تراكم الدهون في البطن والأرداف
يبحث الكثير من الأشخاص عن حلول للتخلص من مشكلة تراكم الدهون في البطن والأرداف، وقد ثبُت أنّ الحل الأمثل يكمُن في التخلص من السمنة بشكل عام والوزن الزائد من كل أجزاء الجسم، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني المتنوع بانتظام، حيث إنّ الجسم يفقد الدهون من مختلف الأماكن بشكل يختلف من شخص لآخر تبعاً لعدة عوامل، ولا يمكن فقدان الوزن بشكل طبيعي من منطقة دون أخرى.
هناك عوامل كثيرة تؤثر في تراكم الدهون في الجسم، وخاصةً في محيط الخصر، ومن تلك العوامل عمليات الولادة، والوجبات السريعة، واضطرابات النوم، وتناول بعض أنواع الأدوية، والتقدم بالعمر.
نوعية دهون البطن والأرداف
قسم العلماء حديثاً الدهون في الجسم حسب نوعها ومكان تراكمها، فبالنسبة لنوع الدهون، تم تقسيمها إلى نوعَين هما، الدهون البنيّة، والتي توجد في أجسام الأشخاص الأصحاء أكثر من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وتساعد هذه الدهون عمليات حرق السعرات الحرارية المستهلكة، وهي ذاتها التي يسعى العلماء لإيجاد طريقة لزيادة نسبتها في الجسم كوسيلة للتخلص من السمنة، أما النوع الثاني فهو الدهون البيضاء، والتي تتراكم في أجسام الأشخاص البدناء، وتعمل عمل الغدد الصماء في الجسم.
فيما يخُصّ أماكن تراكم الدهون فقد قُسِّمت الدهون إلى نوعين، الدهون الحشوية والدهون الموجودة تحت الجلد؛ فإذا تراكمت الدهون الموجودة حول الأعضاء الداخلية في منطقة البطن فإنها تُسمّى دهوناً حشويّة، وتُلحق هذه الدهون الضرر بصحة الإنسان، وترفع خطر الإصابة بأمراض السكري والقلب، والسكتات الدماغيّة، وتوجد فوق الدهون الحشويّة الدهون تحت الجلد، والتي قد لا تكون ضارة كأنواع الدهون الأخرى، بل قد تكون مفيدة لصحة الجسم، وهي ذاتها الدهون الموجودة في منطقة الفخذين والأرداف.
إقرأ أيضا:طرق لتخفيف الوزنالحقيقة وراء تنحيف البطن والأرداف
تختلف طبيعة جسم كل شخص في ما يخص مَناطق تراكم الدهون فيه، ولهذا الاختلاف أسباب بيئيّة ووراثية، فقد تبدأ الدهون بالتراكم في منطقة البطن مُكوّنةً شكل (جسم التفاحة)، وقد تبدأ بالتراكم في منطقة الفخذين والأرداف مكوّنةً شكل (جسم الكمثرى)، كما تتراكم الدهون عند بعض الأشخاص في الجزء العلوي من الجسم كالساعدَين والصدر، وعند الاستمرار بتراكم الدهون فإنّها تبدأ بالتوزع والانتشار في مناطق الجسم الأخرى على حسب طبيعة الجسم وطريقة تكوّن وتراكم الدهون فيه.
لا يُمكن تحديد المنطقة المُراد خسارة الدهون منها دون غيرها؛ فقد أثبت العلم أنّه لا يوجد نِظام غذائي، أو طعام، أو عشبة مُعيّنة تؤدّي هذه الوظيفة السحريّة، كما أنه لا يوجد برنامج غذائي يتركز على خسارة دهون الأرداف أو دهون البطن حصراً دون غيرها كما يُشاع بين الناس، وإنّما يبدأ الجسم بخسارة الدهون عموماً من مختلف أماكن الجسم، وبالتدريج، حيث يبدأ بخسارة الدهون من آخر منطقة تراكمت فيها الدهون وصولاً لأوّل منطقة بدأ فيها التراكم، فإذا بدأ مثلاً تراكم الدهون في منطقة البطن وصولاً لمنطقة الأرداف والفخذين، فإنّ الخسارة ستبدأ من الفخذ والأرداف وتنتهي من البطن، أي بشكل عكسي.
تمارين رياضية لشد البطن والأرداف
بجانب اتباع نظام غذائي صحي خاص للتنحيف، يُنصح أيضاً بممارسة التمارين الرياضية التي تحرق الدهون، وتشد الجسم، وتعطيه المظهر المطلوب، لذا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية الآتية لشد منطقتَي البطن والأرداف:
إقرأ أيضا:طرق سد الشهيةلشد البطن
ينصح أولاً بالاستلقاء على الظهر وثني الرجلين، بالتزامن مع وضع اليدين بوضعية التشبيك خلف الرقبة وفتح الكوعين للخارج، ومن ثم محاولة رفع الجزء العلوي من الظهر إلى أعلى درجة ممكنة ببطء مع التركيز على منطقة البطن، ويُنصح بالحفاظ على هذه الوضعية للحظة قبل الرجوع للوضعية الأصلية، وتكرارها 20 مرة متتالية، ولثلاث فترات متفرقة (أي ما مجموعه 60 مرة).
يمكن أيضاً أن يستلق الشخص على ظهره ويثني ركبتيه، مع وضع الذراعين على الصدر بشكل متقاطع، ومن ثم يضغط على المعدة باتجاه الأرض بالتزامن مع رفع الرأس والكتفين عن الأرض وإبعاد الذقن عن الصدر.
لشد الأرداف
لشد عضلات الخصر الجانبيّة يُنصح بالاستلقاء على الظهر وثني الركبتين، ومحاولة لمس الركبة اليسرى بالكوع الأيمن والعكس أيضاً، مع المحافظة على بقاء القدمين على الأرض، والتركيز على الضغط على منطقة البطن والشعور بشد العضلات الجانبيّة.
لشد عضلات أسفل الظهر يُنصح بالاستلقاء على البطن وسند الرأس باليد، ومن ثم الإبقاء على الفخذين ملامسين للأرض ومحاولة رفع كل رجل وخفضها حتى الشعور بشد عضلات أسفل الظهر.
لشد البطن والأرداف معاً
ينصح بالجلوس على حافة أي شيء مرتفع عن الأرض قليلاً، وتثبيت اليدين على بعد عدة سنتيمترات من جانبي الأرداف، ومن ثم فرد الظهر وجعله على استقامة واحدة مع شد عضلات البطن ورفع الصدر، وضم الرجلين وثني الركبتين باتجاه الجسم، ثم ثني الكوعين قليلاً بالتزامن مع خفض الرجلين قليلاً وفردهما للخارج، مع الاحتفاظ بأصابع القدم مفرودة في خط مستقيم، ويجب إرخاء عضلات الرقبة أيضاً، وعند العودة لوضعية البداية يجب ثني الركبتين، وفرد الذراعين في آن واحد، يُكرّر هذا التمرين 40 مرة للحصول على النتائج المرجوة.
إقرأ أيضا:أسهل طريقة لتخفيف الوزن في أسبوعنصائح مفيدة لخسارة الدهون
يعتقد الكثير من الناس أنّ السبب وراء تَراكم دهون البطن والأرداف غالباً ما يكون وراثياً يَصعب التحكّم به وإيقافه، لكن الحقيقة أنّ الطعام غير الصحيّ الغني بالدهون المشبعة والسكريات بأنواعها هو السبب الحقيقيّ وراء حدوث هذه المشكلة، والحلّ هنا يَكمن في الاستغناء عن الأطعمة المصنّعة والمكرّرة، واستبدالها بالدهون الصحيّة الأحادية غير المشبعة؛ حيث إنّها تُذيب الدّهون المستعصية عن طريق إرسال إشارات للدماغ تُمنحه الشعور بامتلاء المعدة، ممّا يؤدّي إلى استهلاك كميّاتٍ أقل من الطعام، ومنح الشعور بالامتلاء لفترات أطول.
تشكل زيادة الدهون خطراً حقيقيّاً على صحة الإنسان، فتراكمها يسبب زيادة فرص الإصابة بالعديد من الأمراض؛ كمرض السرطان، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم؛ حيث تزيد دهون البطن الحشويّة من فرص الإصابة بالنوبات القلبية، والسبب في ذلك يعود لقدرتها على زيادة من سماكة جدران الأوعية الدمويّة، كما أنّها قد تزيد الضغط على الكبد مما يؤثر في عملياته الحيويّة، ويقلل من كفاءته، ويُصعّب من عملية تصفية المواد السامة من الدم، وطرحها خَارج الجسم. هناك الكثير من الطرق التي قد تساعد على إذابة الدهون ومنها الدهون المتراكمة في منطقة البطن، ومن النصائح المفيدة لخسارة الدهون:
- النصيحة الأولى: للتخلّص من الدهون يُنصح بعدم تناول الأطعمة الغنيّة بالسكر والدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة المكرّرة، والتي عادةً ما تكون غنيةً بالكربوهيدرات، والألوان والنكهات الصناعيّة، والمواد الحافظة الضارة بصحة الإنسان، والتي بدورها تُعطّل عمل أعضاء الجسم المختلفة، وتُقلّل من كفاءتها، وأهمها الكبد المسؤول عن تخليص الجسم من السموم وتكسير الدهون، كما أنّ لها دوراً في تقليل قدرة الجسم على التخلّص من الدهون الزائدة؛ لأنّ الجسم يخزّن الدهون الزائدة باعتبارها وسيلة حماية للأجهزة المختلفة.
- النصيحة الثانية: يُنصح أيضاً بتناول الأغذية الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسّرات، وجوز الهند، والبذور؛ حيث إنّ هذه الأغذية تدعم عملية إذابة الدّهون بشكلٍ عام، والدهون الصعبة بشكلٍ خاص والمُوجودة في منطقة البطن، لأنها تمنح الشعور بالامتلاء، ممّا يُقلّل مُعدّل كمية الطعام المستهلكة بشكل عام خلال اليوم.
- النصيحة الثالثة: يُنصح أيضاً بالحدّ من تناول جميع أنواع السكريات وكذلك الحبوب؛ حيث يرجع الخبراء سبب داء البدانة والأمراض المُزمنة الأخرى إلى استهلاك القمح، إذ إنّه يزيد من مُستويات السكر في الدم، ولكن عند نزول مستويات السكر بعد ارتفاعها تزداد الشهيّة ويزداد الشعور بالجوع والرّغبة في تناول المزيد من منتجات القمح، ولذلك فإنّ التقليل من تناول منتجات القمح يحدّ من مشكلة تراكم الدهون وخاصة دهون البطن ويُخلّص الجسم منها.
- النصيحة الرابعة: بعد تعديل النظام الغذائيّ، واتباع نظام غذائيّ صحي، يُنصح بإضافة بعض الأعشاب والنباتات الطبيعيّة إلى البرنامج الغذائي اليومي؛ حيث تَحتوي الكثير منها على مركّبات كيميائية قويّة تعزز عملية حرق الدهون عن طريق رفع مستويات عمليات الأيض، وزيادة إفراز الأحماض الدهنية من أماكن تخزين الدهون، والتقليل من شعور الجوع، ممّا يخفض مستوى السعرات الحراريّة المُستهلكة، وأكبر مثال على ذلك نبات الزّنجبيل، الذي يُعدّ من أقوى النباتات وأكثرها قوة وفعاليّةً؛ لاحتوائِه على مُركّبات كيميائية تُنظف الجسم من السموم، كما تحفّز عمليّة الهضم، وتُعزّز كفاءة الدّورة الدموية.