي تفصل بينهما وتُباعد بين أرواحهما، فالانسجام والتناغم معه كفيلٌ بحلّ أي خلافٍ، وكسر أقوى الحواجز، مع ضرورة مُبادرة كلا الزوجين للتضحية والتنازلات من أجل بعضهما في بعض الخلافات، كما ويُمكن للزوجة أن تتخلى بلُطفٍ عن بعض القرارات غير الهامة والتي لا تؤثّر على استقرار وأمن العلاقة، وتتجنب تضخيم الأمور وتُبادر لإعطاءه فرصة أخذ القرار كإشارةٍ لطيفة تُشعره بأنّها لا تتعمد التصادم معه وإزعاجه.

إقرأ أيضا:ما بعد الطلاق

التأكيد على الحوار والمساواة والمشاركة

يجب على الزوجة أن تستبدل نهج العصبيّة والعناد بمبادئ أكثر إيجابيّةً ومرونةً، وتُساعدها على تغيير نظرة زوجها وطريقته في تحليل الأمور ومُناقشتها، فتؤكّد على ضرورة المُشاركة بينهما والمساواة في الحقوق والواجبات وصُنع القرارات التي تتعلق بمصير أسرتهما، وتخلق السعادة والتناغم بينهما، إضافةً لتبادل الاحترام باستمرارٍ رغم اختلاف وجهات النظر، وعدم لوم بعضهما، بل العمل الجماعي الذي يتحمل فيه كليهما المسؤوليّة والنتائج كوحدةٍ واحدة، فيتكاتفان للرقيّ بأسرتهما ونموّها، والعمل كزوجين حقيقيين يُكملان بعضهما البعض، وتوضح له تأثير هذه المبادئ على استقرار علاقتهما وصحتها.

الإيجابيّة والتحلّي بالصبر والتسامح

قد يكون الزوج العنيد والغاضب شخصاً حساساً يشعر بالألم أو الحاجة للاحترام والحب، ويبحث عن مشاعر التسامح والمودّة من زوجته بشكلٍ خاصٍ كونها شريكته ونصفه المُكمّل الذي يرتاح معه أكثر من الآخرين، لكنه يعجز عن التعبير والبوح لها، ويتصرف عكس ما يشعر، أو يُحاول إخفاء ضعفه بالعناد والغضب، وهُنا يأتي التسامح، والصبر، والإيجابيّة، والعطف من الزوجة كضمادٍ للجروح، وبلسمٍ يشفي أوجاع الزوج ويُخفف من ألمه، فيُشعره بالراحة أكثر، والمرونة والهدوء، الأمر الذي ينعكس على تفكيره وطريقة تعبيره أو نظرته للأمور، ويُشعره بالحاجة لوجود زوجته بجانبه، وضرورة وأهمية مُشاركتها له في صُنع القرار، ويُنمّي محبتها داخله فيتراجع عن عناده، ويُخفف من حدّة انفعالاته، ويُبادر لإسعادها وإرضائها، وردّ جميلها ولُطفها معه.

إقرأ أيضا:أساليب العقاب التربوية

التبديل بين منهجيّ الحزم والمرونة

يجب على الزوجة أن تفهم جيّداً معنى الحزم وأخذ موقفٍ في سبيل تغيير قرار الزوج العنيد العصبي، وجعله يتفاعل معها ويُشاركها صُنعه بمحبةٍ ومرونةٍ أكثر، حيث إنه بعيدٌ تماماً ويتعارض مع أساليب اللوم والغضب، أو العتاب، والاصطدام بشكلٍ مُباشرٍ، والتمسك بالرأي أو محاولة السيطرة وفرضه على الزوج، بل يظهر من خلال محاولتها التعبير عن رغباتها واحتياجاتها وشرح فكرتها لشريكها بأسلوبٍ لطيفٍ ومرنٍ تحترم فيه رأيه لكنها تؤكد على مُعارضتها الوديّة له، وتؤكد بأنّه لا ينسجم مع منطقها ورؤيتها الخاصة للأمور، وبالمُقابل تحاول توضيح رغبتها بشكلٍ مُبسطٍ وسلسٍ في سبيل إقناعه، وتكون صادقة، ورقيقة الأسلوب، وواثقة النبرة في تعبيرها، مع تأكيدها على تحمّلها للمسؤوليّة معه أيضاً.

خطوات إجراء حوارٍ هادفٍ مع زوجٍ عصبي وعنيد

يُمكن للزوجة أن تُنشئ حواراً إيجابيّاً وهادفاً تتواصل من خلاله بطريقةٍ فعّالة مع الزوج العصبي والعنيد، من خلال اتّباع الخطوات الآتية:

  • تقييم أهميّة وهدف الحوار: حيث إنّ بعض المواقف والأفكار قد تبدو غير مهمةٍ، ولا داعي للخوض في جدالٍ مع زوج معروفٌ بعناده وعصبيّته من أجلها؛ حيث إنّها لا تمسّ أو تؤثّر على حياة الزوجين بشكلٍ مُباشر.
  • تبادل الاستماع: الاستماع للزوج والاعتراف بأفكاره، وعدم ربطها بالمواقف السابقة وتركه يتحدث دون مقاطعته، وسؤاله عندما يصعب على الزوجه فهمه، أو خشيّة عدم التحقق والإساءه لمشاعره، كما أنه أمرٌ يؤثّر به ويريه مدى اهتمام وحب زوجته له، وعند انتهاءه يأتي دورها لتتقدم وتتحدث معه بثقةٍ، وتستخدم الحجج والبراهين التي توضح له الموقف بطريقةٍ أكثر دقةً، وتُساعده على فهمها والإحساس بها أكثر.
  • التحقق من فهمه لها: يجب على الزوجة أن تتحقق من أن زوجها قد فهم ما تُحاول إيصاله له؛ لأن هذا له دورٌ كبير في التأثير عليه وإقناعه على تغيير رأيه.
  • الوصول للنتيجة: تُقرر الزوجة في النهاية النتيجة النهائيّة لهذا الحوار، فقد يكون الحوار غير مهمٍ فتسمح له بالقرار نيابةً عنها، أو يُمكن أن يكون أحدهما قد اقتنع بوجهة نظر الآخر وغيّر من نظرته وقراره، أو أن تأخذ الزوجة موقفاً جديّاً وثابتاً وتستمر عليه عندما يكون الزوج على خطأ، ويُحاول فرض رأيه من باب العناد فقط.

نصائح للتعامل مع الزوج العنيد والعصبي

تُنصح الزوجة باتّباع الإرشادات والتوجيهات الآتية عند التعامل مع الزوج العنيد العصبي، وهي:

إقرأ أيضا:ما هي صفات الزوجة الصالحة
  • تغيير الزوجة نظرتها لزوجها العنيد، ومحاولة التقرّب منه أكثر بدل رفضه، حيث إنّ الشخص العنيد قد يمتلك قوّة وإرادة ومُثابرة كبيرة، وهي صفات إيجابيّة يُمكن للزوجة إعادة توجيهها بطريقةٍ تدعم علاقتهما، وتكون سبباً في نجاح الزوج لاحقاً.
  • عدم الاستسلام أمام عناد وغضب الزوج في كلّ مرّة، وحينما تشعر المرأة بأنّها على وشك الاستسلام أو فقدان أعصابها وعدم القدرة على السيطرة على كلماتها وأفعالها فيمكنها أخذ استراحةٍ، ومغادرة المكان ثم العودة ومتابعة الحوار عندما تهدأ.
  • تخطيط الزوجة لنقاشها، وذلك بوضع استراتيجيّةٍ قويّةٍ لإدارة الحوار، وتجنّب إلقاء اللوم على الزوج ومواجهته بخطأه، بل اعتماد الحجج والأدلة كمفتاحٍ للفوز وكسب النقاش وجعله يشعر بأنّها على صواب.
  • اختيار الوقت والمكان المُناسب لإجراء الحوار مع الزوج العنيد، بحيث يكون كلاهما جاهزين للتحدّث، والخوض في نقاشٍ إيجابيٍّ وهادف.
  • طلب المُحافظة على الاحترام من الزوج، مهما كانت الظروف أو الخلافات، والتأكيد على حريّة التعبير لكلٍ منهما، وأنّ الاختلاف لا يُفسد الود بينهما.
السابق
ما واجبنا نحو الأم
التالي
كيف أتعامل مع زوجي المشغول دائماً