صناعة الدمى
بدأت صناعة الدمى البسيطة والتقليديّة منذ القدم في مُختلف أنحاء العالم، بقصد المرح والتسليّة وتنميّة مهارات الأطفال الاجتماعيّة عند مشاركتهم اللعب فيها معاً بتناغمٍ ومحبة، وتطورت صناعتها شيئاً فشيئاً، فوصلت لاكتشاف تقنياتٍ جديدة ذكيّة ومميّزة، نتج عنها صناعة دمىً إلكترونيّة وثلاثيّة الأبعاد، وأخرى تُحاكي الطفل وتستجيب له وتتحدث معه، والتي جذبت الأطفال بشدّةٍ، لكن بغضّ النظر عن نوعيّة الدمى وتقنياتها، فهي تظل وسيلةً تُسعد الطفل باللعب والاستمتاع فيها، ومن هذه الألعاب ما يمكن صنعه بالمنزل بخطواتٍ بسيطة سنتحدث عنها لاحقاً.
طريقة صناعة الدمى
هُنالك العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها لصناعة الدمى الجميلة والمميّزة للأطفال، ومنها:
صنع دميّة ذات أطرافٍ جاهزة
تُصنع هذه الدميّة ذات الأطراف الجاهزة بالطريقة الآتية:
- الأدوات المُستخدمة:
- أجزاء اللعب الجاهزة، وتشمل: الرأس، والجسد، والأطراف (يتم شرائها من متجر الدمى).
- ملابس الدمى جاهزة الصنع.
- فرشاة صغيرة للرسم على وجه الدميّة.
- خيوط غزل، أو قماش لصُنع شعر الدميّة.
- طلاء الإكريليك الملون لرسم تفاصيل وجه الدميّة.
- غراء لاصق عند الرغبة بإلصاق الأطراف وتثبيتها للأبد.
- طريقة االاستخدام:
- تُجمّع الأطراف كلٌ حسب موقعه، فيوضع الرأس بالأعلى والقدمين واليدين تُلصقان بالجسد، حيث إنّ لها ثقوب خاصة توضع بها، كما يُمكن إلصاقها بواسطة الغراء اللاصق لضمان عدم سقوطها أو تفككها، مع مراعاة مسح الغراء الزائد على زوايا الأطراف.
- رسم تفاصيل وجه اللعبة (بعض الوجوه تكون جاهزة وتحتوي هذه التفاصيل)، وذلك باستخدام طلاء الإكريليك، وفرشاة رسمٍ صغيرة، بحيث تُرسم العينين، وتلونان باللون الأبيض والأزرق ويوضع الأسود في المنتصف مثلاً، كما ويُرسم الفم باللون الأحمر، أو الورديّ، والأنف إذا لم يكن مُحدداً فيمكن رسمه على شكل حرف U بخطٍ دقيق، ويُمكن وضع أحمر الخدود شرط استخدام اللون الوردي الفاتح جداً لهذا الغرض، إضافةً لوجوب ترك التفاصيل تجف جيّداً، وعدم رسمها واحداً تلو الآخر، بل ترك مدّة ساعةٍ تقريباً تفصل بينها، ثم تركها على الوجه كاملاً بضع ساعات ليجف جيّداً، ويُمكن تركها ليلةً كاملة.
- صُنع شعرٍ مُستعارٍ للعبة من خيوط الغزل، أو بقماشٍ آخر حسب الرغبة، عبر إلصاق مجموعة من خيوط الغزل في منتصف رأس الدميّة بواسطة الغراء اللاصق، أو استخدام الشعر المُستعار الجاهز الصُنع.
- إلباس الدميّة الملابس المُختارة جاهزة الصنع، والتي يتم شرائها من متجر الدمى.
صنع دميّة محشوة
يُمكن صُنع دمى محشوة ذات حجمٍ كبير ولطيفة الشكل، باستخدام الملابس القديمة للطفل، من خلال الخطوات الآتية:
إقرأ أيضا:حماية الأسرة- الأدوات المُستخدمة:
- قميص مُستخدم طويل الأكمام.
- بنطال قديم.
- علّاقة سلكيّة.
- دبابيس للتثبيت.
- قفازات مطاطيّة.
- جوارب قماشيّة، أو حذاء قديم.
- قناع جاهز للوجه يُمكن ارتدائه بحيث يُغطي الرأس كاملاً (يتم شرائه من محلات ألعاب الأطفال أو المكتبات).
- وتد خشبي مُستقيم، أو بتصميمٍ خاصٍ له قدمين.
- طريقة الاستخدام:
- وضع القميص داخل البنطال تماماً كما لو أن شخصاً ما يرتديه، ثم ضم البنطال عليه وتثبيته بواسطة الدبابيس، أو خياطته.
- وضع العلّاقة البلاستيكيّة داخل القميص في منطقة الكتفين؛ لجعلها أكثر انحناءً وطبيعيّةً أكثر.
- حشو البنطال والقميص بأكياس التسوق البلاستيكيّة، أو بأوراق الجرائد الموجودة في المنزل.
- حشو القفازات المطاطيّة بالأوراق أو بأكياس النايلون، ثم إلصاقها بأكمام القميص كيدين حقيقتين، أو تثبيتها بالدبابيس.
- حشو الجوارب القماشيّة تماماً كقطع الملابس السابقة ووضعها داخل البنطال أسفل القدمين، ويُمكن استخدام حذاءٍ قديمٍ بدلاً منها.
- حشو قناع الوجه بمجموعةٍ من الأوراق وتحضيره كرأسٍ للدميّة.
- استخدام وتد بحيث يمتد أسفل القميص، ويُعلّق عليه رأس الدميّة، ويُمكن خراطة وتد خاص بحيث يُشكَّل له قدمين تُدخَلان أسفل البنطال فتبدو الدميّة أجمل وطبيعية أكثر.
صنع دميّة قماش محشوة بنمط جاهز
تُصنع الدمى القماشيّة المحشوة ذات الأنماط الجاهزة التي تُسهّل طريقة العمل، إضافةً لامتلاكها التصاميم الأنيقة والجذّابة، وذلك باتباع الخطوات الآتية:
إقرأ أيضا:أدوات الشوي- الأدوات المُستخدمة:
- نمط جاهز لتصميم وطريقة عمل الدميّة (يُمكن شراءه من متاجر الدمى).
- قطعة قماش لجسم اللعبة.
- قطع قماش ملوّنة لصناعة ملابس الدميّة.
- حشوة داخليّة كالقطن مثلاً.
- خيوط ملوّنة.
- مقص.
- إبرة.
- دبابيس لتثبيت القماش.
- طريقة االاستخدام:
- يُقص القماش حسب النمط الجاهز الذي تم اختياره باستخدام المقص وتُجمّع القطع جانباً، ويُراعى عدم طيّها أو تجعدها، إضافةً لترك مسافة 2.5 سم على حواف القطع؛ لثنيها للداخل أثناء الخياطة لاحقاً.
- تُخاط القطع وتُجهّز للحشو من خلال عمل غرز تُساعد على تحديد منحنيات الدميّة وذلك بناءً على تعليمات النمط المُحددة عليه.
- تُحشى القطع وجميع أجزاء الدميّة بواسطة الحشوات القطنيّة التي تُدخل برفقٍ للأجزاء الضيّقة على شكل كراتٍ أو عمل مثلثات للأجزاء الصغيرة، ويُحشى الرأس أيضاً مع تركه فضفاضاً، إضافةً للتحقق من حشوها جميعاً بشكلٍ مُناسب.
- تُخاط جميع أجزاء الدميّة وتوصل أطرافها معاً باستخدام خيطٍ ملوّن حسب تعليمات تصميم الدميّة، ولا ننسى ضرورة إغلاق مكان الحشوات لمنع خروجها.
- تُضاف العناصر الجماليّة للدميّة التي تُبرز تصميمها، ومنها: الشعر، وملامح الوجه الأساسيّة، والتي تتطلب استخدام خيوطٍ ملونة وبعض الإبداع والتميّز، حيث يُستخدم خيط باللون الأزرق، أو الأسود، أو البني، أو الأخضر للعيون، وآخر أحمر أو أسود للفم باستخدام إبرةٍ وخيوط النسج والتطريز، إضافةً لغزل الشعر.
الدمى الإلكترونيّة
تطورت أنواع وأشكال الدمى الإلكترونيّة الحديثة وأصبحت تجذب الأطفال بشكلٍ كبيرٍ، نظراً لجمال تصاميمها وتقنيات تصنيعها الفريدة من نوعها، حيث إنّ صناعة الدمى أصبحت أكثر تعقيداً وتتم باستخدام الآلات والمعدات التكنولوجيّة الحديثة، إضافةً لاحتوائها من الداخل على العديد من العناصر الدقيقة التي تشد صُنّاع الألعاب أكثر من اللعبة نفسها، ومنها: الدرّات الكهربائية، واستخدام تطبيقات الفيزياء المعقدّة، والتي بدورها تسعد الأطفال وتزيد من إثارتهم وحماسهم عند اللعب بها أيضاً.
إقرأ أيضا:حقائق غريبةأهمية اللعب للأطفال
يعود اللعب على الأطفال بفوائد وأهميةً نفسيّة واجتماعيّة كبيرة وعديدة، ومنها ما يأتي:
- نموّ الفكر: حيث يتعلم الأطفال ويُمارسون مهاراتٍ عدة أثناء اللعب، ومنها: الكتابة، والرسم، والتخطيط، والتنظيم، والحساب، وإنشاء القصص، والأعمال الدراميّة الخياليّة التي تقوم بها الدمى بأدوارٍ خاصة، ويُمارسون فيها أدوار البطولة بالتضامن والتعاون مع بعضهم، الأمر الذي يجعلهم يستخدمون مفرداتٍ جديدة، ويتعلمونها من بعضهم، إضافةً لتعلّم واكتساب بعض الهوايات والمهارات الأخرى المُسلّية، كالغناء، والرقص، وغيره.
- تعزيز الخيال الإبداعي لهم: وذلك من خلال الانخراط في عالم الألعاب، والانتقال من بيئتهم الاجتماعيّة الحالية لبيئة لعبٍ جديدة من ابتكارهم، حيث يشاركون فيها الدمى النشاطات المُختلفة، ويستجيبون لمؤثراتها بعدّة طرقٍ، ويحلّون فيها المشكلات، ويقومون بعدّة أدوارٍ ممتعة في نفس اللحظة، تُنمي حسهم وقدرتهم على التخيّل والابتكار.
- دعم صحتهم وطاقتهم البدنيّة والحركيّة والعقليّة: حيث إنّ الأطفال يقفزون ويتحركون بشكلٍ مستمرٍ أثناء اللعب مع بعضهم البعض، ويُمارسون العديد من الرياضات الجسديّة، والذهنيّة، كالركض، والمشي، والقفز، والحساب، وإجراء السباقات، وإحصاء الأشياء، وغيرها.
- النموّ العاطفي والاجتماعي: تتطلب بعض أنواع اللعب تشارك الاطفال وتعاونهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض، الأمر الذي يُعزز قدراتهم على التواصل والمشاركة مع الآخرين، والإنخراط في صداقاتٍ وعلاقاتٍ مميّزة مع باقي الأطفال من عمرهم، ولا ننسى اكتسابهم مهارات التعبير، والتضامن، والتعاطف، والتسامح مع بعضهم البعض، فقد يختلف الأطفال ويتصالحون، أو يصلون لحلولٍ لخلافاتهم بشكلٍ وديٍّ ولطيفٍ، وقد يقدمون الدعم والمواساة لبعضهم، إضافةً لتعلم القيادة، وتجربة مشاعر أخرى، كالفرح، والحزن، والحب، والإحباط، والتفاؤل عند الفوز والخسارة، والتي ترفع من رصيد خبراتهم، وتزيد كفائاتهم، وتنميّ شخصياتهم مع الوقت.